إخوان الأردن يحتفلون بذكرى النصر على الصهاينة في معركة "الكرامة"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
إخوان الأردن يحتفلون بذكرى النصر على الصهاينة في معركة "الكرامة"
الفلاحات وعلى يمينه خريسات ويساره عربيات ود.القضاه وابن الجازى.jpg

عمان - حبيب أبو محفوظ

أقامت الحركة الإسلامية في الأردن " جماعة الإخوان المسلمين، حزب جبهة العمل الإسلامي " بعد ظهر أمس الجمعة 6 من أبريل 2007 م احتفالاً حاشدًا بمناسبة ذكرى معركة الكرامة الباسلة مع العدو الصهيوني في منطقة الأغوار الوسطى عام 1968 م؛ وذلك في ساحة مقام الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح في لواء دير علا.

وألقى سالم الفلاحات - المراقب العام للإخوان المسلمين ب الأردن - كلمةً قال فيها: "هنا في هذا الغور الطاهر اجتمع جيش اليمن وجيش مكة و العراق والشام لرسم صفحة في التاريخ في معركة الكرامة, وإن كانت هذه الصفحة في القرن الهجري الأول فهي ممتدة حتى وصلت إلى الكرامة في أواخر القرن الرابع عشر، ولعل ضباطنا وجنودنا ومواطنينا ومقاومينا وهم الكرامة استشعروا وجود الجيوش الإسلامية، واستشعروا وجود قائدها أبو عبيدة بجوارهم ما غاب عنهم لحظةً، واستشعروا وجود شرحبيل فاتح الأردن ومعاذ وضرار وغيرهم من فرسان الصحابة الكرام.

وأضاف: "نحن- الإخوان المسلمين - نختلف على فرعيات سياسية وتفصيلات هنا وهناك مع الحكومة وغيرها، نعارض ونوافق ولكن شيئًا واحدًا لا نختلف عليه وهو الوطن وحريته وسيادته وكرامته واستقراره وأمنه؛ ولذا فالكرامة المعركة والكرامة القيم والتاريخ والرسالة والمعنى، جمعنا جيشًا ومقاومة ومواطنين في آذار 1968 م، وتجمعنا اليوم معانيها التي نرجو استنساخها وتعميقها وتأصيلها، وجعلها من ثقافتنا الرئيسة التي لا بد من أن تأخذ طريقها في التربية وبناء الشخصية الأردنية.

وتساءل: مَن أكرم من أبطال الكرامة في هذا العصر الذي عمت فيه ثقافة الهزيمة والاستسلام والاستخذاء وأسطورة الجيش الذي لا يُقهر فقهرته إرادة الأبطال في صبيحة ذاك اليوم المبارك الحادي والعشرين من آذار عام 1968 م بعد عشرة شهورٍ فقط من هزيمةٍ وخسارةٍ في الأرض والمقدسات والآمال لا تشبهها خسارة في القرن العشرين إلا سقوط الخلافة عام 1924 م".

وأضاف المراقب العام للإخوان يقول: "تعلمنا من الكرامة أن الحياة إرادة وعزم وتصميم وقرار، فلما قرر الأبطال الانتصار وعدم السماح بعبور قوات العدو الصهيوني الغادر الذي ظن أنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًّا في جبال السلط، وقالوا: "والله لن تمروا من هنا"، فكان مؤتمر الموت والخزي والهزيمة للعدو حتى مع اختلال ميزان القوى العسكرية لصالحه، وكان لهم ذلك فانتصروا بحمد الله تعالى.

وحمَّل الفلاحات الأردنيين والعرب أمانة العهدة العمرية وذمة ملحمة الكرامة وقال: "إن في أعناق الأردنيين جميعًا وكذا العرب والمسلمين جميعًا أمانة العهدة العمرية وذمة ملحمة الكرامة في العصر الحديث ودماء الشهداء من قبل ومن بعد في فلسطين و العراق و أفغانستان و الشيشان و كشمير .. وفي كل مكان، نريد أن ترددوا على مسامعنا أسماء المجاهدين من ضباط الجيش العربي وأفراده وشهدائه.. ولا نريد أن نسمع تمجيدات الفاسدين والمفسدين، نريد أن تكون الكرامة شارة على تلفزيوننا وشعارًا في مقرراتنا المدرسية ولافتات تتصدر مياديننا، وخارطة في شوارعنا، وصورة على عملتنا وطوابعنا".

وأضاف: نريد أن تكون أسماءُ الشهداء الأبطال علامات في كل مكان في عاصمتنا وفي مدننا الأردنية، إننا نشعر بالنشوة عندما نرى نصب الجندي المجهول في الشونة، ولقد صممنا وألححنا على إقامة احتفال بيوم الكرامة العربية الأردنية ووافق مشكورًا مؤخرًا عطوفة محافظ البلقاء مع تخوفاتٍ واحتياطاتٍ واستدراكات.

وأعرب عن استغرابه من تردد الحكومة السماح بالاحتفال بالكرامة، وقال: "إنه لا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة تجاه الحركة الإسلامية ومن كثرة الترهيب والإرجاف والتخويف والدس الرخيص يكاد يصدق هذا الادعاء، علمًا أن الإخوان المسلمين على مدى ستين سنة لم يناقضوا شعارهم ولا رسالتهم، ولن يستطيع أحد أن يخفي نفسه كل الوقت؛ فستون عامًا كافية لكشف المستور وبيان الحقيقة.

وشدد على أن الإخوان لم يكونوا يومًا إلا مع أمتهم منذ وجدوا في هذا البلد وتحملوا كل الإساءات، والتشويه، وكان الانقلابيون يكافأون بالمناصب العليا، بينما يحصد الذين ذادوا عن استقرار البلد التهم والشائعات والانتقاص من حقهم، "ومع ذلك فنحن أصحاب رسالة وطنية إسلامية عالمية لها ثوابتها التي لا تحيد عنها مهما كانت التضحيات والتكاليف وردود الأفعال".

وزاد بالقول: "على مقربةٍ من هذا المكان وليس في الخمسينيات فقط إنما لما عصفت الفتنة في أيلول عام 1970 م كان للإخوان موقفهم الوطني المسئول الذي لا ينكره إلا جاحد أعمى البصيرة، وقالوا نحن نهضنا لمقاومة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين ، وأما إن أصبح وقود المعركة الدم العربي المسلم فلن نشارك فيه، وحفظوا البلد من فتنة الإقليمية التي أُريد منها الإطاحة باستقرار هذا البلد المرابط.

وقال الدكتور إبراهيم مشهور ابن القائد الميداني لمعركة الكرامة الفريق مشهور بن الجازي في كلمة في الاحتفال: إن الكرامة هي عنوان تضحية، وهي عبره، وهي بطولة، وهي فداء؛ لأن الشهداء افتدوا حياتهم في سبيل الدفاع عن تراب الأردن الطهور وهي صفحة أردنية مضيئة؛ مضيفًا "أستطيع أن أقول أنها عبرة تضحية وفداء.

وفي نهاية الاحتفال قدَّم فضيلة الأستاذ سالم الفلاحات الدروعَ التكريميةَ لعددٍ من ذوي شهداء معركة الكرامة الباسلة.

المصدر