يرمي بالحجر فيعطي أطيب الثمر!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
يرمي بالحجر فيعطي أطيب الثمر!!


بقلم : خميس النقيب

المسلم عندما يتخلق بأخلاق لقران ، ويتأدب بآداب الإسلام ، ويتحلي بروح الايمان ، يتخلي عن حب الانتقام ، ويحنو علي الأنام ، و يحيا في الأرض مع إخوانه من المسلمين في امن وسلام ، تنقلب عنده العداوة إلي حب ، ويتحول أمامه العدو إلي ولي "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "(فصلت:34) وهذا الأمر للعلماء والدارسين ، للمعلمين أمام المتعلمين ، للدعاة قبل المدعوين ، .إن المسلم يدين بالدين الحق "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(آل عمران:19) يحمل أفضل دعوة "لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ "(الرعد:14) .يقول صاحب الظلال ( إن النهوض بواجب الدعوة في مواجهة هذه الظروف أمر شاق ولكنه شأن عظيم ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين إن كلمة الدعوة حينئذ هي أحسن كلمة تقال في الأرض وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء ولكن مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ; ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ ولا على الداعية بعد ذلك أن تتلقى كلمته بالإعراض أو بسوء الأدب أو بالتبجح في الإنكار فهو إنما يتقدم بالحسنة فهو في المقام الرفيع ; وغيره يتقدم بالسيئة فهو في المكان الدون ولا تستوي الحسنة ولا السيئة وليس له أن يرد بالسيئة فإن الحسنة لا يستوي أثرها كما لا تستوي قيمتها مع السيئة والصبر والتسامح والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشر بالشر يرد النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة فتنقلب من الخصومة إلى الولاء ومن الجماح إلى اللين ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وتصدق هذه القاعدة في الغالبية الغالبة من الحالات وينقلب الهياج إلى وداعة والغضب إلى سكينة والتبجح إلى حياء ; على كلمة طيبة ونبرة هادئة وبسمة حانية في وجه هائج غاضب متبجح مفلوت الزمام ) ... والقران ينصح أفضل الخلق سلوكا ..!! ويوجه أحسن البشر أخلاقا... ويعلم أجمل الناس آدابا... أن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين .."وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "(الشعراء:215) ..!! والقران يأمر المؤمنين أن يكونوا أذلة لغيرهم من إخوانهم .. أعزة علي الكافرين أعداءهم وإلا كان ارتداد وتراجع ومن ثم يستبدلهم بغيرهم يحملون صفات غير صفاتهم ، وأخلاق غير أخلاقهم ، ومبادئ غير مبادئهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائم ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "(المائدة 54)..!! وهذه تعليمات من أوتي الخلق العظيم صاحب أعظم دعوة علي وجه الأرض ..!!:عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال الترمذي : حسن صحيح قال الشيخ الألباني : حسن ..غلام كان يصب الماء على سيده ليتوضأ فأفلت الإبريق من يده حتى أصاب الرجل بالبلل فاغتاظ لذلك أشد الغيظ فابتدره الغلام يذكره قول الله عز وجل "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ "(آل عمران:134) - وكان ذلك في زمن ينتفع فيه الناس بما يقرؤون من القرآن حتى صار واقعهم صدى لتعاليمه وأحكامه فقال الرجل: قد كظمت غيظي فمضى الغلام يكمل الآية .." وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ "(آل عمران:134) فأجابه الرجل : قد عفوت عنك... ولاشك أن ذلك كان يكفى الغلام ويزيد غير |أنه مضى يكمل " وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "(آل عمران:134) فقال له الرجل : أنت حر لوجه الله....!! وهذا رجل اعتق جارية لأنها بشرته بما يحب أو مكافأة لها على صنيع قدمه أو تقربا إلى الله بعد ذنب قارفته..لكن أن يخطئ الغلام فينتهي به الأمر حرا لوجه الله فتلك التي ربما تعد اليوم من عجائب المثل الكبيرة والأخلاق العالية وفى الأثر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "ليس أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها العبد لوجه الله " كما في سنن ابن ماجه ويعرف (صلى الله عليه وسلم مثل هؤلاء بعيدين عن اللغو "…وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون"( المؤمنون :3) بل يترفعوا عنه " وَإِذَاسَمعوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْأَعْمَالُكُم سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ"( القصص:55).. أنها أخلاق الدعاة ، السائرين في طريق الله ، يحملون هذه الدعوة المباركة، لابد من التمييز بين الصبر الذي هو حبس النفس على المكارة كالتعرض لمحنة الاعتقال أو فقد عزيز أما الحلم أو ما نسميه سعة الصدر فهو لون من الصبر غير أنه في العادة لا يتأدى في البلاء ولكن في مقام الجهل والسفه، مثل هؤلاء يستطيعون أن يردوا الصاع صاعين ، واللطمة لطمتين لكنهم يحملون عباد الرحمن ، يحملون صفاتهم ، ويتحلون بأخلاقهم "وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً"( الفرقان: من الآية:63)

يقول الشافعي ...

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما

ككعود زاده الإحراق طيبا

و أبناء هذه الدعوة أشد ما يكونون احتياجا للصبر والحلم خاصة هذه الأيام.....الصبر على مكاره العيش ، والصبر حتي بلوغ الحرية وترسيخها، والصبر علي جهادا لجائرين ، والصبر علي غلاء المستغلين ..صبر الاستعلاء لا صبر الاستسلام ...صبر النهوض لا صبر القعود ...صبر النشاط والعمل لا صبر الخمول والكسل والحلم على السفهاء في دنيا الناس و الجهلاء بمعالم الطريق ، وحقائق الامور، وحماقات البشر، وطبائع الأشياء و ليكن شعارنا في أوقات الشدة "والكاظمين الغيظ..." عنوانا لمرحلة قد تشهد من التنافس ما يستدعى إلى الذهن معانيها... وظلالها ... ومراميها ... ليهبط بها من عليائها الى دنيا الناس وحركة الحياة..... وهيا نترجم معا هذه المقولة الرائعة لرجل رائع...!! المسلم كالشجر يرمي بالحجر فيلقي أطيب الثمر ...!!

نعم المسلم كالنحلة.. لا يأكل إلا طيبا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ "(البقرة:168) .. ولا ينتج عنه إلا كل حسن ..." وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ..."(البقرة:83) .. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا مكابدة الليل والجهاد في سبيل الله ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي أطايب الثمر ...!

نعم المسلم كالشجرة المثمرة.. "أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء *ُتُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "(إبراهيم:24-25) فهو يلام ويصد ويجابه فيصبر ويحتسب كل ذلك عند الله ، يكون رحيما بالناس" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"آل عمران:159) لا يقابل السيئة بالسيئة ولكن يعفو يصفح ...!! يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء... ويعطي ما عنده لله ويدعو للناس بالصلاح والهدي، حتى الذين أذوه ... ومن التابعين من اهدي طبق تمر لمن اغتابه وذكره بالسوء فلما سؤل عن ذلك قال : اهدي إلينا حسنات فاهدينا إليه تمرات

المسلم كالمطر .. غيث للمستغيث...!! رواء للظمآن...!! فرج للمكروب ، يطهر الذنوب بالتوبة والاستغفار ، ويحي موات القلوب بالدعوة إلي الحق ..!! يحول الصحراء الجرداء إلي ساحة خضراء ( مرج الزهور ) انه المسلم الحق يحيا كالماء الجاري طاهرا في نفسه مطهرا لغيره..!! ، صالحا في نفسه مصلحا لغيره..! يغير نحو الاصلاح بعد ان يتغيرهو نحوه ، انه المسلم الذي عرف ربه معرفة حسنة ، فقدره حق قدره ،امتثل لأمره ،وانتهي عن نهيه ،وخالق الناس بخلق حسن، واجتهد أن يصف قدميه علي الصراط المستقيم ،يظل كذلك حتى يأتيه اليقين ،فيلقي الله عز وجل علي ذلك فيجد ما قدمَ "يوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ "(آل عمران:30) ..اللهم اجعلنا من حراس الحق، وأصحاب الخير، وأهل الصلاح والإصلاح، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

المصدر