"مسرحية قصور الرئاسة" مشدد بطعم البراءة.. و3 أسباب لـ"تلويث المخلوع"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"مسرحية قصور الرئاسة" مشدد بطعم البراءة.. و3 أسباب لـ"تلويث المخلوع"


مسرحية قصور الرئاسة مشدد.jpg

(14/05/2015)

مقدمة

أثار تصريح اللواء حسن السوهاجي -مساعد أول وزير الداخلية المصري لقطاع السجون- حول قضاء الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عقوبته بالكامل فى قضية القصور الرئاسية، والمعاقب فيها بالسجن المشدد 3 سنوات، حالة من الغضب في الشارع المصري من تلاعب الانقلاب العسكري بالشعب، وإفلات مبارك وعصابته من المحاسبة فى الوقت الذى ينكل فيه العسكر بثوار يناير وأحرار الوطن.

وكان السوهاجي قد كشف -في تصريحات صحفية- أن مبارك الآن نفذ عقوبة السجن بالكامل بعد احتساب مدة حبسه الاحتياطى، ومن حقه التمتع بكامل حريته خاصة وأنه غير محبوس على ذمة أية قضايا أخرى. وجاءت تصريحات المسئول الأمني في داخلية الانقلاب لتسدل الستار على مسرحية محاكمة المخلوع مبارك والتي مارس خلالها وولداه وباقي أفراد العصابة دور الضحية، ونفث "ديب" الدفاع فريد الديب دخان سيجاره في وجوه الجميع، ليمنح الفاسد الأكبر وزعيم العصابة صك البراءة، ويتوجه الانقلاب في نهاية المطاف بحق التمتع بمزايا الرؤساء السابقين.

وغسل المخلوع مبارك خطاياه وجرائمه في حق الشعب على عتبات "الشامخ" بعدما حصل على صك البراءة في قضايا قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد والإفساد، وذبح الوطن بسكين الفقر والجهل والمرض والعشوائيات، وأكياس الدم الفاسد، وعبارات الموت وقطارات جهنم والمبيدات المسرطنة، وبقيت في "رول المحكمة" قضية اتهامه في تبديد "أطقم صيني وميلامين" قصور الرئاسة"، ليدين القضاء بأحكامه الثورة والثوار الذين أهانوا هذا الرمز البريء والصنم الطاهر والرئيس المنزه.

3 أسباب للحكم، ولأن الانقلاب يرغب في حفظ ماء الوجه ووضع بقعة سوداء في ثوب مبارك الناصع من أجل الحيلولة دون غضب الشارع، وقطع الطريق السياسي على رب الدولة العميقة وولده في تصدر المشهد من جديد، وتقويض تصاعد الدولة العميقة وتزايد نفوذها، أصدر أوامره العسكرية إلى القابع على المنصة ليصدر حكمًا يلوث قميص المخلوع ولا يمزقه ويعاقبه دون أن يحبسه، بالحكم عليه بالسجن 3 سنوات على وجه التحديد، أمضاها مبارك في الحبس الاحتياطي، وكأن الحكم المشدد مبطنا بـ"البراءة".

وأودعت محكمة جنايات القاهرة حيثيات الحكم في قضية "قصور الرئاسة " بمعاقبته ونجليه جمال وعلاء مبارك، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات مع تغريمهم مبلغ 125 مليونا و779 ألفا و237 جنيها و52 قرشا، وإلزامهم متضامنين برد مبلغ 21 مليونا و197 ألفا و18 جنيها و53 قرشا، وعدم جواز نظر الدعوى المدنية لسابقة صدور قرار فيها بإحالتها للمحكمة المدنية المختصة.

وقالت المحكمة -في حيثيات الحكم، الذي صدر برئاسة المستشار حسن حسانين-:

إنه استقر في يقينها واطمأن وجدانها مستخلصة من مطالعة سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة، من أن المتهم الأول محمد حسني مبارك بصفته موظفا عموميا رئيس جمهورية مصر العربية سابقا -قبل مباشرة مهام منصبه- أقسم بالله العظيم أن يحترم الدستور والقانون، وكان من سلطاته إصدار اللوائح اللازمة لتنفيذ القوانين بما ليس فيه تعديل أو تعطيل.

وتضمنت الحيثيات إصدار تعليمات شفهية مباشرة بتلبية جميع طلبات أسرة المخلوع من أعمال أو توريدات تتم وتنفذ فى ممتلكاتهم الخاصة مع خصم قيمتها من مخصصات مراكز اتصالات رئاسة الجمهورية المدرجة بميزانية وزارة الإسكان، ونفاذا لذلك أصدر المتهمون الثلاثة ومعظم أفراد أسرهم العديد من التعليمات والطلبات بإدراج أعمال إنشائية وتشطيبات وتوريدات أثاث ومعدات وغيرها إلى العقارات المملوكة لهم ملكية خاصة، فضلا عن التزويير والتلاعب بالأرقام والأسعار فى محررات رسمية.

وأد حلم جمال

الدكتور محمد الصغير -مستشار وزير الأوقاف في حكومة د. هشام قنديل- اعتبر أن حكم مبارك يندرج ضمن لائحة الأحكام المسيسة بامتياز لخدمة العسكر، حيث جاء لعرقلة أحلام جمال مبارك الرئاسية، وهو ما أدى إلى الحكم عليه مع والده سعيًا لطمأنة السيسي وإلا فإن ثبوت السرقة يدين إبراهيم محلب".

وزعم الخبير القانوني الدكتور عماد الفقي -أستاذ القانون الجنائي- أن حكم قصور الرئاسة سيؤثر بشكل أو بآخر على قرار مجلس الدولة، الأسبوع الماضي، بتمتع مبارك بامتيازات رئيس الدولة الأسبق، وسيتبع القرار إجراءات تبعية وتكميلية، لعدم تولي مبارك أي منصب في الدولة، ومن الممكن أن يصدر المجلس بيانًا توضيحيًا في هذا الشأن.

وأوضح الفقي أن الموقف القانوني للرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه بعد الحكم في قضية القصور الرئاسية سيتم من خلال إجراء ما يُعرف بـ"مقاصة"، لتحديد مدد الحبس التي قضوها لإزالتها من عقوبة قضية القصور؛ حيث إنه سيتم حساب المدة الحبس الاحتياطية التي قضاها كاملة على ذمة مختلف القضايا التي حصل فيها على أحكام، حتى في حالة الحكم بالبراءة، ومن ثم خصمها من العقوبة الأخيرة، مضيفًا أنه فيما يخص العقوبات المالية، فإنه تم ردها بالكامل.

صراع العسكر والدولة العميقة

من جابنه اعتبر الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل أن الحكم يأتى ضمن مسلسل الصراع الدائر بين العسكر ونظام مبارك الذي يبحث عن مكان له في العملية السياسية، فضلا عن حرب المصالح على جثة الاقتصاد الميت، مشيرا إلى أن الحكم جاء على خلفية الظهور المفاجئ لجمال مبارك ومحاولات تليمعه ما أربك العملية السياسية.

ووصف القيادي الإخواني حمزة زوبع المشهد في دولة العسكر بالعبثي، مشددًا على أن هناك من يتحكم في خيوط من يتصدر المشهد ويحركون قطع الشطرنج بما يخدم مصالحهم. وأكد زوبع أن من وضع السيسي على رأس سلطة الانقلاب يعرف جيدًا كيف يخلط الأوراق في الوقت المناسب، وهو ما وضح من ظهور جمال في العديد من المناسبات، الذى أجبر السيسي على استخدام "ورقة الحكم، مشيرًا إلى أن قائد الانقلاب يخوض الآن معركة حياة أو موت ضد كل من ينافسه على الكرسي.

تجريد المخلوع

الناشط الحقوقي أحمد مفرح سخر من جرأة الشامخ على معاقبة المخلوع فى أبسط القضايا من وجهة نظره مقارنة بقضايا الفساد التي تقدمت للقضاء بعد ثورة 25 يناير، إلا أن الحكم يعني -بطبيعة الحال- أن مبارك ونجليه ورموز حكمه جميعا فقدوا النزاهة والشرف.

وأوضح مفرح أنه يترقب تبعات الحكم الصادر بحق مبارك، خاصة أنه يتعلق بجريمة تمس الشرف، وتنص المادة الثانية من قانون مباشرة الحقوق السياسية على أن مَنْ صدر ضده حكم نهائي بمعاقبته بعقوبة الحبس لارتكابه جريمة سرقة أو إخفاء أشياء مسروقة أو نصب أو خيانة أمانة أو رشوة أو تزوير أو استعمال أوراق مزورة أو شهادة زور أو إغراء شهود أو جريمة للتخلص من الخدمة العسكرية والوطنية، ويترتب عليها تجرد مبارك من كافة النياشين، والأوسمة العسكرية التي تحصل عليها.

الحكم على مبارك بالبراءة صراحة أو فب صورة مبطنة، يضع حدا لهزلية محاكمات القرن التى حاكمت الثورة واحتفت بالطغاة، وفندت أكاذيب أن العسكر حموا الميدان، وإنما الحقيقية أنهم حافظوا على مبارك من غضبة الثوار وتلاعبوا بالمشهد من أجل الحفاظ على مصالحهم وضمان بقاء الدولة العميقة التى تضم استمرار مكتسياتهم، لتصل مسرحية مبارك إلى فصولها الأخيرة فى انتظار أن يصفق الجمهور على وقع البراءة من تلك القضية أيضا فى الطعن المرتقب، لتنزل كلمة النهاية مصحوبة بعبارة "الثورة مستمرة".

المصدر