إخوان الأردن يعدون لمسيرة مليونية تتجه صوب حدود إسرائيل
23/1/2009
محمد النجار-عمان
كشف المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن عن عزم جماعته ممارسة عدد من الأنشطة الهادفة إلى زيادة الضغط على الحكومة لقطع علاقاتها مع إسرائيل. وبينما احتج المئات أمام السفارة المصرية على إغلاق معبر رفح، نفذ شبان اعتصاما أمام إحدى المقاهي للمطالبة بمقاطعة المطاعم الأميركية.
وأعرب الشيخ همام سعيد عن استيائه لعدم استجابة الحكومة لمطالب الأردنيين الذين خرجوا بمئات الآلاف للتعبير عن رفضهم لبقاء العلاقات "الآثمة مع العدو الصهيوني على الرغم من تفاقم فظاعة مشاهد المحرقة الصهيونية إلى مستويات لا يمكن لبشر قبولها".
وأوضح سعيد لـقدس برس أن الإخوان يدرسون تنظيم مسيرة مليونية تتجه صوت الحدود الأردنية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذه المسألة يجري بحثها مع باقي القوى في المجتمع الأردني الذي "بات يستشعر مخاطر مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر طرد سكان الأرض الأصليين باتجاه الأردن".
ودعا المراقب العام للإخوان المسلمين إلى "فضح المؤسسات والشخصيات التي تصر على مواصلة التطبيع"، وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات من شأنها وقف التطبيع رسميا مع إسرائيل، وقال إن المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة "تستلزم مواقف حقيقية مؤثرة تنهي ذيول العلاقة مع الكيان الصهيوني فضلا عن إغلاق سفارته بعمان".
وكان 28 نائبا في البرلمان دعوا إلى قطع علاقات الأردن مع إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1994، فضلا عن طرد السفير الإسرائيلي في عمان وإغلاق السفارة الإسرائيلية.
احتجاجات
من جهة أخرى تظاهر المئات من الأردنيين مساء الثلاثاء أمام السفارة المصرية في عمان احتجاجا على استمرار إغلاق معبر رفح.
ورفع المحتجون في الاعتصام الذي دعا له الملتقى الوطني للنقابات والأحزاب لافتات عبروا فيها عن احتجاجهم على الموقف الرسمي المصري لا سيما ما يتعلق باستمرار إغلاق معبر رفح إضافة إلى موقف القاهرة السياسي الذي قال المراقبون إنه تجلى في المبادرة المصرية.
واتهم رئيس مجلس النقباء عبد الهادي الفلاحات مصر بالانحياز للموقف الإسرائيلي في مبادرتها التي تحاول الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقبولها.
وقال الفلاحات للجزيرة نت "نحن نريد من مصر الدولة العربية الكبرى أن تكون على الأقل وسيطا نزيها بين العدو الصهيوني وحركة حماس"، وتابع "كنا نتوقع أن تنحاز مصر بعد شلال الدماء والشهداء في غزة لحركة حماس لكنها اليوم تنحاز للكيان الصهيوني".
من جهته دعا الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد السلطات المصرية لفتح معبر رفح.
وقال للجزيرة نت "بعد نحو ألف شهيد وآلاف الجرحى هل يبقى المعبر مغلقا؟"، وتابع "إلى متى سيبقى السفراء الصهاينة في عمان والقاهرة؟ أليس الألف شهيد ثمنا كافيا لاتخاذ خطوة حقيقية تتضامن مع هؤلاء الضحايا؟".
ومنعت قوات الشرطة الأردنية المعتصمين من الوصول لمقر السفارة وأغلقت الشوارع المحيطة بها، لكن المعتصمين نفذوا اعتصامهم على بعد أمتار من السفارة.
ستاربكس
وعلى نحو آخر نفذ نحو ثلاثمائة شاب اعتصاما أمام أحد فروع مقهى ستاربكس في ضاحية الصويفية الراقية غرب العاصمة عمان.
وحمل المعتصمون لافتات كتب على إحداها "فنجان قهوة في ستاربكس يعادل فنجان دم فلسطيني"، كما حملوا صورا لأطفال فلسطينيين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة متهمين مطاعم ستاربكس بدعم إسرائيل.
وهتف الشبان الغاضبون لغزة وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وقطع العلاقات مع إسرائيل.
وجاء الاعتصام والتظاهر أمام المقهى الأميركي في وقت تنشط الدعوات لمقاطعة البضائع والمطاعم الأميركية في الأردن، حيث انتشرت ملصقات تروج للمقاطعة في الأماكن العامة ووزعت الآلاف من المنشورات في الجامعات وعبر الرسائل الإلكترونية تدعوا لتفعيل المقاطعة.
وقبل ذلك نظم نحو أربعين شابا اعتصاما صامتا في مكان فرقت فيه قوات الأمن مسيرة بالقرب من السفارة الإسرائيلية، وكمموا أفواههم بقماش أسود كتبوا عليه "من حقنا التعبير".
على صعيد آخر زار وفد من الأحزاب والنقابات السفارة التركية في عمان حيث سلموا السفير التركي رسالة تثني على الموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية، كما زار وفد من حزب جبهة العمل الإسلامي السفارة النرويجية وسلموا السفير هناك رسالة شكر للموقف الشعبي النرويجي المتضامن مع الشعب الفلسطيني.