الأقصى منبر مضى ومنبر يعود

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الأقصى منبر مضى ومنبر يعود


بقلم : محمد مفيد الخالد

تمر علينا الذكرى الأليمة ( ذكرى إحراق المسجد الأقصي المبارك ) وما زال أقصانا يعاني ما يعانيه من جراح واعتداء وحفر، وصرخاته يتسع صداها يوما بعد يوم، وهو يُطعن من كل الجوانب، لعل أمة الإسلام تسمع وتستجيب، ولكن، وعلى ما يبدو أن النوم عميق، والبعض غريق ، بما يشتهي، ولا يريد أن يستفيق.

لا أريد ان أكون متشائما، لكن أرقني صراخ شيخ الأقصى ( الشيخ رائد صلاح ) وهو يصرخ ( الأقصى في خطر )، ( الأقصى في خطر )، وهو عندما يقول ذلك فإنه أعلم بما يقول، لأنه يتحدث من هناك، من صميم المكان، لقد رأى وشاهد بعينه ما يحدث، لقد تابع التقارير الصهيونية المخيفة، ولمس القرارات العنيفة بحق الأقصى والقدس، لذلك هو عندما يصرخ فينا فإنه لا يريد إيذاء مسامعنا، بل يريد تحريك قلوبنا المؤمنة لاستعادة حقنا المسلوب، وانقاذ تاريخنا المنهوب، ومن غير هروب، يريد منا أن نجيب على سؤال سأله شعرا على لسان القدس :

القدس تسألنـا أليس لعفتـي حـق عليكـم ؟

أنا في المذلة أرتمـي يا حسرتي ماذا لديكـم ؟

أنا في المهانة غـارق حتى متى أسفي عليكم ؟

ومتى تثور زحوفكـم وتجيبني: جئنـا إليكـم ؟

يا عاركم من ذي التي عن نصرتي شلت يديكم ؟

الشيخ رائد صلاح ورغم كل المؤامرات على المسجد الأقصي الجريح عبر السنين أطلق تفائلا عجيبا مليئا بالثقة بدين الله عزوجل عندما قال : إن التاريخ بإذن الله وبفضله أثبت أن كل من أراد الإعتداء على حرمة المسجد الأقصي والقضاء عليه وهدمه، هُزم وانكسر واندحر على يد جند الله سبحانه وتعالى وهذا ما يطمئنني على المسجد الأقصي.

صدقت يا صلاح ونسأل الله أن يرينا واياك وبك النصر بإذن الله وتحرير المسجد الأقصي المبارك، ولعل الله عزو جل له حكمة أن يكون اسمك رائد صلاح، فأنت على خطا صلاح الدين في دفاعك وإيمانك وارتفاعك فوق الهموم والتحديات.

ولعل الله بحكمته وفضله أبدلنا عن المنبر المفقود الذي أحرقه الصهاينة حقدا وكرها، أبدلنا بمنبر آخر ومن نوع آخر، منبر متحرك له قلب وفكر وعقيدة، وهم اليوم يسعون لإحراقه بالسجون والاتهامات والاعتقالات، لا كما أحرقوا المنبر الخشبي بالنار، ولكن هيهات هيهات، فإنه اليوم رمز وقائد، ورجل مجاهد، وقدوة قد أنجب لنا الكثير من الرواد والأجيال، التي ستحمي الأقصى في كل الأحوال، مهما رأت من الأهوال. ولله دره عندما قال وهو في السجن :

هيا وموتوا حسرةً وبغيظكُم يا ظالمــونْ

السجنُ لم يسجن حياتي لحظةً يا واهمون

والقيد لم يكسرْ يَديّ عن الكتابة في يقينْ

والليل لم يحرم عيوني رؤيةَ الفجر المُبينْ

بقي أن نعي النداء ( الأقصى في خطر ) وأن نقدم للقدس كل مانملك من مال وأوقات وأنفس حفاظا عليها وإرضاءا لله سبحانه الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصي.

المصدر