سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 26 )..

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة 26 )..
كانت تشعر بأنها سفيرة الإسلام لدى الغرب وعليها أن تحسن تمثيل ما يؤمن به
قدمت للفكر الإسلامي أول تفسير للقرآن تكتبه امرأة وصدر في سبتمبر الماضي


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

وكان من بين من استقبلتهم من باحثي الغرب: الكاتب الفرنسي المعروف فرانسوا بورجا, وغيره من الأكاديميين, وكانت تحرص على حسن استقبالهم وإكرامهم أيما إكرام, وتخرج بنفسها لتودعهم حتى باب البيت.. كانت تشعر بأنها سفيرة الإسلام لدى الغرب, وعلى السفير أن يكون واعياً وذكياً ولبقاً, يحسن تمثيل ما يؤمن به وما يدعو إليه.

وظهر لها في النصف الأول من التسعينيات عدة كتب منها: إلى ابنتي ( جزءان ), ومشكلات الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة ( جزءان ), وتأملات في الدين والحياة, والأربعين النبوية ( شرح لأربعين حديثاً شريفاً ), بالإضافة إلى الجزء الأول من تفسيرها للقرآن الكريم الذي صدر تحت عنوان " نظرات في كتاب الله ", وهو نفس العنوان الذي كتب تحته الإمام الشهيد حسن البنا تأملاته في تفسير القرآن.

ولهذا التفسير قصة.. فعندما خف التعذيب قليلاً في السجن الحربي, بدأت تقضي وقتاً أطول مع القرآن الكريم قراءةً وتأملاً, وبدأت تشعر ببعض المعاني والإشرقات حول بعض الآيات القرآنية, وسجلت بعضها على هامش نسخة المصحف الذي كان معها في السجن, وبدأ حلم تفسير القرآن الكريم كاملا يراودها, وعزمت ـ إذا من الله عليها بنعمة الحرية ـ أن تكتب تفسيراً للقرآن الكريم, مستعينة بما دونته, بل بما عاشته من معاني وفتوحات, على هامش مصحفها في السجن.

لكن جهاز الأمن سلبها نسخة المصحف التي كانت تعتز بها كثيراً, وعندما خرجت إلى الحرية في عام 1971 بعد ست سنوات من المعاناة, انشغلت بالأعباء الدعوية الأخرى, حتى جاءتها الفرصة في أوائل التسعينيات, فبدأت تقرأ وتتذكر وتدون ما يرزقها الله به من فهم, وما يفيض به عليها من فيوضات وإشراقات, واستكملت كتابة تفسير القرآن الكريم كاملاً, ودفعت به إلى مؤسسة دار الشروق لطباعته وتوزيعه.

كانت الداعية المجاهدة على صلة وثيقة بالأستاذ محمد المعلم, الناشر المعروف وصاحب دار الشروق للنشر, التي اشتهرت بطباعة وتوزيع كتب الشهيد سيد قطب والأستاذ محمد قطب, وبعض الإصدارات الإسلامية الأخرى, ومنها كتاب زينب الغزالي الشهير أيام من حياتي, وكانا يتزاوران ـ هي وصاحب الشروق ـ ويتناقشان في قضايا الوطن والأمة والعمل الإسلامي بشكل عام..

كان الأستاذ محمد المعلم محباً للإخوان المسلمين , ومقدراً لهم جهدهم وعطاءهم في سبيل نهضة الأمة وترشيد الصحوة الإسلامية المعاصرة, وكان يشارك في حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه زينب الغزالي في بيتها, وبالتالي كانت تتاح له الفرصة ليقترب أكثر من قيادات ورموز العمل الإسلامي, وكان تقديره لمكانة وجهاد وصبر وعطاء الداعية زينب الغزالي يقوي من صلته بها, وبالمثل كانت الداعية الكبيرة تقدر له شجاعته في نشر كتابها " أيام من حياتي " في منتصف السبعينيات, وتحمله الصعاب والمتاعب التي ترتبت على ذلك, لاسيما أن التيار الناصري والعلماني والكاره للدين عموماً, كان في مواقع اتخاذ القرار في تلك الفترة.

الحاجه زينب.jpg

وعندما قدمت له تفسيرها للقرآن: " نظرات في كتاب الله ", استعان بالأستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي ـ الداعية المعروف وأستاذ التفسير بجامعة الأزهر ـ لمراجعته, حتى يتم اعتماده من الأزهر الشريف.

وبالفعل اكتمل العمل وظهر الجزء الأول من التفسير الذي يحوي نصف القرآن الكريم, وحمل الأستاذ المعلم النسخ الأولى إلى الداعية, حيث سعدت به سعادة غامرة, فقد كان حلماً من أكبر أحلامها أن تفسر القرآن الكريم, خصوصاً أن فضيلة الشيخ محمد الغزالي كتب مقدمة له ـ لم تظهر في النسخة المطبوعة ـ قال فيها: إن زينب الغزالي هي أول من قام بتفسير القرآن الكريم من النساء على مدى التاريخ الإسلامي كله.

وقدمت الداعية الكبيرة الجزء الثاني والأخير من التفسير إلى المطبعة, وقبل إتمام المراحل النهائية للطباعة توفي الأستاذ محمد المعلم ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ وتوقف كل شئ مع الأسف !. وعبثا حاولت الضغط على دار الشروق من أجل طباعة الجزء الثاني والأخير دون جدوى, ورغم المعرفة الوثيقة بين الداعية المجاهدة وبين الأستاذ إبراهيم المعلم ابن الأستاذ المعلم والمدير الحالي لدار الشروق, إلا أن هذه الصلة لم تحرك الموضوع قيد أنملة, بل إنه توقف عن طباعة بقية كتبها لدى الدار, التي كانت واسعة الانتشار, فمثلاً كتاب " أيام من حياتي " كان يطبع مرتين سنوياً, وفي كل طبعة كان يوزع خمسة آلاف نسخة, والجزء الأول من التفسير, انتهت جميع نسخه المطبوعة ـ ثلاثة آلاف ـ في أقل من عام!

وإزاء هذا الموقف اضطرت زينب الغزالي لوقف التعامل مع دار الشروق, ومنح دار التوزيع والنشر الإسلامية ـ وهي المؤسسة الإخوانية المعروفة ـ حق نشر كتبها كلها, وصدر التفسير كاملا في سبتمبر الماضي ( 2009 ).

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو