إصابة ثلاثة من حماس في مواجهات مع الشرطة الفلسطينية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
إصابة ثلاثة من حماس في مواجهات مع الشرطة الفلسطينية


أحمد ياسين داخل سيارته أثناء تظاهرة ضد إسرائيل عقب صلاة الجمعة في غزة (أرشيف)


  • ناشطو حماس يطلقون النار على الشرطة الفلسطينية في غزة وآلاف المحتجين يلقون الحجارة على العناصر المكلفة فرض الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين
  • إسرائيل: الخطوة التي اتخذت ضد زعيم حماس ليست كافية، وأمام عرفات مهلة 12 ساعة لإثبات جديته في ملاحقة الناشطين الفلسطينيين
  • الرئيس الفلسطيني يستنجد بواشنطن لوقف جنون شارون ويؤكد أن القصف الإسرائيلي يعرقل ملاحقة العناصر المطلوب اعتقالها


تحولت الاحتجاجات الفلسطينية على فرض الإقامة الجبرية على زعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين إلى مواجهات مسلحة بين الشرطة الفلسطينية وناشطي الحركة، فقد أسفرت هذه المواجهات عن إصابة ثلاثة من أعضاء حماس في تبادل لإطلاق النار بغزة. في غضون ذلك دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واشنطن إلى وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي المجنون، كما طالب بمنحه فرصة للتحرك للحد من نشاط من أسماهم بالمتشددين.

فقد أفاد ناشطون في حركة حماس فجر اليوم أن ثلاثة شبان من ناشطي الحركة جرحوا برصاص الشرطة الفلسطينية في مواجهات وقعت بغزة قرب منزل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي فرضت عليه السلطة الوطنية الفلسطينية الإقامة الجبرية.

وأوضح مصدر طبي في مستشفى الشفاء أن شرطيا فلسطينيا جرح ولكنه لم يستطع أن يؤكد ما إذا كان قد أصيب بالحجارة التي رشقها المتظاهرون أمام منزل الشيخ ياسين أو بعيارات نارية.

وأفاد مراسل الجزيرة أن آلاف الفلسطينيين تجمعوا ليلة أمس في محيط منزل الشيخ أحمد ياسين بناء على دعوات وجهت من المساجد عبر مكبرات الصوت. وأضاف شهود عيان أن ناشطي حماس المسلحين ببنادق هجومية من نوع إم 16 ورشاشات كلاشينكوف فتحوا النار لإبعاد قوات الشرطة المكلفين تنفيذ قرار الإقامة الجبرية الذي أصدرته السلطة الوطنية الفلسطينية على الشيخ ياسين. وأوضحوا أن الشرطة الفلسطينية ردت على إطلاق النار. وذكر ناشطو حماس أن إطلاق النار لم يستهدف مباشرة رجال الشرطة وإنما كان الهدف منه إبعادهم عن منزل الزعيم الروحي لحركة حماس. وقال مسؤولون أمنيون إن بعض المتظاهرين الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة للشرطة.

الشهيد الفلسطيني ماهر حبيشة الذي نفذ العملية الفدائية في حيفا والتي تبنتها حركة حماس (أرشيف) وقالت الشرطة الفلسطينية في وقت لاحق إنها تسيطر على الموقف وإنه تم تفريق الحشد وإن الشيخ ياسين ما زال رهن الإقامة الجبرية. وطوق حراس من قوات الأمن الفلسطينية منزل الشيخ ياسين في ساعة متأخرة من مساء أمس لكنهم تراجعوا في إحدى المراحل لبضع العشرات من الأمتار أمام أنصار حماس الذين تدفقوا على المنطقة وبعضهم ملثمون ومسلحون.

ويرى المراقبون أن الاحتجاج الذي قام به أنصار حماس اليوم علامة على نزاع داخلي أوسع بشأن حملة الاعتقالات الفلسطينية في صفوف أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وهذه هي المرة الثانية التي تفرض فيها السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين في منزله، وكانت المرة الأولى في عام 1998.

رد فعل إسرائيل

وفي أول رد فعل إسرائيلي على القرار الفلسطيني قال رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إن الخطوة التي اتخذت ضد زعيم حركة حماس ليست كافية. واعتبر غيسين أن فرض الإقامة الجبرية على الشيخ ياسين لن يوقف الهجمات الفلسطينية.

وجاءت تصريحات غيسين عقب مطالبة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز بسرعة اعتقال الفلسطينيين الذين يقفون وراء موجة من العمليات الفدائية داخل الخط الأخضر. وأضاف بيريز أنه أخبر عرفات أن أكبر مشكلة تواجهها السلطة الفلسطينية هي حجم مصداقيتها التي وصلت إلى درجة متدنية جدا في الوقت الراهن. وأوضح أن مهلة الـ12 ساعة القادمة ستكون كافية "يمكن خلالها استعادة مصداقيته باعتقال الناس الذين يتسببون في الإرهاب".

وأشار إلى أن عرفات تلقى قائمة من إسرائيل تضم 36 شخصا مطلوبا اعتقالهم، ومنح قوات الشرطة الفلسطينية حرية الحركة في هذه الفترة لاعتقال المطلوبين.

تصريحات عرفات

في غضون ذلك اتهم الرئيس الفلسطيني رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة الإطاحة به وبالسلطة الفلسطينية. وقال عرفات إن الإسرائيليين يصعدون الهجمات العسكرية في كل مكان في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسئل عما إذا كان يعتقد بأن شارون يحاول الإطاحة به فقال "لست وحدي فقط، بل ومعي السلطة الفلسطينية".

وفي المقابل طالب عرفات إسرائيل بمنحه المزيد من الوقت لاعتقال رجال المقاومة الفلسطينية والذي بدأه منذ ليلة الأحد الماضي بعدما أعلن حالة الطوارئ. وقال عرفات إن الإسرائيليين ليس أمامهم خيار سوى التعامل معه. وأضاف أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أي شخص يفرضه عليهم الإسرائيليون أو أي جهة أخرى.

وقال عرفات في تصريحات لرويترز إن قوات الأمن الفلسطينية ألقت القبض على 131 ممن وصفهم بالمتشددين من أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الأيام القليلة الماضية. واعتبر عرفات أن بعض "المتشددين الإسلاميين" يحاولون تقويض سلطته وأنه لن يسمح لهم بخرق القانون الفلسطيني.

لكن الرئيس الفلسطيني قال إن الضربات الصاروخية التي وجهتها إسرائيل إلى مواقع الأمن الفلسطينية وتشديدها الحصار حول المناطق الفلسطينية أضعفا قدرة قواته على مواصلة حملتها لقمع هؤلاء المتشددين. وطالب عرفات واشنطن بوقف التصعيد العسكري المجنون الذي يقوم به شارون ضد الفلسطينيين.

تزايد ضغوط واشنطن

وجاءت تصريحات عرفات في الوقت الذي تزايدت فيه الضغوط الأميركية عليه لمنع أي هجمات على إسرائيل، فقد جدد الرئيس الأميركي جورج بوش دعوته للرئيس الفلسطيني بضرورة العمل على منع الهجمات الفدائية على إسرائيل واعتقال مدبريها. وقال بوش قبل اجتماعه في واشنطن مع رئيس وزراء النرويج "يجب على منظمة التحرير الفلسطينية أن تنهض لاجتثاث جذور هؤلاء القتلة الذين يمنعوننا من استئناف عملية السلام".

وفي الإطار نفسه وجه مجلس النواب الأميركي تحذيرا شديد اللهجة إلى عرفات عبر قرار يوصي الرئيس جورج بوش بتجميد العلاقات مع السلطة الفلسطينية إذا لم تلاحق من وصفهم بالإرهابيين. وقد حصل القرار على أغلبية 384 صوتا في مقابل 11 رغم انسحاب بعض النواب الذين أعربوا عن قلقهم من أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال مصدر برلماني إن مجلس الشيوخ سيتخذ موقفا من القرار في موعد أقصاه يوم الأربعاء المقبل. ويدين القرار غير الملزم للرئيس الأميركي الهجمات الفدائية التي وقعت في القدس وحيفا قبل أيام ويعبر عن التضامن مع إسرائيل في حربها على ما أسماه الإرهاب. ويدعو القرار من جهة أخرى الرئيس بوش إلى "تجميد العلاقات مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية" إذا "لم يدمرا البنية التحتية للمجموعات الإرهابية الفلسطينية" ويعتقلا المسؤولين عن الهجمات كما تطالب بذلك إسرائيل.