"الرباعية"... صفعة جديدة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
"الرباعية"... صفعة جديدة


بقلم : معتصم حمادة صفعة جديدة تلقاها رهان محمود عباس على "الخارج" لقيام دولة فلسطينية عضو في الأمم المتحدة في أيلول المقبل، حين ألغت اللجنة الرباعية، للمرة الثانية على التوالي اجتماعاً لها كان مقرراً في 15 /4 / 2011

"الرباعية"، هي ـ نظرياً ـ الجهة الدولية الراعية للمفاوضات. وبناء على دعوتها استأنف عباس مفاوضاته مع إسرائيل في أيلول من العام الماضي، مع وعد ألا تستمر المفاوضات أكثر من عام.

عباس راهن على اجتماع نيسان لتقول "الرباعية" كلمتها في من يتحمل مسؤولية تعطيل المفاوضات، ولتفي بوعدها بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

الضغط الأميركي أقوى من رهانات عباس ونداءاته للرباعية.

فالولايات المتحدة لا تريد لأي من الأطراف الدولية أن يشوش على دورها في عزل المفاوضات بعيداً عن تدخل الآخرين، لتعالج الأمر منفردة، وفقاً لمقاييس ومعايير لا تعارضها تل أبيب ولا تعترض عليها.

في 10/ 12/ 2010 تحدثت هيلاري كلينتون عن مسارين متلازمين لاستئناف العملية السياسية: مفاوضات مباشرة، مع مواصلة تشييد البنية التحتية لاستقبال ولادة الدولة الفلسطينية "في الموعد المناسب"، مسار تشييد البنية التحتية ماض في سبيله، باعتراف المؤسسات الدولية، والوضع الفلسطيني جاهز لاستقبال الدولة المستقلة.

وحده المسار الأول هو المعطل، وهو المسار المعني بإزالة الاحتلال.

ولا وجود لدولة مستقلة مع بقاء الاحتلال.

الأميركيون يتحدثون عن مبادرة جديدة لوضع "حل الدولتين" على النار مجدداً.

نتنياهو، بدوره، يمهد لإطلاق مبادرة جديدة، سوف تولد في خطابه أمام الكونغرس في 24 أيار المقبل.

واضح أن تل أبيب، وواشنطن تعملان على قطع الطريق على استحقاق أيلول، باقتراحات لا تتعدى "الدولة ذات الحدود الموقتة"، تليها مفاوضات مفتوحة زمنياً، قد لا تنتهي، وقد تنتهي بتحول الموقت إلى دائم.

المتغيرات الإقليمية والدولية لا تخدم رهانات عباس. اللجنة العربية استقالت من دورها. الجامعة العربية مشغولة بالبحث عن أمين عام جديد في وضع عربي غير مستقر.

فرنسا وبريطانيا (وخلفهما الاتحاد الأوروبي) قد تدخلان في مقايضة مع واشنطن ميدانها مستقبل ليبيا ومصير القذافي، مقابل التراجع عن وعودهما للفلسطينيين بشأن الاعتراف بالدولة المستقلة في أيلول المقبل.

المشهد يقول إن الطريق إلى الأمم المتحدة حيث الرهان أن تولد الدولة الفلسطينية مزروع بالألغام والمتفجرات.

وان الولايات المتحدة تمهد للضغط على الأعضاء في الجمعية العمومية لتأجيل البت بعضوية الدولة الفلسطينية. وهذا، ما يمنح المزيد من الصدقية للدعوات التي تنصح عباس بالبحث عن بديل لوعود أوباما، ولاستحقاق أيلول، الذي بدأ يتبخر مع حرارة الصيف.


المصدر