افتتاح المقر الدائم لرابطة العالم الإسلامي ودورة المجلس العالمي للمساجد
جريدة عكاظ
بمناسبة افتتاح الأمير سعود بن عبد المحسن للمقر الدائم لرابطة العالم الإسلامي ودورة المجلس العالمي للمساجد، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، التقت جريدة عكاظ بالشيخ عبد الله بن عقيل بن سليمان العقيل - الأمين العام المساعد للمساجد برابطة العالم الإسلامي - الذي أكد على المتابعة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين ورعاية المساجد في أنحاء العالم الإسلامي، وقال: إن خادم الحرمين الشريفين يسعفنا في علاج ما نشكو من نقص؛ فهو السند القوي لنا.
وأشار إلى أنه من أهم الموضوعات التي ستُناقش في هذه الدورة قضية المسجد الأقصى والقدس وفلسطين والانتفاضة الإسلامية الباسلة التي دخلت الآن عامها الثاني، ورفضت الانهزام أو الاستسلام أو الوعود التي يغريها بها حكام صهيون حيث رفعت هذه الانتفاضة شعارها الإسلامي، ودوت موحدة مهللة مكبرة بأن النصر بيد الله، وأن من ينصر الله ينصره ويثبت أقدامه، مع ضرورة العمل لإعمار المساجد التي تهدمت في فلسطين المحتلة.
وأضاف أن المجلس سيبحث أيضًا قضية الجهاد الإسلامي الأفغاني الذي بدأ يجني ثماره نصرًا مؤزرًا بعد سنوات طويلة من الجهاد الصادق المستمر سطر خلالها المجاهدون صحائف البطولة والشجاعة، معتمدين على الله، آخذين بالأسباب، باذلين الجهد المستطاع، غير آبهين بالأعداء والمرجفين والطغاة الظالمين، وسوف نسعى حثيثًا لتقديم العون لإعمار المساجد التي هدمت في المناطق المحررة من أفغانستان.
أوضاع الأقليات:
وقال الشيخ العقيل: كما ستُطرح للنقاش أوضاع المسلمين في البلدان غير الإسلامية، وما يعانون من ظلم واضطهاد وقهر، بالإضافة إلى دراسة سبل النهوض بهم ومساعدتهم والتعاون معهم في سبيل رفع الظلم عنهم، وتقديم العون لهم، وحل معضلاتهم، وخاصة المسلمين في الفلبين وإريتريا، ومطالبهم في تحقيق حكم ذاتي مستقل، إضافة إلى مناقشة ومتابعة القرارات والتوصيات من العام الماضي، وما تم حيال تنفيذها من إجراءات، ويناقش المجلس كذلك أنشطة المجالس القارية والمحلية للمساجد وجهودها، وما تبذله في سبيل التعريف بالإسلام ورسالة المسجد، ودحض الشبهات وتفنيدها والتصدي للمذاهب الهدامة.
إعداد الدعاة:
وأضاف أن الدورة ستناقش جهود ورحلات معالي الأمين العام للرابطة والأمين المساعد للمساجد في تفقد المساجد والمراكز والمجتمعات والمعاهد والمدارس والجاليات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم وإقامة الدورات التدريبية للأئمة والدعاة والمدرسين والإشراف عليها والمشاركة فيها لإعداد وتأهيل كوادر إسلامية مثقفة مطعمة بزاد علمي وثقافة فقهية وأساليب الدعوة تمكنهم من ممارسة العمل للدعوة في أوساط المسلمين وغيرهم، وتقديم الصورة الحقيقية- للإسلام وفق منهج الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، وترسم خطى المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في التزام الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
عون سخي ودعم مستمر:
كما يتضمن الجدول الإشادة بدور خادم الحرمين الشريفين على ما أولاه من عناية، وبذله من عون سخي ودعم مستمر، تمثَّل في العديد من المساجد التي بنيت في أنحاء مختلفة من العالم بمبالغ ضخمة تقدر بملايين الدولارات، مما كان له أكبر الأثر في نفوس المسلمين في أنحاء العالم، وفي مقدمتهم أمناء المجلس الأعلى للمساجد، كما أن هناك موضوعات عديدة سوف تُستجد على جدول الأعمال وما يطرحه الأعضاء في اجتماعهم.
تعزيز المسار:
وأوضح أن اجتماعات هذه الدورة ستكون خصبة ذات عطاء ونماء؛ لأننا في هذه الاجتماعات نبسط القضايا، ونتدارس الأوضاع، ونستعرض سلبيات الأمور وإيجابياتها، ونحاول قدر الاستطاعة تعزيز مسارنا باختيار الطرق الأصوب والمشاريع التي من شأنها إعزاز الإسلام والمسلمين.. والحمد لله، لم نواجه مشكلات نعجز عن حلها أو الوقوف دونها؛ لأننا إذا ما صادفنا العقبات أو ضاقت بنا الإمكانات من الميزانية أو غيرها، نرفع الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين فيسعفنا في علاج ما نشكو منه، سواء في المشاريع أو المساجد، فهو ـ حفظه الله ـ يقوم بتغطية كل هذه التكاليف، وتذليل جميع العقبات.
نتائج إيجابية:
وحول القرارات التي اتُّخذت في اجتماعات المجلس السابقة قال: إن الكثير من القرارات التي اتُّخذت سواء على مستوى المجلس الأعلى العالمي للمساجد، أو قرارات الهيئة التأسيسية كانت محصلتها إيجابية، ونتائجها مثمرة؛ لأن كثيرًا من الأمور يحسم الرأي فيها بالوقوف على ما لدى الرابطة ولدى أعضاء المجلس التأسيسي فيها أو المجلس العالمي للمساجد فيها من آراء؛ لأن لهم حظوة ومكانة في بلادهم تؤهلهم لذلك، وأعتقد أن الخطى التي نسير عليها تقدم الكثير من الخير للإسلام والمسلمين، وإنني أشعر بأن واقع المسلمين اليوم هو أحسن بكثير من أمسهم، وآمل أن يكون غدهم أفضل من يومهم هذا.
المساجد والدورات التدريبية:
وحول البرامج التي وضعتها الرابطة لتطوير المساجد قال الشيخ العقيل: الرابطة تضع في أولويات اهتماماتها بناء المساجد الجديدة ودعم المساجد القائمة وترميمها وتأمين احتياجاتها ومستلزماتها وصيانتها وتزويدها بالأئمة والمؤذنين والدعاة والمدرسين، وإقامة الدورات التدريبية للمسلمين في مناطق شتى، سواء في الأقطار الإسلامية أو الجاليات الإسلامية في مهاجرهم، وتهدف هذه الدورات إلى إعداد الأئمة والمؤذنين والدعاة والمدرسين الذين يتلقون في هذه الدورة التي تستمر شهرًا أو أكثر دروسًا في الفقه والدعوة وأساليب تحسين أوضاع المسلمين والأخذ بأيديهم والنهوض بواقعهم، ونحن بفضل الله (عز وجل) ومن خلال الدراسات الميدانية التي قمنا بها والزيارات في مواقع العمل ومعايشة مشكلات المسلمين، خرجنا بمحصلة جيدة واستطعنا ـ بفضل الله ـ تنظيم دورات عديدة في مناطق مختلفة بصورة دورية وكانت ثمارها يانعة، ولله الحمد، فقد ارتفعت بمستوى التوعية والثقافة الإسلامية، كما أنها انتقلت بأوضاع المسلمين إلى مرحلة الفعل الإيجابي، إذ كنا قبل ذلك دائمًا نمدهم بالعون والمعونة، فإذا هم يبادرون بأنفسهم إلى الإسهام في مشروعاتهم، والحمد لله، خطواتنا تسير وئيدة، ولكنها محكمة، واستطعنا ـ بفضل الله ـ أن نحقق هذه الخطوات المرسومة والبرامج.. وقد كان للمملكة العربية السعودية جهد مشكور مبارك في تحقيق وتنفيذ الخطوط والبرامج وتقديم العون.
صندوق الأقصى:
وعن دور الرابطة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى قال: المسجد الأقصى احتل مكان الصدارة في مناقشات اجتماعات دورات المجلس الأعلى العالمي للمساجد، وله صندوق خصص لدعمه، وبفضل الله للرابطة إسهام، كما أن لخادم الحرمين الشريفين إسهامه المباشر ودعمه المستمر للأقصى.
وأضاف أن هناك لجنة منبثقة عن المجلس تتولى هذا الأمر والإنفاق على هذا الصندوق المخصص على مستوى العمارة المادية والمعنوية، وللرابطة جهود مشكورة تعالجها عبر وزارة الخارجية والقنوات الدبلوماسية فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وعمارته والمسلمين هناك، ويتمثل ذلك في العون المستمر بالنسبة للصيانة وتزويده بفرش ومصاحف ومعونات مادية للقائمين عليه، وأؤكد أن المسجد الأقصى له الأولوية والصدارة باعتباره أسيرًا، ونحن ـ إن شاء الله ـ سنبذل قصارى الجهد، وندعو الله أن يفك أسره.
المجلس وأهدافه:
ويتحدث الشيخ العقيل عن المجلس الأعلى العالمي للمساجد قائلاً: هذا المجلس هو من الهيئات الرئيسية التي تعمل تحت مظلة الرابطة، وقد تم تشكيله بناء على قرار مؤتمر رسالة المسجد الذي عقد في مكة المكرمة عام 1395هـ، ويتكون من هيئة تأسيسية أعضاؤها 53 عضوًا يمثلون 45 شعبًا وأقلية إسلامية في العالم.
ومن أهم أهدافه: تكوين رأي عام إسلامي في مختلف القضايا والموضوعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة ومحاربة الغزو الفكري والسلوك المنحرف والعمل على حرية الدعوة إلى الله وحماية المساجد من كل اعتداء يقع عليها أو على ممتلكاتها والمحافظة على الأوقاف الإسلامية والدفاع عن حقوق الأقليات الإسلامية.
وعن المجالس المحلية والقارية قال العقيل: فكرة إيجاد مجالس محلية ومجالس قارية للمساجد في كل أنحاء العالم تهدف إلى إيجاد نوع من الاتصال والارتباط الوثيق بين المجلس الأعلى العالمي للمساجد وكل مسجد في العالم، فالمساجد الموجودة في بلد ما ترتبط بالمجلس المحلي لهذا القطر والمجالس المحلية للأقطار ترتبط كلها بالمجلس القاري الذي يرتبط بدوره مع بقية المجالس القارية بالمجلس الأعلى العالمي للمساجد.
وحول أهداف إنشاء المجالس المحلية للمساجد قال: من أهداف إنشاء تلك المجالس: عمارة المساجد المنضمة إليها، وإعادة الحياة إليها، ورد الاعتبار لها، وتمكينها من أداء وظائفها التي كانت تمارسها في صدر الإسلام، وهذا المجلس يتكون من أئمة وخطباء المساجد بحكم وظائفهم أو ممثلين عنهم، إضافة إلى أعضاء المجلس التأسيسي للرابطة والمجلس الأعلى العالمي للمساجد والمجمع الفقهي من مواطني هذه الدولة والشخصيات الإسلامية البارزة والأمين العام للمجلس القاري.
ويضيف الشيخ العقيل: أما المجلس القاري فهو المجلس الذي ترتبط به المجالس المحلية الموجودة في كل أقطار القارة، ويُقام في عاصمة إحدى دول القارة التي يتم اختيارها لهذا الغرض، ويتكون من ممثلين عن المجالس المحلية للمساجد في القاهرة وأعضاء المجلس الأعلى العالمي للمساجد في نطاق القارة وأعضاء المجلس التأسيسي للرابطة في القارة والشخصيات الإسلامية البارزة والأمين العام والأمين العام المساعد للمجلس بحكم منصبهما.
ومن أهدافه التنسيق بين المجالس المحلية، والعمل على تحقيق أهداف المجلس، وخاصة ما يتعلق منها بحماية المساجد، والمحافظة على قدسيتها، ومواجهة الغزو الفكري والتيارات الهدامة، والتأكيد على حرية الدعاة وحمايتهم، ومن هذه المجالس: المجلس القاري لمساجد أوروبا، ومقره بروكسل، عاصمة بجليكا، والمجلس القاري لمساجد أمريكا الشمالية، ومقره أوتاوا، عاصمة كندا، والمجلس القاري لمساجد آسيا، ومقره جاكرتا، عاصمة أندونيسيا، وتُجرى الترتيبات لإنشاء المجالس المحلية في بعض الدول الأفريقية تمهيدًا لإقامة المجلس القاري لمساجد أفريقيا في الخرطوم.
ـــــــــ
- جريدة عكاظ، العدد 8253، 5 من رجب 1409هـ، 11 من فبراير 1989م.
المصدر
- مقال: افتتاح المقر الدائم لرابطة العالم الإسلامي ودورة المجلس العالمي للمساجد موقع عبدالله العقيل