أوباما في أبوقتاتة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أوباما في أبوقتاتة

24 مايو 2009

بقلم: عماد الدين حسين

هل تتذكرون الفيلم الكوميدى الجميل «الوزير جاى» فى الثمانينيات الذى مثله وحيد سيف؟

الفيلم الذى هو أساسا خيال لكاتبه المبدع أحمد رجب يعاد الآن تمثيله، لكن على أرض الواقع، وبدلا من الوزير، فإن القادم أو الآتى هو باراك أوباما.

فجأة تذكرت محافظة الجيزة وهيئات النظافة أن هناك أسوارا للحدائق العامة ينبغى دهانها، وشوارع ينبغى إعادة رصفها، وقمامة ينبغى رفعها، وتعديات ينبغى إزالتها، وإصلاحات لكل ما هو سيئ.

كل ذلك فقط لأن باراك أوباما الذى سيزور مصر فى 4 يونيو المقبل سيلقى خطابه المرتقب الموجه للمسلمين من جامعة القاهرة العريقة التى تقع فى محافظة الجيزة.

«رشة» النظافة التى وزعتها الأجهزة المختصة لم تتوقف على محيط جامعة القاهرة، بل تعدتها إلى شوارع فى مناطق أخرى كثيرة وصلت إلى العجوزة والدقى ومشارف المهندسين.

ليس عيبا أن نتجمل ونحن نستقبل أى ضيف أجنبى، كى نبدو فى أبهى حلة، لكن بشرط أن نحب النظافة أصلا.. فلا يعقل أن نترك منزلنا قذرا طوال الوقت، ولا ننظفه إلا إذا قرر أحد الضيوف زيارتنا، وكما حدث فى الفيلم الكوميدى، فإننا قد نعيد الزبالة مرة أخرى إلى أماكنها الطبيعية بعد انصراف الضيف.

نتمنى أن يزورنا أوباما وأمثاله كل يوم حتى تستمر طوارئ النظافة ولا تتوقف، لكن بشرط أن تختلف أماكن الزيارة، فإذا كان أوباما سيزور جامعة القاهرة إضافة إلى قصر الرئاسة، فنقترح إذا جاء ساركوزى أن يزور بولاق الدكرور، وإذا جاءت أنجيلا ميركل نذهب بها إلى الدويقة، وإذا زارنا جوردون براون نأخذه إلى يمين شارع فيصل، وإذا شرفنا فلاديمير بوتين نتجول معه فى منشية ناصر، وهكذا دواليك بحيث نضمن أن يزور جميع زعماء العالم كل المناطق العشوائية التى لا يعرف كثير من مسئولينا أنها موجودة أصلا.

عندما رأيت الاستعدادات أمام جامعة القاهرة لاستقبال أوباما فكرت قليلا ماذا لو طلب الرئيس الأمريكى بكل أدب ولطف أن يعبر مزلقان السكة الحديد عند كوبرى ثروت فى «بين السرايات» كى يلقى نظرة خاطفة على منطقتى أبوقتاتة ثم يعرج قليلا إلى صفط اللبن؟!

المصدر