ورأيت خيرت الشاطر !!!
- المهندس خيرت الشاطر لم يزد على ثلاث كلمات (أهم حاجه الدعوة)
- المهندس مدحت الحداد: عجبا لهذا النظام !!! صاحب العباره وصاحب أكياس الدم الملوثة أمام محكمة جنايات ونحن أمام محكمة عسكرية .
- الدكتور عبدالرحمن سعودى: يوزع الحلوى هو وابنه محمد على المعتقلين وزوّارهم. أنا فى المعتقل ومقدم لمحكمة عسكرية فما ذنب 1400 عامل يعملون معى فى أن تقطع الحكومة أرزاقهم .
- الدكتور صلاح دسوقى: كل شىء فى الكون يسير بقدر الله وعلمه وأنا مطمئن لذلك .
أخيرا وعلى غير موعد قدّر الله لى أن أرى نائب فضيلة المرشد العام المهندس خيرت الشاطر وهو بلباس السجن فى معتقل مزرعة طره حيث كنت فى زيارة لأحد أقاربى المعتقلين من طلاب جامعة الأزهر وهو الأمر الذى تمنيته طوال طريقى إلى هناك أن أفوز بهذه المكافأة من الله تعالى (حيث يمثل لى مجرد السلام وتقبيل يد هذا الأسد الشامخ الكثير) .
فى البداية وأنا على البوابة الرئيسية رأيت أهل الدكتور خالد عودة وهم يستعدون للدخول لزيارته وفيهم أخوه الأستاذ أحمد قريب الشبه جدا بالدكتور خالد فسلمت عليهم ورأيت فى عيونهم الفخر والاعتزاز والقوة بأنهم أقارب هذا العالم الجليل .
وأنا على مشارف الدخول لسجن المزرعه وجدت سيارات الترحيلات تستعد لنقل المفرج عنهم من الطلبة وعددهم 34 طالبا وامتزجت فرحتى الشديده بخروجهم بحزن على نفس الدرجة حينما علمت أن أحد هؤلاء الطلاب المفرج عنهم اليوم بعد أكثر من شهرين خلف الأسوار أول ماسيقوم به هو حضور جنازة والده الذى توفى فى ساعه مبكرة من نفس اليوم
جلست مع من ذهبت لزيارته قليلا ثم نظرت عن يمينى فإذا بى أرى المهندس مدحت الحداد جالسا مع بعض أقاربه فقمت واستأذنته فى السلام عليه فابتسم ابتسامة زادتنى إيمانا وقام فاحتضننى وقبلنى وبعد حديث سريع عن الأحوال والأخبار سألته عن موضوع المحاكمة العسكرية فرد قائلا والله أنا متعجب من أمر القائمين على هذا الوطن فمن تسبب فى غرق 1300 مصرى فى ساعة واحده وإصابة الآلاف من المصريين بالأمراض بسبب أكياس دم ملوثه ومن سرق البنوك ومن ومن ... من قدم من هؤلاء للمحاكمة عرض على محاكم جنايات ونحن نقدم لمحكمة عسكريه بلا جريمة .
وفى الوقت الذى تتحدث فيه النظمه حول المواطنة وحقوق المواطن والمساواة بين الجميع لم تساوينا الحكومة بمن قتل الآلاف .ثم قال لى نحن راضون بقدر الله وقضائه وصابرون محتسبون سائلين الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا .
تركته وعدت لمن ذهبت لزيارته فإذا بى أجد طفلا صغيرا أسمه محمد يمر ومعه مجموعة علب مليئة بالحلوى يوزعها على المعتقلين ومن جاؤا لزيارتهم ومن خلفه رجل يقول لا تردوا هدية محمد فإذا به الدكتور عبدالرحمن سعودى بوجه مستبشر وثياب لاتقل بياضا ونقاءا عما بداخلها ومسبحة طويلة لاتغادر يديه فرحا سعيدا بقبول الجميع هديته فقمت إليه
وتحدثت معه عن المحاكمة فقال لى والله أنا مايشغلنى هو الناس الذين يعملون معى حيث يزيد عددهم عن 1400شخص يسددون التأمينات المستحقة عليهم بانتظام ولاتوجد بينهم وبين النظام اى مشكلات أو خلافات ومع ذلك قام النظام بقطع أرزاقهم دون أى مبالاة بهم أو بأسرهم ولا نملك لهم سوى ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
لم أرغب فى الإطالة عليه لاسيما وأنى وجدت فى زيارته عددا كبيرا من أهله وإذا بى أرى الدكتور صلاح دسوقى أستاذ الطب بجامعة الزهر جالسا مع بعض أهله فذهبت إليه واستأذنته فى السلام عليه وسألته سؤالى المتكرر حول المحاكمة فقال لى هذا النظام عنيد ولا يستطيع التماشى مع المتغيرات التى تحدث فى المجتمع والعالم من حوله فمازال يتعامل ويفكر بعقلية الخمسينات والستينات (وشبه النظام بطفل صغير يحمل صينية شاى عليها العديد من الأكواب ولا يستطيع السيطرة عليها وبالرغم من ذلك لا يقر بضعفه وعجزه) .
وأكد على ضرورة استغلال مايحدث فى تعريف الناس أكثر بدعوة الإخوان والرد على مايثار حولها من شبهات.ثم قال أنه على الجميع أن يؤمن بقدر الله عز وجل وأن يسلم بقضائه سبحانه وتعالى وان يوقن أن كل شىء فى الكون يسير بقدر الله وعلمه وأنا شخصيا والحمد لله مطمئن لذلك .
رجعت إلى من ذهبت لزيارته وانا مازلت مشغولا بما تمنيت ، ومر الوقت وأوشكت الزيارة على الانتهاء وبدأت أشعر بأننى لن أوفق فى رؤيته فخرجت لإحضار كوب شاى من كشك أمام الصالة التى أجلس فيها فإذا بى أراه أمامى جالسا كالأسد فهتفت بينى وبين نفسى (وأريت خيرت الشاطر) ولم أدر بنفسى فاندفعت إليه مقبلا يديه فاحتضننى وقبلنى حاولت أن أتحدث فلم أستطيع فلم يزد عن أن قال لى (أهم حاجه الدعوة) وكررها مرتين فحملت الكلمات الثلاث وشعرت بأنها أمانه فى رقبتى علىّ أن أبلغها للجميع (أهم حاجه الدعوه) .
المصدر
- مقال: ورأيت خيرت الشاطر !!! موقع إخوان برس