هكذا تم التمهيد للمجزرة في الصحافة الحمراء!!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

هكذا تم التمهيد للمجزرة في الصحافة الحمراء!!

الصحف الحكومية الصادرة يوم الجمعة الموافق 26 ديسمبر نموذج صارخ وفجّ للصحافة الموجَّهة؛ التي تبتعد عن المهنية والمصداقية لأبعد حدود بصورة لم يسبق لها مثيل.

ما هذا الذي يُكتب ويُنشر؟! يا للهول!! كأنني أقرأ جريدة صهيونية مثل (الجيروزليم بوست) أو (معاريف) أو (يديعوت أحرونوت).

خذ عندك مانشيتات جريدة (الأهرام): حماس تمنع وصول مساعدات الهلال الأحمر لقطاع غزة.. ضربت المعبر بالصواريخ يوم دخول المعونات‏..‏ فأغلقته إسرائيل!!

وتحت الخبر يقول الأستاذ طارق حسن: "حمَّلت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى حركة حماس المسئولية عن عدم دخول 50 شاحنة مساعدات مقدمة من الهلال الأحمر المصري إلى قطاع غزة".

ثم أضاف: "وقالت هذه المصادر للأهرام... "وأوضحت المصادر نفسها".. ويختم: في الإطار نفسه "حمَّلت المصادر نفسها" المسئولية لحماس عن تعطيل حركة الأفراد عبر معبر رفح من ناحيته الفلسطينية‏، وقالت‏:‏ "إن المعبر مفتوح باستمرار‏، ويعمل طوال الوقت من الجانب المصري‏، حسبما تقضي بذلك قواعد السيادة المصرية‏، بينما تفرض حماس عليه الإغلاق من جانب غزة؛‏ بسبب قيامها بإقصاء السلطة الشرعية الفلسطينية عنه‏، والاستيلاء عليه.

ولا أعلم مَن هي "المصادر نفسها الذي يكرِّرها"، وكيف تتم صياغة خبر بهذه الطريقة في صدر الصفحة الأولى من نائب رئيس التحرير!.


القاهرة- من طارق حسن

ولأن التاريخ لا يرحم.. أذكِّر سيادتكم بما كتبه السيد طارق حسن هذا في (الأهرام) في 15 أبريل الماضي وبموضوع المصادر الوهمية إياها..

‏واصلت منظمة حماس عمليات التحريض الديني والسياسي والإعلامي ضد مصر‏، في الوقت الذي كشفت فيه "مصادر فلسطينية موثوق بها" عن أن ميليشيات حماس انتهت من إعداد خطة لاقتحام الحدود المصرية.

"وقالت هذه المصادر"- في اتصالٍ هاتفي من قطاع غزة مع مندوب (الأهرام)-: إن هذه الخطة تشمل أولاً قصف المواقع المصرية بقذائف الهاون؛‏ حيث قامت منظمة حماس يوم الأحد الماضي بتوزيع قذائف هاون عيار 60‏، ونشرت ميليشيات تابعة لها على الحدود.

وتشمل هذه الخطة ثانيًا إطلاق نيران الرشاشات علي الجنود المصريين‏، وجاء ذلك مترافقًا مع إصدار حماس فتوى يوم الجمعة الماضي تُبيح قتل الجنود المصريين‏.

وتتضمن الخطة ثالثًا القيام بعملية التفاف خلف التحصينات المصرية عبر الأنفاق‏، بالإضافةِ إلى تفجير بعض هذه التحصينات عبر تلغيم الأنفاق العابرة من أسفلها، كما يترافق هذا مع تفجير الجدار الحدودي‏؛ وذلك لمنع مصر من صدِّ مجموعاتٍ من أهالي غزة تعتزم حماس الدفع بهم لاجتياز الحدود‏.‏

وأوضحت المصادر نفسها أن حماس وضعت إشارة تنفيذ التفجير رهن موافقة بعض الدول العربية والإقليمية المتحالفة معها، وأشارت هذه المصادر إلى اتصالاتٍ جرت بين منظمة حماس وجماعة الإخوان المحظورة تتولَّى بمقتضاها الجهة الأخيرة قيادة حملة سياسية وإعلامية داخل مصر‏، تشمل الدعوة إلى تنظيم مسيرات ومؤتمرات لإحراج الحكومة المصرية‏، ومنعها من صد هجوم حماس على القوات المصرية‏، واقتحام الحدود‏..".


ما علينا.. نترك المصادر.. ربنا يكفينا وإياكم شر المصادر..!!!، ونكمل المصيبة الكبرى في عناوين أعرق الصحف المصرية.

أسفل الخبر الرئيسي في (الأهرام): ليفني تقول: نقول لحماس كفى.. ومستمرون في التفاوض مع رام الله.. وضرورة إحلال السلام.

ويدخل رئيس التحرير أسامه سرايا في (المولد) المقام، ويتحفنا بصفحة كاملةٍ بعنوان (أوهام حماس) يهاجم فيه إيران ويحدثنا عن أحلامها الفارسية في المنطقة، ويحمل على سوريا ويتكلم عن أوهامه في دور حماس الخطير في تنفيذ الأجندة الصهيونية وأطماعها في سيناء!.

وأدخلنا في خطابٍ وطني وتهييجي دون داعٍ؛ بأن مصر ستسحق من تسوِّل له نفسه الاقتراب من التراب الوطني!

وتكتمل المهزلة بكاريكاتير مغرض للغاية للفنان فرج حسن؛ يصوِّر حماس تلعب وترقص على جسد فلسطين الذي يصرخ محاطًا بعباءةِ إيران وخلفهم سوريا تضحك مما يحدث!!.

وفي جريدة (الجمهورية) كتب محمد علي إبراهيم رئيس التحرير يقول: "وقد آليتُ على نفسي منذ فترة أن أوضح للناس ما يلتبس عليهم فهمه من مزاعم حماس التي تحاول جهدها أن تثبت أن مصر هي السبب فيما حدث لأهل غزة من حصار وتجويع، مع أن "الحمساوية" هم المتسبِّبون بشكلٍ رئيسي وجوهري في معاناة الغزاوية.

لقد لاحظت أن الفضائيات والصحف الخاصة تركِّز علي اتهام ظالم لمصر، وهو أننا اتفقنا مع الكيان الصهيوني على عدم فتح معبر رفح لمرور المساعدات الإنسانية والعلاجية.. والحقيقة التي كتبتها مائة مرة أن منفذ رفح للأفراد وليس لعبور المساعدات والشحنات الغذائية"!!.

أعتقد عزيزي القارئ أن هذه الجرعة كفاية عليك لم نسمع كلمة في نقد الحصار الصهيوني الظالم لأهلنا في غزة، والهجوم غير الشريف على حماس التي جاءت عبر انتخابات نزيهة لا يفهمها ولا يعرفها مَن تعوَّد على التزوير والكذب والخداع والتضليل، وكأن الإجرامَ كله والشرور كله من حماس.

أما الغندورة ليفني فتقول: كفى.. ولا بد من إحلال السلام في المنطقة!!.


ارحمونا.. مش كده... قلّلوا الجرعات شوية

منظركم سيئ جدًّا.. لن أقول لكم أين المصداقية؟ أين أمانة الكلمة؟ فأنتم والله لا تعرفونها حرام.. لو تعرفون الحرام.. هو فيه كده؟!

وعليه ما زلت أُكرر دعوتي لحملة "أوقف التضليل وغير جريدتك" لمقاطعة هذه الصحف؛ لأن كم التزييف والخداع والتضليل أصبح لا يطاق؛ لأن حماس والسلطة المنتخبة أصبحت إرهابًا والكيان الصهيوني أصبح شريكًا إستراتيجيًّا!.

لأن الحرامي والفاسد أصبح متعثرًا، والشرفاء ولأن المخلصين والمعارضين أصبحوا محرضين ومنحرفين؛ لأن الانتخابات التي لم يحضرها أحدٌ كان إقبال الجماهير عليها غيرَ مسبوق؛ لأن التزوير كان فاضحًا فاجرًا، وهم يتحدثون عن الشفافية، وإن الشعب قال كلمته.

- لأن طوابير العيش اختفت.. ونحن نقضي نصف يومنا فيها.

- لأن الوظائف متوفرة.. والشباب بالآلاف على المقاهي.

- لأن الإضرابات دائمًا تقوم بها قلة منحرفة مندسة وغالبية مَن فيها يطالبون بحقوقهم فقط.

- لأنه لا صوتَ نسمعه إلا صوتهم ورأيهم ولا مكان للرأي الآخر.

- لأن الحقيقةَ عندهم لا مكانَ لها ولا صوت يعلو على صوت النظام والحكومة.


لا تشترِ التضليل والخداع والكذب بنقودك، لا تشترِ مَن لا يحترم عقلك وقدرك وتُساهم في ترويجه، لا تشترِ صحفًا تقول ما يريده النظام وليس ما يريده الشعب، لا تشترِ صحفًا تساعد على تغييبنا بدلاً من نشر الوعي بيننا، لا تشترِ صحفًا تبيع لك نفاقًا وتدليسًا لا تتحمّله صحتك؛ فضغط الدم هو المرض الشعبي للمصريين.


وأسأل..

- أين الصحف الحكومية التي أسقطت فاسدًا أو منحرفًا؟

- أين الصحف الحكومية التي تنقل الحقيقة للشعب؟

- أين الصحف الحكومية التي تحاول الإصلاح والتغيير؟

نريد صحفًا فيها خبر وحقيقة.. لا صحف دعاية وخداع.. نريد أن نشعر أن رؤساء تحرير هذه الصحف من بني جلدتنا؛ يشعرون ويحسون بما نعاني.. نريد صحفًا لا تتأثر بسطوةِ النظام والحكومة بل تتأثر بآلام واحتياجات ومظالم الشعب.

ونقول للصحف المستقلة: إياكِ من المزايدة والمتاجرة بآلامنا.. نريدكِ صحفًا قويةً مهنيةً أمينةً، لا تبخلي بمجهودٍ حتى تستحقي ثقة القارئ.

شاركوا معنا.. "أوقف التضليل.. غيِّر جريدتك".


المصدر : نافذة مصر