سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الثامنة )

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الثامنة )
ما هي أسباب هجومها ونقدها اللاذع للملك فاروق ولماذا لم يؤاخذها أو يعاقبها؟
لماذا طلب منها قادة الإخوان عدم مهاجمة ضباط ثورة يوليو وهل امتثلت للأمر؟


بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

وذات يوم في منتصف أربعينيات القرن الماضي, جاءها استدعاء من القصر الملكي لمقابلة ملك مصر فاروق الأول, وعندما حضرت في الموعد المحدد ودخلت على الملك بادرها بسؤال: لماذا تهاجمينني يا سيدة زينب؟! فأجابت بأدب ودون رهبة: " أنا لا أهاجمك يا جلالة الملك, ولكني أقول رأيي الحر الذي سيحاسبني الله عليه يوم القيامة, في ضرورة أن تقرب إليك من حاشيتك من يخافون الله ويراقبونه, وأن تبعد عنك الفاسدين والمنافقين والمنحرفين.. نحن نريدك ملكا تشارك الأمة في صلواتها وفي عباداتها وفي المناسبات الدينية.. نريدك ملكاً يحبه الشعب ويدافع عنه ويعتز به ".. استمع الملك إلى هذا الكلام الصريح غير الدبلوماسي ولم يعنفها أو يسئ إليها, بل تقبل منها انتقادها الشديد في حضرته, وكأنه أعجب بشجاعتها وصراحتها وصدقها وقوتها في إبداء الرأي, فعادت إلى بيتها سالمة!.

انتهت مرحلة الأربعينيات بكل ما فيها من أحداث كان أهمها الحرب العالمية الثانية وإعلان الأحكام العرفية في مصر, واغتصاب العصابات الصهيونية ل فلسطين , ثم حل جماعة الإخوان المسلمين واغتيال الإمام حسن البنا.

لقد كان استشهاد الإمام حسن البنا في الثاني عشر من فبراير عام 1949 صدمة كبيرة لكل من عرف الرجل, ولمس صدقه وإخلاصه وحبه لدينه ووطنه وأمته, وعاش الإخوان المسلمون في ذهول وشعور بالفجيعة لغياب هذا الرجل العملاق, وعاشت الحركة بعده أياماً حالكة السواد, وكان إحساس زينب الغزالي بهول المأساة شديداً, لكنها ـ كعادتها ـ قررت استمرار العمل وإعلان التحدي والوقوف في وجه المؤامرات التي تحاك للدعاة إلى الله والمخلصين لهذا الدين.


الحاجه زينب.jpg

وعندما تشكلت حكومة الوفد بعد نحو عامين من اغتيال حسن البنا, عادت جماعة الإخوان إلى نشاطها العلني مرة أخرى, وتم افتتاح المركز العام بعد بيعة المستشار حسن الهضيبي مرشداًللإخوان المسلمين في عام 1951 م, وأرادت زينب الغزالي أن تعلن عن ولائها وتأييدها للدعوة بطريق غير مباشر, إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

تقول في كتابها الشهير " أيام من حياتي " : ".. تبرعت بأغلى شئ كنت أعتز به في أثاث منزلي, وهو طقم صالون " أرابيسك " مطعم بالصدف, ليؤثث به مكتب المرشد العام.." ثم زارها المستشار عبد القادر عودة وشكرها على التبرع قائلاً: " يسعدنا إذا أصبحت زينب الغزالي الجبيلي من الإخوان المسلمين " فردت هي قائلة: " أرجو أن أكونها بإذن الله ", فقال: " قد كانت والحمد لله ..".

واستمرت العلاقة الطيبة والودية بين السيدة زينب وأعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الإخوان المسلمين , حتى وقعت " حركة الجيش " ـ كما كانت تسمى في ذلك الوقت ـ أو الثورة في 23 من يوليو / تموز عام 1952 م بقيادة اللواء محمد نجيب, الذي كانت تربطه علاقات طيبة بالداعية زينب الغزالي وجمعية السيدات المسلمات, منذ كان رئيسا لنادي ضباط الجيش.

تقول الداعية ـ رحمها الله ـ في كتابها " أيام من حياتي ": " تعاطف الإخوان مع الانقلاب ـ وكذلك السيدات المسلمات ـ لفترة, أحسست بعدها أن الأمور لا تسير كما كنا نأمل, وأنها ليست الثورة المنتظرة, تتويجاً لجهود سبقت على أيدي العاملين لإنقاذ هذا البلد.. وأخذت أنقل رأيي لمن ألقاه من الإخوان, وحين عرضت مناصب وزارية على بعض الإخوان وضحت رأيي في مجلة السيدات المسلمات .."

فما كان لأحد من الإخوان أن يقسم يمين الولاء لحكومة لا تحكم بما أنزل الله, ومن يفعل منهم ذلك يجب أن يتم فصله من الإخوان , وواجب الإخوان أن يحددوا موقفهم بعد أن اتضحت نيات الحكومة ", وزارني " الشهيد " عبد القادر عودة طالباً مني تأجيل الكتابة في هذا الموضوع, وأمسكت عن الكتابة عددين ثم عدت إلى الكتابة, إلى أن زارني عودة للمرة الثانية, حاملاً في هذه المرة أمراً من المرشد العام بعدم الكتابة في هذا الموضوع, وتذكرت بيعتي للبنا ـ رحمه الله ـ واعتقدت أن الولاء قائم بها للهضيبي, وامتثلت للأمر.. ومنذ ذلك الوقت والبيعة تحكم تصرفاتي, حتى ما يبدو منها خاصاً كرحلة مؤتمر السلام في فيينا ( النمسا ), التي لم أقم بها إلا بعد أن حصلت على إذن المرشد ( حسن الهضيبي ) ".

وعندما انفتحت زينب الغزالي على الواقع السياسي والاجتماعي والفكري والدعوي في مصر , في الأربعينيات من القرن العشرين, بدأت تشعر بأهمية وخطورة تأثير وسائل الإعلام, واقتنعت بضرورة أن يكون لها منبرها الإعلامي الخاص بها, الذي يعبر عن فكرها وآرائها ومواقفها, خصوصا بعدما جربت التعامل مع الصحف والمجلات, فأنشأت مجلة شهرية باسم " السيدات المسلمات " في عام 1951 .

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو