نواب إخوان مصر: لن نستقيل وسنتحمل الإيذاء
استبعد الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إقدام نواب الجماعة الـ86 على تقديم استقالتهم بشكل جماعي من مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) ، مرجعا ذلك إلى أن الشارع المصري هو الذي حملهم هذه الأمانة، وأنهم لن يتخلوا عنها، مؤكدا أن نواب الإخوان سيواصلون دورهم عملا بقاعدة "واصبروا على إيذائهم" .
وتعد هذه التصريحات أول رد فعل رسمي من الجماعة على أطروحة للمفكرة الإسلامية الدكتورة هبة رؤوف تدعو للاعتماد على الإخوان ، باعتبارهم القوة الوحيدة في المجتمع التي يمكن الرهان عليها؛ لكسر ما اعتبرته "الحلقة المفرغة" التي تدور فيها مصر حكومة وشعبا، لكنها ربطت ذلك بجملة شروط تتقدمها استقالة نواب الجماعة، معتبرة أنه "تم منعهم بكل الحيل والألاعيب السياسية من الدفاع عن مصالح الذين انتخبوهم".
وجاءت تصريحات الكتاتني في الصالون السياسي الذي نظمته كتلة الإخوان مساء الأحد 29-6-2008؛ لتقييم أدائهم خلال الدورة البرلمانية الثالثة لمجلس الشعب التي انتهت مؤخرا. ورغم إشادة عدد من المحللين والخبراء السياسيين بأداء نواب الإخوان (20% من أعضاء المجلس) ، لكنهم لفتوا لعدد من السلبيات أرجعتها كتلة الإخوان لكثرة القوانين التي تم إقرارها.
وقال الكتاتني: إن "فكرة الاستقالة غير واردة عند الإخوان أو المعارضة في مجلس الشعب بشكل عام"، مرجعا ذلك إلى "ثقة الشارع في الجماعة.. المصريون وضعوا ثقتهم بنا وحملونا أمانة توصيل صوتهم وتحقيق مصالحهم، فكيف نتخلى عنهم؟!". واستدرك قائلا: "سنعمل بمقولة (سنصبر على إيذائهم)، مستخدمين كل السبل والوسائل لتحقيق مصلحة الشارع".
واعتبر رئيس كتلة الإخوان أن "استقالة المعارضة، بما فيها الإخوان ، لن تحرج السلطات"، مشيرا إلى أن "فكرة الاستقالة ليست وليدة اليوم، ولكنها طرحت منذ التعديلات الدستورية (2007)، وعرضنا الأمر على عدد من فقهاء القانون، غير أنهم أكدوا لنا أن الاستقالة لن تحرج النظام، بل ستصبح ورقة في يده".
ومؤيدا وجهة نظر الكتاتني استبعد الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن تكون هناك "أي جدوى لاستقالة نواب الإخوان أو المعارضة".
وأردف د. عبد المجيد قائلا:
- إن "السؤال عن جدوى المشاركة في البرلمان أو تقديم الاستقالة خطأ من أساسه، أما السؤال الذي يجب طرحه فهو ما الذي يجب أن أفعله في ظل مستوى معين من القيود المفروضة، ومجرد أنك تقدم شيئا مختلفا هو أمر مهم جدًّا".
وأوضح أن
- "العمل السياسي في بلدنا لا يأتي بنتائج سريعة، وعلينا أن نمتلك تخطيطا للمستقبل، وأن نرضى بالقليل لكن نحافظ عليه".
وبدوره قال الدكتور أحمد ثابت الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة: "لست مع مسألة استقالة نواب الإخوان، وعلى كل منا أن يبقى في مكانه؛ لأن هذا هو ما يتمناه النظام للهجوم على المعارضة في حالة رفضها المشاركة".
إيجابيات
على جانب آخر، قدم الصالون السياسي تقييما لأداء الكتلة البرلمانية للإخوان خلال الدورة المنصرمة، حيث عدد المشاركون إيجابيات نوابها في "تبني قضايا المتجمع"، معتبرين "طرح قضية بيع الغاز لإسرائيل من أهم إنجازات الكتلة بالبرلمان".
وقال د. ثابت: إن "وجود نسبة كبيرة من المعارضة (داخل المجلس) أحدث نوعا من الحراك السياسي في البرلمان"، مشيرا إلى "احتجاج المعارضة الذي ألغيت على أثره المادة الأولى من قانون المحاماة التي وصمت بأنها غير دستورية".
بينما أشار د. عبد المجيد إلى تفوق كتلة الإخوان في متابعة ما أُثير في الدورتين السابقتين، ومنها ما يتعلق بقضية العبَّارة (المصرية) التي غرقت قرب شواطئ السعودية، وقضية تصدير الغاز المصري لإسرائيل.
وطالبهم بالحرص على تلك المتابعة خلال الدورة المقبلة قائلا: "هناك قضية وطنية كبيرة تحتاج لجهد في الدورة المقبلة من أجل التصدي لنوعٍ من التلاعب بالأسس الوطنية والعقول، يتمثل في إسناد الحكومةُ تقييم صفقة بيع الغاز لإسرائيل إلى شركة خاصة نصفها مملوك لإسرائيليين".
سلبيات
في الوقت نفسه حدد المشاركون مجموعة سلبيات شابت أداء الكتلة الإخوان، ومنها عفوية الطرح في بعض القضايا، وعدم الاستفادة من الخبرات البرلمانية، وكذلك عدم اتخاذ موقف في بعض القضايا، إلى جانب إعلاء الكم على الكيف في طرح الاستجوابات على الوزراء.
وقال د. عبد المجيد: إنه "لا يزال أداء نواب الإخوان ضعيفًا في معالجة القضايا، والتوسع الشديد في استخدام الأدوات الرقابية بشكل أدى إلى إعلاء الكمِّ على الكيف". بينما لفت د. ثابت إلى "عدم تواصل نواب الإخوان مع الخبرات البرلمانية السابقة، ودعم الاستجوابات بالمستندات".
وأرجع الكتاتني جانبا من هذه السلبيات إلى أن "الدورة السابقة كانت مليئة بالأحداث المتلاحقة، فضلا عن كثرة القوانين التي تم تمريرها خلال الشهرين الماضيين، وأغلبها أثار جدلا، مثل قوانين المرور والطفل والضرائب العقارية".
وأشار بجانب ذلك إلى الأجواء التي كانوا يعملون فيها، خاصة "محاولات الحزب الوطني الحاكم التضييق علينا، ومنعنا من المشاركة في اللجنة العامة، بجانب فرض أجندته على مسار العمل البرلماني".
المصدر
- خبر: نواب إخوان مصر: لن نستقيل وسنتحمل الإيذاء موقع إخوان برس