"زينب الغزالي".. من أفكار التحرر إلى صفوف الأخوات بـ الجماعة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"زينب الغزالي".. من أفكار التحرر إلى صفوف الأخوات بـ الجماعة


"زينب الغزالي".. من أفكار التحرر إلى صفوف الأخوات بـ الجماعة

"وإني لأرى بوادر النصر بـ قيام الأمة وعودة المجتمع الذي سيعلو بـ توحيده فوق توليفات البشر، مما يغزو بلادنا اليوم من تيارات الإلحاد، نعم.. إني لأحسها قريبة وأرى أعلامها ترمي بـ هذا الغثاء من فكر البشرية الضال في ركام الجاهلية".. مقتطفات من كلماتها، عندما كانت تحارب الإلحاد في مجتمعها مُدعمة للدعوة الإسلامية مُساهمة في نشر تعاليم الإسلام السميح.. إنها زينب الغزالي.

ولدت العزالي في يناير 1917 بـ مركز ميت غمر بـ الدقهلية، تربت في منزل أزهري، حيث أن الوالد من أحد علماء الأزهر الشريف، الذي عمل بدوره على غرس القيم والمبادئ فـ قلبها، وكذلك عمل على تقوية قوة الحق والفضيلة بـ داخلها، كما وعُرف أن والدها كان يناديها بـ"نسيبة بنت كعب" وذلك تيمنًا بـ الصحابية الجليلة "نسيبة".

تأثرت بوفاة والدها وهي في العاشرة من عمرها، ثم انتقلت الأسرة جميعها إلى القاهرة، وفي القاهرة عانت الغزالي من استكمال دراستها، حيث عارض ذلك الأخ الأكبر، فكافحت حتى نالت دراستها كاملة بعد عناء.

وعلى الرغم من صغر سنها، إلا أنها قرأت الأدب العربي خاصة آدب "عائشة التيمورية"، فـ كانت من عاشقي الأدب، حتى تأثرت بها وبـ كتاباتها خاصة لإتباعها أسلوب مساندة المرأة وتدعيهما، مما جعل الغزالي تلتف حول الموقف النسائي منذ الصغر، حتى قامت بالالتحاق بـ"الاتحاد االنسائي" الذي كان يرأسه السيدة "هدى شعراوي"، ومع الوقت توطدت علاقتها بـ سيدات الاتحاد، فـ صارت من أبرز عضواته.

وبعد انتشار فكرة الاتحاد النسائي، كان لابد من وجود بعض الأفراد والقوى الموجودة على الساحة تنتقد أفكاره أو تعارضه، فـ كانت الغزالي على موعد مع مناظرات عدة مع عدد من الأزهريين المناهضين لـ فكر الاتحاد المتبع للاتجاهات التحررية حينها، كما مُنعت من إلقاء الدروس في المساجد حتى جلست في مناظرة مع الشيخ محمد سليمان النجار، وهو من أحد علماء الأزهر الشريف، الذي عمل بدوره على إقناعها ببعض الأفكار التي ساهمت في تغيير فكرها نحو الاتحاد النسائي.

وفي وقع أليم عليها، أُصيب بيتها بـ حادث حريق هائل، مما أثر عليها ببعض الجروح البالغة، وحينها أخذت العهد على نفسها أمام الله بأنه إذا شفاها الله تعالى، سوف تترك الاتحاد وتقوم بـ تأسيس "جمعية السيدات المسلمات، وذلك لنشر الإسلام، وكانت هذه الحادثة نقطة تحول في حياتها حيث قامت بـ تأسيس الجمعية بالفعل، وشرعت في العمل فيها وأنضم لها عدد كبير من السيدات.

حينها كانت هناك جماعة جديدة هي الآخرى، انتشر وعلى صيتها على الساحة الإسلامية، وهي جماعة الإخوان المسلمين، التي أسسها حسن البنا، وعندما وجد البنا انتشار جمعية الغوالي بـ شكل كبير، شرع في العرض عليها الإنضمام للجماعة وضم جمعيتها الخاصة، وتولي مسئولية قسم الأخوات المسلمات إلا أن الغزالي رفضت هذا المنصب، حتى اقترح عليها مرة أخرى عام 1948، فـ وافقت.

وكان لها دور كبير داخل الجماعة وخارجها، حيث عملت على توطيد العلاقة بين الإخوان وزعيم حزب الوفد مصطفى النحاس باشا، الذي كان يرأس رئاسة وزراء مصر وقتها، كما قامت من جانبها بـ مساندة أسر المعتقلين من الجماعة، خاصة أثناء أزمة 1954، بعد ثورة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار وعملوا على اعتقال عدد كبير من الجماعة لاعتراضهم على النظام المتبع من قبل الضباط الأحرار.

وفي عهد الرئيس عبد الناصر، كان ذات يوم يريد مقابلتها لعرض أمر عليها، إلا أن الغزالي رفضت مقابلته لأنها علمت أنه يريد اخضاع الجمعية التي أسستها تحت إشراف الاتحاد الاشتراكي، مما تسبب رفضها هذا في حل الجمعية واعتقالها لمدة 6 سنوات عانت فيهم من شتى أنواع التعذيب التي روته في كتابها "أيام من حياتي"، حتى تم الإفراح عنها في عهد الرئيس السادات.

وبعد خروجها من السجن، توجهت الغزالي في رحلة دعائية إلى العالم الإسلامي والعربي لنشر الدعوة الإسلامية، كما كان لها الفضل في إيجاد الصحافة الإسلامية، وفي الثمانينيات قامت بـ زيارة الجبهة الأفغانية أكثر من مرة أثناء جهادهم ضد الاحتلال السوفيتي.

وفي 3 أغسطس 2005، رحلت الغزالي عن عالمنا عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد أن مضت حوالي 53 عام في مشوارها الدعوي في العالم الإسلامي، وتم تشييع جنازتها من مسجد رابعة العدوية بـ القاهرة.

المصدر