أدوار استخباراتية مشبوهة.. اليابان تموّل القوات الدولية بسيناء بـ30 مليون جنيه
(15/03/2017)
كتب: أحمدي البنهاوي
مقدمة
قررت حكومة اليابان علي زيادة تمويلها للقوات الاجنبية في سيناء المعروفة MFO بمبلغ إضافي يتجاوز 1.6 مليون دولار يدفع بشكل عاجل؛ لمواجهة المخاطر والاضطرابات التي ارتفعت وتيرتها في شبه الجزيرة. وقال موقع "MFO" على الانترنت إنه وكما هو الحال في السنتين الماليتين السابقتين، سيتم تطبيق هذه الأموال على الاحتياجات العاجلة لحماية القوة، ومواصلة مهمته ببناء السلام والثقة في خضم التحديات الأمنية.
وأوضح الموقع أنه تقرر صرف مساهمة هذا العام لتمويل السياج المحيط الجديد والسياجات الأمنية ذات الصلة في معسكر القوات الجنوبي الرئيسي في شرم الشيخ، والتي تعمل داخله القوات خوفا من هجمات تنظيمي "داعش" و"ولاية سيناء". وأشار الموقع إلى أن التمويل التكميلي الذي تلقاه الموقع من اليابان في للسنة المالية الماضية (2015-2016)، من أجل أعمال الحماية الحرجة في قاعدة عملياتنا الشمالية (مخيمنا الشمالي سابقا).
وتقدم الیابان مساھمة سنویة في میزانیة التشغیل العامة للقوات منذ 1989، وتعتبر المساهمات التكميلية في هذه السنة والسنوات المالية السابقة لحماية القوة. وشكر وزارة المالية الألمانية – المسؤول المالي عن الدعم المقدم للقوات- الدعم الياباني الطويل الأمد لجهود حفظ السلام ودعمها الاستثنائي لأمن ورفاه موظفينا.
من جانب آخر، تقدم الجنرال الكندي دينيس طومسون قائد القوات الاجنبية في سيناء بطلب اعفائه من مهامه وتم تعيين جنرال جديد قبل أسبوع، هو: سايمون ستيوارت.
تحذيرات صهيونية
وبعيدًا عن الدعم المالي، وفي أبريل الماضي، أثار الصهاينة فقاعة فارغة كبيرة، ذات هدف، حيث أشاع محللون صهاينة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستسحب عناصرها العاملة ضمن القوة متعددة الجنسيات في سيناء (MFO)، معتبرين أن ذلك انتكاسة جديدة لإدارة أوباما، وهددت ضمنيا بأن الخيار الآن لدى الكيان هو؛ اللجوء إلى روسيا.
وزعم المحللون أن الفترة الأخيرة شهدت حديثًا مكثفًا عن توجه أمريكي لسحب قواتها من معسكر "الجورة" جنوبي الشيخ زويد. وسلط موقع "ديبكا" العبري الضوء على مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، لنائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق "دوف زاخيم"، شن خلاله هجومًا حادًا ضد إدارة أوباما، على خلفية الأنباء عن عقد حوار مع القاهرة وتل أبيب، بشأن إمكانية سحب القوات الأمريكية البالغ قوامها قرابة 700 جندي ضمن القوة متعددة الجنسيات، التي تقدر بحوالى 1700 جندي.
وباتفاق ضمني، وبعد أيام من الفقاعة الصهيونية، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الأنباء عن إغلاق موقعين للقوات في تلك المنطقة، ولكنها أبانت أن مباحثات تجري وصفتها بأنها على مستوى رفيع، بين العواصم الثلاث، حول تطورات الأوضاع في المنطقة بسبب نشاط جماعات مسلحة هناك، وليس حول سحب القوات من عدمه.
مهام استخباراتية
وعلى خلاف الحديث عن سحب القوات، تحدثت مصادر أمريكية في فبراير 2016 عن نقاش داخل وزارة الدفاع الأمريكية حول توسيع مهام القوات الأمريكية المتمركزة في سيناء، لتشمل جمع معلومات استخباراتية عن الجماعات المؤيدة لتنظيم "داعش" في العراق والشام وداخل شبه الجزيرة.
وأفادت المصادر أن على مصر وإسرائيل الموافقة على هذه المهام الجديدة، لأن الخطر المتزايد الذي يشكله "داعش"، سيدفع هذه الدول، إلى جانب الأردن، لتفهم أهمية هذه المهام.
تعاون مع "الإرهابيين"
وكشف الزخم الصهيوني، عن هدفه من التصريحات التي نسبتها للولايات المتحدة بسحب قواتها، لذلك ردت الولايات المتحدة بزيادة عدد القوات 75 جنديا إضافيا، غير أن الحديث كان له صدى قبل عام من الزخم الصهيوني حيث نشرت "الوطن" المنحازة للجهات السيادية، عنوان "إرهابيو سيناء فى حماية "قوات حفظ السلام"
بناء على ما وصفه موقع الوطن بـ"مصادر قبلية فى سيناء"، أن عددًا كبيرًا من عناصر الجماعات الإرهابية المسلحة، يحتمى بقوات حفظ السلام الدولية، للهرب من غارات الجيش، وتزويد سياراتهم بالوقود، وعلاج مصابيهم، مقابل التعهد بعدم تنفيذ هجمات ضد تلك القوات وتحذيرها من أماكن العبوات الناسفة.
وأفاد مصدر قبلى من قرية اللفيتات لـ "الوطن" بأن العناصر الإرهابية تختبئ فى نفق طوله 500 متر ينتهى أسفل نقطة مراقبة قوات حفظ السلام "MFO" بالقرية، لعلمهم أن الطائرات لن تقصف نقاط المراقبة الدولية.
وأضاف: بمجرد أن يسمع الإرهابيون أصوات طائرات "إف 16" والأباتشى والطائرة بدون طيار "الزنانة"، يسرعون إلى النفق، ورفض المصدر تأكيد أو نفى علم قوات المراقبة بالنفق. وقالت مصادر قبلية إن الخدمات التى تقدمها قوات حفظ السلام للإرهابيين لا تتوقف عند تموين السيارات، بل تتعداها إلى علاج المصابين بإصابات حرجة داخل مطار الجورة.
40% أمريكان
وتوجد في سيناء قوات من 12 دولة (MFO) وهي: كولومبيا، وجزر فيجي، والنرويج، وجمهورية التشيك، وبريطانيا، وامريكا، واستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وفرنسا، وايطاليا، والاروغواي. إلى جانب الوجود العسكري المصري في سيناء، توجد قوات أجنبية متعددة الجنسيات "MFO"، وهي قوات غير خاضعة للأمم المتحدة، 40% منها قوات أمريكية والباقي أغلبه من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والقيادة دائماً أمريكية.
وتضم قاعدة القوات متعددة الجنسيات نحو 1700 ضابط وجندي، وتقع على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود الإسرائيلية جنوب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء، وتضطلع تلك القوات التي أُنشئت عام 1982، بموجب اتفاقية "كامب ديفيد"، بمهام حفظ السلام بين مصر وإسرائيل.
المصدر
- تقرير: أدوار استخباراتية مشبوهة.. اليابان تموّل القوات الدولية بسيناء بـ30 مليون جنيه موقع بوابة الحرية والعدالة