"جيش الانقلاب" يتراجع 5 مراكز عالميا.. وإسرائيل تعرب عن رضاها

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"جيش الانقلاب" يتراجع 5 مراكز عالميا.. وإسرائيل تعرب عن رضاها


جيش الانقلاب يتراجع 5 مراكز عالميا.jpg

(24/03/2015)

مقدمة

فى ظل الانشغال السياسي للجيش المصرى وقادته بتنفيذ مخطط الانقلاب على الرئيس الشرعى محمد مرسي، كان من الطبيعي أن يتراجع ترتيبه عالميا، حيث أعلن موقع "جلوبال فورس باور" الأمريكى -المتخصص في الشئون العسكرية- عن ترتيب جيوش العالم لعام 2015، وجاء الجيش المصري في المركز الـ18 متأخرا بـ5 مراكز عن تصنيف عام 2014.

وكان الجيش المصري يحتل المركز رقم 13 فى العام الماضى، بينما ظل الجيش الصهيوني في ترتيب متقدم عن الجيش المصري وثابت في ترتيبه، وهو التراجع الذى أرجعه خبراء عسكريون وسياسيون إلى الانشغال السياسى لقادة الجيش، وإصراراهم على استمرار القبضة العسكرية على البلاد، وإجهاض أول تجربة مدنية ديمقراطية تمر بها البلاد.

طمأنة إسرائيل

اعتبرت إسرائيل أن هذا الانشغال الداخلى للجيش المصرى بالشأن الداخلى رسالة طمأنة لاستمرار قوتها العسكرية فى مقابل ضعف الجيش المصرى، حيث أشار "التقدير الاستراتيجي للاستخبارات الإسرائيلية الأخير" والذى صدر فى ديسمبر 2014 إلى أن "انشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي عزز وضع إسرائيل الجيواستراتيجي".

وبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت إنها "اطلعت على تفاصيل هذا التقدير، وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان: "الوضع الجغرافي الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط يتحسن"، إن "الموساد أطلع الحكومة السياسية الأمنية على التطورات الأخيرة في المنطقة، وفقدان سوريا لأسلحتها الكيميائية، وانشغال الجيش بالأحوال الداخلية لمصر، وكلها مبشرات لصالح إسرائيل.

وقال خبراء عسكريون إسرائيليون في وقت سابق، إن:

"الجيش المصري في عهد السيسي لا يبذل جهدًا يذكر في تطوير قدراته القتالية، وأنه لا يشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، بدليل أن تل أبيب تتحرك لدى واشنطن لدعم الجيش المصري لأول مرة بطائرات أباتشي؛ لأنها تعلم أنها تستخدم فقط في ضرب ما أسموه بـ"الإرهابيين" في سيناء، معتبرين أن الجيش المصري يقوم بهذا الدور بدلًا من الإسرائيليين بما يساهم في حماية أمن الدولة الإسرائيلية.

العقيدة القتالية

لم يسهم الانقلاب العسكرى الدموى فى تراجع ترتيب الجيش المصرى ووضعه فى مرتبة متدنية بين جيوش دول العالم، بل انحرف بعقيدته القتالية والأمنية أيضاً، حيث تحولت من قتال الأعداء وحماية الحدود، إلى قتال المعارضين فى الداخل، وترويع الأمنين وتصفية المدنين العزل فى سيناء، تحت مبررات وهمية -أسماها كذباً- بالحرب على الإرهاب.

فقد شاركت قوات الجيش فى مجرزة فض اعتصام رابعة، والتى راح ضحيتها ما يزيد عن 3000 شهيد وآلاف المصابين، كما سبقتها مجزرة الحرس الجمهورى والمنصة، والتى قاتها الجيش ضد المتظاهرين العزل، الذين أعلنوا رفضهم للانقلاب على الرئيس الشرعى. ولم تخل المواجهات التى تقودها داخلية الانقلاب ضد التظاهرات الرافضة لحكم العسكر، والتى لم تتوقف على مدار أكثر من عام ونصف من مشاركة دبابات الجيش ومدرعاته وجنوده، كما تحولت أغلب ميادين مصر لثكنات عسكرية لمنع التظاهر.

فيما تركت الحدود للمتربصين والطامعين دون تأمين وحماية، حيث تعدد عمليات الاختراق لحدود مصر، وسط محاولات لتعتيم المتعمدة من سلطات الإنقلاب، وقد بلغ أن عدد قتلى الجيش المصري منذ قيام الانقلاب العسكرى 190 قتيلًا، وهو أعلى رقم يتكبده الجيش المصري منذ أكثر من ثلاثين عاما.

اقتصاد الجيش

وبجانب الانشغال السياسي، كان الانشغال بالاستحواذ والهيمنة الاقتصادية سبباً أخرا وراء هذا التراجع فى ترتيب الجيش، حيث دأب قادة العسكر بعد الانقلاب العسكرى على توسيع نفوذهم وسلطاتهم على الاقتصاد المصرى، بعدما بدأ تحجيمها بعد تولى الرئيس الشرعى، وكان أول خطواتهم فى ذلك وضع حلفائهم في الأماكن الاقتصادية الكبرى حيث أصبح فى كل الوزارات ضابط من الجيش مسئول عن إدارتها.

كما توسعت مصانع الجيش والتى تنوعت أنشطتها الاستثمارية بدءا من زجاجات المياه المعدنية والمكرونات والمخللات، ومروراً بصناعة الأثاث ومشاريع البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا، وكل ذلك فى ظل ميزانية عسكرية سرية، فضلا عن إعفاء استثمارات الجيش من الضرائب.

يشار إلى أنه بجانب تراجع ترتيب الجيش المصرى بعد الانقلاب، تراجع فى المقابل -بحسب الموقع الأمريكى- ترتيب جيوش الدول الموالية للانقلاب، حيث تراجع ترتيب جيش المملكة العربية السعودية إلى المركز 28، بواقع 3 مراكز عن ترتيب العام الماضي، وتراجع الجيش الإماراتي إلى المركز 50 بواقع 8 مراكز.

المصدر