هل يصمت الذين فارقونا قليلاً؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل يصمت الذين فارقونا قليلاً؟!

18-04-2013

بقلم: عامر شماخ

عجيب أمر بعض الإخوة الذين فارقوا جماعة الإخوان المسلمين راغبين، فإنهم اتخذوا (وضع الاستعداد) لتشويه الإخوان وتجريح قادتهم، فى وقت عصيب يتطلب من كل ذى دين ورأى أن يكف عن النقد والجدال والتنازع، وأن يضع يده فى يد إخوانه الذين نزغ الشيطان بينه وبينهم؛ لأجل الحفاظ على مكتسبات الدعوة من ناحية؛ وللنجاة بسفينة الوطن من ناحية ثانية.

وإذا كان بعض من فارقونا قد فهموا (اللعبة!!) فالتزموا ما يمليه عليهم الشرع فى مثل هذه الأوقات، فإن آخرين افتقدوا حتى المروءة في التعامل مع إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان، والذين آكلوهم وشاربوهم وكانوا غطاءً ساترًا عليهم فى سابق الأيام، .

وقد بلغ الأمر إفشاء الأسرار وإذاعة ما كان يدور فى الجلسات المغلقة؛ ومعلوم أن المجالس أمانات وأن من الشر أن تحدث بكل ما جرى فيها.

ليعلم هؤلاء الإخوة أن ما يفعلونه نكثًا على أنفسهم وإساءة لذواتهم، وعدم إدراك لما تحمله الأيام من خطوب، ولسوف يكونون إذا وقعت مصيبة للإسلاميين -لا قدر الله- أول من يُذبح ويقدم قربانًا لخصوم الدين؛ لأنه وقر فى عقل المعادين للفكرة الإسلامية أن هؤلاء صف ثانٍ للإخوان، أو إنهم (إخوان بشرطة)، ولايغرنك أنهم يبشون فى وجوههم، فإنهم يستغلونهم -سياسيًا وإعلاميًا- لحصار الجماعة التى ربتهم والتشويش عليها ورميها بالتهم.

إن هؤلاء الإخوة يعلمون جيدًا أن هناك ضوابط شرعية للنقد، وآداب للخلاف، وأن أول ما تعلموه من الإمام حسن البنا -الذى يثنون عليه فى مقابل تجريح الرموز الحالية- قوله: «نحن لا نجرّح شخصًا ولا هيئة»، فهل التزموا بتلك الوصية؟ وهل انتبهوا إلى مخططات الخصوم الذين يتوحدون رغم خلافاتهم، ويجتمعون رغم تنافرهم؟!

إن المشهد العام يوحى بما كان عليه صحابة النبي يوم الأحزاب: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)) (الأحزاب) ، وما كان لمسلم فاهم أن يتخلى عن نصرة دينه، وما كان لطائفة مؤمنة أن تسير فى طريق غير طريق المؤمنين، بل على الجميع أن يشكلوا قوة كثيرة السواد، فتية الإعداد لمواجهة هذا السيل من الغل على دين الله وشريعته.

أدرك أن هناك أخطاء من الحركة، لكنها ليست خطايا، وأدرك أن لدى البعض حق فى العتاب، لكن الظروف تقتضى أن نتنازل عن حقوقنا لإنقاذ الدعوة، والتضحية لأجل الوطن، وتغييب حظ النفس -مؤقتًا- كى لا تكون فتنة ويكون الدين لله.

إنني أوجه النداء إلى كل من انتسب إلى الجماعة الأم واختلف معها أو رأى رأيا مخالفًا لها، أن يمد يد التعاون إلى إخوانه؛ إذ مساحات الاتفاق تطغى على نقاط الاختلاف، وأن يشمر عن ساعد العون لحماية هوية الأمة ومشروعها الإسلامى، وليكن له عمل وحركة يضيفان إلى إخوانه شيئًا مذكورًا، ويمنعان يد الخصوم من أن تمتد إلى الأصول التى لا يختلف أبدًا مع إخوانه فى وجوب حمايتها وصونها والذود عنها.

وليصمت هؤلاء الإخوة قليلا، وليفكروا كثيرًا، وليمنعوا أنفسهم من الجرى خلف الشهرة والأضواء، وليتذكروا ماضيهم المشرق وهم بين إخوانهم وهم قليل مستضعفون يخافون أن يتخطفهم الناس، فهل بعد هذا المنّ وهذا التأييد يتخلون عن الفكرة بل يحاربونها؟!

اللهم أشهد أن الإخوان كافةً ليفرحون أشد الفرح بعودة هؤلاء الإخوة إليهم، وليس كما يتصور هؤلاء أن الإخوان يكرهونهم، لكن يحز فى نفوس الإخوان ما عليه البعض من تغليب مصلحته الخاصة على مصلحة الجماعة والفكرة، ومن الإصرار على عدم الصفح والعفو ونسيان ما فات، ويحز فى نفوسهم كذلك انحياز بعض الإخوة المفارقين لطوائف من السياسيين معلوم مدى كرههم للدين وحنقهم على التيار الإسلامى.. فهل يستجيب هؤلاء الإخوة ويسرعون الخطى نحو الوحدة ونصرة دينهم؟!.. أرجو ذلك.

المصدر