أم المعتصم تتحدث عن زوجها بكل صراحة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أم المعتصم تتحدث عن زوجها بكل صراحة

لقد عجزت النساء أن تلد أمثال أبا المعتصم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

العظماء عندما يموتون لا يريدون من الدنيا شيء إلا الذكر الطيب لهم ، وهم أقصد الشهداء قد عملوا لأنفسهم كل خير ، لأنهم مدركون أنهم راحلون عن هذه الحياة الدنيا وتاركوها لأهلها ، ولأنهم غير محتاجين لحسنة ولا لعمل إلا الذخر الذي تركوه لهم ، والكنز المدفون هو أبنائهم ، فليس لي من كلمة لأهل الشهيد ولكل الشهداء إلا وصيتي لهم " أن استوصوا بأبناء الشهداء وأزواجهم خيرا "
ولكل من عايش شهيدنا القائد أبو المعتصم وبقي على قيد الحياة ، أقول له إن الدرب ما زال ينتظر المزيد ، وأتمنى منك أن تكون كالشهيد ، فما أروع الشهادة ، وما أجمل لقاء رب العزة ، فيا حبذا الثقة بنصر الله ، وما أجمل التكاثف والتعاون والالتحام جنبا إلى جنب ، لأن عدونا واحد ، ومصيرنا واحد ألا وهو الجنة بإذن الله .

وإنني إذا أردت الحديث عن من رفعوا رؤوسنا عاليا ، وأقبلوا على الله بكل ثقة وإصرار فإنني أقول وبكل صراحة :

لقد كان أبو المعتصم إنسانا خلوقا مهذبا وصبور ، يحترمه الجميع ، ويحوي من جميع الصفات والفضائل ، ومهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه ، ليس لأنني زوجته ، بل لأنه يستحق كل خير .
أبو المعتصم شاب رياضي قوي البنية ، من محبي لكرة القدم ، ومن المداومين على حضور المباريات والتدريبات ، ضحوك بشوش لا تفارق الابتسامة شفتيه ، طيب القلب ودود ، يتعامل مع الناس ببساطة ، كل من عاشره وعرفه أحبه وتمنى مرافقته ، وهذه الأمور أهلته ليكون ناجحا في عمله العسكري والاجتماعي .
ولد شهيدنا بتاريخ 25-6-1965 في مخيم البريج وسط قطاع غزة ، وتزوجت منه عام 1992 ، ولم يمض شهر واحد على زواجنا حتى اعتقل من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ، وكنت حينها حاملا بابني معتصم ، وقد أنجبت معتصم وهو في السجن ، وترعرع الولد بعيدا عن والده لمدة سبعة شهور كاملة ، وكانت حينها الحياة صعبة على عروس وقد أنجبت وأصبحت أما وزوجها معتقل لم يفرح بهذه الفرحة .
وعندما خرج عبد الله من السجن سارت حياتنا على طبيعتها بشكل اعتيادي ، وحصل بعدها بفترة وجيزة على شهادة الدبلوم في الصيدلة ، إلا أنه لم يتسن أو تتاح له الوظيفة بسبب اعتناقه للتيار الإسلامي .
ومع بزوغ فجر انتفاضة الأقصى لم يشأ أبو المعتصم أن يبقى متفرجا ، فاقتحم غمارها مع رفيق دربه الشهيد القائد محمود مطلق عيسى ، والشهيد رياض أبو زيد ، وما لبث قليلا فاستشهد القائد محمود عيسى ، ليبقى أبو المعتصم كي يحمل الراية من بعده ويقوم بما استخلفه به إخوانه من العمليات النوعية التي أرقت الاحتلال الصهيوني ، وأقضت مضاجعه ، على أمل القبول عند الله شهيدا .
وخلال حياتنا الزوجية أنجبت من الشهيد بنتا واحدة " كناري " وأربعة أولاد وهم " معتصم ، محمد ، بلال ، وعبد الله الذي أنجبته بعد استشهاده بفترة قليلة ".

وإذا أردت الحديث عن سجل شهيدنا الجهادي المشرف ، فان المقام لا يسع لذكر أفعال العظماء ، وما أعلم به إنما هو جزء يسير من عطاء القائد أبو المعتصم ، ومن أبرز الأعمال الجهادية التي قام بها هي :

  • قصف المغتصبات الصهيونية المحاذية للشريط الحدودي شرق قطاع غزة بقذائف الهاون وصواريخ القسام .
  • المشاركة في نصب العبوات الجانبية للدبابات والمدرعات الصهيونية على الخط الشرقي وبالقرب من محررة نتساريم .
  • المشاركة في تجنيد وتجهيز الاستشهاديين ، حيث كان له الفضل الكبير في بعض العمليات التي حدثت في المنطقة الوسطى .
  • المشاركة في صد الاجتياحات التي كان يتعرض لها مخيم البريج خلال انتفاضة الأقصى .
ومن الجدير ذكره أن أبو المعتصم عرف باسم عبد الله عقل ، لكن الاسم الحقيقي له هو محمود عقل ، ولكنه اشتهر بلقب عبد الله لحب أمه لهذا الاسم .
فرحم الله زوجي أبا المعتصم ، عشت معه حياة طيبة ، فكان نعم الزوج ونعم المربي ، تعلمت منه الخير الكثير ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير ، وجمعني به في الفردوس الأعلى .