أما آن للأمة أن تعلن حالة طوارئ من أجل الأقصى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أما آن للأمة أن تعلن حالة طوارئ من أجل الأقصى


بقلم: الأستاذ علي أبو ياسين

المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في البقاع

تتكرر جرائم العدو الصهيوني بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى ما يسمى التراث اليهودي, وتدنيسه لباحات المسجد الاقصى واطلاق النار على المصلين داخله, وتحضيره لبناء الكنيس اليهودي عند حائط البراق, وكذلك كشف اللثام عن مخطط لبناء 1600 وحدة استيطانية, ومن ثم الكشف عن التحضير لمخطط بناء 50 الف وحدة سكنية في القدس الشرقية.

وكذلك مصادرات الاراضي والبيوت في القدس الشرقية خاصة والضفة الغربية عامة، فضلاً عن استمرار حصار قطاع غزة والعمليات الحربية التي تستهدف المواطنين العزل بين الحين والاخر.

وفي هذا السياق تنشر اسرائيل الكثير من شبكات التجسس في العالم العربي وخاصة في لبنان, وتنشط الاجهزة الأمنية اللبنانية مشكورةً بكشف هؤلاء العملاء وتقديمهم للمحاكمة.

ومن جرائمها أيضاً اغتيالها للشهيد محمود المبحوح في دبي, مزورةً عشرات جوازات السفر، مستخفةً بالحكومات ألاوروبية ومستبيحةً للدم والسيادة العربية! ومسلسل الجرائم يطول ويطول...

لكن هل يجوز أن يكون الرد العربي بالصمت المخزي أو القرارات الذليلة المذلة, (التفاوض الغير مباشر مع العدو)؟

لا يجوز بعد الآن أن ترتفع أصوات تطالب الدول العربية والإسلامية بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، وإبرام معاهدات سلام كبادرة حسن نية من أجل حل القضية الفلسطينية في حدود ما يسمح به هذا الكيان الإجرامي الدموي من فتات, في ظل تأييد الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

ولا يجوز الحديث بعد اليوم عن حل الدولتين: دولة يهودية عنصرية دموية تملك ترسانة من كافة أنواع الأسلحة، وتحاول أن تستوفي بقية المقومات..

ودولة فلسطينية لا حول لها ولا قوة، عبارة عن وحدة محلية تحت التحكم الكامل للكيان الصهيوني، منزوعة السلاح وفاقدة المقوّمات الحياة..

نعم إن أي دعوة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني تعني الآتي:

1- إقرار للمحتل على ما اغتصب من أرض فلسطين، وما استولى عليه من مقومات الدولة الفلسطينية.
2- التفريط بالمقدسات، واستمرار تدنيسها بالوجود الصهيوني.
3- خيانة القضية الفلسطينية ودعم محاولات تصفيتها.
وهنا نذكر أن تعداد الشعب الفلسطيني، الذي اغتُصبت أرضه ومقوماته، يبلغ قرابة 11 مليون نسمة، منهم قرابة النصف يعيشون في الشتات، والنصف الآخر (حوالى 5,5 ملايين نسمة) موزعون على الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة.
وهذا النصف الأخير، (خصوصاً سكان قطاع غزة) يعيشون أدنى درجات البؤس والشقاء نتيجة للحصار الإجرامي للقطاع. ويمثل سكان القطاع والضفة خط المواجهة الأول مع العدو الصهيوني.
4- طعن حركات المقاومة في ظهرها، ودعم ظهور طابور خامس بين الشعب الفلسطيني..
5- التنكر للرأي الشعبي وموقف مؤسسات المجتمع المدني الرافض للتطبيع مع العدو السرطاني للأمة العربية، والإسلامية.
6- إهدار ثروات الأمة، والنهب المنظم لهذه الثروات من خلال التطبيع، والعلاقات الاقتصادية مع الأعداء.

وواجب الامة اليوم شعوباً وأنظمة

1- إعلان حالة طوارئ في صفوف الامة لإحباط مخططات العدو التي تحاك للمسجد الأقصى وفلسطين.
2- الرفض المطلق لكل اشكال التطبيع ومفاوضات الإستسلام.
3- إلغاء كل الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية مع العدو الصهيوني وطرد السفراء.
4- تبني الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة الحقوق المسلوبة.
5- فضح الممارسات الإجرامية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
6- تخصيص نسبة من الموازنات العربية والاسلامية لفلسطين.
7- دعوة النظام في مصر لفك الحصار عن غزة فوراً..
8- السعي نحو تفعيل القوانين الدولية لحصار الكيان الصهيوني وإلغاء عضويته في الأمم المتحدة نظراً لتاريخه الأسود طوال 60 عاماً.

قد يظن البعض أن هذه مجرد أحلام، ولكن يمكن القوى الشعبية، والوعي الشعبي، والضغط الشعبي، جعل أي حاكم أو أي نظام يسير في الطريق الصحيح.

ولنعلم جيداً أن الغرب ممثلاً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسير على الدرب الصهيوني، حيث يتولون تسويق الأفكار الصهيونية الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، وضد الأمة العربية، والإسلامية، ويقفون على تنفيذ توسعاتهم، وتدبير اعتداءاتهم الأثيمة.

ولقد تعدّت أحلامهم حدود فلسطين، وأصبحوا يكيدون للأمة العربية والإسلامية في أماكن أخرى من العالم، مثل إفريقيا (التي أصبحت مرتعاً للعصابة الصهيونية)، وبعض المناطق الآسيوية، التي تمهد للنفوذ والمصالح الغربية في هذه المناطق.

المصدر