وزير التعليم السوري: إذا سقطت التربية فعلى العرب السلام!
[19-06-2004]
مقدمه

حوار: هاني صلاح الدين
نسعى للإصلاح التعليمي المنبثق من ثوابتنا العقائدية
كيف نقلد الأمريكيين ومناهجهم أنتجت أبشع الجرائم؟!
شعارنا المقاومة لكل مشروع يبعدنا عن هويتنا العربية
"إذا سقطت التربية والتعليم في يد أعداء الأمة فعلى العرب السلام.. العرب يسعون للإصلاح التعليمي الذي ينبثق من الثوابت العقائدية والعربية والقومية.. لن نستسلم لأي ضغوط خارجية، والإصلاح سينبثق من داخلنا لا استجابةً لأحد.. المقلدون للأمريكيين خاسرون، وكيف نقلدهم ومناهجهم أخرجت لنا أمثال هؤلاء الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بسجن أبو غريب وغيره".
هذا ما يؤكده الدكتور علي سعد وزير التعليم السوري في حواره مع موقع: (إخوان أون لاين. نت)، الذي يستعرض فيه أهم الضغوط والمشكلات التي تواجه التعليم السوري، كاشفًا النقاب عما تعرضت له المؤسسة التعليمية السورية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية من ضغوط أمريكية تستهدف تغيير المناهج السورية، وإعادة تخطيطها على النمط الأمريكي، وهو ما قُوبل برفض سوري شديد، حسب قوله.
والآن إلى نص الحوار:
نص الحوار
- سعت سوريا مؤخرًا إلى تغيير مناهجها التعاليمية.. فهل يأتي هذا بسبب الضغوط الأمريكية؟
- سوريا تقوم بتطوير مناهجها بصورة مستمرة، للتماشي مع الطفرة المعلوماتية الكبيرة التي تسود العالم الآن، وأي دولة لن تأخذ بالأساليب العلمية والمناهج الحديثة في التعليم والتربية سيصبيها التخلف والتجمد، وستغرق في بحور الجهل؛ لذلك فإن التطوير والتحديث عندنا يجب أن يحدثا بصورة آلية ومستمرة حتى نصل بالتعليم السوري إلى أعلى آفاق المعرفة بجوانبها المختلفة، وأيضًا إلى أعلى آفاق الجوانب التطبيقية.
- لكن كثيرًا من خبراء التعليم السوريين متخوفون من أن تكون هذه خطوة من خطوات الاستجابة للمشروع الإصلاحي الأمريكي في المجالات التعليمية، ونحن لن نستجيب لأي ضغوط أمريكية، ولن نغير مناهجنا إلا من منطلق مصالحنا الوطنية، كما نرفض أن نأخذ موديلات منهجية لتطبيقها في بلادنا.
- إن أبناء سوريا يعلمون جيدًا أننا نحافظ على وطننا وقوميتنا العربية، ولن نسمح لأحد بأن يتدخل لتغيير أسس وأصول نظمنا التعليمية.
دور الخبراء الأمريكيين
- لكنكم استعنتم بخبراء أمريكيين في مؤسساتكم التعليمية المختلفة.. فلماذا؟
- نحن ننقل الخبرات التعليمية في العلوم المتقدمة من الدول الغربية وأمريكا نفسها، ولا ننكر أن لدينا خبراء أمريكيين، لكن وجودهم لدينا هو من أجل دعم المواد العلمية والتطبيقية والتقنية، لكن يقف دورهم عند هذا الحد.
- هل نفهم من كلامكم أنكم جادون في المحافظة على هُويتكم الإسلامية والعربية؟
- هذا الأمر لا شكَ فيه، وأعلنها للجميع أن سوريا ستحافظ على هويتها العربية والإسلامية والوطنية، ولن نسمح لأحد بأن يتلاعب بمؤسساتنا التعليمية لحسابه الخاص، وأحذر الجميع فإذا سقطت التربية والتعليم في يد أعداء الأمة فعلى العرب السلام!
رسائل غربية!
- هل طلبت منكم الولايات المتحدة تغيير مناهجكم أو مارست ضغوطًا عليكم من أجل ذلك؟
- بالطبع لم يُطلب منا ذلك تصريحًا، لكن وصلت إلينا رسائل واضحة من أطراف متعددة تهدف إلى تبني سوريا للمشروعات الإصلاحية الأمريكية في مجالات عدة، ومنها التعليم، ولكننا رفضنا كل هذه الضغوط، وأكدنا أننا لن نسلم تعليمنا لأحد، أما الإصلاح فالمؤسسة التعليمية السورية بدأت فيه من زمن بعيد، وليست تحتاج لأحد يذكرها بالإصلاح، ونحن لنا موقف ثابت ينطلق من مصالحنا الوطنية وثوابتنا العقائدية وقوميتنا العربية.
المقاومة مشروعنا
- ولكن: هل تستجيب سوريا في وقت ما لهذه الضغوط، خاصةً أن الولايات المتحدة مصممة على التصعيد في مختلف المجالات ضدكم؟!
- موقفنا ثابت، ولن نستسلم لأي ضغوط خارجية، وما تفعله أمريكا من محاسبة الدول لا يدل إلا على عدم توازن العالم، واختلال مراكز القوى به، ونحن نعلنها أن الإصلاح سينبثق من داخلنا لا استجابةً لأحد.
- ما رأيكم في المقلدين للأمريكيين الذين يقبلون مشروعهم بكل ما فيه؟
- إن المقلدين للأمريكيين خاسرون، وكيف نقلدهم ومناهجهم أخرجت لنا أمثال هؤلاء الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بسجن أبوغريب، وكلنا نعلم أن الأمريكيين يريدون أن يجعلوا التعليم جزءًا من سياستهم؟ ومن يقلدهم سيدخل في نفق مظلم لا يعلم متى سيخرج منه.
- ما الشعار الذي ترفعونه في المرحلة المقبلة أمام الضغوط الأمريكية على نظام تعليمكم؟
- نحن رفضنا كتربويين ومسئولين عن التعليم السوري شعارنا، ولن نتراجع عنه، وهو المقاومة لكل مشروع يبعدنا عن هويتنا العربية والإسلامية مهما كلفنا ذلك من مشاق.
- ما رأيكم في مؤتمر وزراء التعليم العرب الأخير الذي حضرتموه في القاهرة؟
- المؤتمر ناجح بكل المقاييس، وأثبت للعالم أن العرب يسعون للإصلاح التعليمي الذي ينبثق من الثوابت العقائدية والعربية والقومية، وأنهم لا يرفضون التعاون مع الآخر فيما لا يخالف هذه الثوابت.
المصدر
- حوار: وزير التعليم السوري: إذا سقطت التربية فعلى العرب السلام! موقع اخوان اون لاين