الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال على شفير الانفجار
تسوء أحوال الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بشكل مطرد، بحسب ما يستدل من إفادات جديدة وثقتها جمعية فلسطينية معنية بشئونهم، فقد أكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ سجون الاحتلال الصهيوني باتت "على وشك الانفجار"، بسبب الإجراءات الصارمة، والحياة القاسية، التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون القابعون داخلها.. جاء ذلك بعد الزيارات، التي قام بها محامو نادي الأسير لعدد من السجون ومعسكرات الاعتقال والتحقيق، التقوا خلالها مع عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
فقد التقت محامية نادي الأسير "فاتن العصيبي" مع عشرة معتقلين من أصل ألف ومائتين وخمسين أسيرًا معتقلين في سجن النقب الصحراوي.. وقد اشتكى الأسرى من الإجراءات، التي اتخذتها إدارة السجن، بمنع دخول المواد الغذائية في شهر رمضان.
وقال الأسرى إنّ عددًا من الشاحنات المحملة بالملابس والمواد الغذائية قد تم إرجاعها، بعد وصولها السجن، دون السماح لها بإنزال حمولتها، على الرغم من موافقة مدير السجن على ذلك مسبقًا، وتحدث الأسرى عن النقص الشديد في المواد الغذائية والملابس، وحاجتهم الماسة للدعم في هذا الجانب، على ضوء تزايد عدد المعتقلين في سجن النقب، بينما اشتكوا من سُوء الطعام المقدم لهم، وعدم كفايته لحاجياتهم، واستفزازات جنود السجن المتواصلة لهم.
ونقل نادي الأسير مؤشرات مقلقة عن سياسة الإهمال الطبي، التي تُمارس على المعتقلين الفلسطينيين، في سجون الاحتلال، وحاجة عدد من الأسرى للعلاج، وإجراء عمليات جراحية، في الوقت الذي يوجد فيه في سجن النقب ما يقرب من مائة وثلاثين حالة مرضية بحاجة ماسة للعلاج.
وأبدى أسرى النقب قلقهم المتواصل، بسبب التجديد المستمر للاعتقال الإداري، فقد بلغ عدد الأسرى الإداريين تسعمائة معتقل، 40% منهم تم التجديد لهم للمرة الثالثة، بينما يضم المعتقل ذاته خمسين قاصرًا، ممن حوكموا بالسجن الإداري، وقال الأسرى: إنّ محكمة الاستئناف العسكرية في النقب تعرض على المعتقلين الإبعاد إلى الخارج لفترات تتراوح ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات، إلا أن الأسرى يرفضون دائماً هذا العرض.. كما أعرب الأسرى الإداريين في الضفة الغربية عن قلقهم من سياسة إبعادهم إلى قطاع غزة ، فقد أصبح مصير الأسير الإداري مجهولاً، في ظل عدم وجود قواعد قانونية واضحة تحدد مآله.
وفي المقابل أكد معتقلون زارهم محامي نادي الأسير "نزار محاجنة"، في معتقل سالم، أنهم بحاجة ماسة إلى ملابس وأغطية شتوية.. وأوضح الأسرى أن ظروف المعتقل صعبة جدًا، كما أنه ابتداءً من الساعة العاشرة ليلاً يتم منع الأسرى من الذهاب إلى المرحاض، مما يضطرهم إلى قضاء الحاجة في برميل موجود في الغرفة، بطريقة تتنافى مع الكرامة الإنسانية، وأشار الأسرى في معتقل سالم إلى أنّ الأكل المقدم لهم سيء جدًا، وظروف النوم صعبة للغاية، بسبب الازدحام، واتساخ الفراش وقذارته.. وقد ظهرت بسبب ذلك الفطريات على أجسام الأسرى، وتحدثوا عن الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم للمرضى منهم.
وفي سياق متصل، قال ثمانية معتقلين لمحامي نادي الأسير "عدنان أبو ليلى"، الذي التقاهم في معتقل حوارة العسكري، الذي يضم 52 معتقلاً، إنّ معاملة جنود الاحتلال للأسرى "سيئة ووحشية"، إذ يتم تعرية المعتقلين، بعد إخراجهم من غرفهم، في منتصف الليل، وتفتيش أجسامهم، بشكل استفزازي.. وأفاد الأسرى بأنّ هذا التنكيل يتكرر باستمرار، ويصاحبه الضرب والاعتداء عليهم.
ولا يتوقف الأمر في معتقل حوارة عند هذا الحد؛ إذ إنّ نوعية الطعام المقدم للأسرى سيئة وغير كافية، وتحضر إدارة المعتقل الطعام للمعتقلين منذ بداية شهر رمضان، بعد ساعات من بدء وقت الإفطار، بينما تشتد حاجة الأسرى إلى مواد تموينية وملابس شتوية.
المصدر : إخوان اون لاين