اشترك فى بنك الكلمات الحلوة ..

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
اشترك فى بنك الكلمات الحلوة ..


بقلم : محمود القلعاوي

يحكى ديل كارنيجى :- ( توفيت جدتي لأمي منذ بضعة أعوام وهى في الثامنة والسبعين من عمرها ، وحدث قبيل وفاتها أن أطلعناها على صورة التقطت لها قبل ذلك بنحو نصف قرن ، لم تتمكن عيناها الواهنتان أن تتطلع إلى الصورة ولكنها ابتسمت ابتسامة باهتة ، وسألت سؤالاً عجيباً :( أي الثياب كنت ارتدى ؟ ) ، لكم هو درس عظيم لنا نحن الرجال عن أثر الكلمة الطيبة فى نفوس زوجاتنا .

لكم تعيش زوجاتنا في صحراء قاحلة ، لا نسيم فيها ولا عليل لا يسمعن كلمة رقيقة ، وأما بناتنا فمعزولات عن آبائهنّ ، وندر منهن من تسمع كلمات الثناء على أناقتها وحسن اختيارها ، مع أن المدح من شأنه توثيق روابط المحبة والألفة والإشباع العاطفي بين الزوجين ، وتحتاجه المرأة في جميع مراحل عمرها المختلفة ، وأما من تخلو بيوتهم من تلك الإشراقات الرائعة الرقيقة فيكون للشقاء فيها نصيب ، وقد تكون وللأسف الشديد قنطرة يعبر عليها من أراد الفساد إذا قل دين المرأة ونزع حياؤها وسقط عفافها .. وقد رأيت وسمعت ما أفجعني وأقضّ مضجعي .. فإحداهن سقطت في الفخ لأنه قيل لها ( أنت جميلة ) كلمة لم تسمعها مطلقاً .. وأخرى زلّت قدمها عندما رفع أحدهم صوته : ( أنت امرأة ذات ذوق رفيع ) .. وأخريات صادتهن شباك الذئاب البشرية لجوع عاطفي وفراغ نفسي لم يشبعه زوجها أو أبوها ..

تقول أ .رانيا محمد حفني  :- " ولك أن تعلم سيدي الرجل أن المنطقة المختصة بالسمع في مخ المرأة نشيطة جدا‏,‏ ولذا فهي مؤهلة أكثر للحوار وسماع حلو الكلام ، و‏هذا يثبت أيضاً أن الكلمة السيئة ستبقي حبيسة في نفسها تاركة جرحاً أعمق من المتوقع‏ ، بيجب أن ندرك أن الكلمة الحلوة سريعة ومباشرة ووافية فهي الوحيدة القادرة علي أن نبقي أصحاء فهي الغذاء الرئيسي للحياة ، ‏واذكر من الأقوال التي مازالت تتردد بيننا‏:‏ لكي تكسب المرأة كن حليما في الاستماع إلي كلماتها ‏، ‏والآن ألا تريدون فتح حساب في بنك الكلمات الحلوة ؟ "

أيها الزوج الحبيب هيا إلى صاحب السهم الوافر في تلمس الحاجات العاطفية فى زوجاته وبناته نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , نرى كلامه لا يخلو من حسن تدليل وممازحة وملاطفة وحسن إنصات ، فها هو صلى الله عليه وسلم إذا أتته ابنته فاطمة رضي الله عنها قام إليها أخذ بيدها فقبلها ، وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها ، وكان إذا رآها رحب بها وهش ، وقال :- ( مرحباً بابنتي ) ، وأما عن زوجاته صلى الله عليه وسلم فقد ضرب المثل الأعلى في مراعاتهن وتلمس حاجاتهن فهاهو يجيب عن سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ، معلماً أن محبة الزوجة لا تُخجل الرجل الناضج السوي ، سأله :- أي الناس أحب إليك ؟ .. فقال عليه الصلاة والسلام : ( عائشة ) ، وكان عليه الصلاة والسلام من حسن خلقه وطيب معشره ينادي أم المؤمنين بترخيم مدللاً لها فى اسمها .

لن تخسر شيئاً لو اشتركت فى بنك الكلمات الحلوة وقلت لزوجتك أنت رائعة ، أنت جميلة ، طعامك أشهى طعام أكلته ، لك ذوق خاص فى تنظيف المنزل وتجميله ، ألوان ملابسك متميزة ، وعلى غرارها ، كلمات رقيقة سهلة ميسورات تجعل بيتك جنة تعيشان معاً فيها .

نشرت هذه المقالة بجريدة الحرية والعدالة المصرية العدد 44 بتاريخ 15 محرم 1433 – 10 ديسمبر 2011

المصدر