أعياد الحرية تسامح وتصافح وتصالح
بقلم : خميس النقيب
أقبل نهار العيد ينفح نسيمه
- تظهر به الفرحة على روس الأشهاد
عيدٍ ينادي كل نفس
- اللي لها مع بسمة العيد ميعاد
والعيد ما يحسب بحجم
- ولا مستوى التحضير باللبس والزاد
العيد نخوة واعتزاز وعزيمة
- ونشر المحبة والصفا بين الأجواد
والعيد في نجدة يتيم ويتيمة
- ورملا يوريها العوز مر الأنكاد
والعيد في نبذ السلوك الذميمة
- وعلى الفضيلة يجتمع جمع وأفراد
في الأعياد تسامح وتصافح ، عفو وتصالح ، بين أفراد الشعب ، الأخ مع أخيه ، والجار مع جاره ، والصديق مع صديقه ، الإنسان يصل من قطعه ، ويعطي من حرمه ، ويعفو عن من أساء إليه، ونحن في أفضل الأمجاد و أجمل الأعياد ، أعياد الحرية ،، وأفراح الحرية ، إذا كان يوم الجمعة هو ( خير يوم طلعت عليه الشمس ): حديث صحيح .. وإذا ما ارتبط يوم الجمعة ببزوغ فجر الحرية ، فمن جمعة الغضب إلي الجمعة المليونية ، فجمعة الوفاء ثم جمعة الرحيل فجمعة الزحف والتحدي ثم جمعة الشكر علي النصر ، إنها ملحمة الحرية سطرها شباب الفيس بوك ولحنها الشباب المصري بكل أطيافه وأخرجها الشعب المصري العظيم وأذاعتها الشبكات الحرة وعلي رأسها فضائية الجزيرة الرائعة ،
في ميدان التحرير نسجت خيوط هذه الملحمة..!! انصهر المجتمع في هذا الميدان فضربوا أروع المثل ، في التعاون والتسامح والتصافح ، في المحبة والإيثار ، ملحمة بهرت العالم كل العالم ، شبابا وشعوبا،زجالا ونساء ، صغارا وشيوخا ، حكاما ومحكومين ..!! و هذه الملحمة تدعونا للنهوض بالوطن الغالي ، وهذا لا يمكن إلا بالتسامح والتصالح ، هذا العيد فرصة نعبر فيها عن فرحتنا بالكلمات والابتسامات ، بالابتكارات والاقتراحات ، ونوسع على الفقراء وأصحاب الحاجة في هذا الظرف التاريخي المجيد ، فيفرحوا مثل غيرهم، وينهضوا مع إقرانهم ، هذا العيد محطة للأصدقاء كي يجددوا المحبة بينهم بالمصافحة والمعانقة وتبادل التهاني فرحا بالشباب الذي قدم لهذه التهاني ، وعمل من اجل ترسيخ هذه المعاني ، فكم من رجل يصلي معك في دار العبادة ، ويقف بجانبك للوصول للريادة ، و جار لك وكم من صديق حصل بينكما سوء تفاهم لا تكلمه ولا تصافحه فتأتي هذه الملحمة كمناسبة للاتصال ولربما كانت بداية للتعارف والصداقة بينكما أو على الأقل تحية الإسلام تبقى قائمة بينكما. ومد جسور المحبه ونبذ البغضاء والكره من القلوب وكم هي جميلة كلمة عمر رضي الله عنه :كل يوم لا أعصي فيه الله فهو عيد..والذي لا يعصي الله لا يحمل غلا ولا حقدا ولا حسدا ..!! فلتكن أيامنا كلها عيد بالمعنى الحقيقي ولنستدرك ما فاتنا فنصل من بيننا وبينه جفاء ،سواء بالتسليم أو المصافحة أو عن طريق مكالمة هاتفية. فحينما تصفو القلوب تهون الخطوب وتتلاشي الذنوب وتخلص دينها لعلاّم الغيوب ، سيفتح علينا الله بركات من السماء والأرض فنتنعم في الحياة و في الآخرة ، إنها ملحمة تحث على صلة الأرحام وبر الأيتام وإفشاء السلام ، تحث علي الرأفة والمودة والتقارب والتآلف والوصال.. إنها فرصة للتواصل والتقارب والمصافحة والمعانقة ، إنها فرصة للتلاقي والتصافي .. فرصة للفرحة والسعادة.. فرصة للقيادة والريادة ، فرصة للسمو والعلو ..فرصة للأجر والثواب.. فالحرية هي الجمال الروحي والنفسي والحسي والمعنوي ،إنها فرح وسرور ، ابتهاج وإعزاز ، افتخار وانتشار ..!!
وصدق النبي صلي الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يُسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ... صحيح ..وقال أيضا : أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ... ولا ننسي قوله صلي الله عليه وسلم : كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "
هذا ليس للذين بلطجوا وقتلوا ونهبوا وأرادوا أن يشعلوا الفتن بين طوائف الشعب إلا أن الله خذلهم وصفعهم ونصر الشباب عليهم ، هؤلاء يجب أن يتوبوا بعد إعادة الحقوق أولا .. لكن كيف بحقوق الشهداء وقد ارتقوا..؟ !! أما الذين غلبوا علي أمرهم ولم يلطخوا أيديهم بدماء ولا بسرقات ترجوا له التوبة والعودة والأوبة فالشعب المصري يحب التسامح والتصالح والتصافح..!! وصدق الله "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "(الشورى:40) أما الذي ينتصر لظلمه او لظلم غيره ليس عليه من شيء "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ "(الشورى:41) أما السبيل والذنب والعقاب علي من ؟!! " إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ "(الشورى:42)
اللهم انصر شباب المجاهدين وانصر عبادك المؤمنين ، اللهم ارفع راية الحق المبين مكان ، اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد ، اللهم ارحم بوعزيزي وارحم شهداء الثورة في تونس ومصر وفي كل مصر، اللهم وفق قوانا المسلحة للنهوض بمصرنا العزيزة في هذه المرحلة الدقيقة ، اللهم وفق شبابنا الغالي ليكمل مشوار الإبداع ، اللهم اجعلنا من جند الحق وأنصار الحرية ،اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا وصلي اللهم علي محمد وعلي أهله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
المصدر
- مقال:أعياد الحرية تسامح وتصافح وتصالحموقع:الشبكة الدعوية