42 عاما نضال (جبهة ديمقراطية)
2011-03-01
بقلم : د/تحسين الاسطل
تواصل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في عامها الثاني والأربعين نضالها، على طريق الحرية والاستقلال جنبا إلى جنب مع كافة الفصائل الفلسطينية، التي لم تنحاز على مدار سنوات نضالها عن الهدف الأساسي، وحافظت في إطار منظمة التحرير على استقلال القرار الفلسطيني رغم عمليات الضغط التي تعرضت لها من هنا وهناك.
في عامها الثاني والأربعين لم تتخلى الجبهة عن مسؤولياتها، وتواصل جهدها باعتبارها احد أعضاء الأسرة الفلسطينية التي قادت نضال الشعب الفلسطيني على مسيرة الثوابت، لنجدها اليوم ترفع شعار الوحدة وتضيف هدف إزالة الانقسام هدف رئيسي على أجندة نضالها، وذلك إيمانا منها بأهمية إزالة الانقسام الذي بات يهدد الهوية والوجود الفلسطيني على أرضه.
وفي ذكرى انطلاقتها تجدد الديمقراطية اندفاعها المعهود، لتطرق جدار الخزان، مع أبناء الشعب الفلسطيني المطالب بإنهاء الانقسام فورا ضمن شعورها بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية اتجاه شعبنا، فقد بات لكل من لديه سمع أو بصر أن الانقسام لم يعد مقبولا للشعب الفلسطيني، ومن يصر على استمراره حفاظا على مصالحة فهو ينسلخ عن الشعب الفلسطيني وطموحاته في الحرية والاستقلال، ونضاله المتواصل.
لقد سمعت الديمقراطية طرقات على الجدار الفلسطيني من أبنائه وبناته، فضمت صوتها إلى صوتهم، وبدأت معهم ومع كل أبناء شعبنا المطالبة بطي أسوء صفحة في تاريخ شعبنا، والتي يخجل منها الفلسطيني أينما ارتحل، فبينما الشعوب تتوحد وتبحث عن الطرق التي توحدها، يعاني الشعب الفلسطيني الانقسام من أربع سنوات وقع في غمرة الصراع على السلطة حيث ارتضي المتصارعون اقتطاع الوطن لتخضع أجزاءه إلي سلطاتهم بغض النظر عن رأي الشعب الفلسطيني، الذي سيكون حكمه قاسيا على من يعطل الوحدة ويواصل العمل بأجندة الانقسام.
واستجابة لتطلعات شعبنا أعلنت الجبهة الديمقراطية براءتها من الانقسام الفلسطيني، وجعلت منه عنوانا لانطلاقتها، استجابة لمطالب الشعب وانسجاما كاملا معه، فلم يعد مقبولا شعبيا استمراره بأي حال من الأحوال، ففي زمن الشعوب ما كان مسكوت عنه قبل أربع سنوات، لم يعد مقبولا الآن، وعلى كافة الفصائل أن تلتحم مع حراك شعبنا الذي بات واضحا، والذي لا يستطيع اللحاق بقطار والوحدة وإنهاء الاحتلال، ربما سيجد نفسه وحيدا ومعزولا عن شعبنا الحر.
في ذكري انطلاقة الديمقراطية نبرق التهنئة لرفاقنا وإخوتنا بالديمقراطية وللامين العام نايف حواتمة وللجنتها المركزية على جهودها التي تقوم بها للتأكيد على وحدتنا رغم كل المحاولات من حكومة حماس في غزة التي استهدفت ثنيها عن تنفيذ هذه الفعالية خشية سماع الصوت القوي الرافض للانقسام، والذي باتت محاولات إسكاته دربا من المستحيل، فخيار إنهاء الانقسام بات واقعا يعيشه شعبنا، وما تبقى مجرد وقت يرتب فيها أوراقه، فهل يعي أصحاب الانقسام الموقف ويلتحموا مع شعبنا قبل فوات الأوان.