هل أقاطع أقاربي المُفوِّضين أو أتواصل معهم؟!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل أقاطع أقاربي المُفوِّضين أو أتواصل معهم؟!

07-06-2014

بقلم: خالد إبراهيم

بعض أصدقائي من الشباب يعبرون عن غضبهم من أقاربهم وزملائهم وجيرانهم الذين فوضوا السفاح القاتل،ويكتبون على "فيس بوك" وغيره مطالبين بمقاطعة المفوضين الذين ارتضوا حياة العبيد، وتجردوا من إنسانيتهم، ولم تحرك مشاعرهم المناظر البشعة لإخوانهم في الإنسانية والوطن وهم مهشمو الرؤوس غارقين في بحور دماء مجازر الحرس الجمهوري ورابعة والنهضة ورمسيس ...إلخ، .

بل وأظهروا الشماتة فيهم، ورقصوا فوق أشلائهم على أنغام "تسلم الأيادي"، بل ووصلت الخسة ببعضهم إلى حد تقديم بلاغات لشرطة الانقلاب عن أهلهم وجيرانهم أنصار الشرعية.

يجب على أنصار الحرية والكرامة والشرعية أن يتفهموا موقف الشباب الغاضبين، ويلتمسوا لهم العذر، لأن معظم هؤلاء قد أصيبوا في أعز أهلهم أو أصدقائهم فهم إما شهداء أو جرحى أو سجناء.

ولكن هذا التفهم للمشاعر والتماس العذر لا يمنع من المناقشة والتساؤل حول أيهما أجدى لقضيتنا العادلة: مقاطعة أقاربنا وجيراننا وزملائنا وأصدقائنا المفوضين والمؤيدين للانقلاب أو التواصل معهم؟!!!

لا شك أن فوائد المقاطعة وعدم الحوار مع المفوضين كثيرة، ومنها:

- راحة لأعصاب مؤيدي الشرعية من حرق الدم عند الاستماع لسخافات من قبيل: "إيه اللي وداهم هناك"، "وماله عاجبنا رغم سوء الأحوال"، "بنحارب أمريكا وإسرائيل اللي بيدعموا الإرهاب ومرسي" ... إلخ.
- تعريف المفوضين أنهم يرتكبون جريمة بتأييدهم للقتلة الظلمة ولذلك تمت مقاطعتهم.

ولا شك أيضا أن أضرار المقاطعة كثيرة، ومنها:

- ترك المفوضين فريسة للشيطان الإعلامي، فهم لا يشاهدون إلا سحر قنوات العار والزور والتحريض فتغسل أدمغتهم بالزيت الراجع، وتشوه فطرتهم، وتقتل بقية الإنسانية فيهم، فيؤمِّنون على قول فرعون: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
- غياب الصورة الحقيقة للأحداث، وعدم اطلاع المفوضين على الرأي المغاير لما يعرض عليهم.

وتبقى عدة تساؤلات يجب أن نجيب عنها:

- هل نحن قضاة مهمتنا الحكم على المفوضين بأحكام أعلاها أنهم أعوان للقتلة آيسون من رحمة الله تعالى، وأدناها أنهم حقراء فاقدو الإنسانية؟! أو نحن دعاة مهمتنا دعوة الناس والأخذ بأيديهم إلى طريق الحق وترك الباطل؟!
- كيف نجعل المفوضين يفيقون من غفلتهم؟!
- كيف نجعل المفوضين يستردون إنسانيتهم؟!
- كيف نكسب أنصارا جددا لقضيتنا العادلة؟!
- ألم تكن مقاطعة أغلبية الشعب لانتخابات رئاسة الدم دليلا على أن هناك أمل في عودة كثير من المفوضين عن غيهم إما لمعرفتهم حقيقة الانقلابيين أو لإحساسهم بفشل الانقلاب في تحقيق أحلامهم ومصالحهم؟!
- أليست قلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وقد رأينا صناديد قريش يتحولون لجانب الحق كعمر وخالد وعمرو وعكرمة رضي الله عنهم؟!
ألم تسمعوا قول الله تعالى: " وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف:87).
في ظني أن الإجابة عن التساؤلات السابقة تستدعي من أنصار الحرية والشرعية أن يختاروا الطريق الأصعب وهو عمل حملة اتصال مدروسة وموسعة وعاجلة مع المفوضين في دوائرهم المحيطة بهم بهدف استمالتهم للحق وإخراجهم من غفلتهم.

وأدعو الباحثين النفسيين والاجتماعيين ومدربي التنمية البشرية للمساعدة في هذه الحملة بإعداد ورش ودورات تدريبية في كيفية الاتصال مع المفوضين، وأهم الأسئلة والموضوعات التي تثار عند الحديث معهم، مع الاستفادة من التجارب الفردية أو الجماعية الناجحة في هذا المجال والتي سمعنا عنها بالفعل.

عزيزي القارئ: تقبل تحياتي، وأرجو أن تدلي برأيك ومقترحاتك حول هذا الموضوع لعلهيستفاد منها، كما يمكنك الاطلاع على مقال سابق بعنوان "كيف تجادل مؤيدي الانقلاب؟!"

المصدر