أعداء النجاح .. هل ينجحون ؟
بقلم : خميس النقيب
(13/03/2014)
قالوا لا يستقيم الظل والعود اعوج ، وقال الله " ماذا بعد الحق الا الضلال " سورة يونس وطريق النجاح بين مد وجزر ويسر وعسر وعلو وانحدار ، لكن مساره معروف ومداره مكشوف ومجاله موصوف كيف ؟ عن بن مسعود، رضي الله عنه - قال :خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيما " وخط على يمينه وشماله، ثم قال : " هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه " ثم قرأ " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " ( الانعام ( ١٥٣ طريق مستقيم يحتاج الي الصبر والأيمان و يتطلب الثقة والاطمئنان. ومادام الإنسان وفيا مخلصا يعطي ويبني ، وينجح ويفرح فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها، فالناس لا تركل ميتا والجالس على الأرض لا يسقط ، والماء الجاري طاهرفي نفسه مطهرلغيره ، ولا يضير البحر اذا القي فيه حجر ..!!
النوادي العريقة حاربوها والابطال الفائقة اوقفوها والمؤسسات المنتخبة حلوها والخزائن الممتلئة نهبوها والنقابات المهنية عطلوعا والمدارس الاخلاقية اغلقوها ، والجمعيات الاهلية شمعوها ، والروابط الاسرية قطعوها والعلاقات الخارجية دمروها ، كلبشوا الاحياء واحرقوا جثث الشرفاء ، عادوا الاصدقاء ووالوا الاعداء . هؤلاء يتحركون بغبائهم ، يفكرون بحقدهم ويمسكون بمعاولهم ، يهدمون ولا يبنون ، يخربون ولا يعمرون ، ويحصدون ولا يزرعون ، اليس هؤلاء اعداء النجاح ؟ اذن كيف ينجحون او يربحون ؟!!
انهم لا يمرون الا من خلال تزوير فاضح او انقلاب طالح او ظلم جانح ، انهم ادعياء النجاح منظومة ال ٥٠٪ يظنون انهم علي صواب وغيرهم هم المخطؤن ، كما يرى الدميم في الجمال تحدّياً له، ويري الغبي في الذكاء عدوانا عليه , يري الفاشل في نجاح الآخرين امتهان لشخصه وتهديد لمستقبله ، فيتحالف مع الشيطان و يتطاول في البنيان بينما يتمني للآخرين كل الحرمان ، فلا يكف عن التعرّض لنجاحهم والترصد لتقدمهم والتشكك في أعمالهم ، وزرع الشبهات حولهم ، بالنفاق احيانا والمداهنة أحايين !! مع ان الاسلام يدعو الي غير ذلك كيف ؟ اللهم ما اصبح بي من نعمة أو باحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك فلك الحمد ولك الشكر ...!!
الذين يدعون النجاح ينسجون الكثير من خيوط العنكبوت فيما يتوهمون ان الملك قد دان لهم والملكوت ، لكن سرعان ما تزول آثارهم مع بزوغ الفجر وانبلاج الصبح ، وإن غدا لناظره قريب وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ولا يحق إلا الحق وكل إناء بما فيه ينضح..!! والحياة رحلة، والطريق ممتدة والاماني لا تتحقق فقط بالتمني او التجني ، دون جهد واخلاص وحكمة ، ودون أخطاء وأحزان ،
وأحزم الناس من لو مات من ظمإ لا
- يقرب الورد حتي يعرف الصدرا
ولا يبلغ المجد من لم يركب الخطرا
- ولا ينال العلا من قدم الحذرا
هذا رجل لديه ضباب كثيف أعمي بصيرته وغيوم جثمت على قلبه فحرمته نعمة الرؤية والفهم وجعلته يخرج بسلاح من الهدم بدلاً من البناء ، يستمرئ السب والقذف بدلا من الوفاء والصفاء ..!! كيف ؟ قال رجل لأبي بكر: والله لأسبنّك سبّا يدخل معك قبرك" فأجابه رضي الله عنه:"بل يدخل معك قبرك أنت .
إذا عشت حياتك وليس لك أثر طيب وجهد خير وعمل مثمر فانت طريق معوج وسبيل متنكر ونغمة شاذة ، أنت مشروع فاشل قد تصل الي خانة الصفر ..!!
إن الأعمال الناجحة لها دوي وصخب
و إذا قمت بعمل خير ناجح وبدأ الناس يلقون عليك بالحجارة فاعلم أنك وصلت ألي القمم بعيدا عن شراء الذمم ..!!
ولكي تكون وفيا لنجاحك محافظا عليه لا تخف الا من الله واجعل شعارك قول الله عز وجل: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ" ال عمران فاذا صبرت علي الحق وتحملت الاذي فانت مع الكبار ولا يجب ان تلتفت الي الصغار ...
خرج الأسد يتشمّس فقام الفأر يستعرض أمامه ويناوشه، فقال له الأسد: يا حتحوت يا كتكوت والله ما أريد أن أنجِّس فمي بدمك..!!
وتحاول طيور الغرنق أن تشتبك مع الصقور فترفض الصقور ذلك، وتحلق عاليا بعيدا في الفضاء لأن اشتباكها مع الطيور اعتراف ضمني بالنديّة والمساواة والصقور تأبى هذا الاعتراف..!!
بقدر قيمتك يكون النقد الموجّه لك، والبعير الهزيل لا حاسد له ، الفاشلون يحقدون عليك ايها الناجح فيقللون من نجاحك ، ويهمشون انجازك ، ولا يعطوك ما تستحقه من تقدير ، ويحاولون الإطاحة بك ، نعم فأعداء النجاح الحقيقي لاينجحون الا في الفشل ، لكنك مادمت علي الحق أيها السالك طريق النجاح فكن ثابتا صامدا لايتزعزع لك ركن ولا يتزلزل لك قدم ولا تلن لك قناة .. هكذا العظماء ..!! يجب ان تثقل نفسك ولا تركن الي السفهاء ..!! يقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن استطعت فكن عالما ، فإن لم تستطع فكن متعلما ، فإن لم تستطع فأحبهم ، فإن لم تستطع فلا تبغضهم .
Alnakeeb28@yahoo.com
المصدر
- مقال:أعداء النجاح .. هل ينجحون ؟ موقع:نافذة مصر
