هل يعلم الظالمون وأعوانهم؟!
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر - أي النمل - في صورة رجال يغشاهم الذل، من كل جانب يُساقون إلى سجن في جهنم، يقال له (بولص) تعلوه نار الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار" . سجن داخل جهنم للظالمين المتكبرين، فهل علم الظالمون وأعوانهم مكانهم في جهنم الذين يعتقلون الناس بظلم؟!.
وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، "إن في جهنم وادياً يقال له: هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار" . رواه أبو يعلى والطبراني والحاكم. وقد يعلم أن الظالمين هم وحدهم سيعذبون، ولكن سيكون معهم أعوانهم الذين يظنون أن المسئولية عليهم، وأنهم مجرد منفذين لأوامر رؤسائهم، وأن المسئولية كلها على الرؤساء، وقد يجدون غير ذلك من المبررات بأنهم إذا لم ينفذوا الأوامر يتعرضون للإيذاء والتعذيب والفصل.
والحقيقة التي يلزم أن يعلمها هؤلاء المساكين التعساء؛ أنهم لو لم يجد الظالم جنودًا يطيعونه وينفذون أوامره دون أدنى تفكير ما كان من الممكن أن يقع كل هذا الظلم من الظالم بدون جنوده ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)﴾ (القصص: من الآية 8) .
إن أعداء الله يحاربون دعوة الله في أشخاص معتنقيها في محاولات متكررة ومتنوعة لصرفهم عن دعوتهم بالسجون والمعتقلات والمحاكم العسكرية، وغلق شركاتهم التي أنشؤوها بعرقهم وكدهم، وكذلك إلصاق التهم مثل غسيل الأموال، وغيرها التي برأهم القضاء المصري النزيه منها، ولن يتوقف إيذاؤهم إلا إذا تخلى أصحاب الدعوة عن دعوتهم, ووافقوهم على اعتقادهم، وأيدوا باطلهم؛ ولكن...
نقول قولة رسولنا صلى الله عليه وسلم "والله- يا عم- لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه" ؟ وإن دعوة الإخوان المسلمين تسير في طريقها الصحيح المرسوم لها دون تفريط أو تحريف، فالنتيجة معروفة، ويعلمها أعداء الله تمامًا، وهي إزهاق الباطل وإقامة دولة الحق مكانه.
وإن المتتبع لخطوات جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها سنة 1928 إلي اليوم، لا يرى منها إلا تضحيات متتالية في سبيل العقيدة، وجهودًا مكثفة منتجة في مختلف نواحي النشاط الاجتماعي في هذه الحياة، وتدعيمًا متواصلاً لربط الصلوات الأخوية بين مختلف الشعوب الإسلامية، وإشاعة السلام بين دول العالم أجمع. وليعلم الظالمون وأعوانهم الذين يعلمون مكانهم في جهنم أن المعتقلات والسجون والمحاكم العسكرية بل الاستشهاد في سبيل دعوة الله لن يرهبنا؛ بل سيزيدنا صلابةً وتمسكًا بدعوة الله
المصدر
- مقال: هل يعلم الظالمون وأعوانهم؟! موقع إخوان برس