أردوغان والبشير يعقدان الصفقات.. والسيسي يكيد لهما برعاية صهيونية
كتب: سيد توكل
مقدمة
في وقت يعقد فيه الرئيس التركي الصفقات مع الجانب السوداني، شن سفير الخرطوم لدى القاهرة ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية، عبد المحمود عبد الحليم، هجومًا غير مسبوق على إعلام الانقلاب العسكري؛ بسبب تناوله زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان قبل يومين، حيث وصف إعلام مصر بـ"الغوغائية والحمقى".
وفي سياق التصعيد الأعمى، أعلن السفيه عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، من خلال الإعلامي الانقلابي أحمد موسى، عن أن شعائر صلاة الجمعة القادمة سيتم نقلها عبر أثير موجات الراديو، من منطقة حلايب وشلاتين الحدودية، المتنازع عليها مع السودان. وتلك ليست المرة الأولى التي يستفز فيها العسكر السودانيين، لكنها المرة الأولى التي يبدو واضحا أن وراء هذا الاستفزاز كيان العدو الصهيوني والإمارات معا.
وجاء نقل تلفزيون الانقلاب لصلاة الجمعة من منطقة حلايب وشلاتين، كآخر خطوة في سلسلة التصعيد المستمر من جانب العسكر، وعرض التلفزيون صورًا لعناصر من الجيش المصري والقوات الجوية في الصفوف الأولى للجامع، في رسالة لا يُخطئ أحد في تفسيرها.
الحرب بدلا من التنمية!
وربما تكون الحرب مع السودان خيار السفيه السيسي، الذي أرهق المصريين بالديون والفقر والتنازل عن السيادة في الجزر ونهر النيل، بدلا من التنمية التي برعت فيها دولة مثل الهند، التي تؤكد حكومتها أنها في 2018 ستكون الاقتصاد رقم 5 في العالم، وأصبحت الهند تسبق بريطانيا وفرنسا، والقائمة ستكون كالتالي: أمريكا، الصين، اليابان، ألمانيا، الهند، علما بأن "نيودلهي" كانت أوضاعها أسوأ من مصر عدة مرات في عهد الانقلابي جمال عبد الناصر.
الحرب مع السودان– برأي مراقبين- ستكون لإرضاء الصهاينة والإمارات أولا، ثم للتغطية على سياسة إفقار المصريين، الذين يزعم السفيه السيسي أن فقرهم سببه الزيادة السكانية التي بلغت 104 ملايين نسمة، في الوقت الذي يفوق سكان الصين والهند المليار نسمة لكل دولة.
إذن المشكلة التي يروجها السفيه السيسي ليست في التضخم السكاني، ولا الفقر، ولا التخلف، إنما في شرعية النظام القائم، وحسن التخطيط، والإدارة، والكفاءة، واختفاء ثقافة النفاق الرخيص، وتقديس الأشخاص، وعندما يحدث ذلك بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي للحكم، تكون الزيادة السكانية نعمة، ويتراجع الفقر، ويزول التخلف العسكري.
وطنية لا يعرفها السيسي
وفي الوقت الذي يحضر فيه السفيه السيسي للحروب، إما في ليبيا أو في السودان، يغادر الرئيس التركي أردوغان السودان، إلى تشاد، ويختتم زيارته العربية الإفريقية بـ تونس، وعلى متن طائرته مائة رجل أعمال، وعشرة وزراء من حكومته.
وفي الوقت الذي يلهو فيه السفيه السيسي بمؤشر الراديو، مصوباً موجاته القصيرة والوضيعة على جارة عربية، يوقع أردوغان اتفاقات مع البلدان الثلاثة في مختلف المجالات، السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية أيضا.
وبرأي مراقبين، فإن تركيا- بعد الصين- تغزو إفريقيا لتعزيز العلاقات، وتشجيع الاستثمارات، وفتح الأسواق، واستعادة النفوذ "العثماني" القديم عبر المصالح المشتركة، والقوى الناعمة، فيما يعد أردوغان أول رئيس دولة إسلامية يزور الصومال، التي غالبا لم يزرها أي رئيس عربي من قبل.
لطمة لاتفاق القرن
يأتي ذلك في الوقت الذي شن فيه الوزير المفوض ومسئول القسم الإعلامي بالسفارة السودانية بالرياض، المعتز أحمد إبراهيم، هجومًا عنيفًا على صحيفة "عكاظ" السعودية والناطقة باسم الديوان الملكي؛ وذلك بعد تطاولها على السودان، واتهامها بتقويض الأمن القومي العربي، وذلك على إثر تسليم الخرطوم جزيرة "سواكن" لأنقرة، مؤكدا أن الخرطوم لا تهدد الأمن العربي بتوقيعها اتفاقا مع تركيا لإعادة تأهيل ميناء الجزيرة.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن أن الاتفاق التركي السوداني بتسليم الخرطوم جزيرة "سواكن" لأنقرة تم منذ 6 أشهر، والهدف مواجهة القواعد العسكرية الإماراتية في اليمن، مؤكدة أن الجزيرة ستشهد إقامة منشأة وقاعدة عسكرية تركية متقدمة وكبيرة. وقالت المصادر، إن القاعدة التركية ستكون على مسافة قريبة من القواعد الإماراتية في جنوب اليمن، ومطلة على باب المندب.
وأوضحت المصادر، وفقا لما نقلته صحيفة "رأي اليوم"، أن ضغوطا عنيفة من قبل مصر والإمارات والسعودية وكذلك من الجمهورية السودانية الانفصالية ومن "إسرائيل" وإدارة ترامب، مورست خلال اليومين الماضيين على الرئيس السوداني عمر البشير للتراجع عن القرار، ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي غربي قوله: إن الجار التركي الجديد للقواعد الإماراتية "غير مرحب به إطلاقا من أبو ظبي".
المصدر
- تقرير: أردوغان والبشير يعقدان الصفقات.. والسيسي يكيد لهما برعاية صهيونية بوابة الحرية والعدالة