أجزاء من إنجيل برنابا سعيد حوى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أجزاء من إنجيل برنابا


بقلم:الشيخ سعيد حوى


خطأ في إنشاء صورة مصغرة: الملف مفقود
الداعية سعيد حوى

هناك كتاب ظهر في أوروبا وأحدث ضجّة وأخذاً وردّاً ثم كانت النتيجة أن رفضه العالم النصراني بلا مبرر . هذا الكتاب يسمّى " إنجيل برنابا " والكتاب أعطى قولاً فصلاً في المسائل الثلاث الأساسية وهي رسالة عيسى ورسالة محمد وعدم صلب المسيح .

... فهل هناك مبرر لرفض هذا الكتاب :

... 1 – يذكر التاريخ أن الباب جيلاسيوس الأول الذي جلس على الأريكة البابوية سنة 492 ميلادية أي قبل ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحوالي قرن أصدر أمراً ينهى فيه عن مطالعة كتب معينة من جملتها كتاب اسمه إنجيل برنابا .

إذن من المعروف تاريخياً أن هناك كتاباً اسمه إنجيل برنابا موجود قبل الإسلام ( فهرس إنجيل برنابا ) .

... 2 – وقد عثر لهذا الإنجيل على نسختين : إيطالية وإسبانية أما الإسبانية فقد أقرضها الدكتور ( هلم ) من هدلي بلدة من أعمال همبشير المستشرق سايل ثم تناولها بعد سايل الدكتور منكهوس أحد أعضاء الكلية الملكية في أكسفورد فنقلها إلى الإنكليزية ثم دفع الترجمة مع الأصل سنة 1784 إلى الدكتور هويت أحد مشاهير الأساتذة ثم بعد ذلك طمس خبرها وأمحى أثرها .

... وأما النسخة الإيطالية فموجودة في مكتبة بلاط فيينا وأوّل من عثر عليها كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا وكان مقيماً وقتئذ في أمستردام فأخذها سنة 1709 من مكتبة أحد مشاهير وجهاء المدينة المذكورة فأقرضها كريمر طولند ثم أهداها بعد ذلك بأربع سنين إلى البرنس أيوجين سافوي ثم انتقلت النسخة المذكورة سنة 1738 مع سائر مكتبة البرنس إلى مكتبة البلاط الملكي في فيينا حيث لا تزال هنالك . وإذن هذا الكتاب في ورده وصدره أوروبي .

... 3 – إنه لم يعرف بتاتاً عند المسلمين أن هناك كتاباً اسمه إنجيل برنابا قبل ظهوره في أوروبا ولو أن للمسلمين يداً في صنع هذا الإنجيل لذكروه وحاولوا نشره وكان مشهوراً .

... 4 – يذكر سايل أنه مذكور في النسخة الإسبانية المفقودة أنها مترجمة عن النسخة الإيطالية ، وفيها مقدمة عن الراهب الذي اكتشف النسخة الإيطالية والقصة هي ما يلي : أن الراهب اللاتيني فرامرينو عثر على رسائل لايريناوس وفي عدادها رسالة يندد فيها بالقديس بولس الرسول وأن إيريناؤس أسند تنديده هذا إلى إنجيل القديس برنابا فأصبح من ذلك الحين الراهب فرامرينو المشار إليه شديد الشغف بالعثور على الإنجيل واتفق أنه أصبح حيناً من الدهر مقرباً من البابا سكتس الخامس فحدث يوماً أنهما دخلا معاً مكتبة البابا فأخذت البابا سنة من النوم فأحب فرامرينو أن يقتل الوقت في المطالعة إلى أن يفيق البابا فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو هذا الإنجيل نفسه فكاد أن يطير فرحاً من هذا الاكتشاف فخبأ هذه الذخيرة الثمينة في أحد ودنيه ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالانصراف حاملاً ذلك الكنز معه فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على أثر ذلك الدين الإسلامي .

... 5 – إن الكتاب متماسك يشكل وحدة متكاملة ويدل على علم لا مثيلله في كتب العهد القديم وفيه من براعة الحجة ووضوح المسلك ودقة الخطاب وتوضيح خفايا في حياة المسيح عليه السلام وتشابه كثير بين بعض مقاطعه والأناجيل الأخرى كل ذلك يجعل احتمال نسبته إلى برنابا أكبر من أي احتمال آخر .

... 6 – إن الكتاب لا يوجد فيه ما يشير إلى تأثره بالمفاهيم الإسلامية بتاتاً ولا يوجد فيه ما يشم منه أن صاحبه قد قرأ القرآن أو عرف دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم مما يؤكد أن الكتاب لم يؤلفه مسلم وأنه كتب قبل الإسلام .

... 7 – والدارس للكتاب يرى أن له صولة في تهذيب النفس وترقيتها ويحس صدق العبارة وحرارة الإخلاص فيفتح له الكتاب آفاقاً روحية لا يستطيع الإنسان أن يتصور بعدها أن رجلاً اختلق هذا الكتاب كذباً وزوراً .

وبعد هذه المقدمات ننقل فقرات من هذا الكتاب مما له علاقة ببحثنا عن البشارات الصادرة على لسان المسيح في رسالة رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام .

... 1 – في الفصل السابع عشر يقول : " ولكن سيأتي بعدي بهاء وكل الأنبياء الأطهار فيشرق نوراً على ظلمات سائر ما قال الأنبياء لأنه رسول الله " أي يبين غامض أقوالهم .

... 2 – في الفصل الثالث والأربعين يقول : " الحق أقول لكم إنّ كل نبي متى جاء فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله ولذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه ولكن رسول الله متى جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده فيحمل خلاصاً ورحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه وسيأتي بقوة على الظالمين ويبيد عبادة الأصنام بحيث يخزي الشيطان لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلاً انظر فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض ، وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيماً ، هكذا سيفعل نسلك أبارك كل قبائل الأرض ، وكما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيماً ، هكذا سيفعل نسلك أجاب يعقوب : يا معلم قل لنا بمن صنع هذا العهد فإن اليهود يقولون بإسحاق والإسماعيليون يقولون بإسماعيل ، أجاب يسوع ابن من كان داود ومن أي ذرية ؟

أجاب يعقوب : من إسحاق لأن إسحاق كان أبا يعقوب ويعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود .

فحينئذ قال يسوع : لا تغشوا أنفسكم لن داود يدعوه في الروح رباً قائلاً هكذا قال الله لربي : اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئاً لقدميك يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك فإذا كان رسول الله الذي تسمونه ميسا ابن داود فكيف يسميه داو ربا صدقوني لأني أقول لكم الحق إن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق .. "

... 3 – وفي الفصل الرابع والأربعين يقول : " لذلك أقول لكم إن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة ، روح الحكمة والقوة ، روح الخوف والمحبة ، روح التبصر والاعتدال ، مزدان بروح المحبة والرحمة ، روح العل والتقوى ، روح اللطف والصبر التي أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف ما أعطى لسائر خلقه ، ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم صدقوني أني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي لأن الله يعطيهم روحه نبوة ولما رأيته امتلأت عزاء قائلا يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذائك لأني إذا نلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله ... " .

... 4 – وفي الفصل الرابع والخمسين يقول : " فمتى مرت هذه العلامات تغشى العالم ظلمة أربعين سنة ليس فيها من حي إلا الله وحده الذي له الإكرام والمجد إلى الأبد ومتى مرت الأربعون سنة يحيي الله رسوله الذي سيطلع أيضاً كالشمس بيد أنه متألق كألف شمس فيجلس ولا يتكلم ... وسيقيم الله أيضاً الملائكة الأربعة المقربين الذين ينشدون رسول الله فمتى وجدوه قاموا على الجوانب الأربعة للمحل حراساً له ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الملائكة الذين يأتون كالنحل ويحيطون برسول الله ثم يحيي الله بعد ذلك سائر أنبيائه الذين سيأتون جميعهم تابعين لآدم فيقبلون يد رسول الله واضعين أنفسهم في كنف حمايته ثم يحيي الله بعد ذلك سائر الأصفياء الذين يصرخون اذكرنا يا محمد فتتحرك الرحمة في رسول الله لصراخهم ... ثم قال يسوع أرجو الله ألا أرى هذه الهولة في ذلك اليوم إن رسول الله وحده لا يتهيب هذه المناظر لأنه لا يخاف إلا الله وحده ... عند ذلك يخاف رسول الله لأنه يدرك أن لا أحد أحب الله كما يجب ... لكن إذا خاف رسول الله فماذا يفعل الفجار المملؤون شراً ... " .

... 5 – في الفصل الثاني والثمانين يقول : ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطي الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقية في كل مكان برحمته أجابت المرأة إننا ننتظر مسياً فمتى جاء يعلمنا يسوع أتعلمين أيتها المرأة أن مسياً لا بد أن يأتي أجابت : نعم يا سيد حينئذ تهلل يسوع وقال : ويلوح لي أيتها المرأة إنك مؤمنة فاعلمي أنه بالإيمان بمسيا سيخلص كل مختاريالله إذن وجب أن تعرفي مجيء مسيا قالت المرأة : لعلك أن مسيا أيها السيد .

أجاب يسوع : إني حقاً أرسلت إلى بيت إسرائيل نبي خلاص ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم . وحينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى أن سنة اليوبيل التي تجيء الآن كل مئة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان " .

... 6 – وفي الفصل الثالث والثمانين ( وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع فقال لهم ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الآن كل مئة سنة لذلك لا أريد أن ننام بل أن نصلي ) ... ولعله أراد بهذه الليلة ليلة القدر أو ليلة براءة أي ليلة النصف من شعبان وعلى هذا نفهم أن تجلياتها كانت مرة كل مائة سنة من قبل وعلى هذا نفهم الكلمة " إن سنة اليوبيل التي تجيء الآن كل مئة سنة في الفقرةالسابقة " .

... 7 – في الفصل السادس والتسعين أجاب يسوع : " لعمر الله الذي تقف بحضرته نفس أني لست مسيا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً بنسلك أبارك كل قبائل الأرض ، ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيشير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله فينجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام وسينزع الشيطان سلطته على البشر وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً " .

... 8 – في الفصل السابع والتسعين " فقال حينئذ الكاهن : ماذا يسمى وما هي العلامة التي تعلن مجيئه ؟ أجاب يسوع : إن اسم مسياً عجيب لأن الله نفه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله : اصبر يا محمد لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجاً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يعلنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى إن السماء الأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن إن اسمه المبارك محمد " .

... هذه شذرات مما ورد في هذا الكتاب وإذا ثبت أن الكتاب كان موجوداً قبل الإسلام فقد ثبت عندئذ أن ذلك مما بقي صحيحاً من آثار عيسى والله أعلم .

- 7 -... ونختم البحث بنصين كل منهما يدل بما لا يقبل الشك أن النصارى أثناء بعثة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا ينتظرون رسولاً أوصافه هي نفس أوصاف السيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - :

... 1 – قصة سلمان الفارسي الذي هرب من الأرض الفارسية باحثاً عن الدين الحق : " يقول سلمان لما قدمت الشام قلت : من أفضل أهل هذا الدين ؟ قالوا : الأسقف في الكنيسة قال فجئته فقلت : إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال فادخل فدخلت معه ، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا له أشياء اكتنزها لنفسه ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال : وأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً قالوا : وما علمك بذلك ! قال : قلت أنا أدلكم على كنزه فدلنا عليه قال : فأريتهم موضعه قال فاستخرجوه منه سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً قال فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبداً فصلبوه ثم رجموه بالحجار ثم جاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه قال : يقول سلمان : فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه وأزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلاً ونهاراً منه قال : فأحببته حباً لم أحبه من قبل وأقمت معه زماناً ثم حضرته الوفاة فقلت له : يا فلان إني كنت معك وأحببتك حباً لم أحبه من قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فإلى من توصي بي وما تأمرني : فقال يا بني والله ما أعلم أحداً اليوم على ما كنت عليه فقد هلك الناس وبدّلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به .

قال فلما مات وغيّب لحقت بصاحب الموصل فقلت : يا فلان إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره قال فقال لي : أقم عندي فأقمت فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره قال فقال لي : أقم عندي فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان إن فلاناً أوصى بي إليك باللحوق بك وقد حضرك من الله عز وجل ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني : قال يا بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجل بنصيبين وهو فلان فالحق به فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي ، قال فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له : يا فلان إن فلاناً كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توص بي وما تأمرني : قال : أي بني والله ما نعلم أحداً بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية فإنه بمثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته قال : فإنه على أمرنا .

قال فلما مات وغيّب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري فقال أقم عندي فأقمت مع رجل على هدي أصحابه وأمرهم ، قال : واكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة قال : ثم نزل به أمر الله فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني ؟

قال : أي بني والله ما أعلم ، أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ؟

ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل "(1) والرواية متصلة السند رواتها عدول .

... 2 – وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني أبو سفيان بن حرب قال : انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام فبينا أنا بها إذ جيء بكتاب من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل جاء به دحية الكلبي فدفعه إلى عظيم بصري فدفعه إلى عظيم الروم هرقل فقال هرقل : هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا : نعم .

فدعيت في نفر من قريش فدخلنا عليه فأجلسنا بين يديه فقال : أيكم أقرب نسباً منه فقلت أنا فأجلسني بين يديه وأصحابي خلفي ثم دعا بترجمانه فقال : قل لهؤلاء إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فإن كذبني فكذبوه .

قال أبو سفيان وايم الله لولا أن يؤثر عليّ الكذب لكذبته ثم قال لترجمانه سله كيف نسبه فيكم . قلت هو فينا ذو نسب ، قال فهل كان من آبائه من ملك ؟ قلت : لا .

قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا .

قال فهل يتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم ؟ قال : بل ضعفاؤهم .

قال : أيزيدون أو ينقصون ؟

قلت لا .

بل يزيدون قال : هل يرتد أحد عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له قلت : لا .

قال : فهل قاتلتموه قلت نعم قال : كيف قتالكم إياه ؟

قلت : تكون الحرب بيننا وبينه سجالاً يصيب منا ونصيب منه .

قال : فهل يغدر قلت : لا .

ونحن منه في هذه المدة ما ندري ما هو صانع قال أبو سفيان : فوالله ما أمكني من كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه قال فهل قال هذا القول أحد قبله قلت : لا .

فقال لترجمانه : قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في أنساب قومها .

وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان في آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك عن أتباعه أضعفاؤهم أم أشرافه فقلت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس

ويكذب على الله تعالى .

وسألتك هل يرتدّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له فزعمت أن لا فكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم . وسألتك هل قاتلتموه فزعمت أنكم قاتلتموه فتكون الحرب بينكم سجالاً ينال منكم وتنالون منه وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة .

وسألتك هل يغدر فزعمت أنه لا يغدر وكذلك الرسل لا تغدر ، وسألتك هل قال هذا القول أحد قبله فزعمت أن لا ، فقلت لو قال هذا القول أحد قبله قلت رجل ائتم يقول بقول قيل قبله ، ثم قال بم يأمركم قلنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف فقال إن يك ما تقول حقاً فإنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم .

ولو أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأه فإذا فيه ... فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط فأمر بنا فأخرجنا فقلت لأصحابي لقد أمر أمْراً ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر .

- 8 -... وأخيراً سأل الشيخ عبد الوهاب النجار مؤلف كتاب قصص الأنبياء الدكتور ( كارلو نلينو ) المستشرق الإيطالي عن كلمة ( البارقليط - الباراكليتوس) الواردة في الأناجيل : فأجابه بقوله : إن القسس يقولون إن هذه الكلمة معناها ( المعزي ) فقال له إني أسأل الدكتور كارلو نلينو الحاصل على الدكتوراة في الآداب اليونانية القديمة ولست أسأل قسيساً فقال : إن معناها الذي له حمد كثير فسأله أيضاً : هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد فقال : نعم وهذا ما جاء في القرآن على لسنا المسيح :

... {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} الصف 6 ( قصص الأنبياء للنجار ) .

... عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال رضيت بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً وجبت له الجنة ) أخرجه أبو داود .

... وإذا مر معك في المبحث الأول عن الله ما أثلج ضميرك يقيناً نهيب بك أن ترضى بالله رباً .

... وإذا مر معك في المبحث الثاني عن الرسول ما أثلج صدرك يقينا نهيب بك أن ترضى به رسولاً .

... وها نحن سنبدأ بعرض الإسلام دين الله الذي بلغه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المبحث الثالث ونهيب بك أن ترضاه ديناً .

... لتكون بعد هذا كله أهلاً لنيل رضوان الله وجنته ولتنجو بهذا من سخط الله وعقوبته والله ولي أمرنا وأمرك . (1) أخرجه أحمد والحاكم .

براهين سعيد حوى

المصدر