هل مازال في السجن مظاليم ؟!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل مازال في السجن مظاليم ؟!!


بقلم : خميس النقيب

ياما في السجن مظاليم ...!! مقولة ذاع صيتها ، وعلا صوتها ، وانتشر طيفها.. حدث ذلك في العهد البائد ، والنظام الكاسد ، والحكم الفاسد ..!! تخططف لاي موقف ، وتحتجز لاي كلمة ، وتغيب لاي سبب ، وتعتقل لاي لا ..!! تتسحل لانك تقول لا للظلم والظالمين ..!! لذلك كثر المخططفون والمحتجزون و المغيبون والمعتقلون والمسحولون ..!! وكل ذلك كان داخل السجون ..!! الظلم قبيح و خطير من كل الناس ولكنه اشد قبحا واخطر ضررا إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم، لمالهم من السطوة و السلطان ، ولما عندهم من البطانة والأعوان ، ولأن من أهم حقوق الرعية عليهم دفع الظلم عنهم، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء، وحفظ الفقراء من سطوة الأغنياء ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما ولي الخلافة: "الضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه".وظلم ولاة الأمر يُجَرِّئ أتباعهم وأعوانهم على الظلم ويدفعهم إليه دفعا لما لهم من المكانة والحظوة واستغلال النفوذ...!!

إذا كان رب البيت للدف ضارباً

فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

وفجأة وبدون سابق انذار فتحت السجون علي مصراعيها..!! قيل لارباك المجتمع وقيل لاحداث الفوضي وقيل لقمع الثورة لكن المهم في هذا الزخم خرج المظلومون ثم ما لبث ان دخل الظالمون وبالاصح ادخل الظالمون بالقانون الذي سنوه ، وبالوضع الذي نظموه ، وبالطريق الذي رسموه لا لانفسهم وانما لغيرهم ..!! لكن انقلب الحال وتبدل الامر..!! قصدي انعدل الحال وصحح الامر ..!! حجز الظالم مكان المظلوم .. دخل حجرته وافترش مكانه وتلقي جزاءه ..!! وكلها عظات لمن يتعظ وعبرات لمن يعتبر وايات لمن يتفكر ويتدبرِ" إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "(آل عمران:140)

الا يدري الظالم ان جزاءه : الإبعاد من لطف الله ، والحرمان من هداية الله ، والطرد من رحمة الله "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "(هود:44)..!!

الا يدري الظالم ان جزاءه : الانحراف في الدنيا والانزلاق في الآخرة والضلال عند السؤال" يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ "(إبراهيم:27)

الا يدري الظالم ان جزاءه : لا يزداد إلا دمارا و خسارا "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً "(الإسراء:82)

الا يدري الظالم ان جزاءه : لا يقبل منه عذر ، ولا تنفعه معذرة وإنما اللعن والسوء "يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ "(غافر:52)

ليس لهم أصدقاء ، ولا أنصار ، ولا شفعاء "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"( غافر )

الظالم فقد حب الله ..!! " وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "(آل عمران:57) لوعرف ذلك جيدا ما فعل ، ولوعرف وفعل فقد وصل لمكانه في الدنيا ..!!

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته متفق عليه ثم قرأ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد." اما في الاخرة : ذلة ، وعذاب ...!! "وتري الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلي مرد من سبيل *وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ "(الشورى:45)

فاحذر أخي المسلم، حاكما كنت أو محكوماً، غنيا أو فقيرا ، قويا أو ضعيفا ، أميرا أو خفيرا ، رئيسا أو مرؤوسا.. سابقا كنت او لاحقا ..!! احذر من الظلم، والغش، والتعدي على حقوق الآخرين؛ وأعلم أنه لن تزول قدماك يوم القيامة حتى يقتص منك، فإن دعتك قدرتك اليوم وسطوتك على ظلم الآخرين فتذكر قدرة الله عليك يوم القيامة، واعلم أن أخطر أنواع الظلم بعد الإشراك بالله ظلم العلماء والأولياء، فقد أعلن الله حربه على من عاداهم: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" صحيح الترغيب والترهيب .بالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل يصلح الراعي والرعية، وبالعدل تسعد البشرية وتأمن الرعية.

وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز: "إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمَة، فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل ، ونق طرقها من المظالم".وقال كعب الأحبار لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: "ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء"، فقال عمر: "إلا من حاسب نفسه"؛ فقال كعب: "والذي نفسي بيده إنها لكذلك: إلاَ من حاسب نفسه ، ما بينهما حرف"، يعني في التوراة. ومن الأمثال السائدة في السلطان: إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة؛ لا صلاح للخاصة مع فساد العامة؛ لا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء؛ الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم ..وقال مجاهد: المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان كتب من الظلمة...لقد وضعت الثورة المباركة حدا لهذه المقولة .. ياما في السجن مظاليم .. ربما قل هؤلاء او خفتوا في هذه الفترة الانتقالية لحين وضع الدستور الجديد الذي ربما ينهي عليها تماما ولا يبقي في السجن الا الظالمين وجسد مقولة المتهم بريء حتي تثبت ادانته ..!!

اللهم سَدِّدْ خُطانا إليك، شرِّفنا بالعمل لدِينك، ووفِّقنا للجهادِ في سبيلك، وغيِّر حالَنا لمرضاتك، امنحْنا التقوى، واهدْنا السبيل، وارزقنا الإلهامَ والرشاد، اللهمَّ ارزُقْنا الإخلاص في القوْل والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمَّد وعلى أهله وصحْبه وسلِّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

المصدر