يناديك.. فهل تراه؟!
18-05-2013
بقلم: علي السيار
نعم تراه..
تراه حينما تؤوي إلى فراشك منهك القوى ومتعب الحال فينعم عليك بنومة هادئة فتتجدد الخلايا وتتجمع القوى والنشاط..
تراه حينما تستيقظ فتبصر يومًا جديدًا وليدًا.. وتدخل الدنيا مرة ثانية وتبحر سفنك في بحار العطاء من جديد.. فيرزقك رزقًا ملؤه البركة والنماء.
تراه وأنت تجلس مع أولادك تقرأ معهم آية من كتاب الله وتحكي لهم قصة من زمن غابر عن جدك العجيب. وتتناول معهم لقمة جميلة طعمة مغموسة بضحكة بريئة مفعمة بحب ملء القلب والشفاه والعيون..
تراه وأنت تقبل يد أمك في الصباح فتغسل بنهر العطاء القادم من أعماق الوصل إلى منتهى العشق القدسي المجيد.
تراه وأنت تقبل يد أبيك في المساء فتتلحف بأوبة الدفء المتماوج من خلف كوكب صدق وعنفوان رجولة وثنايا نجم عالٍ مهيب فتنال دعواتهما ورضاهما فتشرق على حياتك شموس أزمان الرضي والآمان..
تراه وأنت حتى تشرب شربة فتحمد ربك وتسري قطرات المياه في حنجرتك وتتسرب إلى أوصالك فتروي عطش السنين وظمأ الحياة التي أجدبها طول النصب وتشقق الحرمان.
تراه حينما يحفظك من كل ما يؤذيك ويبعد عنك الشرور والمخاوف وكل ما يرديك وهو يكلؤك بعينه التي لا تنام وبعزة الذي لا يرام فيعطيك إذا احتجت, ويشفيك إذا مرضت ويطعمك إذا جعت, .
ويؤويك إذا شردت ويسترك إذا أخطأت, ويغفر لك إذا أذنبت ويناديك عبدي إذا مرضت أنا طبيبك.
ويناديك عبدي إذا أتيتني فأنا حبيبك..
وتراه في كل محنة وشدة كلما زادت الهموم وأظلمت الحياة وتنكرت لك الأرض وبلغت القلوب الحناجر فتنادي: يا الله.. فيقول لك عبدي بعيني ما أنت فيه.
فيقبل منك الدعاء ويجزل لك العطاء.
تراه وهو يختارك من بين البشر جميعًا حبيبًا كريمًا
تراه وهو يختارك من بين البشر جميعًا عبده تحمل مشعل الهداية وراية الحب والسلام ودعوة الحق والعفة والطهر والصفاء وكل معني جميل رائع ينبثق من اسمه صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلى..
نعم تراه بعقلك تراه, بقلبك تراه, بأحاسيسك تراه, وببصيرتك تراه..
وغيرك لا يراه...
وغيرك لا يراه فينادي في الظلمات..
ربي لما لا أراك وقد كنت بصيرًا..
فيتردد صوته المخنوق المخطوف في عرصات الهوى والضلال
فيرد عليه صدى قادم صارم كذلك أتتك آياته ورحمته ونعمه فنسيتها وكنت بها كافرًا عربيدًا...
نعم تراه معرفة وروح وأنس, نعم تراه معايشة وحب وقر
تراه مليكك الذي يسكن سويداء القلب..
فكن دائمًا هناك تبثه أشواقك وتناجيه: يا رب كن شاهدي وناظري
المصدر
- مقال:يناديك.. فهل تراه؟!موقع:إخوان أون لاين