"مواقع التواصل".. دور إيجابي تتهدده مخاطر الثرثرة والإشاعات
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
مقدمة
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي زخماً غير مسبوق في التفاعل مع الأحداث المستجدة في الضفة الغربية المحتلة، حيث يتناقل النشطاء والمواطنون العشرات من الأخبار العاجلة وآخر التطورات كل من مكان تواجده.
ومع الإيجابيات الكبيرة لهذه الظاهرة التي يعرفها البعض بظاهرة "المواطن الصحفي" في توثيق جرائم الاحتلال ومتابعتها أولاً بأول، إلّا أن خبراء من واقع الممارسة يدقون جرس الخطر من بوابة الثرثرة والإشاعات وتداعياتهما الخطيرة.
عشرات المناشدات من الصحفيين والمواطنين للنشطاء ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتحري الدقة في نشر الأخبار ونقل المعلومات، التي تسببت كما يقولون بإرباك وتوتر في الحياة العامة وفي عمل الصحفيين وذوي الاختصاص.
انتشار واسع وأثر سلبي
الإعلامي والخبير في مواقع التواصل الاجتماعي محمود حريبات، يرى أن هذا الانتشار الواسع "يوسع دائرة الوقوع في الخطأ، والمشكلة من وجهة نظره، تتمثل في وجود تعريف مغلوط لما يسمى بـ"الصحفي المواطن".
والحقيقة كما يقول هي أن المواطن لا يصبح صحفياً، "وإنما هو مصدر من مصادر الخبر الصحفي".
ويقول حريبات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، إن الزخم الكبير للمعلومات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر سلباً على الصحفيين والمختصين؛ حيث تخلق جواً من الإرباك، وعلى مستوى المواطنين تسبب جواً من الخوف الذي لا يعزز صمود المواطن.
ودعا النشطاء ألا يكونوا أداة بيد الاحتلال لإرهاب المواطنين والتأثير على معنوياتهم من خلال الإشاعة.
تعقيد مهمة الصحفيين
الصحفي سامر خويرة مراسل قناة القدس الفضائية يرى أن الصحفيين يبذلون مجهوداً كبيراً ليس في نقل الأخبار وإنما في تفنيد الأخبار الكاذبة والإشاعات التي تنشر عبر "فيس بوك".
ويؤكد خويرة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن أي معلومة مغلوطة تنشر تسبب إشكاليات كبيرة لدينا كصحفيين.
وقال خويرة، إن صوت الصحفي أصبح ضائعاً بين مئات ناقلي الأخبار، "حيث أصبحت أصواتنا تصل مشوشة إلى المواطنين".
مخاطر أمنية
الصحفي حريبات نوه إلى المخاطر الأمنية لهذه الظاهرة، وقال إن للاحتلال الصهيوني جيشًا إلكترونيًّا يلزمنا بأخذ الحيطة والحذر من خلال التعامل مع الأخبار التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها التعبير عن المشاعر والعلاقة مع بعض المقاومين التي تعرّض البعض للاعتقال والملاحقة.
بدوره شدد الصحفي سامر خويرة على ضرورة الالتفات إلى الناحية الأمنية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتحري نقل الأخبار عن مصادر الإعلام العبري، فالإعلام العبري، وفق رؤيته، يتضمن رسائل موجهة لبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين.
كيف نخرج من الدوامة؟
ويرى خويرة أنه للخروج من هذه الأزمة لابد من توعية المواطنين، والتزام الصحفيين والمختصين بالعمل بمهنية عالية ومصداقية، وقال: "أن تكون الثاني في السرعة والأول في الدقة خير من أن تكون الأول في السرعة والثاني في الدقة".
ودعا خويرة إلى عدم جعل موقع "فيس بوك" المصدر الأول والأخير للمعلومة، مطالباً الصحفي بالاعتماد على مصادر أخرى للتحقق من المعلومات والأخبار.
ويعدّ خويرة أن طريقة التعامل مع الأحداث توحي بأن الحالة التي نمر بها هي جديدة، وفي الواقع أن الأحداث الجارية هي في سياق طبيعي، ويجب التعامل معها في هذا النطاق دون تهويلها.
وتبقى مواقع التواصل أداة هامة وسلاحاً ذا حدين، تحتاج إلى استخدام واعٍ وبناء للاستفادة القصوى منها في خدمة تطلعاتنا كشعب واقع تحت الاحتلال، ونشر قضيتنا العالية وجرائم الاحتلال بحقنا على أوسع نطاق.