أبا فؤاد .... طوبى لك وحسنُ مآب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أبا فؤاد .... طوبى لك وحسنُ مآب


بقلم : عوني كميل

ودّعت فلسطين البارحة رجلا سرت الدعوة فيه كما يسري الدم في العروق ، فقدت فلسطين شيخا ومعلمّاً ومربيا وداعية وشاعراً وخطيبا ، عاش بالإسلام وللإسلام، ، كان جريئا في الحق ، آمرا بالمعروف ناهِ عن المنكر ، لا يخشى في الله لومة لائم ، كان خلقه القران ، وعدته الصبر ، وقدوته سيرة القائد الأسمى محمد صلى الله عليه وسلم .

لقد اهتم شيخنا محمد فؤاد أبو زيد بأمر المسلمين اهتماماً كبيراً ، فكان أحد أبرز رموز الحركة الاسلامية في فلسطين ، وتحمل العذاب والمشاق فى حياته التي باعها في سبيل الله ، وكان يتسم بإداركه الواعي وفكره الإسلامي المستنير ، ووطنيته وحبه لفلسطين ، لقد كان طيب الكلمة ، لين الجانب ، طليق الوجه ، رفيقا متواضعا ، صبوراً شكوراً يحب الخير للجميع .

كان الشيخ أبو فؤاد يدعو الى الله على بصيرة وعلم ، بايمان عميق، وحكمة وموعظة حسنة وكان يشعر بالناس ويهتم بأمورهم ، ويصبر على المحن والإبتلاء ، واثقا بنصر الله تعالى ، متفانياً في إحياء الأمة فبدأ حياته داعياً إلى الله تعالى يطوف في البلاد طولاً وعرضاً من الضفة الغربية الى أراضي 48 يقيم الندوات والمحاضرات ويلقي المواعظ خدمة لدين الله ـ

أنشأ الشيخ أبو فؤاد المؤسسات الخيرية لمساعدة الأيتام والفقراء والمحتاجين ، ومراكز تحفيظ القرآن ، والمدارس وغيرها لتكون عنواناً للدعوة الإسلامية ، وكان مصلحا اجتماعيا يسير في جاهات الخير والإصلاح ، بهمته العالية وعزمه الصادق وتعرض في سبيل ذلك لابتلاءات شديدة ، كان فيها خير الصابر الشاكر على الابتلاء .

بدأت محنه وابتلاءاته منذ أن ذهب للدراسة في جامعة الأزهر في مصر ، حيث تعرض للسجن على أيدي النظام المصري في زمن جمال عبد الناصر ، وسجن في السجن الحربي وتعرض للتعذيب الشديد ، وطرد من مصر ومنع من إكمال تعليمه بسبب انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين ، مما جعله يكمل دارسته في سوريا ، فكان تلميذا للشيخ مصطفى السباعي ، ومصطفى الزرقا ، رفيقا للشيخ سعيد حوى والدكتور فضل عباس .

وبعد أن أنهى دراسته الجامعية ، وعاد لأرض الوطن وبدأ يدعو في سبيل الله ، تعرض لابتلاءات عظيمة في الوقت الذي كانت تنتشر فيه تيارات شيوعية تحارب الإسلام ، وبعض انتشرت الرذيلة ، وظهر الفساد ، فحاربته تلك التيارات المعادية للإسلام ونصبت له العداء ، فظل صابرا مرابطا ، بل انتقل بدعوته من الضفة الى الأراضي المحتلة عام 48 ليكون له الفضل بعد الله بإنشاء النواة والصحوة الإسلامية الحديثة .

اعتقل شيخنا أبو فؤاد عدة مرات لدى الإحتلال ، وأمضى فترات متقطعة في السجون كان أكثرها في سجن النقب ، وظل الإحتلال يضيق عليه ، حتى أبعده لمرج الزهور حيث فكان نعم الرجل الصابر الذي يحث اخوانه على الصبر .

عمل الشيخ محمد فؤاد أبو زيد مدرسا في مدارس الضفة الغربية بعد أن أنهى تعليمه ، وصار خطيبا للمسجد الأقصى المبارك ، وبعد ذلك مدير للأوقاف إلى أن أصبح مفتي مدينة جنين .

أبو فؤاد له مكانة جليلة ومحبة عظيمة في قلوب الناس في الضفة الغربية وأراضي 48 بل في كل فلسطين .. تفطرت قلوب الباكين على فراقه الذاكرين لمناقبة الجليلة وقد وافته المنية بعد أن أنهكه المرض الذي كان الشيخ يعاني منه ، وهو منذ أمد بعيد في صراع معه ، واشتد عليه في السنوات الأخيرة وهو صابر ومحتسب إلى أن رحل إلى ربه .

أبو فؤاد ...

إن أجدر الناس بالكرامة عبد .... تلفت نفسه ليسلم دينه

طبت حيا وطبت ميتا يا أبا فؤاد

طوبى لك وحسنُ مآب

ورضي الله عنك وأرضاك

وأسأل الله تعالى أن يجزيك الجزاء الأوفى

المصدر