أسرى الأوهام
بقلم : عبد القادر ياسين
ثمة ممر إجباري واحد أمام الحركة الوطنية الفلسطينية، مع الاعتذار من كل أسرى الأوهام بوجود طرق أخرى.
قديماً قال أهلنا الطيبون في فلسطين «الحية بتنخطش في العب»! أما شعبنا الشقيق في مصر، فتساءل، في استنكار:«هي الحدياة بتحدِّف كتاكيت؟!».
نكتفي بهذين المثلين الشعبيين، اللذين لم يصدرا إلا عن تجربة غنية، ونوردهما بمناسبة انتظار البعض الفرج على يدي أولمرت وبوش، في الاجتماع الدولي، الذي تطنطن له أجهزة الإعلام المعادية.
أما نحن فلسان حالنا يقول: «يا طالب الدبس من بوز النمس، كفاك الله سكر العسل!».
في الاجتماع الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي، إيهود أولمرت، سرح الأخير بالأول، فوعده بتقليل عدد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة، والإفراج عن مئة أسير، وقبل أن يجف مداد الاتفاق، كان أولمرت قد شدّد القيود على الحواجز، ولحس وعده بالإفراج عن الأسرى المئة علماً بأنه مقابل الأسرى المئتين والخمسين الذين أفرج عنهم الاحتلال، قبل نحو ثلاثة أشهر، بعد لقاء شرم الشيخ إياه، فإن الاحتلال اعتقل ما يربو كثيراً على الألف فلسطيني، على السكيت!.
ناهيك عن أن الأسرى المئتين والخمسين المفرج عنهم، هم جميعاً ضمن من بقي لهم أياماً معدودة ليفرج عنهم، لكن خصم هذه الأيام سيفيد المحتل في ممارسة التضليل وتزييف.
وعي شعبنا، وتعزيز أوهام اللاهثين وراء السراب الأمريكي ـ الصهيوني.
أما المشروع الذي قدمه أولمرت لعباس فهو أحط من «وثيقة جنيف» سيئة الصيت!
مع هذا كله، فلايزال في وطننا العربي من يعوِّل كثيراً على الاجتماع الدولي إياه، دون أن يتذكروا بأن المؤمن لا يُلْدَغ من جُحرٍ مرتين!.
المصدر
- مقال:أسرى الأوهامالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات