أساطير “داخلية الانقلاب” تحول الجناة والمتهمين إلى “سوبرمان”
كتب:رانيا قناوي
مقدمة
لا نتنهي أساطير وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب حول الجهود الخارقة التي يقوم بها الإرهابيون، والجرائم التي لا يقوم بها إلا إرهابي من نوعية "سوبرمان"، الأمر الذي يثير علامات استفهام عديدة حول هذه الاتهامات التي يتم صياغتها داخل نظام الانقلاب، لهؤلاء الإرهابيين، في محاولة لإغلاق بعض المحاضر والحوادث الإرهابية التي ما زالت مفتوحة دون متهمين، ما يجعل هناك حال القبض على فريسة إرهابية تسرعًا في إلصاق كل الحوادث التي لم يستدل على صاحبها، بالفريسة التي تم القبض عليها، ما يظهرها على أنها من فصيلة "الإرهابي السوبر".
ولعل آخر الحوادث التي قامت الداخلية بنسج اتهامات اتصفت بالخيال الواسع، ما أصدرته أمس الجمعة حول التعليق على حادث كنيسة حلوان الإرهابي، أمس الجمعة، باستهداف كنسية مارميناما أسفر عن مقتل أمين شرطة وعدد (6) من المواطنين وإصابة (4) آخرين والذى سبقه قيام منفذ الحادث بإطلاق عدد من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس؛ ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين تواجدا داخل المحل.
وقالت داخلية الانقلاب في بيانها إنه بنتائج البحث عن تحديد هوية المنفذ، تبين أنه شخص يدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (مواليد 4/7/1984 - عامل ألوميتال - له محل إقامة بشارع منشية السلام حلوان القاهرة واتخاذه عددًا من المناطق الزراعية بمحافظات الصعيد أوكارًا لاختبائه).
وأنه من أبرز العناصر الإرهابية الهاربة والخطرة والذى تزعم العناصر المنفذه لحادث التعدى على مركبة (ميكروباص) تابع لقسم شرطة حلوان عام 2016 (سبق ضبط عدد منهم) وأسفر عن إستشهاد أحد الضباط وعدد (7) من أفراد الشرطة (موضوع القضية رقم " 513/2016" حضر أمن دولة عليا) .
كما سبق قيامه منفردًا بتنفيذ عدة حوادث إرهابية منها حادث التعدى على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بني سويف مساء أمس 28 ديسمبر الجارى والذى أسفر عن إستشهاد عدد (3) من العاملين بالمنفذ (موضوع المحضر رقم 2/224 أحوال مركز شرطة الواسطى بتاريخ 29 الجارى) نظرًا لخلفياتهم العسكرية السابقة .
وحادث التعدى على أحد المقاهي بنطاق قرية العامرية بدائرة مركز العياط بتاريخ 23 ديسمبر الجارى .. والذى أسفر عن مصرع عدد (3) أشخاص وإصابة (5) آخرين (موضوع القضية رقم 5885/2017 إدارى العياط) نظراً لقناعته بتكفير لعب " الطاولة " بالمقاهى، فضلاً عن تنفيذ هجوم الكنيسة بحلوان.
وقام بتنفيذ التعدي على منفذ تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمى بنطاق مركز العياط بالجيزة بتاريخ " 5 " يوليو 2017 والذى أسفر عن إستشهاد عدد (3) من العاملين بالمنفذ (موضوع القضية رقم " 217/2017 " إدارى غرب القاهرة العسكرية) نظرًا لخلفياتهم العسكرية السابقة، و حادث مقتل مواطن والإستيلاء على سيارته بمنطقة حلوان بالقاهرة بتاريخ 8 أغسطس 2016 (موضوع القضية رقم 91501/2016 " جنح حلوان).
وباستطلاع تحريات الداخلية التي تتهم المنفذ في عملية كنيسة حلوان، يتبين بحسب الداخلية أن الإرهابي من نوعية السوبرمان، خاصة وأنه قام بثلاث عمليات إرهابية خطرة في أسبوع واحد، والأخطر من ذلك هو انه قبل القيام بعملية كنيسة حوان، ظهرا، قام قبلها في نفس اليوم قبلها بساعات بحادث التعدى على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بني سويف. أي أن المتهم يقوم بعملياته الإرهابية، بما يشبه نظام "الشيفتات" وهو فرض الإتاوة ليلا في الطرق وتنفيذ أعمال إرهابية صباحا.
كفيف عملية النائب العام
ومن بين أساطير الداخلية التي فضحت كيف يتم صياغة الاتهامات وإغلاق المحاضر، ما تم اكتشافه أمام محكمة جنايات القاهرة، في قضية مقتل نائب عام الانقلاب السابق، حينما تم تلفيق الاتهام في القضية لشاب كفيف، حيث أثبت محامي الدفاع عن 10 من المتهمين، أن أحد المتهمين الذين يترافع عنهم، وهو المتهم رقم 17، جمال خيري، هو شخص كفيف لا يرى، متسائلا "كيف يكون متهما بهذه القضية وهو كفيف؟".
وباستخراج المتهم لمعاينته، وتبين أنه كفيف بالفعل، وأثبتت المحكمة ذلك في محضر الجلسة، إلا أن النيابة تعنتت وادعت أن المتهم طلب بإحدى جلسات تجديد حبسه إدخال الكتب الدراسية لمذاكرة دروسه، وهو ما يؤكد أنه ليس كفيفاً. وفي أواخر يونيو 2015، قتل النائب العام هشام بركات في حادث تفجير استهدف موكبه بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة.
بنات "آر بي جي"
ومن بينت الأساطير أيضا قضية فتيات "آر بي جي" التي تم تلفيقها لعدد من الطالبات التي اعتقلتهن ميلشيات الداخلية، واتهمتهن بحرق محلولات كهرباء وحيازة سلاح آر بي جي، الامر الذي أثار سخرية المتابعين على مواقع التواصل، ودشنوا حملة للإفراج عن الفتيات المعتقلات.
وقامت المحكمة العسكرية ببني سويف، بمحاكمة للحرة المعتقلة إسراء خالد 23 عاماً طالبة بكلية الهندسة بجامعة بني سويف، بتهمة حيازة "أر بى جى"وحرق محولات كهرباء. يشار إلى إن سلطات الانقلاب قامت بترحيل الحرة إسراء خالد إلى سجن المنيا العمومي، لتصبح أول معتقلة على ذمة قضايا سياسية من نزيلات هذا السجن، حيث تعرضت هناك.
المصدر
- تقرير: أساطير “داخلية الانقلاب” تحول الجناة والمتهمين إلى “سوبرمان” بوابة الحرية والعدالة