افتراءات .. وردود عليها بقلم السيد النزيلي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
افتراءات .. وردود عليها


بقلم السيد النزيلي

الساحة الإعلامية هياج شديد .. وأُصيب الأمن .. وكذلك كثير من الكتاب المتزلفين للسلطة بنوع من "الارتيكارية" أو الحساسية الشديدة من الإخوان المسلمين .. وشرع كل كاتب يستعدى الناس جميعا .. وكذلك السلطة على الإخوان .. لمجرد أن مجموعة من طلاب جامعة الأزهر وليس كل جامعات مصر التى بها أعداد طائلة من طلاب الإخوان ، وهؤلاء الطلاب (فى جامعة الأزهر) كانوا يؤدون بعض الاستعراضات الرياضية يستثمرون بها أوقاتهم الطويلة أثناء اعتصامهم فى ساحة المدينة الجامعية وداخل أسوارها ..

ونحن نستنكر هذه الاستعراضات ولا نرضى بها ولا نقرها .. لأنها قد تفهم خطًا، وقد يبنى عليها البعض أن الإخوان أو طلاب الإخوان يتدربون تدريبات عسكرية .. وأنهم بذلك يُجِّهزون لتدشين "الميلشيات" !

ومن عجيب الأمر .. أن قناة الجزيرة قد عرضت نفس التدريبات والاسكتشات الرياضية قبل أربع سنوات .. وفى ساحة المدينة الجامعية .. وهى نفس الساحة فى هذه المرة .. ووقتها لم يثر الإعلام .. ولم يحرك الكتاب أقلامهم .. لتقوم الدنيا ولا تقعد .. بأن طلاب الإخوان .. يشكلون ميليشيات عسكرية .. وأن الإخوان يعدون العدة لإحداث هياج عام .. وعصيان مدنى .. وأن ذلك يمثل خطرا على الاستقرار فى البلد .

فهل وراء الأمر تدبير معين وأصابع مدربة تريد أن تستثمر هذه الحادثة البسيطة وتوقع بالجماعة .. وتفتح معتقلاتها – التى لم تخل يوما من الإخوان ؟ وهل يكون فى ذلك فرصة سانحة لاعتقال بعض من قيادات الجماعة وعدد كبير من طلاب الإخوان بالأزهر .. وتلصق بالمعتقلين وعلى رأسهم النائب الثانى للمرشد العام المهندس خيرت الشاطر – تهمة الإرهاب والعنف ؟

نعم .. لقد وقع المحذور .. وتم القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة .. وطال الاعتقال قيادة كبيرة بحجم المهندس خيرت وطال 180 طالبا من جامعة الأزهر فى الوقت الذى يستعد فيه الجميع لامتحانات النصف الأول من العام الدراسى .. وما سيترتب على ذلك من ضياع لمستقبل الكثيرين .

ولقد أصدر الطلاب بيانا توضيحيا فور الإعلان عن هذا الاستعراض الذى أخذ أكبر من حجمه ، كما استنكرت الجماعة باسم نائب مرشدها الأول الدكتور محمد السيد حبيب ما حدث من الطلاب .. كما أن أفراد الجماعة جميعا يستغربون ذلك .. ويرونه خارجا عن مألوفهم وأفكارهم والسياسة العامة التى يسيرون عليها .

ونحب أن نكرر ونكرر .. أن الإخوان لن يتجهوا إلى العنف ولا الإرهاب كما يروج لذلك النافخون فى نار الفتن .. وانما سيظلون يتحركون فى دعوتهم الإصلاحية فى المجتمع بشكل سلمى وهادئ .. متبنين الحركة بدعوتهم عبر القنوات الشرعية والدستورية .. مؤكدين أنهم لا يهبطون إلى الساحات السياسية "بالبراشوت" وإنما يدخلون عبر الانتخابات العامة .. وينافسون غيرهم وأمثالهم فى هذه الانتخابات .. و يحتكمون إلى رأى الجماهير وصناديق الانتخابات ..

وفضلا عن ذلك فإن الإخوان وهم يحاولون أن يجدوا لهم متنفسا فى هذه المجالات يقع عليهم الظلم الشديد والإيذاء العجيب من ملاحقات واعتقالات وتعذيب وإهانات .. وإصابات وقتل ومحاكمات .. ويقابلون ذلك بالصبر .. وعدم رفع اليد .. وعدم استعمال الشدة أو العنف .. درءا للمفاسد وحماية للوطن من صراع يخسر فيه الجميع، ولأنهم يدركون أن المعركة ليست هنا فى مصر – وطننا العزيز الذى يفديه الجميع بدمائهم ..

وليست المعركة مع النظام أو الأمن .. فهم جميعا – رغم المظالم التى تقع على الإخوان منهم – إلا أن أحدًا من الإخوان لا يكفرهم أو يستحل أموالهم أو أعراضهم أو دماءهم .. فهم مسلمون مسلمون ما فى ذلك شك أو ريبة .

إذا فليهدأ الذين ينفثون سمومهم وينفخون فى النار ويدقون الطبول .. ويشعلون أوار الصراع .. ليهدأ هؤلاء وغيرهم وليعلموا أن الإخوان أعقل من ذلك بكثير .. وأنهم حريصون على أمن واستقرار هذا البلد الأمين .. وأن خطهم فى العمل سياسى وقانونى ودستورى .. وأنهم لا يتخذون العنف وسيلة ولا منهاجا .. وأن النظام يعلم ذلك يقينا .

فى "عمود" بعنوان (تحرير الإسلام من سجن الإخوان) للكاتب طارق حسن بتاريخ 9/12/2006م يتهم الإخوان أنهم أعطوا الانطباع بأنهم الصوت الوحيد باسم الإسلام وهم يشيعون بين المواطنين أن الاختلاف مع "الإخوان" إنما هو اختلاف مع الإسلام .

ولا أظن أن الكاتب قد قرأ شيئا صحيحا عن الإخوان أو رجع إلى أدبياتهم ومراجعهم .. إذ أن "الإخوان" لا يدعون أنهم "جماعة المسلمين" وإنما هم "جماعة من المسلمين" وشتان بين هذه وتلك .. وبالتالى يترتب على ذلك أن الإخوان لا يكفرون غيرهم من المسلمين .. ولا يدعون أنهم يملكون الحق المطلق فيما يحملونه من منهج إصلاحى يرونه صالحا لنهضة الأمة ..

إنما هى رؤي وقضايا مرجعيتهم فيها هى الإسلام بثوابته وأصوله العامة وهم يصمدون أمام كل محاولة لاخراجهم عن هذه المرجعية ولا يحبون أن تكون ساحة الإسلام والكلام فيه ومعالجة قضاياه كلأ مباحا لكل من هب ودب .. فيخلو لهم الجو ويفتى فى الإسلام من ليس أهل لذلك دينا وخلقا .. ويزيحون عن طريقهم من يعمل لنصرة الإسلام وكرس حياته لذلك، فهل بعد هذا يدعى الكاتب (طارق حسن) أن "الإخوان" يحتكرون الحقيقة المطلقة ..

وأن الاختلاف معهم اختلاف مع الإسلام ذاته ؟؟!! هذا افتراء أحسب أننا قد رددنا عليه باختصار شديد ..والله يقول الحق .. وهو يهدى السبيل وختاما فسوف تظل دوما صفحتنا نظيفة نقية أبية بفضل من الله ومنة كما قال مرشدنا الأسبق المرحوم عمر التلمساني أمام حملة ظالمة شبيهة أنا مسلم .. أنا طاهر .. أنا نظيف

والله اكبر ولله الحمد

المصدر