أسرة عبد الوهاب.. نموذج التغيير في المرحلة المقبلة
كتب- :حمدي عبد العال
خرجت الأسر المصرية في مظاهرات الغضب لتعبِّر عن رفضها استمرار حالة الفساد والاستبداد التي يعيش فيها الشعب، وبات مشهدًا مألوفًا في المظاهرات وجود أسر مصرية كاملة "الأب والأم والأبناء"، حاملين علم مصر ومصرِّين على استمرار التظاهر حتى تتحقَّق المطالب.
(إخوان أون لاين) التقي أسرة أحمد عبد الوهاب من ساكني منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة؛ التي أصرَّت على الخروج للتعبير عن مطالبها في مظاهرة سلمية شارك فيها آلاف المصريين. وقال عبد الوهاب: كسرت حاجز الخوف والهاجس الأمني الذي كان يسيطر على الكثير خلال الفترة السابقة، وأنا- كواحد من جموع الشعب المطحون- لم يعد أمامي سوى الخروج للمطالبة بحقوقنا بأية وسيلة؛ ما دام المسئولون لا يهمهم مصالح الشعب".
وأضاف: "الشباب الذين تعدَّوا الثلاثين من عمرهم ولم يتزوجوا بعد، أصبحوا أكثر من المتزوجين، ولا يستطيعون الحصول على فرصة عمل مناسبة أو مسكن في متناول أيديهم ليبدءوا حياتهم، في حين يحصل أصحاب الحظوة والمقرَّبون على ملايين الأمتار لاستخدامها في مشاريع استثمارية لا تخدم الشعب المطحون".
أما نجله محمد (12 عامًا) فخرج حاملاً علم مصر، قائلاً بعفوية: "خرجت علشان أشارك في تحرير مصر من الظلم وأساعد المتظاهرين في تغيير النظام اللي بيخوفنا على مستقبلنا".
وأضافت ولاء (18 عامًا) والأخت الكبرى لمحمد: "أنا في الثانوية العامة، ولا أرى أمامي أي مستقبل، وطوابير الشباب العاطلين والعوانس بتزيد كل يوم أكتر من التاني؛ بسبب الفقر والبطالة".
وأوضحت آمال محمود، زوجة عبد الوهاب، أن الوضع لا يحتاج إلى خوف أو تراجع، مشيرةً إلى أن غلاء الأسعار لم تسلم منه سلعة واحدة، ناهيك عن إيجار السكن وتكاليف التعليم وأسطوانة البوتاجاز، وغيرها.
وقالت: "الموت لا يأتي إلا مرة واحدة، وبدلاً من أن يأتي بالجوع يكون برصاص الداخلية".
لا نخشى الموت
وخرج إبراهيم عبده وابنتاه؛ الذين التحموا بمظاهرة النشطاء بوسط القاهرة متلاصقين مردِّدين شعارات: "لا للجوع"، "لا للبطالة"، "لا للمحسوبية"، "واحد اثنين الوظائف فين؟".
وقال: "لا أخشى الموت؛ فأنا وبناتي موتى في صورة أحياء؛ حيث إنني أنفقت على بناتي حتى تخرَّجوا في الجامعة من سنوات، وهم لا يستطيعون الحصول على فرصة عمل، وكبرت في السن ولم اعد أستطيع مواصلة الأعباء المعيشية والإنفاق على أسرتي؛ لأني عامل باليومية ولست موظفًا أو لديَّ معاش يؤمِّن مستقبل بناتي".
وأضافت السيدة العجوز- التي خرجت لتلحق بابنها العاطل تحمل علم مصر وتردد: "حسبنا الله ونعم الوكيل"-: "الحكومة خلت الواد يتجنن ومش عارف يجيب لي حتى العلاج".