أول حوار مع رئيس الشيشان الجديد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أول حوار مع رئيس الشيشان الجديد
31-05-2005

حوار- أحمد إبراهيم

- المجاهدون هم جنود الله وليسوا باحثين عن الثأر

- استشهاد مسخادوف وحَّد صفوف المجاهدين خلف قيادة المقاومة

- الاغتيالات الغادرة لقادة الشيشان عادةً روسيةً متبعة

جاء اختيار عبد الحليم سعيدو لاييف رئيسًا للشيشان خلفًا للرئيس أصلان مسخادوف مفاجأة للروس أنفسهم؛ إذ كانت جميع التوقعات تصب في صالح اختيار شامل باساييف أو أحد القادة العسكريين، وقد حاولوا التشويش على سيرته وزعمت بعض وسائل الإعلام الروسية أنه سعودي الأصل وليس شيشانيًا.

والشيخ "عبدالحليم سعيدو لاييف" وُلد عام 1967م في مدينة "أرجون" الشيشانية التي تبعد 12 كيلو مترًا عن العاصمة جروزني؛ حيث ينتمي إلى إحدى العشائر الشيشانية التي أسست مدينة "أرجون"، وقد تلقى العلم الشرعي على أيدي علماء الدين الشيشانيين البارزين في وقته، كما شارك في مجال الدعوة الإسلامية في الشيشان؛ إذ كان معلمًا للدين الإسلامي، ودرس في الجامعة الشيشانية قسم "فقه اللغة"، وتعرف عنه إجادته التكلم باللغات الشيشانية والروسية والعربية، وشارك في الحرب الشيشانية الأولى عام 1994م وما بعدها، وبعد انتهاء الحرب كان يلقي دروسًا ومحاضرات عن الدين الإسلامي في التليفزيون الشيشاني، فضلاً عن إمامته لمسجد مدينة "أرجون".

وفي عام 1999م عُين الشيخ عبد الحليم بقرار من الرئيس مسخادوف عضوًا في لجنة الشريعة المكلفة بمتابعة الدستور، وعندما اشتعلت الحرب الروسية الشيشانية الثانية رأس الشيخ عبد الحليم مجموعات المقاومة في مدينة أرجون، وفي 2002م تمَّ تعيينه رئيسًا للجنة الشريعة وللمحكمة الشرعية العليا في الشيشان.

وبعد استشهاد مسخادوف، أصبح عبد الحليم الرئيس الشرعي لدولة الشيشان، بناءً على القرارات التي أصدرها مسخادوف في أغسطس 2002م لتعديل الدستور، وتنظيم وضع الدولة الشيشانية، وقد نص أحد هذه القرارات على أنه في حال وفاة أو غياب أو اعتقال الرئيس الشيشاني، فإنَّ رئيس المحكمة الشرعية العليا يحل محله حتى يتم إجراء انتخابات.

وسعيدو لاييف- اعتقلت القوات الخاصة الروسية زوجته عام 2003م؛ حيث أخذتها رهينة وتعرَّضت لتعذيبٍ شرسٍ وعنيفٍ حتى تدل على مكانه- إلا أنها رفضت ذلك واستشهدت من جرَّاء التعذيب.

رئيس الشيشان الجديد كان أحد المقربين للراحل مسخادوف، وكان مستشارًا سياسيًّا له، وكان على دراية بمفاوضات السلام التي أجراها مسخادوف قبل اغتياله مع جهات روسية.

ويقول المراقبون إنَّ اتجاهاته الشرعية ربما تتحكم في نوعية العمليات التي ينوي المجاهدون تنفيذها للرد على اغتيال مسخادوف بحيث لا تضر بشكل النضال الشيشاني.

(إخوان أون لاين) انفرد بأول حوار عبر الإنترنت مع سعيدو لاييف.. فإلى نص الحوار:-

  • سيادة الرئيس.. هل كنتم تتوقعون اختياركم لخلافة مسخادوف؟
لا أتميز بخصائص معينة عن آلاف المجاهدين الشيشان الذين سلكوا طريق الجهاد عندما بدأ الروس بشنِّ حملة الإبادة ضد الجمهورية الشيشان إتشكيريا المستقلة منذ عام 1994م، فمن واجب كل مسلم مؤمن- الحفاظ على الوطن والدين من المستعمرين والكافرين والعملاء والمنافقين.
أما اختياري كخليفة لأصلان مسخادوف الذي استشهد في سبيل الله فأقول إنَّه حتى 9 من مارس 2005م أي قبل أن أتولى رئاسة الدولة كنت رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا وعضوًا للجنة الدفاع القومي- مجلس الشورى التي أخذت على عاتقها إدارة كل شئون الدولة ما دامت الحرب قائمة، وفي جلسة موسعة ذات أهمية تاريخية عُقِدَت في شهري يونيو وأغسطس عام 2002م في إحدى المقرات العسكرية الجبلية واعتمادًا على اقتراح بادر به أصلان مسخادوف أقرت اللجنة ترشيحي لرئاسة الدولة في حالة قتل أو موت مسخادوف أو عدم إمكانية أدائه وظائفه.
  • كيف ستردون على اغتيال الرئيس الشهيد؟
المجاهدون الشيشان يقاتلون في سبيل الله، ويلزمون أنفسهم اتباع القرآن والسنة في كفاحهم ضد احتلال الروس، ولسنا منتقمين أو نقاتل بدافع الثأر، بل نحن جنود الله وتصرفاتنا القادمة ضد جيوش الاحتلال سوف تكون وفق خطة الحملة العسكرية في فصلي "الربيع-والصيف" التي رسمها أصلان مسخادوف قبل أن ينتقل إلى جوار الله.
  • يتردد أنَّ هناك مراكزَ قوى داخل صفوف المقاومة مثل باساييف.. فما ردكم على ذلك؟
جميع طوئف المقاومة على أرض الشيشان خاضعة للقوات العسكرية الشيشانية العامة وليس هناك قوات مستقلة أو منعزلة لا تخضع للقيادة العامة.
  • إذن هل تسيطرون على الأوضاع؟ وهل العمليات العسكرية تتم بموافقتكم أم هناك عمليات قد تتم دون موافقة الرئيس كما حدث في بيسلان؟
استشهاد مسخادوف أصبح سببًا مشجعًا على توثيق صفوف المجاهدين وتوحدهم خلف قيادة المقاومة ولم يُؤثر ما حدث في تنظيم المقاومة والسيطرة على الوضع، ونحن في قدرتنا أن نوجه الأحداث بقدر ما يسمح الله لنا.
وأما السؤال الثاني فقد أجبت عليه سابقًا بأنَّ كل عمليات المجاهدين تتم حسب الخطة المرسومة التي وضعتها لجنة الدفاع القومي ولو حدثت هناك أية تعديلات في الخطة فذلك يتوقف على التغييرات والظروف الميدانية.
  • ماذا يمثل لكم وللمجاهدين ما حدث لمسخادوف؟
نحن لا نحسب البتة أنَّ ما حدث مع مسخادوف سوء بل على العكس هو أصبح شهيدًا حيًّا إن شاء الله وليس جزاء سعيه إلا الجنة فقد وفى بواجبه ونحن نعتز به.
  • وهل كنتم تتوقعون اغتياله؟
كل شيء هالك إلا وجه الله، وها هي 6 سنوات منذ أن بدأت على أرض الشيشان حرب الإبادة والاستبداد باستخدام كل أنواع الأسلحة عدا النووية، وقد استشهد في الحرب الأولى سنة 1994 -1996 م الرئيس الأول جوهر دوداييف، وفي هذه الحرب الثانية اغتالت المخابرات الروسية الرئيس الثاني سليم خان يندرباييف في قطر رغم أنه كان زائرًا خاصًّا لأمير قطر وقُتِلَ مسخادوف مرابطًا ومجاهدًا، وأصبح رمزًا للحرية والنصر.
  • وهل يعد ذلك اختراقًا لصفوف المجاهدين؟
لا يستعبد في الحرب شيء- النصر والهزيمة، البطولة والخيانة، أما حادث اغتيال مسخادوف فهناك تغليب للأسباب المادية والتقنية، والقرار الأخير في هذه القضية يتخذه خبراء من النيابة العامة والمحكمة الشرعية العليا يحققون في الحادث.
  • وهل يمكن أن تطول الاغتيالات الروسية قادة آخرين؟ وهل تتوقعون أن يتم استهدافكم؟
كل شيء بيد الله له ما أعطى وله ما أخذ، فطوال 400 سنة من المواجهة بين الروس والشيشان كانت الاغتيالات الغادرة لقادة الشيشان عادةً روسيةً متبعة، وها قائمة أسمائهم" شيخ منصور، بيصغر، إمام علي بك، أمير أزوم حاج، الحسن إسرائيلوف، وغيرهم، ومن المعاصرين: رئيس دوداييف، يندرباييف، مسخادوف، تقبلهم الله.. وهكذا فلن يتخلى الروس عن جرائمهم، ولن تتوقف المخابرات الروسية عن تنفيذ محاولات الاغتيال، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
  • هل ما زلتم مصرين على طرح خيار السلام أم ستعتمدون على الحل العسكري؟
أنا مثل مسخادوف مساند لحل كل القضايا النزاعية مع الروس بطرق سلمية، ولكن إذا قلت بالمثل الشيشاني "لا تطفأ الحرب إلا بالحرب" فذلك في حالةِ استنفاد الوسائل لانتهاء الحرب على طاولة المفاوضات.
  • كيف ترون مستقبل القضية الشيشانية؟
الشيشان لم يبدءوا الحرب، بل الروس انقضوا علينا، نحن نعيش على قطعة أرضنا (17 ألف كيلو متر مربع) من سالف الزمان بسلمِ وسلامٍ ويرغب الروس زيادةً على أراضيهم الشاسعة (أكثر من 17 مليون كيلومترمربع) أن يستولوا على أرضنا، فالمصادرة والاستيلاء على أراضي الآخرين في طبيعة الروس بدايةً من عهد بيتر الأول وحتى الآن، وسيظلون على ذلك.
بوتين
  • وهل ترون المشكلة في بقاء بوتين في سدة الحكم أم هي سياسة روسية ثابتة تجاه الشيشان ؟
لا أريد أن أدخل في تفاصيل التحليل السياسي لحكم بوتين، فذلك من اختصاصات الشعب الروسي، أما سياسة روسيا تجاه الشيشان على مدار 400 سنة لم تتغير إطلاقًا، وكذلك أساليبهم ونفس العمليات لإبادة الشعب واستخدام العملاء والخونة تحت شعارات مختلفة.
  • ما تعليقكم على عمليات احتجاز الرهائن واستهداف المدنيين؟ وهل ستقوم المقاومة بها للرد على اغتيال مسخادوف؟
الإسلام يحرم أن يتعرض الأبرياء للمخاطر إن لم يكونوا يساندون النظام الإجرامي لولاتهم، أما الغالبية العظمي من الشعب الروسي فهم يبعثون أبنائهم إلى الخدمة العسكرية وتدفع الضرائب عن قصد، ويقتل على نفقتهم شعب الشيشان، أما السؤال الثاني فقد أجبت عليه سابقًا وأكرر أنَّ المجاهدين هم جنود الله وليسوا باحثين عن الثأر.
  • كيف تتواصلون مع الشعب الشيشاني في ظل هذه الظروف؟ وما أحواله؟
وسائل اتصالنا مع شعب الشيشاني متنوعة من اتصال مباشر إلى الاتصال الإعلامي، وذلك نقدر عليه؛ لأننا موجودون على أرضنا ومع شعبنا وندافع عن مقدساته.
ونحاول مساعدة الشعب ما أمكننا لكي نثبت ضد هذه الإمبراطورية الظالمة، أما الكلام عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحي فمؤلم؛ لأنَّ المدن والقرى محطمة ومدمرة، وكذلك المؤسسات التعليمية والصحية والنفسية.
  • يتساءل البعض عن مصادر تمويل المجاهدين بالمال والسلاح؟ وما حقيقة أعداد المقاتلين؟
مصدر تمويل المجاهدين هي الميزانية الروسية، ولا أستطيع أن أدلي بتفاصيل فتلك معلومات سرية، ومصدر التسليح القواعد العسكرية الروسية التي تتعرض للهجمات من جانب المجاهدين بانتظام، وكذلك الضباط الروس الذين يبيعون الأسلحة بالأجرة، كما حصل المجاهدون على أسلحة كبيرة الحجم خلال اقتحام قاعدة عسكرية روسية موجودة في أنغوشيا في 22 من يونيو 2004 م.
وأما الشق الثاني من سؤالكم فما أستطيع أن أؤكده في هذا الشأن أنه لا يوجد نقص في عدد المجاهدين في صفوف المقاومة.
  • إذا كانت المقاومة قوية فلماذا لا تقوم بعملية واسعة لتحرير البلاد وطرد الروس كما فعلت في الحرب الأولى؟
نعم.. المقاومة الشيشانية قوية، أما العمليات لتحرير أرض الشيشان مثل ما قامت بها المقاومة خلال الحرب الأولى فقادمة، ولكل شيء وقته، ونحن شعب الشيشان سوف ننتصر على كل حال ونحصل على حريتنا إن شاء الله.
  • ما سياستكم خلال الفترة القادمة؟ ولماذا لا تُوقفون الحرب حقنًا لدماء شعبكم وتحصلون على حكمٍ ذاتي مثلاً في إطار الاتحاد الروسي؟
سياستي كسياسة سلفي مسخادوف تستند على أساسٍ واحدٍ وهي أن أحرر أرض الشيشان من احتلال الروس، وكافة قوانا والإمكانيات العسكرية والعقلية لا بد أن توجه إلى تنفيذ هذه المهمة الهامة التي يتوقف عليها مصير الشعب الشيشاني المسلم، وقد فقدنا 250 ألف من أرواح شعب الشيشان، وكما يعلم الجميع فشعب الشيشان ثار على حكم الكرملين عام 1991م، واستعاد استقلاله باختيار رئيس وبرلمان في انتخابات حرة بمراقبة المنظمات الدولية، ولن نتخلى عن حلم الاستقلال.
  • سيادتكم رجل دين هل سيؤثر ذلك في نوعية العمليات التي ستنفذها المقاومة بحيث لا يتم استهداف أو احتجاز رهائن؟
كوني رجل دين لا يلعب دورًا كبيرًا في سياسة الدولة، جميع المؤسسات الدولة ومعاهد الحكم والإدارة فعالة وتؤدي وظائفها وفق الدستور، وهي الوزارات و مجلس الشورى والممثليات الخارجية وإدارة الأقاليم- فذلك تحت مراقبة لجنة الدفاع القومي- مجلس الشورى إلى أن تضع الحرب أوزارها.
وطوال تاريخ دولة الشيشان كان على قيادة الدولة كثير من رجال الدين (مثل شيخ منصور، إمام شامل، أمير أزوم حاج)، وكذلك القادة العسكريين (جوهر دوداييف، إصلان مسخادوف)، كذلك المفكرون (حسن إسرائيلوف، سليم خان يندربيييف)، ولست بغريبٍ في هذه القائمة، أما طبيعة العمليات العسكرية فقد فصلت الذكر عنها سابقًا.
  • كيف ترون الرئيس الموالي لموسكو علي ألخانوف؟ وهل تنوون اغتياله كما حدث مع قديروف؟
اتباع "الخانوف" و"قديروف" وأمثالهم فهم عملاء لروسيا عينهم بوتين في الشيشان ليس لهم من الأمر شيء لأنهم فقط منفذو إرادة أربابهم في موسكو وأذيالهم في الشيشان باعوا دينهم ووطنهم بالمناصب والامتيارات.
  • وما حقيقة المزاعم الروسية بإعادة إعمار الشيشان ؟
    • ذلك وَهْم وأخبار مزيفة وخلال ست سنوات أنشأ الروس في الشيشان القواعد العسكرية ومعسكرات للتفتيش والسجون فهل هذا هو الإعمار؟!
  • وماذا تقولون للعرب والمسلمين بشأن موقفهم تجاه القضية الشيشانية؟
أن يكونوا متكافلين في إصلاح أمورهم وإخوانًا صادقين لإخوانهم في الدين في أفغانستان، الشيشان، فلسطين، العراق، كشمير وغيرها.

المصدر