استنكار الهجوم على لقاء القوى الوطنية والمرشد العام
(24-07-2010)
كتب- إسلام توفيق وخالد عفيفي
مقدمة

- المشاركون في المؤتمر: اللقاء إيجابي.. وحضرنا بصفاتنا الحزبية
- صحف "الحكومة" فقدت مصداقيتها.. والعمل المشترك الردُّ الأفضل
استنكر ممثلو الأحزاب والقوى السياسية والوطنية هجوم الصحف الحكومية على اللقاء الذي جمعهم بفضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، يوم الثلاثاء الماضي، مؤكدين أن سياسات تلك الصحف تتماشى مع رؤية النظام في محاولاته المستميتة لإجهاض أية محاولات لتجميع قوى المعارضة حول مطالب موحَّدة.
وفنَّدوا في تصريحات لـ(إخوان أون لاين) اتهامات الصحف للإخوان بمحاولتهم السيطرة على حركة المعارضة المصرية، والظهور في "شو إعلامي" لخطف الأضواء من بقية القوى والتيارات.

وقال الدكتور حسن نافعة منسق الجمعية الوطنية للتغيير: إن كلام تلك الصحف لا يُلتَفَت إليه؛ باعتبارها فقدت المصداقية بين النخب وفي أوساط الشارع المصري بمختلف توجهاته السياسية والفكرية.
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين عضو مؤسس في الحملة المصرية ضد التوريث، والتي سبقت الجمعية الوطنية، كما كانوا من ضمن مؤسسي الجمعية عند ظهورها، مشددًا على أن النشاط الذي تقوم به الجماعة في هذا الإطار أمرٌ طبيعيٌّ وليس جديدًا.
وأوضح أن الجمعية الوطنية للتغيير أقامت العديد من اللقاءات والأنشطة والفعاليات في أحزاب الوفد والغد والتجمع، مؤكدًا أن اللقاء الذي جمعهم بالمرشد العام شيءٌ طبيعيٌّ في إطار محاولات التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية والوطنية خلال الفترة المقبلة.
اللقاء ليس قعدة دردشة
ونفى السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق ما أوردته صحيفة (روزا اليوسف) على لسانه بوصف اللقاء أنه "قعدة دردشة"، وقال: "النظام وأبواقه الإعلامية لا يريدون أن تجتمع القوى السياسية والأحزاب على قلب رجل واحد، وتشكِّل هذا التشخيص المتميز للوضع الحالي بأن النظام لا أمل في الحوار معه".
وشدَّد على أن اللقاء خرج بنتيجة مهمة، وهي أن أيَّ حزب أو قوة أو أشخاص يعقدون صفقاتٍ مع النظام يضعون أنفسهم في خانة الخائنين لمصر وللحركة الوطنية، وشبَّه من يفعل ذلك بمن يطعن الحركة الوطنية في ظهرها.
وأضاف: "إن الفضل يرجع لجماعة الإخوان المسلمين في تجميع أكبر عدد من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية والوطنية؛ باعتباره واجبًا عليها؛ لكونها القوة السياسية الحقيقية في الشارع المصري"، مطالبًا باستمرار عقد الاجتماعات التشاورية في أماكن أخرى؛ حتى لا يتَّهم الإخوان بالسيطرة على الحركة المعارضة.
وأشار إلى أنَّ اللقاء أثمر عن التعرُّف على الأرضية التي ينطلق منها كلُّ المشاركين على حدة ووجهة نظرهم في مسيرة الإصلاح؛ للوقوف على أرضية مشتركة تجمعها، وأوضح: "مصر الآن في خطر؛ لأنها مغتصبة، ولا وقت للحديث عن إخوان أو تجمع أو وفد أو ناصريين، وإنما يجب أن نتحدث عن المصريين".
ولم يتعجَّب المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية الأسبق من الاتهامات والادِّعاءات التي خرجت بها الصحف "الحكومية" على اللقاء، وقال: إن هذا شيءٌ طبيعيٌّ من نظام يتبع سياسة "فرِّق تسد"، ويخاف على نفسه من اجتماع ولقاء المعارضة، والاتفاق على تشكيل جبهة واحدة ضده.

وأضاف: "اللقاء كان إيجابيًّا للغاية، وتمَّ فيه طرح كل وجهات النظر، والأفكار والرؤى السياسية المختلفة، والاتفاق على توحيد هذه الرؤى من خلال اللجان التي انبثقت عن اللقاء"، مشيرًا إلى أن ادِّعاءات الحكومة جاءت رغبةً منها في تفريق المعارضة وتحويلها إلى شتات.
وأوضح أن النظام يرغب في عمل الإخوان "فزَّاعة" لإرهاب المعارضة وتخويفهم، كما يحاول شقَّ صف ائتلافات المعارضة لينال من كل فصيل منفردًا.
واتفق معه الدكتور عاطف البنا، أستاذ القانون الدستوري، في أنه لا يجب الالتفات إلى هذه الجرائد "الصفراء" وهذا الإعلام الموجَّه من قبل النظام، مشيرًا إلى أنه لا يقرأ إلا جريدة (الأهرام)؛ باعتبارها تحتوي على صفحة واحدة فقط ذات مصداقية، وهي صفحة "الوفيات"!.
وأضاف:
- "المؤتمر كان جيدًا، وجمع كل التيارات والقوى السياسية والوطنية في مصر، وشهد تفاهمات كبيرة في مسألة الإصلاح والتغيير، وانبثق عنه لجان بدأت أعمالها بالفعل من أجل مصر".
وعن مزاعم سيطرة الإخوان على حركة المعارضة، قال د. البنا: "الإخوان شريك أساسي في القوى السياسية، ومن حقهم أن يكونوا طرفًا فيها، ولكننا لم نرَ منهم أية محاولة للسيطرة على المعارضة!".
العمل هو الرد
وأكد جورج إسحاق المنسق العام الأسبق لحركة "كفاية" أن أفضل ردٍّ على مزاعم هذه الصحف الحكومية هو الردُّ العملي؛ حتى نثبت لهم أن اللقاء لم يكن كما يزعمون "مكلمة" أو "قعدة رغي"، بل خرج بتوصيات ولجان وورش عمل للخروج بآليات حقيقية للإصلاح في مصر.
وقال: "إن هؤلاء ناس فاضية، مش وراهم حاجة غير التربُّص بينا، وإحنا عندنا الأهم اللي نرد بيه عليهم"، وأضاف: "نحن حريصون على مصلحة الوطن، ولذلك خرجنا من الاجتماع بعدة قرارات سيراها الجميع قريبًا".
فيما أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن اللقاء كان جيدًا، واتسم بحرية كبيرة في الحديث، وشهد سعة صدر واسعةً من الجميع في قبول الرأي والرأي الآخر، مشيرًا إلى أن ادِّعاءات الصحف الحكومية بأن اللقاء لن يأتي بجديد هي ادعاءاتٌ لا أساس لها من الصحة.
وأضاف: "انبثق عن المؤتمر عدة لجان تعمل حاليًّا، لتخرج علينا بالتوصيات التي من المقرَّر أن نأخذها في الاعتبار عند اتخاذ قراراتنا المشتركة المستقبلية"، نافيًا بعض الأحاديث التي قالت إن بعض الممثلين جاءوا بصفتهم الشخصية وليست الحزبية.
وأكدت مارجريت عازر، أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية، أنها حضرت اللقاء بصفتها الحزبية وليس الشخصية، مشيرةً إلى أهمية اللقاء في الاستماع إلى وجهات نظر مختلف القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ورؤاها حول المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها.