أطباء مصر يطالبون بإلغاء المحاكمة العسكرية لزملائهم
بقلم:إسلام توفيق
تحت شعار "لا للمحاكمات العسكرية ضد المدنيين" نظَّم اتحاد المهن الطبية مساء اليوم الإثنين بدار الحكمة مؤتمرًا حاشدًا للمطالبة بإلغاء المحاكمة العسكرية لزملائهم الأطباء، ورفْعِ التهم الموجَّهة لقيادات جماعة الإخوان المسلمين المعتقلين على ذمة القضية العسكرية، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، مشدِّدين على أن إصدار أحكام خلاف البراءة ظلم وجور.
في البداية قال د. عصام العريان أمين صندوق نقابة الأطباء إن هذه الليلة تمر على كل الناس كليلة عادية، بينما هؤلاء الزملاء ومعهم أسرهم وتلاميذهم تمر عليهم أقسى ليلة، على الرغم من إيمانهم بقضاء الله وقدره؛ حيث إنهم ينتظرون غدًا الحكمَ من قضاء عسكري غير مؤهَّل للحكم على المدنيِّين.

مشيرًا إلى أن هذه المحاكم ليست مؤهَّلة للفصل في القضايا المدنية؛ لكون قضاتها ليسوا قضاةً، بل هم عسكريون، يخضعون للعزل أو الإجراءات التعسُّفية على عكس القضاة المحصَّنين.
وأكد أن الحكم إذا لم يكن إخلاءً لسبيل هؤلاء وإطلاقًا لسراحهم فهو جائر وظالم، مستغربًا من طول مدة المحاكمة التي وصلت إلى أكثر من سنة، رغم أنه من الطبيعي أن هذه القضايا تصل إلى المحاكم العسكرية لاتخاذ إجراءات سريعة.
وانتقد د. العريان التخبُّط في قرار رفع تهمتَي الإرهاب وغسيل الأموال ثم إرجاعهما مرةً أخرى، موضحًا أن المحالين للمحكمة العسكرية إما أساتذة جامعات أو رجال أعمال شرفاء، خدموا هذا الوطن بكل ما يمتلكون من جهد، مشدِّدًا أن الأمر أصبح تصفيةَ حسابات سياسية مع الإخوان المسلمين من قِبَل النظام.
من ناحيته أكد الدكتور محمد البلتاجي أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب وعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر أن المحالين للعسكرية هم أطباءٌ تتشرَّف بهم مصر والعالم العربي والإنسانية جمعاء، مستنكرًا أن تتم محاكمتهم عسكريًّا، بينما اللصوص والمرتشون والمحتكرون في أمان وراحة!!.
وأشار د. البلتاجي إلى أن المحاكمة تضمَّنت الكثير من المهازل؛ أهمها شهادة شاهد الإثبات الوحيد الذي كانت إجابته على عشرات الأسئلة التي وُجِّهت إليه من هيئة المحكمة أو هيئة الدفاع عبارة "لا أعرف"، بالإضافة إلى سرقة الأحراز!!.
وشدَّد د. البلتاجي على أن مصر أمست أمام نظام لا يعرف إلا مصلحته، ولا يرضى إلا برؤية نفسه، مشيرًا إلى أن النظام عدَّل قانونًا يجعل للمحاكمات العسكرية تشريعًا يحاكِم به الرئيس من يشاء، معتبرًا أن هذه المحاكمات تصفية حسابات ليس إلا مع الإخوان.
ووصف د. أشرف عبد الغفار عضو مجلس نقابة الأطباء تعامل الحكومة مع الإخوان بتعامل قابيل مع هابيل، قائلاً: بعد أن قرَّب كلاهما قرباناهما إلى الله تقبَّل الله من هابيل ولم يتقبَّل من قابيل، فأصرَّ قابيل على قتل أخيه وإقصائه من الحياة التي يعيش عليها؛ ظنًّا منه أن الله سيتقبَّل منه قربانه مع موت أخيه.
متسائلاً: كيف يحاكَم هؤلاء الشرفاء المصلحون المبدعون بدون ذنب ويُترك من هرب بالأموال إلى الخارج ومَن دمَّر صحة الشعب المصري ومَن أدخل المبيدات المسرطنة إلى مصر دون أدنى مساءلة؟!
وطالب عبد الغفار باستخدام سلاح الدعاء للمظلومين وعلى الظالمين، مؤكدًا أنه لا يعلو على الله وإرادته وحكمه وقضائه أحد، مهما كان ظنُّه بنفسه وظن الناس به.
واختُتم المؤتمر بوقفة صامتة على سلالم دار الحكمة، رُفعت فيها لوحة تضامن كبيرة، كُتِب عليها: "لا لإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية".
- المصدر :أطباء مصر يطالبون بإلغاء المحاكمة العسكرية لزملائهم موقع إخوان أون لاين