آلام غزة بعد التهدئة
بقلم: أ. سالم الفلاحات
لم تتغير قناعتي بالرغم مما يجري في غزة من دماء وشهداء ودمار وآلام وتهديد ووعيد من شارون.. لم تتغير قناعتي أن اليمين الصهيوني المتطرف يمينًا و اليمين المتطرف شمالاً!! أُجبروا على الانسحاب من غزة وقرروا الانسحاب فعلاً ومعهم المحتلون أنفسهم. ولكن كل ما جرى في الأيام الماضية وما سيَجري من اعتداءاتٍ وانتقامٍ واغتيالاتٍ ما هو إلا للتعبير عن ألمِ الفقدان والخسارة الإجبارية من جانب ولحفظ ماء الوجه في الداخل وحتى لا يؤسس لهزائم أخرى أو يثبت عمليًّا أن الانكماش الحقيقي لدولة العدو الصهيوني قد بدأ فعلاً.
وبالرغم من فداحة الخَطب وعِظَم الجريمة التي يرتكبها شارون إلا أنه لا بد من مراجعات بعد مسيرة القاهرة والرحلات المكوكية للمبعوث الأمني المصري والتفاؤل الكبير بإمكانية التفاهم والتنسيق مع السلطة والضغط الحقيقي بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتحريم الدم الفلسطيني ووعود الالتزام بالشرعية الدولية وخارطة الطريق وخطابات ومواعظ العقلانية والواقعية، إلا أن الجريمة والانتقام والافتراء هما سيدا الموقف.
هل يمكن التقارب بين مشروعَين أحدهما يعتبر القتل شهادةً وكرامةً وآخر يَعتبر القتل بعد "تجاربه" عبثيةً وخسارةً وانتحارًا؟!
هل يمكن التقارب والتفاهم بين مشروعَين الأول "صاحب الشرعية الدولية" والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بنظر الأمم المتحدة والمتسلطة على العالم.. هذا المشروع يرى أن فلسطين التاريخية هي غزة وبعض الضفة الغربية وما سواهما أراضٍ صهيونية ويوقع على ذلك علنًا وسرًّا، وبالتالي فلا يذكر حتى في أدبياته حقه في عكا وحيفا ويافا والجليل والشعب؟! وبين من يرى أن القعود عن تحرير كامل الأرض الفلسطينية التاريخية جريمةً دينيةً ودنيويةً وأن هذه الأرض لا يملك التصرف بملكيتها أحدٌ من الناس، فهي وقْف وأرض رباط إسلامية مباركة كلها وكل ما حولها؟!
هل يمكن الالتقاء بين فريق يضحك ملء شدقيه عندما يمنُّ عليه وكيل مسئول صهيوني بلقاء سري أو علني ويعطيه كامل المعلومات ويقدم له كامل الاستعدادات لتجريد المجاهدين من قوتهم ويتعاون أمنيًّا معه بكامل المعلومات اللازمة وحتى غير اللازمة، ويسكت عن عملائه وجواسيسه ويقربهم منه.. وبين من يرى مجاملة الغاصب المحتل الظالم القاتل "ديوثية" لا يقبلها خلق ولا شرع ولا منطق.
إن بينهما برزخًا لا يبغيان، ولا يمكن مصادمة سنن الكون مطلقًا ومن صادمها صدمتْه، وعلى أحسن الأحوال فإن للفريق الأول مشروعه في التحرير "الجزئي طبعًا" بالدبلوماسية والتنازل، وهو يملك السلطة وسيمكن له فيها، وللفريق الثاني مشروعه الخاص المستقل المغاير المنفصل المميز، وهو بذل كل التضحيات الممكنة- والممكنة فقط- لإخراج المعتدي المحتل من الأرض المباركة منذ القسام الأول وحتى القسام الثاني.. ذريةً بعضها من بعض.
وبسبب المعادلات الدولية يمكن أن يترك الأول لمشروعه وأسلوبه إن لم يمكن ثنيه عن الاستمرار في الوهم والسراب، فلا يمكن أن يكون الحل هو بداية التماهي معه بأسلوبه تدريجيًّا وإن بخطوات صغيرة لكنها متتالية.
نعم إن العدو باغٍ ومتجبِّرٌ ومتمكنٌ وهو عالميٌّ، يملك ما لا نملك، وهو أكثر تبيعًا، فهذه سنة الكون، وهي دائرة ومتحولة، وليس على المجاهد أو من يؤمن بمشروع الجهاد أكثر من أن يقدم ما يستطيع ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.. أما أن تتم المساهمة بصورة أو بأخرى باستحالة الخيار الجهادي عن غير قصد ونية- وهذا هو الحاصل أو هي المحصلة التي سيقرؤها الأجيال- فإن الأمر بحاجة لوقفة ومراجعة.
صحيح أن معظم مَن هم خارج فلسطين يراقبون وينظرون ويصفقون أحيانًا ويبكون أحيانًا أخرى ثم يعودون إلى بيوتهم وينخرطون في يومياتهم ليس غير، لكنَّ هذا وحده لا يمنعهم من النصح في ظل الحب في الله.. لا بد من هدوءٍ بعد التهدئة في التفكير والتقييم والمراجعة فقد أخذت التهدئة حقَّها من التطبيق.
المصدر
- مقال:آلام غزة بعد التهدئةإخوان أون لاين
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,