"اليد الطولى" إذ تعبث بأمن العالم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"اليد الطولى" إذ تعبث بأمن العالم


بقلم : خالد معالي

تتفاخر دولة الاحتلال أنها لها يد طولى تطول بها كل من يمس كيانها مهما كان بعده عن حدود دولتهم، ولا فرق إن كانت تلك الدولة المستهدفة تدعم كيانهم أم تعاديه. ما حصل من غارات على قوافل في دولة السودان وتلميح وتصريح الاحتلال بمسئوليته عنها يشير إلى أي مدى تستهتر فيه بأمن العرب مرورا بالأمة الإسلامية والعالم أجمع.

دولة أقيمت على حساب شعب مكون من أكثر احد عشر مليون فلسطيني وعدد سكانها قرابة الخمسة ملايين تتحدى البشرية جمعاء، وكأن "اولمرت" هو ملك العالم عندما يتحدث عن اليد الطولى لدولته الفانية خلال مؤتمره الصحفي الأخير والذي عقب فيه على الغارات على دولة ذات سيادة وكرامة. الخمسة ملايين صهيوني يعتبرون كقاعدة متقدمة للغرب في تعكير صفو العالم وهو ما تشير إليه استطلاعات الرأي في أوروبا نفسها التي تدعم دولة الاحتلال، وإهدار طاقات الأمة العربية والإسلامية، وبهذا يبقى "اولمرت" ومن بعده "نتياهو" يتطاولوا على العالم بيدهم الطولى ما دام لا يوجد من يحاسب فهم يستخفوا بالكل.

تظن دولة الاحتلال أنها فوق القانون الدولي فمحكمة الجنايات الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق رئيس دولة السودان بحجة جرائم حرب هو منها براء براءة الذئب من دم يوسف، ولا تصدر مذكرة اعتقال بحق من قتل الأطفال والنساء في غزة جهارا نهارا ومن على شاشات العالم. التبجح الذي ظهر فيه "اولمرت" هو نتيجة منطقية للكيل بعدة مكاييل من قبل الغرب ومؤسساته التي تظن بدورها أن العالم لا يعرف حقيقة دورانها في فلك السياسات الغربية الساعية للهيمنة على مقدرات العرب والمسلمين.

في ظل خوف دولة الاحتلال على قرب فنائها تقوم بالعبث بأمن الأردن بمحاولة قتل رئيس المكتب السياسي لحماس، وتتجسس على مصر وتهدد بتدمير السد العالي، وتقصف المنشأة النووية بالعراق، وتحاول مع الهند لقصف المفاعل النووي الباكستاني،وتقتل أبو جهاد في تونس. كيان مارق كالاحتلال يحمل بذور فناءه بيديه فهو ليس فوق البشر وشعب الله المختار كما يدعون فساعة الحساب تقترب جزاء أفعاله.

دولة الاحتلال لا تعرف ماذا تريد، فلا هي تريد السلام عبر المفاوضات حيث تتنكر لكل الاتفاقيات ولا تلتزم بشيء وتحرج المفاوض الفلسطيني ولا هي تريد مقاومة حيث توصمها بالإرهاب وتقتل بدم بارد وأعصاب باردة الأطفال والنساء.

العبث بأمن السودان والوطن العربي له انعكاسات وارتدادات على العالم أجمع. قلب الحقائق بتصوير أصحاب الحق وطالبي الحرية والكرامة بأنهم إرهابيون ، والاحتلال المجرم الإرهابي بأنه ذو الرحمة والإنسانية لا تنطلي على أي فرد في هذا العالم والتي أصبحت التقنية الحديثة ووسائل الإعلام تصل كل بيت بيسر وسهولة تمكنه من معرفة حقيقة ما يجري وبالتالي لن يطول عمر دعايتهم الكاذبة.

الاحتلال يعربد ويرتكب مجازر ويشن حملات بلطجة "على عينك يا تاجر" مفتتنا بقوته وساندا ظهره إلى جبروت أمريكا ودول الغرب. هذا الوضع لن يدوم لأنه وضع مؤقت يدوم بدوام مسبباته وهي ليست قدرا ولا أبدية. عند تغير الظروف والمسببات سيأتي حب الاحتلال إلى الطاحونة وعندها لن يرحم العالم الصهاينة، وسيتم تقديهم لمحاكم جرائم الحرب والتي ستكون وقتها ليست على الطراز والتفصيل الأمريكي بل مفصلة على مقاييس العدالة والحرية وإحقاق الحقوق وارجائعها لأصحابها وما ذلك ببعيد "أوليس الصبح بقريب".

المصدر