"عيد العمال" بين رعب النظام وحقوق العمال
نافذة مصر - حسن إبراهيم
يعتبر العمال الطبقه الرئيسية والمكونة للمجتمع المصري، حيث يمثل العمال أكثر من 50 % من النسيج الوطني، وعيد العمال يأتي هذه السنة بعد مرور 140 سنة على تدشينه منذ عام 1886، وهو مناسبة لا تخلو من حراك عمالي في الشارع المصري حيث يخشى النظام الانقلابي اندلاع تظاهرات للعمال في ظل الوضع الاقتصادي المتدني و نظرًا للأوضاع التي وصلت إليها الطبقة العاملة، من تشريد وخصخصة وفصل تعسفي وعدم حمايتهم من طمع بعض أصحاب الأعمال بالإضافة للاعتقالات والقتل والتهديد بالفصل الدائم من قبل الحكومة للعمال المطالبين بحقوقهم او الداعين للإضرابات للحصول على بعض من حقوقهم المسلوبة.
العمال ودورهم فى الثورة وضد الانقلاب
عاش كفاح العمال .. ثار عمال مصر ضد النظام الفاسد المستبد ثاروا ضد السرقة والنهب و لخصخصة وبيع الشركات لرجال الأعمال الفاسدين بأبخس الأثمان فتم تشريد العمال وطردهم واعتقالهم بل وتعذيبهم حتى جاءت ثورة الخامس و العشرين من يناير فكان العمال فى مقدمة الصفوف وسط الميادين واستشهد منهم و اصيب الكثير واختلط الدم بعرق العمال.
وبدأ الشعب يحصد نتاج ثورته وتضحياته فاختار نوابه فى البرلمان و كتب دستوره بلجنة انتخبها و اختارها وأتى برئيس مدني منتخب حرص على تكريم العمال بقصر القبة الذى يستقبل فيه الملوك و الرؤساء و ضاعف العلاوة و رفع الأجور و ثبت العمال المؤقتين وأبرم اتفاقيات دولية لتطوير صناعات مصرية متعددة لمضاعفة الانتاج و زيادة دخول العمال.
ثم فوجىء العمال بلصوص المجلس العسكري بزعامة السيسى و فلول النظام الفاسد ينقلبون على الشعب ويسرقون ثورته ومكتسباته فيخطفون الرئيس الشرعى و يعطلون دستور الشعب و يلغون البرلمان و يقتلون و يعتقلون كل من يعارضهم.
بداء أصحاب الطبقة الكادحة منذ اليوم الأول جهادهم ضد الانقلاب فأسسوا رابطه عمال ضد الانقلاب وعقدوا المؤتمرات ودعوا إلى تظاهرات وشاركوا في اعتصام رابعة والنهضة وأصدروا البيانات المندد بالانقلاب .
فأعلن العمال النزول الى الشوارع و الميادين لاستكمال ثورة 25 يناير واعادة الشرعية المنقلب عليها واسترجاع ما سرقه العسكر والفلول من مكتسبات الشعب بصفة عامة و العمال بصفة خاصة و لقضاء على الفاسدين وطردهم من المصانع بل ومحاكمتهم فى المحاكمات الثورية التى سيعقدها الثوار لاعدام الانقلابيين عقب سقوط دولة العسكر، وأعلن العمال جهادهم ضد الانقلاب حتى يسقط .
العمال فى ظل الظروف الاقتصادية في عهد الانقلاب
يعانى العمال فى ظل الاقتصاد المترهل والأوضاع التي آلت إليها البلاد في ظل الانقلاب العسكري حيث يسوء الوضع يوم بعد يوم حتى ان أسعار السلع الأساسية قد ارتفعت بشكل جنوني فى ظل الانهيار المستمر وكسر سعر صرف الدولار حاجز العشر جنيهات في حين بقاء الأجور كما هي دون زيادة أو مراعاة للطبقة الأكثر احتياجا.
ريجينى قتل لبحثه عن حقوق العمال
ريجينى لم يكن ليقتل لولا ابحاثه ومقالاته التي كان يرسلها لصالح صحيفة "مانيفيستو" الإيطالية تحت اسم مستعار نظرا للبطش الأمنى فى مصر، حيث كان ريجينى يبحث عن حقوق العمال فى مصر حتى أن موضوع بحث رسالة الدكتوراة كان عن العمال .
كانت جل مقالاته التي يرسلها للصحيفة الايطالية تتحدث عن المعاناة التي يعانيها العمال في ظل الانقلاب و عن قوة أصحاب الحرف في التأثير على المجتمع مما اثأر حفيظة الانقلابية حتى اعتقلوا وقضى تحت التعذيب مثل المئات من المصريين وفى القلب منهم العمال .
دور العمال فى الدعوة
اعتز الأستاذ البنا وكتَّاب الإخوان من بعده بأن مؤسسي الجماعة كانوا ستةً من العمَّال والحرفيين، وتحدثوا بفخر عن ذلك، والحقيقة أن نسبةً عاليةً ممن ارتبطوا بالجماعة في مراحلها الأولى كانوا من العمال والحرفيين.
يقول الباحث الألماني بنين في رسالته (الحركة العمالية في مصر): "دخل الإخوان الحركة العمالية نتيجةً لتعاطفهم مع محنة العمال، ومحاولاتهم تحسين أحوالهم المادية والروحية، وحاولوا تطبيق مفهومهم عن الشريعة عن طريق إعطاء مساعدات مالية للعمال العاطلين والعاجزين عن العمل الذين انضموا إلى الجماعة".
وبدأت جريدة الإخوان المسلمون الأسبوعية منذ عام 1935 في نشر مقالات تتناول أحوال العمَّال وظروفهم السيئة، وقد أحدثت إحدى المقالات وكانت بعنوان (في مقابر الأحياء) رد فعل طيب لدى فئة عمال المطابع، فأرسلت مجموعةٌ منهم كلمةَ شكر إلى كاتب المقال الأستاذ الكبير أبي الحسن.
وفي أواخر الثلاثينيات كان الإخوان ضمن القوى التي ساهمت في قيام اتحاد عمال النسيج الميكانيكي بشبرا الخيمة عن طريق طه سعد عثمان، الذي كان عضوًا بالجماعة قبل أن ينضم إلى نقابة عمال النسيج".
المصدر
- تقرير:"عيد العمال" بين رعب النظام وحقوق العمالموقع:نافذة مصر