نقاش المستخدم:محمدالمرسى المرسى السقا

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بسم الله الرحمن الرحيم وحيل بينهم وبين مايشتهون كما فعل باشياعهم 000عندما يبتلى الله الانسان بالفقر والغنى والمرض والاسقام والعقم والصحة والعافية وغيرها من المتضادات اللفظية تجدها كلها مجموعة فى حياتنا وموزعة بقسمة عادلة فهذا انسان اعطاه الله المنن والمنح والتىعلى راسها نعمة المال والبنون وذاك محروم من المال وربما محروم من البنين والبنات وتلك فضائل السماء عندما تتفضل باهداء عبد من العباد بكثرة فى العيال وببحبوحة عيش وبتميز فى الرزق المستطاب من العيش فالذى اوتى الاولاد والصحة والمال انسان مغبون ومحسود ومنظور عند من افتقدها وتلك فلسفة الحياة التىارادها المولى رافع السماوات بلاعمد ثم قال :اتصبرون ؟؟ سؤال يحمل المترادفات الكثيرة وف موضع اخر من سورة الفجر : فاما الانسان اذا ماابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربى اكرمن واما اذا ماابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى اهانن 000تلك وجهتى النظر الانسانية عندما يرزق كلاهما ببلاء الاكرام والانعام فيصير معجبا ومتفاخرا ومتباهيا بتلك واما اذا ماابتلى ببلاء التقدير من رزق قليل فى المال والبنين وطيبات الارض على تنوعها واختلافها فيرفع عقيرة اتهام النفس بظلم الله له وبانه لايحبه اذ - بزعمه – من احبه وسع عليه واعطاه الكثير والكثير ولولا نظرنا بعين الواقع المعاش فانت تر من حرم نعمة الانجاب وتكاثر الاولاد يصاب بشىء من الخوف والاضطراب والشعور بعقد النقص الملازمة لنفسه فتارة تجده ساخطا غاضبا وثائرا على ما هو فيه من تضييق ربه عليه لحكمة سماوية لاتخرج الا عن فائدة بل فوائد وحكم جليلة لايعلمها الا الله فليس معنى ان حيل بينك وبين زواجك انك غير مرضى عنك وليس معنى عدم القدرة الانجابية انك شخص ناقص ومعقد ومريض وليس معنى انك انجبت من الاولاد البنات فقط ولم تنجب البنين وليس معنى اجابك للذكور من دون البنات فقط انك مرضى عنك وتلك شطارتك وانك الاسد الهصور وليس معنى كونك انك القائد المسموع له والقاضى فيما بين الناس انك المختار والمميز والفضل عند الله فكم من نعمة اعطى صاحبها اياها لتكون خصما لدودا عليه يوم القيامة ؟؟والقران الكريم لمنطق الانسان وافضليته بمثل ونموذج فريد عندما يذكر قصة المال الفاحش والثراء المتناهى والذى قتل صاحبه بالعجب والتكبر والكبر علىالناس فهل تعرفون قصة قارون الذى اوتى الكنوز المالية الوفيرة التىعندها شعر بشىء من الغرور القاتل فاعترض على قومه باعتراضات واهية عندما قال لهم :انما اوتيته على علم عندى اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعاولايسل عن ذنوبهم المجرمون فخرج على قومه ف زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتى قارون انه لذو حظ عظيم وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن ءامن وعمل صالحا ولا يلقاها الاالصابرون فخسفنا به وبداره الارض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين واصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون ويكان الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا ان من الله علينا لخسف بنا ويكانه لايفلح الكافرون 000نحن اما م فرق ثلاث : الفريق الاول هو المتمثل فى شخصية قارون وحاله الفريق الثانى : المتمثل فى الطامعين ان يكونوا مثله وتلك الصورة لايخل منها مجتمع على الاطلا ق الفريق الثالث : اهل العلم والراسخون فيه هم اهل اعتدال وهؤلاء اقلية لانهم كما نعلم اهل علم ودربة فقهية لدرب الحياة ولفهم المطلوب منهم وما يجب ومالا يجب

انا لله وانا اليه راجعون الحقيقة الغائبة الحاضرة

فى الرابع من شهر مارس لعام 2015 توفى أخى العزيز الأستاذ وائل المرسى السقا رجل نحسبه ولا نزكيه على الله قام بدوره ورسالته فى الدعوة الى الله تعالى على قدر وسعه وطاقته والرجل الآن بين يدى ربه يرجو رحمة ربه ويرجو من الجميع الدعاء له ولجميع موتى المسلمين فهلا شمرتم عن سواعدكم ودعوتم له وصبر أهله وذويه وأصحابه ومحبيه

إليك أشواق وأحوال وبكاء وانتظار وإحساس وشعور

إليك أشواق وأحوال وبكاء وانتظار وإحساس وشعور أكتب إليك يا أخانا وأنت الآن بين الجنادل والتراب مجندلا اخى يا من كنت حاضرا برسمك وجسمك كائنا ممشوقا ومنصوبا لقد فجعنا في مصابك الجلل وعز فينا عزاؤك وعزاؤنا الباكي معقول تدور الأيام دورتها بدونك ولا نحسك ولا تحسنا معقول يا وائل البر نحيا بلا حياتك معقول تستحدث الأيام وتتوالى وأنت المغيب عنا غبت عنا ببدنك ولكنا لم نفقد أمل الرجاء غبت عنا وتحيرنا متسائلين خائفين مما حل بديارنا غبت وأبكيتنا خلفك على فراقنا وفراقك غبت وغابت أفعالك التي كانت تعلم غبت حبيبي عن المكان والزمان وأصبحنا نرجم بالغيب ماذا وكيف وأين صار ابننا وأخانا من كان متعة وتنفيس كروبنا أين وائل دليل المعروف والنسمة التي كانت أشبه بالريح ؟ أين وائل محب الخير للناس والسابق بالمكرمات أين وائل – من حياتنا الآن ؟ حياتنا الآن كأنها الحياة ولكن بلا شمس تظللنا حياتنا الآن عرت النفوس وخابت مساعينا واعتذرنا مرارا وتكرارا عن التقصير لما قصدتنا فلم نقدر مد أيدينا إليك وائل البلسم والابن الفطن الواسع الصدر والقوى بالخير والمعروف وائل توليت عنا إلى عيشك عند ربك الحليم الكريم وائل الناصح حامل هموم بيته والمهموم بمن حوله وائل غدوت بخير يا أخا المعروف وسلمت يا اخى وائل الباسم وناشر المعروف والساعي على خير والديك وائل تواريت عنا وغبت خلف أحجار وائل - غفر الله لك ورحمك وانزل عليك من كل خير أفضله وأجوده وألطفه وائل – سلام عليك في الملا الأعلى إلى يوم نبعث وبلغك الله المنازل الرفيعة وائل – سلام عليك حيا وميتا وتبوأت من الجنة مقعدا وائل – سلام عليك يا إنسان عيوننا وأغلى الناس وأعزهم وائل – سلام عليك يا عزيز الفؤاد جعل الله عليك من رحمته وعطائه قسمة ونصيب وائل – سلام عليك يا إنسان يا من كنت بالسعي طوافا عاملا معينا مساعدا وائل – نعم العبد عبد الله وائل وائل – جزاك الله خيرا ووقاك عذاب القبر الشديدة أهواله وعظم أجرك وائل – نعم القرين كنت الملازم على الحث على الخير والمعروف من العمل وائل - ماذا أقول عنك وأنت في جوار رب العالمين من لا يظلم عنده ولا بين يديه احد وائل – جعل الله مبوأك الأجر الجزيل والعطاء الوفير الغزير وائل – سلام عليك يا أخانا العزيز القريب من ربك البعيد عنا مكانا وزمانا غفر الله لك وجعل الجنة مستقرك الآمن الوارف

محمد وما ادراك ما محمد ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله
رب العالمين والصلاة على سيدنا الهادى البشير النذير خير من طلعت عليه شمس الوجود وتاج الوجود كله والاجمل فى فى الكون والخلق والخلقة والوجود والانشاء حيث لم يخلق بشرا يجمع البشر ويربطهم على تمام المنة والنعمة التى افاض الله على العالمين من الثقلين الانس والجان وماخلق من بنى الكائنات البرية والبحرية وتمام النعم والانعام فهو الكامل المكمل وعمود الرباط وتمام النعمة الموفق الى خير ربه ومن سار على دربه استطاع احراز المقاصد وبلوغ الدرجات السوابغ وبحور الهدى وتمائم المعروف ومكرمات الفضائل فهو القادم للعالمين بخيرى الدنيا والاخرة وهو المهدى الموفق للرشاد وهو من هو النابغ فى كل شىء والسائر على مدراج السابقين المحقق للمغانم الرافع عن امته غلواء المنكر والراغب لهم مكارم المعروف والخيرات الحسان فكان باب العز والهداية الكبرى وسببا لكتابة رحمات الله بعباده فبه الخير ومنه وعلى طريقه تغتنم الفرص ودلائل المعروف والبصير المبصر والرحمة المهداة لبلوغ الدرجات ولقد جاء القران الكريم بما يؤكد على حجية العمل بمنهاج التقى والعفاف ونجابة الوعى وهناء النفوس واطمئنانها حتى اندفع السيل الجرار من المنصفين من اولى العزم والعزائم ممن بلغوا شاوا عظيما فى الدراسات الادبية ومعارف العلم عن الرسل والرسالات ممن افنوا زهرات اعمارهم فى البحث والتنقيب من اجل بلاغ الحقيقة واستجلاء بيناتها الجلية ولقد جاءت الشهادات الغربية المنصفة تنصف رسالة الرسول وتعترف بقدراته القيادية والدعوية والجهادية وبقدراته الخارقة على الدعوة وبلاغ رسالة السماء لمن كانوا يحيون فى عصره حيث لم يبخل ولم يضن عليهم ولا عنهم فى تبليغ الرسالة الاسلامية وبلاغهم حقيقة التوحيد الخالص وافراد الله بالعبودية والالوهية وتصحيح اوضاع الجاهلية وانحرافات البعض عن خصائص التعبد والاخلاص والتوجه لله ولقدكان اشراق الرسالة وقدومه صلى الله عليه واله وسلم اليهم وعليهم دليل هدايتهم ورحمة الله بهم بل محبة الله وحبه للمخالفين لامكانية هدايتهم وارشادهم وارشادهم نحو الله الخالق الذى طالما ابتعدوا عنه وجافوا الحقيقة الاسلامية بمعبوداتهم الجاهلية التى كانت احجار عثار فى مواجهة التعبد الصحيح والاعتراف بمالله من حقوق وواجبات عقدية واجتماعية واقتصادية واجتماعية الى غير ذلك من المخالفات التى كانت خصما لدودا فى المواجهة وعلى الرغم من تلك الحيل والمعوقات العثار فقد توكل الرسول الكريم على ربه فانطلق داعيا وموجها لتصحيح مفردات الحياة الجاهلية ولنعم الفعل فعل الرسول عندما اخذ على عاتقه محاولات تصحيح العقيدة وتنقيتها من الاخلاط والشركيات والمدخلات التى طالما اعتورت بالعوار الفكرى ومذاهب ضالة ومخالفات كانت تحتاج الى جراح ماهر وقادر على استئصال فيروسات الاعتقاد والسلوكيات المنحرفة والاراجيف والترهات الفكرية والقضاء التدريجى على الطبقية الضاربة فى بطن الوادى من زعامات وكبراء لايالون جهداعن المحافظة على الابقاء على مالهم والاتجار بالعبيد وتجارتهم المنعية ولو على حساب اعتقادهم وتجريف عقولهم مما سوى خصوصياتهم وتلك الصورة نراها عبر لاشخصية بلال بن رباح وزنيرة وعمار بن ياسر ...اضف الى ماتقدم كفاحه صلى الله عليه واله وسلم فى مشوار دعوته الطويل حيث لم يتكاسل او يتراخى عن السعى الحثيث والعمل الصالح الحركى فى موضع وميدان منطلقا ومتجها فىكل حدب وصوب يرجو رحمة ربه وهو الداعى المتحمل بالصبر المضايقات وضروب الاذى والحصار وتشديد التشويه لشخصه ورسالته ودينه بصفة عامة ولكنه على كل حال كان الانموذج المحتسب والرءوف الرحيم صاحب القلب الكبير اللين الواسع الصدر الذى يبغى احياء القلوب ومكاشفتها بالحقائق ودلائل القدرة وطلاقتها فى كل شىء والبيان بكل اسلوب هادىء قائم على الحجة وتقريب المنهاج بتربية قيادية تعتمد الموعظة الحسنة منهاج تفاهم وتناظر وتعليم وتعلم على اسس راشدة وهادية هادفة للحق البين 

محمد وما ادراك ما محمد ؟؟؟ محمد النبى الذى كان حديث الاولين والاخرين ونعمة رب العالمين الزاهرة الظاهرة والقدوة الحسنة التى اتحفت الانسانية بمعالم التوحيد الخالص والنقى وصاحب المبادىء الكبرى والثوابت الكبار وهو العظيم الذى حرك القلوب الشغاف والاعين الباصرة وهو القلب الجامع لمفردات الوجود محمد النبى العامل البصير الذى اكتسب رزقه من الطريق المحمود فكان راعيا للاغنام على قراريط معدودات لكنه لم يكن بالمتواكل بحجة اليتم بل كل الرجل الحر الذى اكتسب حب الاخرين بسعيه على الرزق سواء فى الرعى او فى التجارة فى مال السيدة خديجة ولقد كانت امانته وتيسير ربه عليه فى المال ونجابته سببا لاعجاب ونزول الناس عليه والكل من حوله يطلب وده ويحاول التقرب منه طلبا لمحبته والتواصل معه لمارئى منه من الامانة والنجابة والصدق ومعجزات نزلت به فاقتربوا منه قربا ملحوظا حتى جاء الزواج المبارك منها رضى الله تعالى منها ومخض العرس المبارك عن الذرية الصالحة المتمثلة فى سيدات وامهات المؤمنين  : السيدة زينب وفاطمة وام كلثوم ورقية والقاسم الذى مات وهو طفل صغير

اللهم واغفر لجميع موتى المسلمين

اللهم واغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم فاغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعفُ عنهم، وأكرم مثواهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! إلهنا قد علمنا أنا عن الدنيا راحلون، وللأهل وللأحباب مفارقون، ويوم القيامة مبعوثون، وبأعمالنا مجزيون، وعلى تفريطنا نادمون، اللهم فوفقنا للاستدراك قبل الفوات، وللتوبة قبل الممات، وارزقنا عيشة هنية، وميتة سوية، ومرداً غير مخز ولا فاضح، واجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا نعوذ بك من الموت وسكرته، والقبر وفتنته، ويوم القيامة وكربته، والصراط وزلته. اللهم لا تفضحنا يوم البعث والنشور؛ يوم يبعثر ما في القبور، ويحصَّل ما في الصدور. اللهم لا تفضحنا يوم ينادى بنا للفصل والحساب، يسر سؤالنا، وثبتنا عند الجواب. سبحان رب الأرباب! سبحان منزل الكتاب! سبحان هازم الأحزاب! سبحان خالق خلقه من تراب! سبحانك اللهم ما عبدناك حق عبادتك! سبحانك اللهم ما قدرناك حق قدرك! والأرض جميعاً قبضتك يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينك! اللهم إنا نعوذ بك من سوء الموقف يوم القيامة. وأظلنا اللهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك. نعوذ بك أن نقف موقف المنافقين: يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد:13] . نعوذ بك اللهم أن نقف يوم القيامة موقف المكذبين: فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً * هَذِهِ النَّـارُ الَّتِي كُنْتُـمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الطور:11-16] . نعوذ بك اللهم أن نقف يوم القيامة موقف المجرمين: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12] . نعوذ بك اللهم أن نقف يوم القيامة موقف الظالمين: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ [إبراهيم:42-43] . نعوذ بك اللهم أن نقف يوم القيامة موقف المفرطين: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الزمر:56-58] . وارزقنا اللهم موقف المتقين، واجعلنا من حزبك المفلحين الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62] ، بيِّض وجوهنا، ويمِّن كتابنا، وثقِّل ميزاننا، ويسِّر حسابنا، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم ارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وأنزل على أهل القبور الضياء والنور، والفسحة والسرور، وجازهم بالإحسان إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الساعة من الآمنين. اللهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم ارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك. اللهم ارحمنا إذا لم يزرنا زائر، ولم يذكرنا ذاكر، ولا أمل إلا من غافرٍ ساتر. اللهم ذكِّرنا بالنطق بـ(لا إله إلا الله) إذا يبس منا اللسان، وشخصت العينان، وبردت القدمان، يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! يا بديع السماوات والأرض! يا حي يا قيوم! برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أعمالنا، ولا إلى أنفسنا طرفة عين. اللهم وسع علينا قبورنا، اللهم نور علينا قبورنا، اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنان، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران، اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين، ولحوض نبيك من الواردين، ولكأسه من الشاربين، وعلى الصراط من العابرين، وعن النار مزحزحين، وإلى جنانك من الداخلين، وإلى وجهك الكريم من الناظرين. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلاَّ ظلك، اللهم هون علينا سكرات الموت، وذكرنا النطق بـ(لا إله إلا الله). اللهم اختم بالخيرات آجالنا، وحقق بفضلك آمالنا. اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، واجعل القبر خير بيت نعمره، واجعل ما بعده خيراً لنا منه، يا ذا الجلال والإكرام اللهم ارحمنا إذا دُرِسَ قبرُنا، ونُسِي اسمُنا، وانقطع ذكرُنا، فلم يذكرنا ذاكر، ولم يزرنا زائر. اللهم افسح علينا قبورنا مد أبصارنا. اللهم إنا نعوذ بك من منكر ونكير، وسؤالهما عن القليل والكثير، ومن أكل الديدان. اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا بديع السماوات والأرض! يا من يجير ولا يجار عليه! يا مالك الأملاك! ويا مدير الأفلاك! ويا من قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه! اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، ونعوذ بك من سوء الخاتمة. اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الفرد الصمد، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:3-4] ، نسألك اللهم أن تجزي والدينا عنا خير الجزاء. اللهم اجزِ والدينا عنا خير الجزاء. اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك. اللهم اجزِهم عنا خير الجزاء. اللهم اغفر لهم وارحمهم كما ربونا صغاراً. اللهم ارحمهم واغفر لهم كما ربونا صغاراً. اللهم اغفر لأمهاتنا، وآبائنا. اللهم اغفر لأمهاتنا. اللهم قوِّهِنَّ على طاعتك. اللهم اشفِهِنَّ، يا رب العالمين! اللهم من كان منهم مريضاً فاشفه، يا ربِّ! اللهم من كان من والدينا مريضاً طريحاً على فراشه، اللهم اشفِه. اللهم اشفهم، يا رب العالمين! اللهم اجعلنا عند ساعة الاحتضار نتلقن بـ(لا إله إلا الله). اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله)، إذا يبس منا اللسان، وضعف الجنان، وبردت القدمان، وشخصت العينان، وقُسِّمت الكتبُ بالشمائل والأيمان، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! اللهم استجب دعاءنا، ولا تردنا خائبين، ولا عن بابك مطرودين، ولا من رحمتك آيسين، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم. اللهم اجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اعتق رقابنا من النار، ورقاب والدينا، وجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين!

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  [البقرة:201] . اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا، اللهم فَرِّج همَّ المهمومين، ونَفِّس كُرَبَ المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين. 

اللهم ارحم موتانا وجميع موتى المسلمين والمسلمات الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم إنهم سكان دار لا يتجاورون، ومنهم المنعمون ومنهم المعذبون. اللهم من كان منهم منعماً فزده نعيماً، ومن كان منهم معذباً فكن به رحيماً، يا أرحم الراحمين! اللهم ارحمنا إذا صرنا منهم. اللهم كن معنا إذا زارنا الأهل والأحباب، وصار مثوانا تحت الأرض بين الدود والتراب، من لنا يا إلهنا، يا رحمان السماوات والأرض ورحيمهما؟! اللهم نور علينا قبورنا، واجعلها روضات من رياض الجنة، ولا تجعلها حفراً من حفر النيران. اللهم ثبتنا عند السؤال. اللهم كن معنا يوم القيامة. اللهم ثبتنا إذا نفخ في الصور، وبعثر ما في القبور، إليك يا ربنا يومئذٍ النشور، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا ممن ينادَى في الآخرة: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ [الحجر:46] ، ولا تجعلنا فيمن ينادَى فيهم: ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا [غافر:76] برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم اجزهم عنا خير الجزاء والإحسان، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم من الخطايا بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا إذا فارقنا الأهل والأولاد والمال. اللهم ارحمنا إذا صرنا في قبورنا وحدنا. اللهم ارحمنا وآنس وحشتنا في قبورنا. اللهم آنس وحشتنا في قبورنا، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل مجتمعنا هذا مجتمعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا بعدَه تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً، برحمتك يا أرحم الراحمين! رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] . اللهم إنا نعوذ بك من القبر وضغطته، ونعوذ بك من القبر وظلمته، ومن الميزان وخفته. اللهم أعنا على الموت وسكرته، وعلى الصراط وزلته. اللهم آمِنا يوم القيامة من روعته. اللهم يا سامع الأصوات من فوق سبع سماوات! نسألك بالأسماء والصفات، أن تغفر لنا السيئات، وأن تضاعف لنا الحسنات، وأن ترفع لنا الدرجات. اللهم أنت خلقتنا فأنت تهدينا، وإذا مرضنا فأنت تشفينا، وأنت الذي تميتنا وتحيينا، أنت الذي نطمع أن تغفر لنا خطايانا يوم الدين. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد من الآمنين. اللهم وانقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود، إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْـضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْـدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْـكُوبٍ [الواقعة:28-31] ، وارحمنا اللهم برحمتك إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب، في ظلمة القبر وحدنا، لا أم ولا أب، تحت التراب، وقد فارقَنا الأهل والأصحاب، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم هوِّن علينا سكرات الموت، وهوِّن علينا سؤال منكر ونكير، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم وارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً، اللهم وذكِّرنا بالشهادة إذا يبس اللسان، والتقت اليدان، وامتدت الساقان. اللهم ذكِّرنا بالشهادة إذا يبس منا اللسان، وارتخت اليدان، وامتدت الساقان، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أتينا إليك تائبين، فلا تردنا برحمتك خائبين. اللهم أقْبَلْنا نطلب عفوك، ونطلب رحمتك، فلا تردنا خائبين، إن رددتنا فمن الذي يقبلنا؟! إن طردتنا فمن الذي يؤوينا؟! إلهنا، إن أبعدتنا فمن الذي يقربنا إليك؟! إن تعذبنا فبِعَدْلك، وإن تغفر لنا وترحمنا فأنت أرحم الراحمين اللهم وآمنا من عذاب القبر، ومن سؤال منكر ونكير، ومن أكل الديدان، وبيِّض وجوهنا يوم البعث، واعتق رقابنا ورقاب والدينا من النيران، ويمِّن كتابنا، ويسِّر حسابنا، وثقِّل ميزاننا بالحسنات، وثبِّت أقدامنا على الصراط، وأسكنا في وسط الجنة، وارزقنا مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأكرمنا يوم البعث يوم لقائك يا ديان! اللهم يا سامع الصوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت، صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.

اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين. اللهم وأحسن خاتمتنا، وبيض وجوهنا، وعافنا واعف عنا، يا أرحم الراحمين! اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك، واجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، وارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا، وثبت عند اضطراب جسر جهنم مزلة أقدامنا، ونجنا من كرب يوم القيامة، ومن أهوال الطامة، وبيِّض وجوهنا إذا اسودَّت وجوه العصاة يوم الحسرة والندامة. إلهنا، ويا خالقنا، ويا رازقنا، أعنا على الموت وسكراته، وغُصَصِه وكرباته، وأعنا على القبر وظلماته، والصراط وزلاته، ويوم القيامة وروعاته، اللهم اجعلنا ممن تنزل عليهم عند الموت ملائكة الرحمة، وممن يبشَّر برَوح وريحان، وبنعيم الجنان، وبرب راضٍ غير غضبان. اللهم ذكرنا النطق بالشهادة إذا حلت بنا السكرات، وارتفعت الزفرات. اللهم آنس وحشتنا، وارحم غربتنا إذا صرنا إلى اللحود، وجاورتنا الهوام والدود، وعلانا التراب، وتقطعت بنا الأسباب. اللهم فارحمنا في ذلك الموقف العصيب، وثبتنا بالقول الثابت, وسهل علينا الجواب. اللهم أنت أنيسنا في الخلوة إذا أوحشنا المكان، ولفظتنا الأوطان، وفارقنا الأهل والجيران. اللهم فاجعل تلك القبور لنا رياضاً من رياض الجنة، وأفسح لنا فيها مد البصر، واجعلنا فيها من المنعَّمين، يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ثبتنا إذا نزل بنا هادم اللذات، وانقطعت الذنوب وبقيت الحسرات. اللهم كن معنا إذا نفخ في الصور، وبعثر ما في القبور، إليك يا ربنا يومئذٍ النشور. اللهم ثبت أقدامنا على الصراط، اللهم نور قبورنا إذا أظلمت علينا القبور، وفارَقْنا منازلنا والقصور، يا رب العالمين! اللهم كما سترت ذنوبنا وعيوبنا في الدنيا فاسترها يوم القيامة؛ يوم الحسرة والندامة، يوم يرى كل إنسان منا عمله أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا ممن ينادَى في الآخرة: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ

[الحاقة:24] ، ولا تجعلنا ممن ينادَى فيها:
   اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ   

[المؤمنون:108] ، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لنا جميع ما مضى من ذنوبنا، واعصمنا فيما بقي، وارزقنا عملاً زاكياً ترضى به عنا. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت. اللهم إن ذنوبنا عظيمة؛ ولكن رحمتك أوسع، ومغفرتك أرجى، فاغفر لنا وارحمنا، يا أرحم الراحمين! اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا. يا حي يا قيوم! برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أعمالنا طرفة عين. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك ورزقك. اللهم إنا نعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، ونعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر، نسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم إنا نسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد، نسألك مرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنة جنة الخلد. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً؛ حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وإلى أعلى جناتك سابقين. اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور. اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم اجعل القبور بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، اللهم يَمِّن كتابنا، وبيِّض وجوهنا، وثبِّت أقدامنا، ويسِّر حسابنا، وارزقنا جوار نبيك صلى الله عليه وسلم، مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً [النساء:69] .

اللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، ولا يخفى عليك شيء من أمورنا، نحن الضعفاء المستجيرون، الخائفون المؤمِّلون، نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال الخائف الذليل، وندعوك دعاء الخائف الضرير، دعاء من خضعت لك رقابهم، وذلت لك أجسامهم، ورغمت لك أنوفهم، نسألك أن تبيِّض وجوهنا يوم تسودُّ الوجوه. اللهم بيِّض وجوهنا يوم تسودُّ الوجوه، اللهم ثبِّتنا إذا يبس منا اللسان، وضعف الجنان، وارتخت اليدان، وبردت القدمان، وتشنجت الأصابع، وارتفع الأنين، وعَرَقَ الجبين. اللهم لا رب لنا سواك فندعوه، ولا مالك لنا غيرك فنرجوه، من نطلب وأنت المطلوب؟! ومن نسأل وأنت صاحب الكرم والجود؟! اللهم اغفر لنا أجمعين، وهب المسيئين منا للمحسنين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعفُ عنهم، وأكرم نزلهم. اللهم وأنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد من الآمنين. اللهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه تحت الجنادل والتراب وحدنا، وحيل بيننا وبين العمل. اللهم ارحمنا إذا توسدنا التراب، وفارقنا الأهل والأحباب، واغفر لنا ما سلف وكان، واحفظنا فيما بقي من الزمان، اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا (لا إله إلا الله). لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق الأرضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب، وحضر الحساب، وانصرف عنا الأهل والأحباب. اللهم ثبتنا ولقِنَّا الجواب. اللهم اجعل القبور بعد فراق الدنيا من خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، وارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا، وعلى الصراط ثبت أقدامنا، ويمِّن كتابنا، ويسِّر حسابنا، وبيِّض وجوهنا، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران:106] . إلهنا، لذنا بجنابك، وأنخنا مطايانا ببابك، فلا تردنا خائبين، ولا عن باب رحمتك مطرودين. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها. اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين والمسلمات الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم لقائك، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا. اللهم اجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، وارحم في موقف العرض عليك ذُلَّ مقامنا، وثبت على الصراط أقدامنا، ونجنا من كُرَب يوم القيامة، وبيِّض وجوهنا إذا اسودَّت وجوه العصاة يوم الحسرة والندامة. اللهم بيِّض وجوهنا يوم تسودُّ وجوه العصاة. اللهم بيِّض وجوهنا إذا اسودَّت وجوه العصاة يوم الحسرة والندامة. إلهنا، زلت بنا الأقدام، وغرقنا في لجج المعاصي والآثام، وإنا مقرون بالإساءة على أنفسنا، نرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين، وهانحن ببابك واقفون، ومن عذابك خائفون، ولثوابك مؤمِّلون، وقد تعرضنا لعفوك وثوابك، فارحم خضوعنا. اللهم ارحم خضوعنا. اللهم اجبر قلوبنا. اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وعافنا واعف عنا وسامحنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وأبدل سيئاتنا حسنات، فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا حي يا قيوم، يا من بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، نسألك أن تجيرنا من النار، وأن تجعلنا من عبادك الأبرار، وأن تسكننا الجنة مع عبادك المصطفَين الأخيار. اللهم يا حي يا قيوم، يا لطيف يا غفار! نسألك أن تغفر لنا، ولوالدينا، ولجميع المسلمين. اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولجميع المسلمين. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وأنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين. اللهم وانقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] ، يا رحيم يا ودود! اللهم ولا تعاملهم بما هم أهله، وعاملهم بما أنت أهله، فإنك يا مولانا أهل التقوى وأهل المغفرة. اللهم واغفر لنا وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم اغفر لنا وارحمنا إذا صرنا إلى القبور، إذا وارانا التراب، وتركنا الأهل والأحباب، والإخوة والأصحاب. اللهم اجعل قبورنا لنا بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا. اللهم اجعل قبورنا رياضاً من رياض الجنة، ولا تجعلها حفراً من حفر النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم ارحمنا عند الموت، وهون علينا سكرات الموت. اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم ارحمنا عند سؤال منكر ونكير. اللهم ارحمنا يوم الفزع الأكبر، واجعلنا من الآمنين. اللهم ارحمنا عند تطاير الصحف، وارحمنا عند نصب الصراط، وارحمنا إذا دنت الشمس من رءوس العباد، يا حي يا قيوم! اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك. اللهم يا منقذ الغرقى.. ويا منجي الهلكى.. ويا سامع كل نجوى.. ويا منتهى كل شكوى.. نسألك ألا تشوي خلقنا بالنار. اللهم لا تشو خلقنا بالنار. اللهم حرم وجوهنا على النار. اللهم حرم أجسادنا على النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم يا من يعلم عدد مثاقيل الجبال، وعدد مكاييل البحار، يا من يعلم عدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، ويعلم ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، يا من لا تواري سماء منه سماءً، ولا أرض أرضاً، ولا بحر ما في قعره، ولا جبل ما في وعره، تم نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد، تُطاع فتشكُر، وتُعصى فتغفِر، وتشفي السقيم، وتغفر الذنب العظيم. اللهم يا من أظهر الجميل، وستر القبيح! اللهم يا دائم الإحسان! يا واسع العطاء! يا من سبقت رحمته غضبه! يا من هو أرحم بالعباد من الوالدة بولدها!

اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولرسولك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، وآنس وحشتهم. اللهم جازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً. اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النار، ونسألك برحمتك أن ترحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، اللهم إنا نسألك برحمتك أن ترحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والحصى وحدنا. يا ربنا! ارحم ضعفنا. اللهم ارحم ضعفنا، وارحم فقرنا، وارحم ذلنا، وارحم تضرعنا إليك. يا رب! يا من لا تختلف عليك الأصوات، ولا تلتبس عليك اللغات، ترى مكاننا، وتسمع دعاءنا، وأنت رب رحيم، غفور رحيم، ودود شكور، اللهم إنا نقر إليك بذنوبنا فاغفرها، يا رب العالمين! اللهم إنا نقر لك بذنوبنا وتقصيرنا وتفريطنا فامنُن علينا برحمة منك وتوبة ومغفرة. اللهم اغفر لنا وارحمنا مغفرة من عندك، إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم أحينا على (لا إله إلا الله)، وأمتنا على (لا إله إلا الله)، وابعثنا على (لا إله إلا الله). اللهم واجعل قبورنا بعد فراق الدنيا خير منازلنا، وأفسح فيها ضيق ملاحدنا، وارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا، وثبت على الصراط أقدامنا، ونجنا من كرب يوم القيامة. اللهم بيِّض وجوهنا إذا اسودَّت وجوه العصاة يوم القيامة، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره، والقبر خير بيت نعمره، واجعل ما بعده خيراً لنا منه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أنزل علينا في قبورنا النور، والفرحة والسرور، واجزنا بالإحسان إحساناً، وبالسيئات غفراناً. اللهم اجعلنا بهذا القرآن مصدقين، وفيما عندك إلهنا راغبين، ولرحمتك يا مولانا طالبين، وعن السيئات عازفين، ومن المحرمات بعيدين، ومن عقابك خائفين، واحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والأبرار والصالحين، ولا تجعلنا يا مولانا ممن استهوتهم الشياطين، وشغلتهم الدنيا عن الدين، وأصبحوا من النادمين، وفي الآخرة من الخاسرين. اللهم مُنَّ علينا بتوبة قبل الممات، وارحمنا عند الممات. اللهم ارحمنا إذا جاءت سكرات الموت، يا ذا الجلال والإكرام! غفرانك.. غفرانك.. لا إله إلا أنت! لا إله إلا الله! ذو الملك والقوة والجبروت. اللهم ارحمنا إذا تطايرت الصحف، وخفت الموازين. اللهم ارحمنا إذا نُصِب الصراط. اللهم ارحمنا إذا زفرت النار، يا ذا الجلال والإكرام! يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اللهم إن أجسادنا على النار لا تقوى، فلا تعذبنا بما عملنا يا ذا الجلال والإكرام! اللهم ارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب، فلا تردنا من بابك، يا أرحم الراحمين! اللهم لا تردنا من بابك، يا أرحم الراحمين!

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين. اللهم اغفر لهم وارحمهم. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين، الذين شهدوا بأنك الإله الحق، وأن محمداً عبدك ورسولك، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم. اللهم عافهم واعف عنهم. اللهم أكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم من خطاياهم بالماء والثلج والبرد. اللهم جازهم بالإحسان إحساناً. اللهم وجازهم بالسيئات عفواً وغفراناً. اللهم أعذهم من عذاب القبر، يا أرحم الراحمين! اللهم إنهم صاروا مرتهنين في تلك الحُفَر المظلمة لا يستطيعون زيادة في الحسنات، اللهم إنهم لا يستطيعون زيادة في الحسنات ولا نقصاً من السيئات، اللهم اغفر لهم، يا أرحم الراحمين! اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا إذا توسدنا التراب، يا رب العالمين! اللهم ارحمنا قبل الموت، اللهم ارحمنا في جميع أحوالنا، وفي جميع أمورنا. اللهم ارحمنا قبل الموت. اللهم اجعل كلامنا من الدنيا آخره (لا إله إلا الله). اللهم توفنا على الإيمان. اللهم اغفر لنا ما سلف وكان. اللهم احفظنا فيما بقي من الزمان. اللهم إنا نسألك أن ترحمنا يا رب العالمين برحمتك، اللهم لا تردنا خائبين. اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولأولادنا، ولزوجاتنا، وللمسلمين الأحياء والميتين. اللهم اغفر لجميع موتانا وموتى المسلمين الذين شهدوا بأنك الإله الحق، وأن رسولك الحق، وأن ما جاء من عندك الحق، وماتوا على ذلك، يا رب العالمين! اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم من خطاياهم بالماء والثلج والبرد. اللهم تجاوز عن سيئاتهم. اللهم تجاوز عن ذنوبهم. اللهم إنهم قد توسدوا التراب. اللهم إنهم فارقوا الأحباب، اللهم قد انقطعت بهم الأسباب إلا سببك يا عزيز يا وهاب! اللهم تقطعت أوصالهم، وانقطعت أعمالهم، ولم يبقَ إلا رحمتك، يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لهم، يا ذا الجلال والإكرام! اغفر يا رب العالمين لجميع موتى المسلمين. اللهم تغمدنا برحمتك. اللهم اجعل قبورنا علينا نوراً. اللهم افسح لنا فيها واجعلها علينا حبوراً وسروراً، برحمتك يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين! يا من أظهر الجميل، وستر القبيح! يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر! يا كريم الصفح! يا عظيم المنِّ! يا واسع المغفرة! يا باسط اليدين بالرحمة! يا سامع كل نجوى! ويا منتهى كل شكوى! يا من يبدأ بالنعم قبل استحقاقها! يا إلهنا، ويا سيدنا، ويا مولانا! نسألك اللهم ألا تشوي خلقنا بالنار. اللهم لا تشوِ خلقنا بالنار، يا رب العالمين! اللهم لا تشوِ خلقنا. اللهم إنا نسألك ألا تشوي خلقنا بالنار، بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أعذنا أن يتخبطنا الشيطان عند الموت. اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين. اللهم اجعلنا عند خروج الناس من قبورهم من المطمئنين الفائزين. اللهم اجعلنا يا ذا الجلال والإكرام في زمرة سيد المرسلين. اللهم اسقنا من حوضه. اللهم أدخلنا الجنة معه برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا من المقربين، يا أكرم الأكرمين! اللهم إنا نعوذ بك من ظلمة القبر، ونعوذ بك من زلة الصراط، اللهم إنا نعوذ بك من جهنم، اللهم إنا نعوذ بك من النار, يا رب العالمين! اللهم لك الحمد كله، ولك الأمر كله، لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما أبعدت، ولا مباعد لما قربت. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، وغسِّلهم بالماء والثلج والبرد، ونقِّهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وجازهم بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً. اللهم ارحمنا إذا صرنا لمثل ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين. اللهم نور على أهل القبور قبورهم. اللهم واغفر للأحياء، ويسر لهم أمورهم


اللهم ارحم أهل القبور. اللهم إن أهل القبور رهائن لذنوب لا يطلَقون، وأسرى لوحشة لا يُفَكُّون، وغرباء سفر لا يُنتَظرون، وجيران قرب لا يتزاورون، محا الثرى محاسنَ وجوههم، وجاورتهم الهوام في قبورهم، فهم جمود لا يتكلمون، فيهم محسنون، وفيهم مسيئون. اللهم من كان منهم محسناً مسروراً فزده كرامة وحبوراً، ومن كان منهم معذباً ملهوفاً فبدل حزنه فرحاً وسروراً، وانقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومواضع الدود، إلى جنان الخلود، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، ولا باقٍ إلا وجهك، واسقنا من حوض نبيك شربة هنيئة مريئة، لا نظمأ بعدها أبداً. اللهم حرم لحومنا على النار، ولحوم والدِينا، والمسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا ممن قلت لهم: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة:24] ، ولا تجعلنا اللهم ممن يقال فيهم: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [الحاقة:30-31] برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم هون علينا سكرات الموت، وذكرنا النطق بالشهادة؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إذا يبس منا اللسان، وبردت القدمان، وجفت العينان. اللهم اجعلنا ممن يبشر عند الموت برَوح وريحان، ورب راضٍِ غير غضبان. اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، غير خزايا ولا مفتونين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم ارحمنا برحمتك. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا، لا أنيس لنا إلا أعمالنا، يا كريم! سبحان من بيده مفاتيح الفَرَج! يا فرجنا إذا أغلقت الأبواب، وقُطِّعت الأسباب، وفارقنا الأهل والأصحاب والأحباب! إلهنا، حكمت على عبادك بالموت، فما لأحد عنه محيص ولا محيد! أوْحَشَ المنازلَ من أقمارها، ونَفَّر طيور الأوكار من أوكارها، وعوَّضهم عن لذة العيش بالتنغيص والتنكيل، فسبحان من له البقاء! سبحان من له الدوام! سبحان من أذل بالموت كل جبار عنيد! وأخرجهم من سعة القصور إلى ضيق القبور! وسكَّنهم اللحود، وعفر وجوههم بالتراب والصعيد! ربنا، وراحِمَنا، وإلهنا، سمعنا قولك العزيز: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19] ، إلهنا، أنت ملجؤنا إذا ضاقت الحيل، ورجاؤنا إذا انقطع الأمل، فلا تخيِّب رجاءنا، ولا تصرف وجهك عنا، من لنا غيرك يا من وسعت رحمته كل شيء؟! يا من خشعت له القلوب! ودَمَعَت له العيون! وذلت له الجباه! نسألك بعزك وذلنا؛ إلا رحمتنا، ونسألك بقوتك وضعفنا، وبغناك عنا وفقرنا إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، هذه نواصينا الخاطئة بين يديك، عبيدك سوانا كثير، ولا رب لنا سواك، نسألك مسألة المسكين، ونبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وندعوك دعاء الخائف الضرير؛ إلا آنستنا في قبورنا، وجعلتها بعد فراق الدنيا خير منازلنا. اللهم اجعل لحودنا روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران، وارحمنا يوم العرض عليك. اللهم حرم وجوهنا على النار، وأظلنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، يا عزيز يا غفور! برحمتك يا أرحم الراحمين! برحمتك يا ألله! يا ملكُ يا ألله.. يا قدوسُ يا ألله.. يا سلامُ يا ألله.. يا مؤمنُ يا ألله.. يا مهيمنُ يا ألله.. يا عزيزُ يا ألله.. يا جبارُ يا ألله.. يا متكبرُ يا ألله.. يا خالقُ يا ألله.. يا بارئُ يا ألله.. يا مصورُ يا ألله.. يا غفارُ يا ألله.. يا قهارُ يا ألله.. يا وهابُ يا ألله.. يا رزاقُ يا ألله.. يا فتاحُ يا ألله.. يا عليمُ يا ألله.. يا قابضُ يا ألله.. يا باسطُ يا ألله.. يا خافضُ يا ألله.. يا رافعُ يا ألله.. يا معزُّ يا ألله.. يا مذلُّ يا ألله.. يا سميعُ يا ألله.. يا بصيرُ يا ألله.. يا حكمُ يا ألله.. يا عدلُ يا ألله.. يا لطيفُ يا ألله.. يا خبيرُ يا ألله.. يا حليمُ يا ألله.. يا عظيمُ يا ألله.. يا غفورُ يا ألله.. يا شكورُ يا ألله.. يا عليُّ يا ألله.. يا كبيرُ يا ألله.. يا حفيظُ يا ألله.. يا مقيتُ يا ألله.. يا حسيبُ يا ألله.. يا جليلُ يا ألله.. يا كريمُ يا ألله.. يا رقيبُ يا ألله.. يا مجيبُ يا ألله.. يا واسعُ يا ألله.. يا مجيدُ يا ألله.. يا واجدُ يا ألله.. يا واحدُ يا ألله.. يا صمدُ يا ألله.. يا قادرُ يا ألله.. يا مقتدرُ يا ألله.. يا مقدمُ يا ألله.. يا مؤخرُ يا ألله.. يا أولُ يا ألله.. يا آخرُ يا ألله.. يا ظاهرُ يا ألله.. يا باطنُ يا ألله.. يا والٍ يا ألله.. يا متعالٍ يا ألله.. يا حيُّ يا ألله.. يا قيومُ يا ألله.. يا مقيتُ يا ألله.. يا مميتُ يا ألله.. يا برُّ يا ألله.. يا توابُ يا ألله.. يا منتقمُ يا ألله.. يا عفوُّ يا ألله.. يا رءوفُ يا ألله.. يا مالكَ الملك ذا الجلال والإكرام يا ألله.. يا مقسطُ يا ألله.. يا جامعُ يا ألله.. يا غنيُّ يا ألله.. يا مُغْنٍ يا ألله.. يا مانعُ يا ألله.. يا ضارُّ يا ألله.. يا هادٍ يا ألله.. يا نورُ يا ألله.. يا بديعُ يا ألله.. يا باقٍ يا ألله.. يا وارثُ يا ألله.. يا رشيدُ يا ألله.. يا صبورُ يا ألله.. يا ألله.. يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] يا ألله.. يا نعم المولى، ويا نعم النصير يا ألله.. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك! جل وجهك! وعز جاهك! تفعل ما تشاء بقدرتك! وتحكم ما تريد بعزتك! يا حي يا قيوم! يا بديع السماوات والأرض! يا ذا الجلال والإكرام! اللهم ارحم جميع أمة محمد بحرمة القرآن، يا رحيم يا رحمان! اللهم إنا نعوذ بك من الموت وكُرْبته، والقبر وغمَّته، والصراط وزلَّته، ويوم القيامة وروعته. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا بنبيك ومصطفاك. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك. اللهم اجعلنا مع الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10] .

رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [البقرة:286] . 
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ  [آل عمران:8-9] . 
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [آل عمران:147] . 
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ  [آل عمران:192-194] . 
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [يونس:85-86] . 
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  [الممتحنة:4] . 
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [الحشر:10] . 

اللهم لك أسلمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا، وبك خاصمنا؛ فاغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أعلَنَّا، وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا. اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا منك بخير أجمعين. اللهم اختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  [الصافات:180-

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولوالدي والدينا، ولمشايخنا، ومعلمينا، ولمن له حق علينا، ولمن أسدى إلينا معروفاً، ولمن وصَّانا واستوصانا بدعاء الخير، ولمن وصيناه بدعاء الخير، ولمن أحبنا فيك، ولمن أحببناه فيك، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا إذا صرنا تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم من لنا إذا غسَّلنا أهلونا؟! اللهم من لنا إذا كفنونا؟! اللهم من لنا إذا وضعونا في القبور؟! وحثوا علينا التراب؟! وأغلقوا علينا الباب؟! اللهم كن لنا، وكن معنا، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم املأ علينا قبورنا بالنور! يا نور النور، يا عالم ما في الصدور! اللهم آنس وحشتنا في القبور. اللهم آنس غربتنا في القبور، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم ارحم والدينا، واغفر لهم، وارضَ عنهم رضاً تحل به عليهم جوامع رضوانك، وتحلهم به دار كرامتك وأمانك، ومواطن عفوك وغفرانك، وأدرَّ به عليهم لطائف بِرِّك وإحسانك. اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحو بها سالف أوزارهم، وسيئ إصرارهم، وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمِّنهم بها يوم الفزع عند نشورهم. اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين، وارحم انقطاعهم إليك، كما كانوا لنا في حال انقطاعنا إليهم راحمين. اللهم برهم أضعاف ما كانوا يبرُّوننا، وانظر إليهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا ظننا فيك الجميل، اللهم وحاشاك أن تخيب الظنون، اللهم أبدل قبيحنا بالجميل، واستر علينا بسترك الجميل، وعاملنا بالجميل، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم قد تبنا، اللهم قد ندمنا، اللهم قد رجعنا، اللهم قد تذللنا بين يديك، اللهم وقفنا خاضعين بين يديك، يا ألله! يا رباه! يا غوثاه! من لنا يا ألله؟! من لحوائجنا يا ألله؟! من لأمورنا يا ألله؟! من لأولادنا يا ألله؟! من لأزواجنا يا ألله؟! من لأنفسنا يا ألله؟! من لآلامنا يا ألله؟! من لأمراضنا يا ألله؟! من لدنيانا وآخرتنا يا ألله؟! اللهم أنت لنا، وأنت رجاؤنا، اللهم عبادك توجهوا إليك، اللهم فلا تطردهم عن جنابك، ولا تبعدهم عن بابك، ولا تحرمهم من رحمتك. اللهم تقبلهم بما هم عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، ورقاب أمهاتنا، ورقاب آبائهم وأمهاتهم، ورقاب إخواننا، ورقاب أزواجنا، ورقاب أولادنا، ورقاب أرحامنا وأقربائنا، ورقاب أصدقائنا، ورقاب أحبابنا، ورقاب جيراننا، ورقاب الحاضرين من النار أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا من بيده الخير! ويا رب الخير! يا من منه الخير! يا من إليه الخير! اللهم املأ بيوتنا بالخير. اللهم املأ حياتنا بالخير، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم نور قبورنا بالقرآن اللهم آنس بالقرآن وحشتنا في القبور، وارحمنا به يوم النشور. اللهم ارحم ذلنا بين يديك يوم العرض عليك. اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى القبور. اللهم هون علينا القبور. اللهم هون علينا وحشتنا في القبور، وهون علينا سؤال منكر ونكير، وهون علينا يوم الحساب. اللهم كن لنا ولا تكن علينا. اللهم ارحم ذلنا يوم الوقوف بين يديك، يوم تَعْنُو الوجوه لعظمتك، يا عظيم! اللهم ارحم ذلنا بين يديك يوم العرض عليك. اللهم اجعل القرآن الكريم سبباً لنا إلى الفوز الأكبر العظيم. اللهم إننا فقراء إلى رحمتك. اللهم إننا ضعفاء فقوِّنا، وإننا إلى رحمتك فقراء فاغننا. اللهم أغننا عمن أغنيته عنا. اللهم اجعل سعة رزقنا آخر حياتنا عند الكبر. اللهم لا تحوجنا إلى لئيم فيطردنا. اللهم كن لنا رحيماً وبنا رحيماً، يا أرحم الراحمين! تقطعت الأسباب إلا سببك، فأنت ربنا، وأنت خالقنا، وأنت رازقنا، إلى من تكلنا يا إلهنا؟! فإن طردتنا فمن ذا الذي يرحمنا؟! اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، ونسألك اللهم كلمة الحق في الغضب والرضا. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، وأَوْسِع مدخلهم، وأَوْنِس وحشتهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقِّهم من الذنوب الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وأنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وبجودك ورضوانك فرحين، وإلى علو الدرجات سابقين. اللهم انقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود، إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] . اللهم وارحمنا برحمتك إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تحرمنا شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه شربة لا نظمأ بعدها أبداً، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يَمِّن كتابنا، ويسِّر حسابنا، وثقِّل ميزاننا. اللهم ثبت أقدامنا على الصراط، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم وارحمنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض. اللهم لا تفضحنا يوم تبلى السرائر. اللهم بيِّض وجوهنا إذا اسودَّت الوجوه. اللهم وظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم واغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إنهم أصبحوا مرتهنين في تلك الحفر المظلمة لا يستطيعون زيادة من الحسنات، ولا نقصاً من السيئات، فجازهم بما عملوا من الحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد من الآمنين. اللهم وانقلهم من ضيق اللحود، ومراتع الدود، إلى جناتك جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] . وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم مَن لنا إذا غسلنا أهلونا؟! ومَن لنا إذا كفنونا، وعلى الأكتاف حملونا، وفي القبور تركونا إلى منكر ونكير يسألوننا؟! لا منجِّي عندها سواك، لا رحمان عندها سواك، لا رحيم عندها سواك. يا من أظهر الجميل وستر القبيح! يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر! يا حسن التجاوز! يا سامع كل نجوى! ويا منتهى كل شكوى! يا كريم الصفح! يا عظيم المن! يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها! يا سيدنا! ويا مولانا! لا تشوِ خلقنا بالنار. اللهم وأعذنا من النار. اللهم وأعذنا من عذاب القبر، اللهم وأعذنا من الضلال، وثبتنا عند السؤال، برحمتك يا رب العالمين! اللهم وجهك أعظم الوجوه، وعطيتك أكرم العطايا وأهناها، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، تكشف الضر، وتشفي السقيم، وتغفر الذنب العظيم، وتقبل التوبة عن المسيئين، ولا يجزي بآلائك أحد، أنت الله لا إله إلا أنت، أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأجود من سئل، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حُلْت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مفضية، والسر عندك علانية، الخلق خلقك، والعباد عبادك، وأنت الرءوف الرحيم، وأنت الغفور الرحيم، نسألك اللهم في هذه الليلة بوجهك الكريم، نسألك يا ألله أن تجيرنا من النار. اللهم أجرنا من النار. اللهم وحرم أبداننا على النار. اللهم وحرمنا على النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم واحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم واغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.

اللهم وهوِّن علينا سكرات الموت، وارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! نسألك أن تعيذنا من عذاب القبر، ومن سؤال منكر ونكير، ومن أكل الديدان، وبيِّض اللهم وجوهنا، ويسِّر حسابنا، ويمِّن كتابنا، وثبِّتنا على الصراط، حتى لا نهوي في نار جهنم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين خالقنا ورازقنا ومحيينا ومميتنا والصلاة والسلام على نبى المكارم ومكارم الأخلاق وفضائلها وهو صلى الله عليه وسلم الممدوح بأحاديث الكلام وأفصحه وأبينه فلنعم النبى الرسول والعبد الصالح التقى الذى انتقاه ربه ليكون حلية البشرية وعنوان لكمالها ونقائها صل الله على محمد بن عبدالله اليتيم الأنموذج المؤدب الرفيع النفس الرفيع الآداب فكان خير قدوة تقدم لكل من كان يتيما بل كان اليتم صناعة الله وقدره المحتوم ليرى الناس فارق التربية وبلاغ منطق وحجية الله فى اصطفاء من شاء ممن أراد له حسن الرعاية وجزيل الثواب ونعم العطية فى الحكمة الالهية الربانية التى كانت للنبى ليكون القائد للأمة نحو الخير وكمالات البر والاحسان الصلاة والسلام على بحر الحنان وجدول البر وشاطىء الأمان نبى كريم عطوف حنون متواضع متصافح ومتسامح أحسن ربه اليه تأديبا وتعليما ونصحا وتوجيها الصلاة والسلام على المكمل بالنعمة المهدى بالله على المنهاج فآمن واستقام فرشد وعلا وقاد الأمم نحو القمم العالية الصلاة والسلام على من تحدثت بشكره كل الألسن والقلوب على اختلاف بينها الصلاة والسلام على من علمنا الدعاء والرجاء لله وفى الله كان رجلا قويما حسن الطوية والنية والسريرة الصلاة والسلام على الممدوح بأندى عبارة وأسنى لفظ وأبينه نبى فاق الوصف الانسانى القاصر والمحدود فلم يحيط بوصفه أحد من وصف الا الله تعالى الذى وصفه وأبان فى خلقه وخلقه هدية متواضعة حاولت جمعها لتكون باقة بسيطة أتحفكم بها علها أن تكون سببا لكتابة رحمة الله بنا من مفارقة تلك الحياة الفانية وتكون سببا لكتابة الحسنات المتتابعات كلما قرأ بها ناهل ووارد وعاب من مناهل المعرفة هذه مقتطفات لبعض الدعوات المختارات التى قام بها أصحابها فرحمة الله تعالى عليهم وعلينا معهم الحمد لله تعالى أولا وأخرا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والصلاة والسلام على الرءوف الرحيم سيدنا محمد بن عبدالله بقلم : محمد المرسى المرسى السقا

التوحيد للناشئة والمبتدئين [أسئلة في التوحيد للمبتدئين (1) ]

http://www.shamela.ws تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة


الكتاب: التوحيد للناشئة والمبتدئين المؤلف: عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1422هـ عدد الصفحات: 112 عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] [توجيهات عامة] التوحيد للناشئة والمبتدئين بسم الله الرحمن الرحيم توجيهات عامة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فهذا كتاب التوحيد للمرحلة الأولية، وقد روعي فيه عرض أهم مسائل التوحيد مع الإيجاز، ووضوح العبارة بما يناسب تلك المرحلة، وقد حوى جملة من الأدلة على مسائل التوحيد، مع حسن العرض وترتيب المعلومات، وإشارة إلى بعض الجوانب التربوية والسلوكية لتلك المادة. وهذا الكتاب يصلح تدريسه للناشئة والمبتدئين. سائلا الله القدير أن ينفع به، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يبارك في جهود العاملين للإسلام، وأن يرزق الجميع حسن القصد واتباع الحق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المؤلف (1/3) ________________________________________ [أسئلة في التوحيد للمبتدئين (1) ] لا إله إلا الله محمد رسول الله ربى الله أنا أعبد ربى أنا أحبّ ربى س1: مَن ربُّك؟ ج1: ربّي الله. س 2: مَن الذي خلقك؟ ج 2: الله الذي خلقني وخلق الناس جميعًا. س3: مَن الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر؟ ج3: الله الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر. س4: مَن الذي خلق الأرض التي نمشي عليها؟ ج4: الله الذي خلق الأرض التي نمشي عليها. س5: مَن الذي خلق البحار وأجرى الأنهار؟ ج 5: الله الذي خلق البحار وأجرى الأنهار. (1/5) ________________________________________ س6: من الذي ينزِّل المطر من السماء؟ ج6: الله الذي ينزِّل المطر من السماء. س7: مَن الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار؟ ج7: الله الذي خلق الأشجار وأخرج منها الثمار. (1/6) ________________________________________ [أسئلة في التوحيد للمبتدئين (2) ] أنا أعبد الله أنا أحب الله الله خلق الناس لعبادته وطاعته عبادة الله وطاعته واجبة على جميع الناس س1: ما دينك؟ ج1: ديني الإسلام. س2: ما الإسلام؟ ج2: الإسلام هو توحيد الله، وطاعة الله، وترك مخالفة أمر الله تعالى. س3: ما أساس الإسلام؟ ج3: أساس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. س4: لماذا نقوم جميعا لأداء الصلاة عند سماع الأذان؟ ج4: لأن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ولا يكون الإنسان مسلما إلا بفعلها. (1/7) ________________________________________ س5: مَن الرسول الذي أرسله الله إلينا؟ ج5: النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول الذي أرسله الله إلينا. س6: لماذا أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعًا؟ ج6: أرسله الله إلى الناس ليعلمهم الإسلام. س7: ما الذي يدعو إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ج7: يدعو النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة غير الله. (1/8) ________________________________________ [معرفة الأصول الثلاثة] رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا يجب علينا معرفة ثلاثة أصول: معرفة الرب تعالى والدين والرسول الأصل الأول: معرفة الربّ 1 - ربي الله الخالق المالك المدبِّر: قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] (1) . 2 - أعرف ربي بآياته ومخلوقاته: قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [فصلت: 37] (2) . 3 - الله هو المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21] (3) . س1: لأي شيء خلقك الله؟ _________ (1) سورة الزمر آية: 62. (2) سورة فصلت آية: 37. (3) سورة البقرة آية: 21. (1/9) ________________________________________ ج1: خلقني لعبادته، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] (1) . س2: ما عبادته؟ ج 2: عبادته توحيده وطاعته. س3: ما معنى لا إله إلا الله؟ ج 3 معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحقٍّ إلا الله. الأصل الثاني: معرفة الدين 1 - الإسلام هو توحيد الله وطاعته، وترك مخالفة أمر الله: قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء: 125] (2) . 2 - الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعا: قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] (3) . 3 - الإسلام هو دين الخير والسعادة والسرور: قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112] (4) . _________ (1) سورة الذاريات آية: 56. (2) سورة النساء آية: 125. (3) سورة المائدة آية: 3. (4) سورة البقرة آية: 112. (1/10) ________________________________________ س1: كم أركان الإسلام؟ وما هي؟ ج1: أركان الإسلام خمسة وهي: 1 - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. 2 - إقام الصلاة. 3 - إيتاء الزكاة. 4 - صوم رمضان. 5 - حج بيت الله الحرام مع الاستطاعة. الأصل الثالث: معرفة النبي صلى الله عليه وسلم 1 - نبيي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. 2 - أرسل الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا ليعلمهم الإسلام. 3 - يجب عليّ طاعةُ النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] (1) . _________ (1) سورة الحشر آية: 7. (1/11) ________________________________________ [أصول عقيدتنا] أصول عقيدتنا ثلاثة معرفة ربنا وديننا ونبينا الأصل الأول: معرفة ربنا سبحانه 1 - ربنا الله سبحانه خالق السماوات والأرض: قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54] (1) . 2 - ربنا الله الذي خلق الإنسان وأحسن خلقه: قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] (2) . 3 - ربنا الله الذي يدبِّر الأمر: قال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} [السجدة: 5] (3) . 4 - خلق الله الجن والإنس لعبادته: قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] (4) . 5 - أمرنا الله بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله: _________ (1) سورة الأعراف آية: 54. (2) سورة التين آية: 4. (3) سورة السجدة آية: 5. (4) سورة الذاريات آية: 56. (1/12) ________________________________________ قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] (1) . 6 - العروة الوثقى هي: لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله. الأصل الثاني: معرفة ديننا الإسلامي 1 - ديننا هو الإسلام لا يقبل الله من أحد سواه: قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] (2) . 2 - مراتب الدين الإسلامي ثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان. 3 - الإسلام: هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله. 4 - الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. 5 - الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. _________ (1) سورة البقرة آية: 256. (2) سورة آل عمران آية: 85. (1/13) ________________________________________ الأصل الثالث: معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 1 - هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم. 2 - بلّغ نبينا صلى الله عليه وسلم هذا الدين، وأمرنا بكل خير، ونهانا عن كل شر. 3 - يجب علينا الاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم واتِّباعه. قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (1) . 4 - يجب علينا تقديم محبة نبينا صلى الله عليه وسلم على محبة الأمهات والآباء وجميع الناس. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين» (2) ومحبته تكون باتِّباعه وطاعته. _________ (1) سورة الأحزاب آية: 21. (2) أخرجه البخاري ومسلم. (1/14) ________________________________________ [معاني الشهادتين] أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله 1 - معنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله. 2 - العبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال. 3 - أنواع العبادة كثيرة منها: الدعاء، والخوف، والتوكل، والصلاة، والذكر، وبر الوالدين وغيرها. ودليل الدعاء قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] (1) . ودليل الخوف قوله تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] (2) . دليل التوكل قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] (3) . _________ (1) سورة غافر آية: 60. (2) سورة آل عمران آية: 175. (3) سورة المائدة آية: 23. (1/15) ________________________________________ ودليل الصلاة قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الروم: 31] (1) . ودليل الذكر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41] (2) ودليل بر الوالدين قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} [الأحقاف: 15] (3) . 4 - تُصْرَفُ جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو كافر. قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117] (4) 5 - خلق الله الجن والإنس لعبادته وحده. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] (5) . 6 - من عبد الله تعالى حقًّا فسيجد سعادة عظيمة وسرورا كبيرا _________ (1) سورة الروم آية: 31. (2) سورة الأحزاب آية: 41. .

(3) سورة الأحقاف آية: 15. (4) سورة المؤمنون آية: 117. .

(5) سورة الذاريات آية: 56. (1/16) ________________________________________ وحياة طيبة. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] (1) . 1 - معنى شهادة أن محمدا رسول الله: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع. 2 - اسمُ نبيِّنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، فهو أفضل العرب نسبا صلى الله عليه وسلم. 3 - أرسل الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، وافترض طاعته على جميع الناس. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] (2) . 4 - عاش النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، ودعا إلى التوحيد وعبادة الله وحده، ثم هاجر إلى المدينة النبوية، وأمر ببقية أحكام _________ (1) سورة النحل آية: 97. (2) سورة الأعراف آية: 158. (1/17) ________________________________________ الإسلام مثل الزكاة والصوم والجهاد وغيرها، وتوفي صلى الله عليه وسلم في المدينة وعمره ثلاث وستون سنة. 5 - من خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحق للعذاب الأليم. قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] (1) 6 - من أطاع النبي صلى الله عليه وسلم فسينال السعادة الكاملة، والفوز الكبير. قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132] (2) . وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] (3) . _________ (1) سورة النور آية: 63. .

(2) سورة آل عمران آية: 132. (3) سورة النور آية: 54. (1/18) ________________________________________ [أنواع التوحيد] أنواع التوحيد التوحيد: هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات. أنواع التوحيد: ثلاثة، وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. 1 - توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله - سبحانه - مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك. فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] (1) . ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] (2) . ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} [السجدة: 5] (3) . _________ (1) سورة الزمر آية: 62. (2) سورة هود آية: 6. (3) سورة السجدة آية: 5. (1/19) ________________________________________ ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يونس: 56] (1) . وهذا النوع قد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] (2) . 2 - توحيد الألوهية: وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها. فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغير ذلك. فلا ندعو إلا الله، كما قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] (3) . ولا نخاف إلا الله، كما قال تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] (4) . _________ (1) سورة يونس آية: 56. (2) سورة لقمان آية: 25. (3) سورة غافر آية: 60. (4) سورة آل عمران آية: 175. (1/20) ________________________________________ ولا نتوكل إلا على الله، كما قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] (1) . ولا نستعين إلا بالله، كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] (2) . ولا نستعيذ إلا بالله، كما قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] (3) . وهذا النوع من التوحيد هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام، حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (4) . وهذا النوع من التوحيد هو الذي أنكره الكفار قديما وحديثا، كما قال تعالى على لسانهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] (5) . 3 - توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بكل ما ورد في _________ (1) سورة المائدة آية: 23. (2) سورة الفاتحة آية: 5. (3) سورة الناس آية: 1. (4) سورة النحل آية: 36. (5) سورة ص آية: 5. (1/21) ________________________________________ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة من أسماء الله وصفاته التي وصف بها نفسه أو وَصفه بها رسوله على الحقيقة. وأسماء الله كثيرة، منها: الرحمن، والسميع، والبصير، والعزيز، والحكيم. قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] (1) . _________ (1) سورة الشورى آية: 11. (1/22) ________________________________________ [صفات الفائزين] صفات الفائزين قال الله تعالى: {وَالْعَصْرِ - إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ - إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3] (1) . أقسم الله تعالى بالعصر وهو الزمان على أن الإنسان في خسارة وهلاك إلا من حقق أربع صفات: 1 - الإيمان: وهو معرفة الله تعالى، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام. 2 - العمل الصالح: مثل الصلاة والزكاة والصيام والصدق وبرّ الوالدين. 3 - التواصي بالحق: وهو الدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح، والترغيب في ذلك. 4 - التواصي بالصبر: وهو الصبر على فعل الطاعات، والصبر عند وقوع المصائب. _________ (1) سورة العصر الآيات: 1- 3. (1/23) ________________________________________ [ما ينافي التوحيد ويضاده] ما ينافي التوحيد ويضاده 1 - أول ما فرض الله على الناس الإيمان بالله والكفر بالطاغوت. كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (1) . 2 - معنى الطاغوت: كل ما عُبد من دون الله وهو راضٍ. 3 - صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله تعالى وتتركها وتبغضها، وتكفِّر أهلها وتعاديهم. 4 - الشرك ضد التوحيد، فالتوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، والشرك هو صرف إحدى العبادات لغير الله تعالى، مثل أن يدعو غير الله، أو يسجد لغير الله. 5 - الشرك أكبر الذنوب وأعظمها، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] (2) . _________ (1) سورة النحل آية: 36. (2) سورة النساء آية: 48. (1/24) ________________________________________ والشرك يبطل جميع الطاعات، ويوجب الخلود في النار وعدم دخول الجنة، كما قال تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88] (1) . وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72] (2) . 6 - الكفر ينافي التوحيد، فالكفر أقوال وأعمال تخرج فاعلها عن التوحيد والإيمان. ومثال الكفر: الاستهزاء بالله تعالى، أو آيات القرآن، أو الرسول كما قال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ - لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 - 66] (3) . 7 - النفاق ينافي التوحيد، فالنفاق: أن يظهر للناس التوحيد والإيمان ويبطن في قلبه الشرك والكفر. ومثال النفاق: أن يظهر بلسانه الإيمان بالله ويبطن الكفر كما _________ (1) سورة الأنعام آية: 88. (2) سورة المائدة آية: 72. (3) سورة التوبة آية: 65، 66. (1/25) ________________________________________ قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8] (1) . أي يقولون بألسنتهم آمنا بالله وما هم بمؤمنين حقيقة في قلوبهم. _________ (1) سورة البقرة آية: 8. (1/26) ________________________________________ [الإيمان بالله واليوم الآخر] الإيمان بالله واليوم الآخر معنى الإيمان باليوم الآخر: التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم، فيؤمن كل واحد منا بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم. والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، فلا يصح الإيمان إلا به. والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: 1 - الإيمان بالبعث والحشر: وهو إحياء الموتى من قبورهم، وإعادة الأرواح إلى أجسادهم، فيقوم الناس لرب العالمين، ثم يحشرون ويجمعون في مكان واحد، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غرلا غير مختونين. ودليل البعث قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 15 - 16] (1) . _________ (1) سورة المؤمنون آية: 15 - 16. (1/27) ________________________________________ ودليل الحشر قوله صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا» (1) . 2 - الإيمان بالحساب والميزان: يحاسب الله الخلائق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فمن كان من أهل التوحيد ومطيعا لله ورسوله فإن حسابه يسير، ومن كان من أهل الشرك والعصيان فحسابه عسير. وتوزن الأعمال في ميزان عظيم، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في الكفة الأخرى، فمن رجحت حسناته بسيئاته فهو من أهل الجنة، ومن رجحت سيئاته بحسناته فهو من أهل النار. ودليل الحساب قولَه تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا - وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا - وَيَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 7 - 12] (2) . _________ (1) متفق عليه. (2) سورة الانشقاق آية: 7- 12. (1/28) ________________________________________ ودليل الميزان قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] (1) . 3 - الجنة والنار: الجنة هي دار النعيم المقيم، أعدها الله للمؤمنين المتقين، المطيعين لله ورسوله، فيها جميع أنواع النعيم الدائم من المأكولات والمشروبات والملبوسات وجميع أنواع المحبوبات. وأما النار فهي دار العذاب المقيم، أعدها الله للكافرين الذين كفروا بالله وعَصَوا رُسله، فيها من أنواع العذاب والآلام والنكال ما لا يخطر على البال. ودليل الجنة قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] (2) . _________ (1) سورة الأنبياء آية: 47. (2) سورة آل عمران آية: 133. (1/29) ________________________________________ وقوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] (1) . وأما الدليل على النار فقوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] (2) . وقوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا - وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 12 - 13] (3) . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل. _________ (1) سورة السجدة آية: 17. (2) سورة البقرة آية: 24. (3) سورة المزمل الآيتان: 12 - 13. (1/30) ________________________________________ [مقدمة عن العقيدة الإسلامية وأهميتها] مقدمة عن العقيدة الإسلامية وأهميتها إن الدين الإسلامي عقيدةٌ وشريعة، فأما العقائد فيراد بها: الأمور التي تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لا شك فيها ولا ريب. والشريعة: تعني التكاليف العملية التي دعا إليها الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام وبر الوالدين وغيرها. وأسس العقيدة الإسلامية هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره. والدليل على ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177] (1) . وقوله تعالى في القَدَر: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ - وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 49 - 50] (2) . وقوله صلى الله عليه وسلم،: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله _________ (1) سورة البقرة آية: 177. (2) سورة القمر الآيتان: 49، 50. (1/31) ________________________________________ واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» (1) .

  • * * أهمية العقيدة الإسلامية: تظهر أهمية العقيدة الإسلامية من خلال أمور كثيرة منها ما يلي:

1 - أن حاجتنا إلى هذه العقيدة فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة؟ لأنه لا سعادة للقلوب، ولا نعيم، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها تعالى. 2 - أن العقيدة الإسلامية هي أعظم الواجبات وآكدها؛ لذا فهي أول ما يطالب به الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» (2) . 3 - أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة التي تحقق الأمن والاستقرار، والسعادة والسرور. كما قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112] (3) كما أن العقيدة الإسلامية وحدها هي التي تحقق العافية والرخاء، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] (4) . 4 - أن العقيدة الإسلامية هي السبب في حصول التمكين في الأرض، وقيام دولة الإسلام. قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] (5) . _________ (1) أخرجه مسلم. (2) أخرجه البخاري ومسلم. (3) سورة البقرة آية: 112. .

(4) سورة الأعراف آية: 96. (5) سورة الأنبياء آية: 105. (1/32) ________________________________________ [الإيمان بالله عز وجل] [الإيمان بوجود الله تعالى] الإيمان بالله عز وجل معنى الإيمان بالله عز وجل: هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، والإقرار بربوبيته وأُلوهيته وأسمائه وصفاته. فتضمن الإيمان بالله عزّ وجل أربعة أمور: 1 - الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى. 2 - الإيمان بربوبية الله تعالى. 3 - الإيمان بأُلوهية الله تعالى. 4 - الإيمان بأسماء الله وصفاته. وسنتحدث عن هذه الأمور الأربعة تفصيلًا على النحو الآتي: 1 - الإيمان بوجود الله تعالى: 1 - إن الإقرار بوجود الله تعالى أمرٌ فطريّ في الإنسان، وأكثر الناس يعترفون بوجود الله، ولم يخالف في ذلك إلا قلة قليلة من الملاحدة. (1/34) ________________________________________ إن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تعليم، وها نحن نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وإعطاء السائلين ما يدلُّ دلالة يقينية على وجوده تعالى كما قال سبحانه. {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: 9] (1) . ب - ومن المعلوم عند كل شخص أن الحادث لا بد له من مُحْدِث، وهذه المخلوقات الكثيرة والتي نشاهدها في كل وقت لا بد لها من خالقٍ أوجدها، وهو الله عز وجل، لأنه يمتنع أن تكون مخلوقة من غير خالقٍ خَلقها، كما يمتنع أن تخلق نفسها؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه. كما قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35] (2) . ومعنى الآية: أنهم لم يُخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فيتعيّن أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى. جـ- إن انتظام هذا الكون بسمائه وأرضه ونجومه وأشجاره يدلّ دلالة قطعية على أن لهذا الكون خالقا موحَّدا وهو _________ (1) سورة الأنفال آية: 9. (2) سورة الطور آية: 35. (1/35) ________________________________________ الله سبحانه وتعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] (1) . فهذه الكواكب والنجوم - مثَلَا - تسير على نظام ثابت لا يختل، وكل كوكب يسير في مجال لا يتعداه ولا يتجاوزه. يقول تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] (2) .

[الإيمان بربوبية الله تعالى] 2 - الإيمان بربوبية الله تعالى: 1 - معنى الإيمان بربوبية الله تعالى: هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه، وأنه المحيي المميت النافع الضار، الذي له الأمر كله، وبيده الخير، وهو على كل شيء قدير، ليس له في ذلك شريك. والإيمان بربوبية الله هو التصديق الجازم بأن الله سبحانه وتعالى هو الربّ لا شريك له، وإفراد الله بأفعاله، بأن يعتقد أن الله وحده الخالق لكل ما في الكون، كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: 62] (3) . _________ (1) سورة النمل آية: 88. (2) سورة يس آية: 40. (3) سورة الزمر آية: 62. (1/36) ________________________________________ وأنه الرزّاق لجميع المخلوقات، كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] (1) . وأنه المالك لكل شيء، حيث قال سبحانه: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ} [المائدة: 120] (2) . ب- قرر الله تعالى انفراده بالربوبية على جميع خلقه، فقال سبحانه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] (3) . ومعنى ربّ العالمين: أي خالقهم ومالكهم ومصلحهم ومربيهم بأنواع نعمه وفضله. جـ- وقد فطر الله الخلق على الإيمان بربوبية الله تعالى، حتى مشركي العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ - قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ (4) إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 86 - 89] (5) . _________ (1) سورة هود آية: 6. (2) سورة المائدة آية: 120. (3) سورة الفاتحة آية: 2. (4) معنى يجير ولا يجار عليه: أي يدفع عن عباده المكاره، ولا يقدر أحد أن يدفع ما قدره الله. (5) سورة المؤمنون الآيات: 86- 89. (1/37) ________________________________________ إن الإيمان بربوبية الله تعالى لا يكفي العبد في حصول الإسلام، بل لا بد أن يؤمن بألوهية الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قاتل مشركي العرب مع إقرارهم بربوبية الله تعالى. د- إن جميع الكون بسمائه وأرضه، وكواكبه ونجومه، وشجره، وإنسه وجنه، كله خاضع لله تعالى. قال تعالى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83] (1) . فليس لأحد من المخلوقات خروج عن قدر الله تعالى، فإن الله تعالى هو مليكهم يصرِّفهم كيف يشاء وِفق حكمته، وهو خالقهم جميعا، وكل ما سوى الله مصنوع فقير محتاج إلى خالقه تعالى. هـ- إذا تقرر أن الله تعالى له الأمر كله، فلا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله، ولا مدبر للكون إلا الله وحده، فلا تتحرك ذرة إلا بإذنه، فإن هذا يوجب تعلق قلوبنا بالله وحده وسؤاله _________ (1) سورة آل عمران آية: 83. (1/38) ________________________________________ والافتقار إليه، والاعتماد عليه، فهو سبحانه خالقنا ورازقنا، ومالكنا.

[الإيمان بألوهيَّة الله تعالى] [معنى الإيمان بأُلوهيَّة الله تعالى] 3 - الإيمان بألوهيَّة الله تعالى: 1 - معنى الإيمان بأُلوهيَّة الله تعالى: التصديق الجازم بأن الله تعالى وحده المستحق لجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والصلاة والزكاة والصيام، فيعلم العبد يقينا أن الله هو المعبود لا شريك له، فلا معبود بحق إلا الله تعالى، كما قال سبحانه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] (1) . فأخبر تعالى أن الإله إلهٌ واحد، أي معبود واحد فلا يجوز أن يُتّخذ إله غيره، ولا يعبد إلا إياه. ب - إن الإيمان بأُلوهيَّة الله: هو الاعتراف بأن الله وحده الإله الحق لا شريك له، والإله. بمعنى المألوه أي المعبود حبا وتعظيما، فهو إفراد الله بجميع أنواع العبادة، فلا ندعو إلا الله، ولا نخاف إلا الله، ولا نتوكل _________ (1) سورة البقرة آية: 163. (1/39) ________________________________________ إلا على الله، ولا نسجد إلا لله، ولا نخضع إلا لله، فلا يستحق العبادة إلا هو سبحانه، تحقيقا لقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] (1) .

[أهمية الإيمان بألوهيَّة الله تعالى] جـ - أهمية الإيمان بألوهيَّة الله تعالى: تبدو أهمية الإيمان بألوهية الله تعالى من خلال ما يلي: 1 - أن الغاية من خلق الجن والإنس هو عبادة الله وحده لا شريك له، حيث قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] (2) . 2 - أن المقصود من إرسال الرسل عليهم السلام وإنزال الكتب السماوية هو الإقرار بأن الله هو المعبود الحق، كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (3) . 3 - أن أول واجب على كل شخص هو الإيمان بألوهيَّة الله تعالى، كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل - رضي الله _________ (1) سورة الفاتحة آية: 5. (2) سورة الذاريات آية: 56. (3) سورة النحل آية: 36. (1/40) ________________________________________ عنه - لما أرسله إلى اليمن قائلًا له: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» (1) . أي: ادعهم إلى إفراد الله بجميع أنواع العبادة.

[معنى لا إله إلا الله] د- معنى لا إله إلا الله: هذه الكلمة العظيمة هي أول واجب على كل شخص، كما أنها آخر واجب، فمن مات على هذه الكلمة فهو من أهل الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة» (2) . ولذا فإن وجوب معرفة لا إله إلا الله أعظم الواجبات وأهمها. ومعنى لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله وحده، فهو نفي الإلهيَّة عما سوى الله تبارك وتعالى، وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له. فمعنى الإله: هو المعبود، فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلها من دون الله، وجميع ذلك باطل إلا إله واحد وهو الله وحده. _________ (1) أخرجه البخاري ومسلم. (2) أخرجه مسلم. (1/41) ________________________________________ والله تعالى هو الإله الذي تعبده القلوب محبة وإجلالا وتعظيما، وذلا وخضوعا وخوفَاَ وتوكلا عليه، ودعاءً له. وليس للقلوب سرور ولا سعادة إلا بتحقيق معنى لا إله إلا الله؛ فإن السرور التام والحياة الطيبة والنعيم إنما هو في إفراد الله تعالى بالعبادة.

[أركان لا إله إلا الله] هـ- أركان لا إله إلا الله: لهذه الكلمة العظيمة ركنان هما: النفي والإثبات. فالركن الأول: "لا إله" وهو نفي العبادة عما سوى الله، وإبطال الشرك، ووجوب الكفر بكل ما يعبد من دون الله. والركن الثاني: "إلا الله" وهو إثبات العبادة لله وحده، وإفراده سبحانه بجميع أنواع العبادة. والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256] (1) . فقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [البقرة: 256] معنى الركن الأول (لا إله) ، وقوله: {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} [البقرة: 256] هو معنى الركن الثاني _________ (1) سورة البقرة آية: 256. (1/42) ________________________________________ (إلا الله) .

[شروط لا إله إلا الله] و شروط لا إله إلا الله: لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها، وهي كالتالي: 1 - العلم بمعنى لا إله إلا الله: كما قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] (1) . 2 - اليقين: أن يكون قائلهما مستيقنا بما تدل عليه، فإن كان شاكّا مرتابا بما تدلّ عليه لم تنفعه. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15] (2) . 3 - القبول: لما دلّت عليه هذه الكلمة من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، فمن قالها ولم يقبل عبادة الله وحده كان من الذين قال الله فيهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} [الصافات: 35 - 36] (3) . 4 - الانقياد: لما دلت عليه، قال تعالى: _________ (1) سورة محمد آية: 19. (2) سورة الحجرات آية: 15. (3) سورة فصلت، الآيتان: 35، 36. (1/43) ________________________________________ {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22] (1) . ومعنى {يُسْلِمْ وَجْهَهُ} [لقمان: 22] أي ينقاد ويخضع، والعروة الوثقى هي: لا إله إلا الله. 5 - الصدق: وهو أن يقول هذه الكلمة صدقا من قلبه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرّمه الله على النار» (2) . 6 - الإخلاص: وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك، بأن لا يقصد بقولها طمعا من مطامع الدنيا. قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله» (3) . 7 - المحبة لهذه الكلمة: ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بها. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] (4) . _________ (1) سورة لقمان آية: 22. (2) أخرجه البخاري ومسلم. (3) أخرجه البخاري ومسلم. (4) سورة البقرة آية: 165. (1/44) ________________________________________ فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا، وأهل الشرك يشركون فيحبون مع الله غيره من المعبودات الأخرى، وهذا ينافي معنى لا إله إلا الله.

[معنى العبادة] ز- معنى العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، مثل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والخوف من الله، والتوكل على الله، وسؤال الله تعالى، والصلاة، والزكاة، وبر الوالدين، وذكر الله تعالى، وجهاد الكفار والمنافقين، وغير ذلك. فأنواع العبادة كثيرة تشمل كل أنواع الطاعات كتلاوة القرآن والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، والصدق، والأمانة، والكلمة الطيبة. والعبادة شاملة محل تصرفات المؤمن إذا نوى بها التقرب إلى الله تعالى، بل لو أكل أحدنا أو شرب أو نام بقصد التقوّي على طاعة الله تعالى؛ فإنه يثاب على ذلك، فهذه العادات مع النية الصالحة والقصد الصحيح تصير عبادات يثاب عليها، فليست العبادة قاصرة على الشعائر المعروفة كالصلاة والصيام ونحوهما. (1/45) ________________________________________ حـ- إن العبادة هي التي خلق الله الخلق من أجلها: قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ - مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58] (1) . فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي قيامهم بعبادة الله، والله تعالى غني عن عبادتهم، وإنما هم المحتاجون إلى عبادته، لفقرهم إلى الله تعالى. إن فقر العبد إلى الله بأن يعبد الله لا يشرك به شيئا، أعظم من فقره وحاجته إلى الماء والطعام. إن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله تعالى والإخلاص له، لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذّ ولا أطيب، ولا يخلص أحد من آلام الدنيا ومشاكلها إلا بتحقيق العبودية لله تعالى.

[أركان العبادة] ط- أركان العبادة: إن العبادة التي أمر الله بها قائمة على ركنين مهمين: الأول: كمال الذل والخوف، والثاني: كمال الحبّ. _________ (1) سورة الذاريات الآيات: 56 - 58. (1/46) ________________________________________ فالعبادة التي فرضها الله على عباده لا بد فيها من كمال الذل لله والخضوع له والخوف منه، مع كمال الحب وغايته، والرغبة إليه ورجائه. والمحبة وحدها التي لم يكن معها خوف ولا تذلل - كمحبة الطعام والمال - ليست بعبادة، وكذلك الخوف بدون محبة - كالخوف من حيوان مفترس - لا يعدّ عبادةً، فإذا اجتمع الخوف والحب في العمل كان عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.

[التوحيد سبب قبولِ العبادة] ي- التوحيد سبب قبولِ العبادة: إن العبادة التي أمر الله بها لا تسمى عبادةً إلا مع توحيد الله تعالى، فلا تصح العبادة مع الشرك، ولا يوصف أحد بأنه عبد لله تعالى إلا مع تحقيقه التوحيد، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة، فمن عَبَد الله تعالى وأشرك معه غَيْرَه فليس عبدا لله. فتوحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة لله وعدم الإشراك به، هو الشرط في قبول العبادة عند الله، إضافة إلى أن العبادة لا تكون مقبولة إلا بموافقة الشرع، وعلى وفق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فشرطا كل عمل ليكون مقبولا عند الله تعالى هما: 1 - أن لا يعبد إلا الله وحده (وهو التوحيد) . (1/47) ________________________________________ 2 - أن لا يعبد إلا بما أمر الله به (وهو الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم) . كما قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112] (1) . ومعنى {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة: 112] أي: حقق التوحيد فأخلص عبادته لله. ومعنى {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [البقرة: 112] أي: مُتَّبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

[الشرك] ك- الشرك: الشرك يناقض الإيمان بألوهيَّة الله وحده. وإذا كان الإيمان بألوهية الله تعالى وحده، وإفراد الله بالعبادة أهم الواجبات وأعظمها، فإن الشرك أكبر المعاصي عند الله تعالى، فهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] (2) . وقال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] (3) . _________ (1) سورة البقرة آية: 112. (2) سورة النساء آية: 48. (3) سورة لقمان آية: 13. (1/48) ________________________________________ ولما «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك» (1) . والشرك يفسد الطاعات ويبطلها كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88] (2) . . ويوجب الشرك لصاحبه الخلود في نار جهنم، حيث قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72] (3) . والشرك نوعان: أكبر وأصغر. والشرك الأكبر: وهو أن يصرف العبد إحدى العبادات لغير الله تعالى، فكل قول أو عمل يحبه الله تعالى، فصرفه لله توحيد وإيمان، وصرفه لغيره شرك وكفر. ومثال هذا الشرك: أن يسأل غير الله رزقا أو صحة، أو يتوكل على غير الله، أو يسجد لغير الله. قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] (4) . _________ (1) أخرجه البخاري ومسلم. (2) سورة الأنعام آية: 88. (3) سورة المائدة آية: 72. (4) سورة غافر آية: 60. (1/49) ________________________________________ وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] (1) . وقال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62] (2) . فإذا كان الدعاء والتوكل والسجود من العبادات التي أمر الله بها، فمن صرفها لله كان موحدا مؤمنَاَ، ومن صرفها لغير الله كان مشركا كافرا. والشرك الأصغر: هو كل قول أو عمل يكون وسيلة إلى الشرك الأكبر، وطريقا للوقوع فيه. ومثاله: اتخاذ القبور مساجد، وهو أن يصلي عند القبور، أو يبني مسجدا على أحد القبور، فهذا محرم، وصاحبه متوّعد باللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (3) . فاتخاذ القبور مساجد محرم لا يجوز، ووسيلة لدعاء الموتى وسؤالهم، ودعاء الموتى شرك أكبر. _________ (1) سورة المائدة آية: 23. (2) سورة النجم آية: 62. (3) أخرجه البخاري ومسلم. (1/50) ________________________________________ [الإيمان بأسماء الله وصفاته] 4 - الإيمان بأسماء الله وصفاته: 1 - وهو: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق بالله تعالى. وهو سبحانه ليس له مثيل في أسمائه وصفاته كما قال تعالى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] (1) فالله تعالى منزّه عن مماثلة أحد من مخلوقاته في جميع أسمائه وصفاته وأسماء الله تعالى كثيرة، ومنها: الرحمن، البصير، العزيز. قال تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] (2) . وقال تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] (3) . وقال تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [لقمان: 9] (4) . _________ (1) سورة الشورى آية: 11. (2) سورة الفاتحة آية: 3. (3) سورة الشورى آية: 11. (4) سورة لقمان آية: 9. (1/51) ________________________________________ ب- ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته: من ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته ما يلي: 1 - التعرّف على الله تعالى، فمن آمن بأسماء الله وصفاته ازداد معرفة بالله تعالى، فيزداد إيمانه بالله يقينا، ويقوى توحيده لله تعالى. 2 - الثناء على الله بأسمائه الحسنى، وهذا من أفضل أنواع الذكر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41] (1) . 3 - سؤال الله ودعاؤه بأسمائه وصفاته، كما قال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] (2) ومثال ذلك أن يقول: اللهم إني أسألك بأنك الرزاق فارزقني. . . 4 - السعادة والحياة الطيبة في الدنيا، ونعيم الجنة في الآخرة. _________ (1) سورة الأحزاب آية: 41. (2) سورة الأعراف آية: 180. . (1/52) ________________________________________ [آثار الإيمان بالله تعالى] آثار الإيمان بالله تعالى إن الإيمان بالله تعالى له آثار طيبة، في الدنيا والآخرة، فإن خيرات الدنيا والآخرة، ودفع الشرور كلها من آثار هذا الإيمان. ومن آثار الإيمان ما يلي: 1 - أن الله يدفع عن المؤمنين جميع المكاره، وينجيهم من الشدائد، ويحفظهم من مكايد الأعداء، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38] (1) . 2 - أن الإيمان سبب الحياة الطيبة والسعادة والسرور. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] (2) . 3 - أن الإيمان يطهّر النفوس من الخرافات، فمن آمن بالله تعالى حقا فإنه يعلِّق أمره بالله تعالى وحده، فهو رب العالمين، وهو الإله الحق لا إله غيره، فلا يخاف من مخلوق، ولا يعلّق _________ (1) سورة الحج آية: 38. (2) سورة النحل آية: 97. (1/53) ________________________________________ قلبه بأحد من الناس، ومن ثم يتحرر من الخرافات والأوهام. 4 - من آثار الإيمان الفوز والفلاح، وإدراك كل مطلوب والسلامة من كِل مرهوب، كما قال تعالى عن المؤمنين: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 5] (1) . 5 - وأعظم آثار الإيمان: الحصول على مرضاة الله تعالى، ودخول الجنة، والفوز بالنعيم المقيم، والرحمة الكاملة. _________ (1) سورة البقرة آية: 5. (1/54) ________________________________________ [الإيمان بالملائكة] الإيمان بالملائكة 1 - معنى الإيمان بالملائكة: التصديق الجازم بوجود الملائكة، وأنهم نوع من مخلوقات الله، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. قال تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ - لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 26 - 27] (1) . - والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور: 1 - الإيمان بوجودهم. 2 - الإيمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل عليه السلام، ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالا. 3 - الإيمان بما علمنا من صفاتهم. 4 - الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى كتسبيحه والتعبد له ليلا ونهارا بدون تعب أو فتور. _________ (1) سورة الأنبياء آية: 27. (1/55) ________________________________________ - والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان: قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ} [البقرة: 285] (1) . وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» (2) . ب- صفات الملائكة: - من صفات الملائكة الخَلْقية ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنهم خلقوا من نور، فقال عليه الصلاة والسلام: «خلقت الملائكة من نور. . .» (3) . - وأخبر الله تعالى أنه جعل للملائكة أجنحة يتفاوتون في أعدادها فقال سبحانه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر: 1] (4) . «ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام له ستمائة جناح» (5) . - وقد يتحول المَلَكُ بقدرة الله تعالى إلى هيئة رجل، كما حصل لجبريل عليه السلام حين أرسله الله إلى مريم على صورة بشر، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام كانوا على صورة رجال. - إن الملائكة عالم غيبي، مخلوقون عابدون لله تعالى، فليس لهم من صفات الربوبية والألوهية شيء، بل هم عباد الله منقادون تماما لطاعة الله، كما قال سبحانه عنهم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6] (6) . ج- أنواع الملائكة وأعمالهم: إن للملائكة أعمالا يقومون بها في هذا العالم، وهم أنواع، ولكل نوع منهم عمل، فمنهم: 1 - الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم السلام، وهو جبريل عليه السلام. _________ (1) سورة البقرة آية: 285. (2) أخرجه مسلم. (3) أخرجه مسلم. (4) سورة فاطر آية: 1. (5) أخرجه البخاري ومسلم. (6) سورة التحريم آية: 6. (1/56) ________________________________________ 2 - الموكل بالمطر وتصاريفه. 3 - الموكل بالصُّور (1) وهو إسرافيل عليه السلام. 4 - الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت وأعوانه. 5 - الموكلون بحفظ عمل العبد وكتابته سواءً كان خيرا أو شرا، وهم الكرام الكاتبون. 6 - الموكلون بحفظ العبد في إقامته وسفره، ونومه ويقظته، وفي جميع حالاته، وهم المعقِّبات. - ومنهم خَزَنة الجنة، ومنهم خزنة النار، ومنهم ملائكة متنقِّلون يتبعون مجالس الخير والذكر، ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم ملائكة صُفوف لا يفترون، وقيامٌ لله لا يتعبون، وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه. د- آثار الإيمان بالملائكة: للإيمان بالملائكة أثار عظيمة في حياة المؤمن، نذكر منها ما يلي: 1 - العلم بعظمة الله وقوته وكمال قدرته، فإن عظمة _________ (1) الصور: قرن ينفخ فيه. (1/58) ________________________________________ المخلوق من عظمة الخالق، فيزيد المؤمن تقديرا لله وتعظيما له، حيث يخلق الله تعالى من النور ملائكة ذوي أجنحة. 2 - الاستقامة على طاعة الله تعالى، فمن آمن بأن الملائكة تكتب أعماله كلها فإن هذا يوجب خوفه من الله تعالى، فلا يعصيه، لا في العلانية، ولا في السر. 3 - الاستقامة على طاعة الله، والشعور بالأنس والطمأنينة. عندما يوقن المؤمن أن معه في هذا الكون الفسيح أُلوفا من الملائكة تقوم بطاعة الله على أحسن حال وأكمل شأن. 4 - شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث جعل من الملائكة من يقوم بحفظهم وحمايتهم. 5 - الانتباه إلى أن هذه الدنيا فانية لا تدوم حين يتذكر ملك الموت المأمور بقبض الأرواح حين يتوفاها الله، ومن ثم يحرص على الاستعداد لليوم الآخر بالإيمان والعمل الصالح. (1/59) ________________________________________ [الإيمان بالكتب] الإيمان بالكتب 1 - معنى الإيمان بالكتب: التصديق الجازم بأن لله تعالى كتبا أنزلها على رسله إلى عباده، وأن هذه الكتب كلام الله تعالى تكلّم بها حقيقة كما يليق به سبحانه، وأن هذه الكتب فيها الحق والنور والهدى للناس في الدارين. والإيمان بالكتب يتضمن ثلاثة أمور: الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقَاَ. الثاني: الإيمان بما سمّى الله من كتبه كالقرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتوراةِ التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام. الثالث: تصديق ما صح من أخبارها كأخبار القرآن. والإيمان بالكتب أحد أركان الإيمان، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء: 136] (1) . _________ (1) سورة النساء آية: 136. (1/60) ________________________________________ فأمر الله بالإيمان به وبرسوله وبالكتاب الذي نزّل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، كما أمر بالإيمان بالكتب المنزلة من قبل القرآن. وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» (1) . ب - مزايا القرآن الكريم: إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن المؤمن يعظّم هذا الكتاب، ويسعى إلى التمسك بأحكامه، وتلاوته وتدبّره. وحسبنا أن هذا القرآن هو هادينا في الدنيا، وسبب فوزنا في الآخرة. وللقرآن الكريم مزايا كثيرة وخصائص متعددة ينفرد بها عن الكتب السماوية السابقة، منها: 1 - أن القرآن الكريم قد تضّمن خلاصة الأحكام الإلهية، وجاء مؤيِّدا ومصِّدقا لما جاء في الكتب السابقة من الأمر بعبادة الله وحده. _________ (1) أخرجه مسلم. (1/61) ________________________________________ قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] (1) . ومعنى: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} [المائدة: 48] أي يصدّق هذا القرآن ما في هذه الكتب من الصحيح، ومعنى {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] أي مُؤْتَمِنا وشاهِدا على ما قبله من الكتب. 2 - أن هذا القرآن العظيم يجب على جميع الناس التمسك به، ويتعيّن على جميع الخلق اتباع القرآن والعمل به، بخلاف الكتب السابقة فهي لأقوام معينين. قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19] (2) 3 - أن الله تعالى قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم، فلم تمتد إليه يد التحريف، ولا تمتد إليه، كما قال سبحانه. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] (3) . جـ- واجبنا نحو القرآن الكريم: إذا عرفنا بعض المزايا العظيمة والخصائص الفريدة لهذا _________ (1) سورة المائدة آية: 48. (2) سورة الأنعام آية: 19. .

(3) سورة الحجر آية: 9. (1/62) ________________________________________ القرآن الكريم، فما واجبنا نحو القرآن؟ - يجب علينا محبة القرآن، وتعظيم قدره واحترامه إذ هو كلام الخالق عز وجل، فهو أصدق الكلام وأفضله. - ويجب علينا تلاوته وقراءته، وأن نتدّبر آيات القرآن سوره، وأن نتفكر في مواعظ القرآن وأخباره وقصصه. - ويجب علينا اتباع أحكامه، والطاعة لأوامره وآدابه. سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: «كان خلقه القرآن» (1) . ومعنى الحديث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو التطبيق العملي لأحكام القرآن وشرائعه، فقد حقق صلى الله عليه وسلم كمال الاتباع لهدي القرآن، ومن يتعيّن علينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو القدوة الحسنة لكل واحد منا، كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] (2) . د - تحريف الكتب السابقة: أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن أهل الكتاب من اليهود _________ (1) أخرجه مسلم. (2) سورة الأحزاب آية: 21. (1/63) ________________________________________ والنصارى قد حرّفوا كتبهم، فلم تعد في صورتها التي أنزلها الله تعالى. فحرّف اليهود التوراة، وبدّلوها، وغيرّوها، وتلاعبوا بأحكام التوراة، قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46] (1) . كما حرفّ النصارى الإنجيل، وبدّلوا أحكامه، قال تعالى عن النصارى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78] (2) . فليست التوراة الموجودة الآن هي التوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، ولا الإنجيل الموجود الآن هو الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام. إن التوراة والإنجيل التي في أيدي أهل الكتاب تشتمل على عقائد فاسدة، وأخبار باطلة، وحكايات كاذبة، فلا نصدِّق من _________ (1) سورة النساء آية: 46. (2) سورة آل عمران آية: 78. (1/64) ________________________________________ هذه الكتب إلا ما صدّقه القرآن الكريم، أو السنة الصحيحة، ونكذب ما كذّبه القرآن والسنة. هـ- آثار الإيمان بالكتب: للإيمان بالكتب آثار متعددة نذكر منها: 1 - العلم بعناية الله تعالى بعباده، وكمال رحمته حيث لكل قوم كتابا يهديهم به، ويحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة. 2 - العلم بحكمة الله تعالى في شرعه، حيث شَرَع لكل قوم ما ينسب أحوالهم ويلائم أشخاصهم، كما قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] (1) . 3 - شكر نعمة الله في إنزال تلك الكتب، فهذه الكتب نور وهدي في الدنيا والآخرة، ومن ثم فيتعيّن شكر الله على هذه النعم العظيمة. _________ (1) سورة المائدة آية: 48. (1/65) ________________________________________ [الإيمان بالرسل] [حاجة الناس إلى الرسالة] الإيمان بالرسل 1 - حاجة الناس إلى الرسالة: الرسالة ضرورية للعباد، لا بدّ لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأيّ صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ والدنيا مظلمةٌ إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، ولا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدارين إلا على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيِّب والخبيث على التفصيل إلا من طريقهم. لقد سمى الله رسالته روحا، والروح إذا عدم فقدت الحياة، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52] (1) . والإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان، قال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285] (2) . _________ (1) سورة الشورى آية: 52. (2) سورة البقرة آية: 285. (1/66) ________________________________________ فدلًت الآية على وجوب الإيمان بجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام دون تفريق، فلا نؤمن ببعض الرسل ونكفر ببعض كحال اليهود والنصارى. «وقال صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» (1) . وإن ما تعانيه الدول - التي يسمونها دولا متقدمة ومتحضرة - من أنواع الاضطراب والهموم والشقاء والتفكك، إنما هو بسبب الإعراض عن الرسالة.

[معنى الإيمان بالرسل] ب- معنى الإيمان بالرسل: هو التصديق الجازم بأن الله بعث في كل أمة رسولا منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن الرسل كلهم صادقون مصدّقون، أتقياء أمناء، هداة مهتدون، وأنهم بلّغوا جميع ما أرسلهم الله به، فلم يكتموا ولم يغيّروا، ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه، كما قال سبحانه: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل: 35] (2) . _________ (1) أخرجه مسلم. (2) سورة النحل آية: 35. (1/67) ________________________________________ وإن جميع الأنبياء كلهم كانوا على الحق المبين، وأنه قد اتفقت دعوتهم إلى عقيدة التوحيد، كما قال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (1) . وقد تختلف شرائع الأنبياء في الفروع من الحلال والحرام، كما قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] (2) . والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور: الأول: الإيمان بأن رسالتهم حقّ من الله تعالى، فمن كفر برسالةِ واحد منهم فقد كفر بالجميع. الثاني: الإيمان بكل من سمى الله من الأنبياء، مثل: محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام، وأما من لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالا. الثالث: تصديق ما صح من أخبار الرسل. الرابع: العمل بشريعة الرسول الذي أرسل إلينا وهو أفضلهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. _________ (1) سورة النحل آية: 36. (2) سورة المائدة آية: 48. (1/68) ________________________________________ [تعريف النبي والرسول] جـ - تعريف النبي والرسول: النبي لغة: المُخبر، مشتق من النبأ وهو الخبر، فالنبي مُخبر عن الله تعالى. أو مشتق من النَّبْوَة وهي ما ارتفع من الأرض، فالنبيّ أشرف الخلق وأرفعهم منزلة. وأما تعريف النبيّ اصطلاحا: فهو إنسان حرّ، ذكر، اختاره الله وخصّه بتبليغ الوحي إليه. والرسول لغةً: المتابع لأخبار من أرسله. وأما تعريف الرسول اصطلاحا: فهو إنسان حر ذكر، نبّأه الله تعالى بشرع، وأمره بتبليغه إلى قوم مخالفين. - وأما الفرق بينهما فإن الرسول أخص من النبي، فكل رسولٍ نبي، وليس كل نبي رسولا، فالرسول يؤمر بتبيلغ الشرع إلى من خالف دين الله، أو لا يعلم دين الله، وأما النبي فيبعث بالدعوة لشرع من قبله.

[صفات الرسل وآياتهم] د- صفات الرسل وآياتهم: من صفات الرسل عليهم السلام أنهم بشر، فيحتاجون لما يحتاج إليه البشر من الطعام والشراب. (1/69) ________________________________________ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} [الأنبياء: 7] (1) . كما أن الرسل يصيبهم ما يصيب البشر من الأمراض، ويأتيهم الموت كسائر الخلق. فليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، ولكنهم بشر بلغوا الكمال في الخِلقة الظاهرة، كما بلغوا الذروة في كمال الأخلاق، كما أنهم خير الناس نسبا ولهم من العقول الراجحة، واللسان المبين ما يجعلهم أهلًا لتحمل تبعات الرسالة والقيام بأعباء النُبوَّة. وتظهر لنا الحكمة من إرسال الرسل بشرا، وذلك حتى تتمثلَ القدوةُ للبشر في واحدٍ من جنسهم، ومن ثم فإن اتباع الرسول والاقتداء به هو في مقدورهم وفي حدود طاقتهم. ومن صفات الرسل أن الله خصهم بالوحي دون بقية الناس، كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110] (2) . فقد اختارهم الله واصطفاهم من بين سائر الناس، وكما قال _________ (1) سورة الأنبياء آية: 7. (2) سورة الكهف آية: 110. (1/70) ________________________________________ تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] (1) . ومن صفات الرسل أنهم معصومون فيما يبلِّغون عن الله، فهم لا يخطئون في التبليغ عن الله، ولا يخطئون في تنفيذ ما أوحى الله به إليهم. ومن صفات الرسل: الصدق، فالرسل عليهم السلام صادقون في أقوالهم وأعمالهم، قال تعالى: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] (2) . ومن صفاتهم: الصبر، فالرسل كانوا مبشرين ومنذرين، يدعون إلى دين الله تعالى، وقد أصابتهم صنوف الأذى وأنواع المشاق، ومع ذلك فقد صبروا وتحمّلوا في سبيل إعلاء كلمة الله، قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35] (3) . وأما آيات الرسل فإن الله تعالى قد أيّد رسله عليهم السلام بالمعجزات البينة والبراهين القاطعة الدالة على صدقهم، وصحة نبوَّتهم ورسالتهم، فأجرى الله على أيدي رسله _________ (1) سورة الأنعام آية: 124. (2) سورة يس آية: 52. (3) سورة الأحقاف آية: 35. (1/71) ________________________________________ المعجزات الخارقةَ التي ليست في مقدور البشر من أجل تقرير صدقهم وإثبات نبوتهم. وتعريف آيات الرسل ومعجزاتهم: هي أمور خارقة للعادة يظهرها الله تعالى على أيدي أنبيائه ورسله على وجه يعجز البشر عن الإتيان بمثله. ومن أمثلة تلك المعجزات والآيات: إخبار عيسى عليه السلام قومَهُ بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم، ومثل تحويل عصا موسى عليه السلام حية، ومثل انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

[الحكمة من إرسال الرسل] هـ- الحكمة من إرسال الرسل: - أرسل الله الرسل لتعريف الناس بمعبودهم الحق، ولدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وأرسل الله الرسل لإقامة الدين، والنهي عن التفرّق فيه، يقول تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13] (1) . _________ (1) سورة الشورى آية: 13. (1/72) ________________________________________ - وأرسل الله الرسل للتبشير والإنذار، فقال سبحانه: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [الكهف: 56] (1) . وتبشير الرسل وإنذارهم دنيوي وأخروي، فهم في الدنيا يبشرون الطائعين بالحياة الطيبة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] (2) . ويحذرونهم العذاب والهلاك الدنيوي: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13] (3) . وفي الآخرة يبشرون الطائعين بالجنة ونعيمها: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [النساء: 13] (4) . ويخوّفون المجرمين والعصاة عذاب الله في الآخرة: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14] (5) . _________ (1) سورة الكهف آية: 56. (2) سورة النحل آية: 97. (3) سورة فصلت آية: 13. (4) سورة النساء آية: 13. (5) سورة النساء آية: 14. (1/73) ________________________________________ - وأرسل الله الرسل لإعطاء الأسوة الحسنة للناس في السلوك القويم، والأخلاق الفاضلة والعبادة الصحيحة، كما قال تعالى في شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] (1) .

[الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا] و الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا: - نؤمن بأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عبد الله ورسوله، وأنه سيّد الأولين والآخرين، وهو خاتم الأنبياء فلا نبي بعده، وقد بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. - ويجب أن نصدقه فيما أخبر به، ونطيعه فيما أمر، ونبتعد عما نهى عنه وزجر، وأن نعبد الله على وفق سنته صلى الله عليه وسلم، وأن نقتدي به دون غيره، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21] (2) . - ويجب أن نقدّم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على محبة الوالد والولد وجميع الناس كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ _________ (1) سورة الأحزاب آية: 21. (2) سورة الأحزاب آية: 21. (1/74) ________________________________________ إليه من والده وولده والناس أجمعين» (1) . ومحبته الصادقة تكون باتباع سنته والإقتداء بهديه. والسعادة الحقيقية والاهتداء التام لا يتحقق إلا بطاعته، كما قال سبحانه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54] (2) . - يجب علينا قبول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ننقاد لسنته، وأن نجعل هديه محل إجلال وتعظيم، كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] (3) . - علينا أن نحذر من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم لأن مخالفة أمره سبب للفتنة والضلال والعذاب الأليم، حيث قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] (4) . _________ (1) رواه البخاري ومسلم. (2) سورة النور آية: 54. (3) سورة النساء آية: 65. (4) سورة النور آية: 63. (1/75) ________________________________________ [خصائص الرسالة المحمدية] ز- خصائص الرسالة المحمدية: تختص الرسالة المحمدية عن الرسالات السابقة بجملة من الخصائص، نذكر منها: - الرسالة المحمدية خاتمة للرسالات السابقة، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] (1) . - الرسالة المحمدية ناسخة للرسالات السابقة، فلا يقبل الله من أحد دينا إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يصل أحد إلى نعيم الجنة إلا من طريقه، فهو صلى الله عليه وسلم أكرم الرسل، وأمته خير الأمم، وشريعته أكمل الشرائع. قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] (2) وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت _________ (1) سورة الأحزاب آية: 40. (2) آل عمران آية: 85. . (1/76) ________________________________________ به إلا كان من أصحاب النار» (1) . - الرسالة المحمدية عامةٌ إلى الثقلين: الجن والإنس. قال تعالى حكاية عن قول الجن. {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [الأحقاف: 31] (2) . وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28] (3) . وقال صلى الله عليه وسلم: «فضلتُ على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي لأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون» (4) .

[أثار الإيمان بالرسل] حـ - أثار الإيمان بالرسل: للإيمان بالرسل آثار عظيمة، نذكر منها: 1 - العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل _________ (1) أخرجه مسلم. (2) سورة الأحقاف آية: 31. (3) سورة سبأ آية: 28. (4) أخرجه مسلم. (1/77) ________________________________________ الرسل إليهم ليهدوهم إلى الطريق الصحيح، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك، قال تعالى عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] (1) . 2 - شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى. 3 - محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم؛ لأنهم قاموا بعبادة الله وتبليغ رسالته والنصح لعباده. 4 - اتباع الرسالة التي جاءت بها الرسل من عند الله، والعمل بها، فيتحقق للمؤمنين في حياتهم الخير والهداية والسعادة في الدارين. قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى - وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 123 - 124] (2) . _________ (1) سورة الأنبياء آية: 107. (2) سورة طه آية: 124. (1/78) ________________________________________ [الإيمان باليوم الآخر] [معنى الإيمان باليوم الآخر] الإيمان باليوم الآخر 1 - معنى الإيمان باليوم الآخر: معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة والعمل بموجب ذلك، ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها التي تكون قبلها لا محالة، وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور، وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع وتفاصيل المحشر ونَشْر الصحف، ووضع الموازين، وبالصراط والحوض والشفاعة فيرها، وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز جل، وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل.

[اهتمام القرآن بهذا الركن وحكمته] ب- اهتمام القرآن بهذا الركن وحكمته: ولقد حفل القرآن الكريم بذكر اليوم الآخر، واهتم بتقريره كل موقع، ونبّه إليه في كل مناسبة، وأكد وقوعه بشتى أساليب العربية، ومن أنواع هذا الاهتمام بهذا اليوم العظيم في كتاب الله، أنه كثيرا ما ربط الإيمان به بالإيمان بالله عز وجل. (1/79) ________________________________________ ومثاله في قوله تعالى: {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: 232] (1) - ومن أنواعه أيضا، إكثار القرآن من ذكر اليوم الآخر، حتى إنك لا تكاد تمر على صحيفة من صحائف القرآن إلا وتجد فيها حديثَاَ عن اليوم الآخر، وما سيكون فيه من الأحداث والأحوال، وبأساليب كثيرة ومتنوعة. - ومن أنواع هذا الاهتمام أن الله قد سمي هذا اليوم بأسماء كثيرة ومتعددة؛ التي تدل على تحقق وقوع هذا اليوم، مثل: الحاقة، والواقعة، والقيامة. وبعض هذه الأسماء يدل على ما سيقع فيه من الأهوال مثل الغاشية والطامة والصاخَّة والقارعة. ومن أسماء اليوم الآخر في القرآن: يوم الدين، ويوم الحساب، ويوم الجمعة، ويوم الخلود، ويوم الخروج، ويوم الحسرة، ويوم التناد. - وأما حكمة ذلك الاهتمام البالغ بهذا الركن فمنها: أن _________ (1) سورة البقرة آية: 232. . (1/80) ________________________________________ الإيمان باليوم الآخر له أشد الأثر في توجيه الإنسان وانضباطه والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل. ويشير إلى هذه الحكمة أسلوب القرآن في الربط بين الإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح في كثير من الأحيان، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18] (1) {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: 92] (2) . ولعل من حكمة الاهتمام البالغ بالتذكير باليوم الآخر؛ كثرة نسيان البشر له، وغفلتهم عنه، بسبب تثاقلهم إلى الأرض، وحبهم لمتاع الدنيا، فيكون الإيمان به وبما فيه من عذاب ونعيم مخفِّفا من الغلو في حبّ الدنيا، ودافعا إلى التنافس في فعل الطاعات، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة: 38] (3) _________ (1) سورة التوبة آية: 18. (2) سورة الأنعام آية: 92. (3) سورة التوبة آية: 38. . (1/81) ________________________________________ إنه لا شيء يرفع الإنسان من ثقلة الأرض - بعد الإيمان بالله - إلا الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بأن كل متاع زائد يتنازل عنه الإنسان في الحياة الدنيا - طاعةً لله والتزاما بأمره - يعوض عنه في الآخرة متاعا أعلى وأخلد وأبقى، والإيمان في ذات الوقت بأن كل خروج على أمر الله في الحياة الدنيا من أجل متاع الأرض الزائل - سيجازى عليه في الآخرة عذابا أليما. وحين يؤمن الإنسان باليوم الآخر، فإنه سيوقن بأن كل نعيم في الدنيا لا يقاس إلى نعيم الآخرة، ولا يساوي من جهة أخرى غمسة واحدة من أجله في العذاب، وكل عذاب في الدنيا - في سبيل الله - لا يقاس إلى عذاب الآخرة، ولا يوازي من جهة أخرى غمسة واحدة من أجله في النعيم.

[فتنه القبر] جـ- فتنه القبر: نؤمن بأن الموت حق، قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] (1) . وهو أمر مشاهد لا يجهله أحد، وليس فيه شك ولا تردد، _________ (1) سورة السجدة آية: 11. (1/82) ________________________________________ ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان حتفه، أنّ ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] (1) . ونؤمن بفتنة القبر: وهو سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويضل الله الظالمين، فيقول الكافر: هَاه هَاه لا أدري، ويقول المنافق أو المرتاب: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. ونؤمن بعذاب القبر ونعيمه، فأما عذاب القبر فيكون للظالمين من المنافقين والكافرين، قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93] (2) وقال في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] (3) . _________ (1) سورة الأعراف آية: 34. (2) سورة الأنعام آية: 93. (3) سورة غافر آية: 46. (1/83) ________________________________________ وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمعه منه"، ثم أقبل بوجهه فقال: "تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر".» وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين، قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] (1) . وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ - وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ - وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ - فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ - تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ - فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 83 - 89] (2) وعن البراء بن عازب «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره: "ينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي _________ (1) سورة فصلت آية: 30. (2) سورة الواقعة آية: 83 - 89. (1/84) ________________________________________ فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة"، قال: "فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره» رواه أحمد وأبو داود من حديث البراء بن عازب الطويل. ولقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار. كما أن أحوال القبر من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، وزالت حكمة التكليف، ولما تَدافن الناس، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لولا أن لا تَدافَنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمع» (1) ولمَّا كانت هذه الحكمة منتفية في حق البهائم سمعته وأدركته.

[أشراط الساعة] د- أشراط الساعة: مما يجب الإيمان به، أن نؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن موعدها لا يعلمه إلا الله، أخفاه عن الناس كلهم، يقول _________ (1) رواه مسلم. (1/85) ________________________________________ تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] (1) . وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في بيان علامات الساعة وأشراطها وأماراتها. فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه ذكر للساعة علامات صغرى معظمها يدور حول فساد الناس، وظهور الفتن بينهم، وانحرافهم عن صراط الله المستقيم. فمن العلامات الصغرى: «ما جاء في حديث جبريل أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة. . .» (2) . ومن علامات الساعة الصغرى «أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فقال: "إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة". قال: _________ (1) سورة الأعراف آية: 187. (2) متفق عليه. (1/86) ________________________________________ وكيف إضاعتها؟ قال: " إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة» (1) . وأما العلامات الكبرى، وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة، وأنها تتابع كنظام خرزات انقطع سلكها. فقد جاء في الأخبار الصحيحة ذكر عشر منها، وذلك كحديث حذيفة بن أسيد الغفاري، حيث قال: «اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: "ما تذاكرون؟ " قالوا: نذكر الساعة. قال: "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات". فذَكَر الدُخان والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» (2) . ونتحدث - على سبيل المثال - عن أحد هذه الأمارات الكبرى، فمن هذه الأشراط: ظهور الدجال، والدجال منبع الكفر والضلال وينبوع الفتن والأوجال، قد أنذرت به الأنبياء _________ (1) رواه البخاري. (2) رواه مسلم. (1/87) ________________________________________ أقوامها، وحذرت منه أممها ونعتته بالنعوت الظاهرة، ووصفته بالأوصاف الباهرة، وحذّر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونعته لأمته نعوتا لا تخفى على ذي بصر. فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبي إلا قد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر» (1) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أحدثكم حديثَاَ عن الدجّال ما حدث به نبي قومه: إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه» (2) . ولا نجاة من فتنة الدجال إلا بالعلم والعمل، أما العلم فبأن يعلم أنه جسد يأكل ويشرب، ثم إنه لخسَّته وعجزِهِ أعور، وموسوم بين عينيه أنه كافر، وأما العمل فبأن يستعيذ بالله من فتنته في التشهد الأخير من كل صلاة، وأن يحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف لقوله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ عشر آيات من أول سورة _________ (1) رواه الشيخان. (2) أخرجه الشيخان. (1/88) ________________________________________ الكهف عصم من الدجال» (1) .

[البعث] هـ- البعث: إن الإيمان بالبعث مما دلّ عليه الكتاب والسنة، والعقل والفطرة السليمة، فنؤمن يقينا بأن الله يبعث من في القبور، وتعاد الأرواح إلى الأجساد، ويقوم الناس لرب العالمين. قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 15 - 16] (2) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا» (3) . وقد أجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة؛ حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معادا يجزيهم فيه على كل ما كلفهم به على ألسنة رسله، قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] (4) . _________ (1) رواه مسلم. (2) سورة المؤمنون الآيتان: 16. (3) متفق عليه. (4) سورة المؤمنون آية: 115. (1/89) ________________________________________ وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أن ذلك غير ممكن، وهذا الزعم باطل دلّ على بطلانه الشرع والحس والعقل. أما من الشرع: فقد قال الله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7] (1) . وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ} [سبأ: 3] (2) . وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه. وأما الحس: فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك، نذكر الأول منهما: وهو أن قوم موسى حين قالوا له: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم. وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ - ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 55 - 56] (3) . _________ (1) سورة التغابن آية: 7. (2) سورة سبأ آية: 3. (3) سورة البقرة آية: 56. (1/90) ________________________________________ وأما بقية الأمثلة، فالمثال الثاني هو قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله. وكذلك قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فرارا من الموت، فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم. والمثال الرابع في قصة الذي مر على قرية فاستبعد أن يحييها الله تعالى فأماته الله مائة عام ثم أحياه. والخامس قصة طيور إبراهيم عليه السلام (1) وأما دلالة العقل على إمكان البعث فمن وجهين: أحدهما: أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما، خالقُهما ابتداءً، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} [الروم: 27] (2) . وقال تعالى آمرا بالرد على من أنكر إحياء العظام وهي رميم: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 79] (3) . _________ (1) انظر سورة البقرة، آية: 73، آية: 243، آية: 259، آية: 260.

(2) سورة الروم آية: 27. (3) سورة يس آية: 79. (1/91) ________________________________________ الثاني: أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء فينزل عليها المطر، فتهتز خضراءَ حيَّةً فيها من كل زوج بهيجٍ، والقادر على إحيائها بعد موتها قادر على إحياء الموتى. قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ - وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ - رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} [ق: 9 - 11] (1) . وإن كل عاقل يعلم أن من قَدَر على العظيم الكبير فهو على ما دونه بكثير أقدرُ وأقدرُ، وأن الله سبحانه وتعالى قد أبدع السماوات والأرض على عظم شأنهما وسعتهما، وعجيبِ خلقهما، ومن ثَمّ فهو أقدر على أن يحيي عظاما قد صارت رميما، قال تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس: 81] (2) .

[العرض والحساب وقراءة الكتاب] و العرض والحساب وقراءة الكتاب: ونؤمن بالعرض، حيث يُعْرَض الناس على ربهم كما قال تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ - وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ - وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ - يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 15 - 18] (3) _________ (1) سورة ق آية: 9 - 11. (2) سورة يس آية: 81. (3) سورة الحاقة الآيات: 15 - 18. . (1/92) ________________________________________ وقال عز وجل: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الكهف: 48] (1) . ونؤمن بالحساب، حيث أن الله يحاسب الخلائق، ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة مَن توزن حسناته وسيئاته، فإنه لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقرَّرون بها. يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ - فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا - وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا - وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ - فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا - وَيَصْلَى سَعِيرًا - إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا - إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ - بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [الانشقاق: 6 - 15] (2) . _________ (1) سورة الكهف آية: 48. (2) سورة الانشقاق الآيات: 6- 15. (1/93) ________________________________________ وروى البخاري في صحيحه «عن عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هَلَك" فقلت يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ - فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 7 - 8] (1) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما ذلك العرْض، وليس أحد يناقَش الحسابَ يوم القيامة إلا عُذِّب".» ونؤمن بأن كل إنسان سيعطى كتاب أعماله، وإذا اطلع المؤمن على ما تحويه صحيفته من التوحيد وصالح الأعمال سُرّ واستبشر، وأعلن هذا السرور، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ - إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ - فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ - فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ - قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ - كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 19 - 24] (2) . وأما الكافر والمنافق وأهل الضلال؛ فإنهم يؤتون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم، وعند ذلك يدعو الكافر بالويل والثبور، وعظائم الأمور، كما قال سبحانه: _________ (1) سورة الانشقاق الآيتان: 7، 8. (2) سورة الحاقة الآيات: 19 - 24. (1/94) ________________________________________ {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ - وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ - يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة - مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ - هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ - خُذُوهُ فَغُلُّوهُ - ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاقة: 25 - 31] (1)

[الميزان والصراط] ز- الميزان والصراط: ونؤمن بالميزان، قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] (2) . وقد دلت السنة النبوية على أن ميزان الأعمال له كفتان حسِّيتان مشاهدتان. ووزن الأعمال يكون بعد انقضاء الحساب، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها. ونؤمن بالصراط وهو الجسر المنصوب على ظهر جهنم طريقا إلى الجنة، حيث يمر جميع الناس على هذا الصراط حسب أعمالهم. _________ (1) سورة الحاقة الآيات: 25 - 31. .

(2) سورة الأنبياء آية: 47. (1/95) ________________________________________ فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يُخطف خطفا ويُلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب (1) تخطف الناس بأعمالهم، فمن تجاوز الصراط دخل الجنة. ويجب أن يُعلم أن من استقام على صراط الله الذي هو دينه الحق في الدنيا، استقام على هذا الصراط في الآخرة، ومن حاد عن الصراط المستقيم في الدنيا، فلن يصمد على صراط الآخرة. وعند الصراط في يوم الآخرة يفترق المنافقون عن المؤمنين، ويتخلَّفون عنهم، ويسبقهم المؤمنون، ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم.

[الجنة والنار] ح- الجنة والنار: نؤمن بالجنة التي أعدها الله للمؤمنين، ونؤمن بالنار التي _________ (1) جمع كلوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة. وهو حديدة معقوفة الرأس. (1/96) ________________________________________ أعدها الله للكافرين، فالجنة والنار كلاهما حق لا ريب فيهما، فالنار دار أعداء الله، والجنة دار أوليائه. قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ - وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 24 - 25] (1) . ولقد جاء وصف الجنة والنار، ووصف النعيم والعذاب في مواضع كثيرة جدا من القرآن، كلما ذكر الجنةَ عطف عليها بذكر النار، والعكس، وتارة يرغِّب في الجنة ويدعو إليها، ويرهِّب من النار ويحذر منها، وتارة يخبر عما أعدَّ في الجنة من النعيم لأوليائه، ويخبر عما أرصد في النار من العذاب الأليم لأعدائه. ونعتقد يقينا أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآنَ. قال الله تعالى عن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] (2) . _________ (1) سورة البقرة الآيتان: 24، 25. (2) سورة آل عمران آية: 133. (1/97) ________________________________________ وقال عن النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 24] (1) . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مَقْعَدُه بالغداة والعشي، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار» (2) . ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية في إثبات ذلك كثيرة جدا، ولذا فقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان مُوجدتان الآن. كما نؤمن بأن الجنة والنار لا تفنيان أبدا ولا تبيدان، وقد دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك. يقول تعالى عن الجنة: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: 35] (3) . ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت» (4) . ومن أدلة بقاء النار وعدم فنائها، قوله تعالى: _________ (1) سورة البقرة آية: 24. (2) رواه البخاري. (3) سورة الرعد آية: 35. (4) رواه مسلم. (1/98) ________________________________________ {وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة: 37] (1) وقوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36] (2) . اللهم إنّا نسألك رضاك والجنة وما قرّب إليهما من قول وعمل، ونعوذ بك من سخطك والنار وما قرّب إليهما من قول وعمل. _________ (1) سورة المائدة آية: 37. (2) سورة فاطر آية: 36. (1/99) ________________________________________ [الإيمان بالقدر] [معنى الإيمان بالقدر] الإيمان بالقدر 1 - معنى الإيمان بالقدر: هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي، ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم، وجعلهم مختارين لأفعالهم، غير مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. والإيمان بقدر الله تعالى أحد أركان الإيمان، كما في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن (1/100) ________________________________________ بالقدر خيره وشره» (1) . وقال صلى الله عليه وسلم: «لو أن الله سبحانه عذّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو كان لك مثل جبل أحد ذهبا أنفقته في سبيل الله تعالى ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار» (2) . والقدر - بفتح الدال -: هو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.

[مراتب الإيمان بالقدر] ب- مراتب الإيمان بالقدر: الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور: الأول: الإيمان بأن الله تعالى عَلِم بكل بشيء جملةً وتفصيَلَا، وأنه تعالى قد عَلِم جميع خلقه قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم، وجميع حركاتهم وسكناتهم، وأسرارهم وعلانيَّاتهم، ومن هو منهم من أهل _________ (1) أخرجه مسلم. (2) أخرجه أحمد. (1/101) ________________________________________ الجنة، ومن هو منهم من أهل النار. قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الحشر: 22] (1) . وقال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] (2) . الثاني: الإيمان بكتابة ذلك، وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به عِلْمُه أنه كائن في اللوح المحفوظ. ودليلُه قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] (3) . وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» (4) . الأمر الثالث: الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردُّها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. _________ (1) سورة الحشر آية: 22. (2) سورة الطلاق آية: 12. (3) سورة الحديد آية: 22. (4) أخرجه مسلم. (1/102) ________________________________________ ودليله قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] (1) . وقوله تعالى: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] (2) . الأمر الرابع: الإيمان بأنه سبحانه هو الموجد للأشياء كلها، وأنه الخالق وحده، وكل ما سواه مخلوق له، وأنه على كل شيء قدير. ودليلُه قوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الرعد: 16] (3) . وقوله سبحانه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] (4) . ويجب أن نعلم أن القدر قُدرة الله سبحانه وتعالى، وأن كل شيء يجري بتقديره، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن. كما يجب أن نعلم أن أصل القدر هو سر الله تعالى في خلقه، لم يطَّلع على ذلك ملك مقرَّب، ولا نبيٌّ مُرسل. إن المؤمن يصف ربّه بصفات الكمال، فتراه مؤمنا بأن كل _________ (1) سورة الإنسان آية: 30. (2) سورة إبراهيم آية: 27. (3) سورة الرعد آية: 16. (4) سورة الفرقان آية: 2. (1/103) ________________________________________ عمل لا يحدث إلا وله حكمة، وإذا غابت عنه الحكمة الإلهية في أمر من الأمور، عرف جهله أمام علم الله - المحيط بكل شيء - وترك الاعتراض على الحكيم الخبير العليم الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.

[حكم الاحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به] جـ- حكم الاحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به: إن الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية، وقدرة عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له. أما الشرع، فقد قال الله تعالى في المشيئة: {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} [النبأ: 39] (1) . وقال تعالى في القدرة: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] (2) . وأما الواقع فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل، وبهم يترك، ويفرِّق بين ما يقع بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان _________ (1) سورة النبأ آية: 39. (2) سورة البقرة آية: 286. (1/104) ________________________________________ بمشيئة الله تعالى وقدرته، لقول الله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] (1) ولأن الكون كله مُلك لله تعالى فلا يكون في ملكه شيء بدون علمه ومشيئته. والإيمان بالقدر على ما سبق تقريره لا يمنح العبد حُجّةً على ترك ما أمر الله به أو فِعل ما نهى الله عنه، فمن احتج بالقدر على فعل المعاصي فهذا احتجاج باطل من وجوه: الأول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة". فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ " قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له» (2) . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر. الثاني: أن الله تعالى أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] (3) . ولو كان العبد مجبورا على الفعل، لكان مكلفا بما لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل، ولذلك إذا وقعت منه _________ (1) سورة الإنسان آية: 30. (2) أخرجه البخاري ومسلم. (3) سورة التغابن آية: 16. (1/105) ________________________________________ المعصية بجهل أو نسيان أو إكراه فلا إثم عليه، لأنه معذور. الثالث: أن قَدَرَ الله تعالى سرٌ مكتوم لا يُعْلَم إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقةٌ على فعله، فتكون إرادته الفعل غيرُ مبنيةٍ على علم منه بقَدَر الله، وحينئذ تنتفي حُجته بالقدر؛ إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه. فإذا اعترض العاصي وقال: إن المعصية كانت مكتوبة عليّ، فيقال له: قبل أن تقترف المعصية، ما يدريك عن علم الله تعالى؛ فما دمتَ لا تعلم ومعك الاختيار والقدرة، وقد وُضِّحت لك طُرُق الخير والشر، فحينئذ إذا عصيت فأنت المختار للمعصية، المفضل لها على الطاعة، فتتحمل عقوبة معصيتك. الرابع: أن المحتج بالقدر على ما تركه من الواجبات أو فعله من المعاصي لو اعتدى عليه شخص، فأخذ ماله، أو انتهك حرمته، ثم احتج بالقدر، وقال: لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يَقبل حجته، فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى؟!

[آثار الإيمان بالقدر] د- آثار الإيمان بالقدر: إن الإيمان بالقدر مع أنه عقيدة يجب الإيمان بها، وركن من (1/106) ________________________________________ أركان الإيمان يَكفُر مُنكره، إلاَّ أن له آَثارا محسوسة في حياة الناس، ومن هذه الآثار ما يلي: 1 - القدر من أكبر الدواعي التي تدعو الفرد إلى العمل والنشاط والسعي بما يرضي الله في هذه الحياة، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل، ويُقدم على عظائم الأمور بثبات ويقين. إن المؤمنين مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى، والإيمان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله، لأن الله هو الذي خلق الأسباب، وهو الذي خلق النتائج. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير، إحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» (1) . وحين أراد المسلمون تغيير الواقع بالجهاد، أخذوا بأسباب الجهاد كلها، ثم توكلوا على الله تعالى، ولم يقولوا إن الله قدّر نصر المؤمنين وهزيمة الكافرين واكتفوا بذلك عن _________ (1) رواه مسلم. (1/107) ________________________________________ الاستعداد، والجهاد والصبر وخوض المعارك، بل فعلوا كل هذه الأمور فنصرهم الله وأعز الله بهم الإسلام. 2 - ومن آثار الإيمان بالقدر أن يَعْرِف الإنسان قَدْر نفسه، فلا يتكبر ولا يَبْطُر ولا يتعالى أبدا؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدورِ، ومستقبل ما هو حادث، ومن ثم يقرّ الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائما. 3 - إن الإنسان إذا أصابه الخير بَطَر واغتر به، وإذا أصابه الشر والمصيبة جزع وحزن، ولا يعصم الإنسان من البطر والطغيان إذا أصابه الخير، والحزن إذا أصابه الشر، إلا الإيمان بالقدر، وأن ما وقع فقد جرت به المقادير، وسبق به علم الله. يقول أحد السلف: من لم يؤمن بالقدر لم يتهنَّ بعيشه. 4 - والإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصف بالمجتمعات، وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأن الله هو الذي رزقهم وقدّر لهم ذلك، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على القدر. 5 - إن الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على (1/108) ________________________________________ مواجهة الشدائد، ويقوي فيها العزائم، فتثبت في ساحات الجهاد، ولا تخاف الموت؛ لأنها توقن أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة. ولما كانت هذه العقيدة راسخةً في قلوب المؤمنين ثبتوا في القتال وعزموا على مواصلة الجهاد، فجاءت ملاحم الجهاد تحمل أروع الأمثلة على الثبات والصمود أمام الأعداء مهما كانت قوَّتهم، ومهما كان عددهم؛ لأنهم أيقنوا أنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب له. 6 - الإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة، فهو دائم الاستعانة بالله، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب، وهو أيضا دائم الافتقار إلى ربه تعالى يستمد منه العون على الثبات، وهو أيضا كريم يحب الإحسان إلى الآخرين فتجده يعطف عليهم ويسدي المعروف إليهم. 7 - ومن آثار الإيمان بالقدر أن الداعي إلى الله يصدع بدعوته، ويجهر بها أمام الكافرين والظالمين، لا يخاف في الله لومة لائم، يبين للناس حقيقة الإيمان ويوضح لهم مقتضياته، كما يبين لهم مظاهر الكفر والنفاق ويحذَرهم منها، ويكشف (1/109) ________________________________________ الباطل وزيفه، ويقول كلمة الحق أمام الظالمين، فإن المؤمن يفعل كل ذلك وهو راسخ الإيمان واثق بالله، متوكل عليه، صابر على كل ما يحصل له في سبيله؛ لأنه موقن أن الآجال بيد الله وحده، وأن الأرزاق عنده وحده، وأن العبيد لا يملكون من ذلك شيئا مهما وجد لهم من قوة وأعوان. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اَله وصحبه أجمعين. (1/110) ________________________________________

عناية الإسلام بإقامة الروابط والصلات الوثيقة بين أفراد مجتمعه عناية لا تطاول

أن عناية الإسلام بإقامة الروابط والصلات الوثيقة بين أفراد مجتمعه عناية لا تطاول ، وقد أسس هذا الدين العظيم هذه الروابط على قاعدة راسخة .. هى الأخوة التى أقامها بين المسلمين فقد جاء الإسلام بالأمر بالتعاون على البر والخير والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (2) سورة المائدة

وما أحوجنا في هذا الزمان الذي انتشر فيه الشرّ وانحسر فيه الخير وقلّ المعينون عليه أن نحيي هذه الشعيرة العظيمة وندعو إليها ونحثّ عليها لما فيها من الخير العظيم والنفع العميم . من إقامة أمر الدين وتقوية المصلحين ، وكسر الشرّ ومحاصرة المفسدين.. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : " الإعانة هي : الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها ، والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها ، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه ، وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين ، بكل قول يبعث عليها ، وبكل فعل كذلك " ( تيسير الكريم الرحمن 2 / 238 بتصرف يسير ) وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } فقال : هو أن تعمل به وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه . ( حلية الأولياء 7 / 284 ) يقول القرطبي في تفسيره : ( وتعاونوا على البر والتقوى : هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى ؛ أي ليُعِن بعضكم بعضا ، وتحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به ، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه ، وهذا موافق لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الدال على الخير كفاعله » الجامع لأحكام القرآن 3 / 6 / 33 . وقال القاسمي في تفسيره : ( لما كان الاعتداء غالبا بطريق التظاهر والتعاون ، أُمروا - إثر ما نهوا عنه - بأن يتعاونوا على كل ما هو من باب البر والتقوى ، ومتابعة الأمر ومجانبة الهوى .. ثم نُهوا عن التعاون في كل ما هو من مقولة الظلم والمعاصي ) ( محاسن التأويل 3 / 22) وقال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } .. الآية : ( اشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم ، فإن كل عبد لا ينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين : واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق ، فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولا سعادة له إلا بها وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله ) ( زاد المهاجر 1 / 6-7 ) . ( قال البيهقي - رحمه الله - : " الثالث والخمسون من شعب الإيمان ؛ وهو باب في التعاون على البر والتقوى قال الله عز وجل { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } ومعنى هذا الباب أن المعاونة على البر بر لأنه إذا عدمت مع وجود الحاجة إليه لم يوجد البر وإذا وجدت وجد البر فبان بأنها في نفسها بر ثم رجح هذا البر على البر الذي ينفرد به الواحد بما فيه من حصول بر كثير مع موافقة أهل الدين والتشبه بما بني عليه أكثر الطاعات من الاشتراك فيها وأدائها بالجماعة " ( شعب الإيمان 6 / 101 ) ثم ساق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : « انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تمنعه من الظلم ، فذلك نصره » أخرجه البخاري برقم 2444 ومعنى هذا أن الظالم مظلوم من جهته كما قال الله عز وجل { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } فكما ينبغي أن ينصر المظلوم إذا كان غير نفس الظالم ليدفع الظلم عنه كذلك ينبغي أن يُنصر إذا كان نفس الظالم ..

سبحان ربى ، جبـــار السمــوات كم من أياد لــــه فينا

سبحان ربى ، جبـــار السمــوات كم من أياد لــــه فينا ، وآيــــات لما استكنا ، لدى سلطان قدرتــه ولم ننازعــه ، فى ماضـــى ولا آت لاقى مذلتنا ، من فيض رحمــته وقابل الضعف فينا ، بالفيوضـــات فنحن نرتع ، فى أسياج نعمــته نغدو ، ونسرح ، فى نعم وخــيرات وأنتم ، يا بنى الإنسان ، غركم ما عندكم من قوى فى الفكر ، مهداة وقد نسيتم مبادئ خلقكم ، نطفا أشد ضعفا ، وأدنى مــــــن دويدات فخلتم ، أنكم تغنون عنه ، ومــا دريتم ، أنه مــــــــــلك السموات فالله أكبر ، ما أضفى مكارمـــــه وما أبر تغاضيه عـــــــــن العاتى

. اللهم حرم وجوهنا على النار

. اللهم حرم وجوهنا على النار، وأظلنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، يا عزيز يا غفور! برحمتك يا أرحم الراحمين! برحمتك يا ألله! يا ملكُ يا ألله.. يا قدوسُ يا ألله.. يا سلامُ يا ألله.. يا مؤمنُ يا ألله.. يا مهيمنُ يا ألله.. يا عزيزُ يا ألله.. يا جبارُ يا ألله.. يا متكبرُ يا ألله.. يا خالقُ يا ألله.. يا بارئُ يا ألله.. يا مصورُ يا ألله.. يا غفارُ يا ألله.. يا قهارُ يا ألله.. يا وهابُ يا ألله.. يا رزاقُ يا ألله.. يا فتاحُ يا ألله.. يا عليمُ يا ألله.. يا قابضُ يا ألله.. يا باسطُ يا ألله.. يا خافضُ يا ألله.. يا رافعُ يا ألله.. يا معزُّ يا ألله.. يا مذلُّ يا ألله.. يا سميعُ يا ألله.. يا بصيرُ يا ألله.. يا حكمُ يا ألله.. يا عدلُ يا ألله.. يا لطيفُ يا ألله.. يا خبيرُ يا ألله.. يا حليمُ يا ألله.. يا عظيمُ يا ألله.. يا غفورُ يا ألله.. يا شكورُ يا ألله.. يا عليُّ يا ألله.. يا كبيرُ يا ألله.. يا حفيظُ يا ألله.. يا مقيتُ يا ألله.. يا حسيبُ يا ألله.. يا جليلُ يا ألله.. يا كريمُ يا ألله.. يا رقيبُ يا ألله.. يا مجيبُ يا ألله.. يا واسعُ يا ألله.. يا مجيدُ يا ألله.. يا واجدُ يا ألله.. يا واحدُ يا ألله.. يا صمدُ يا ألله.. يا قادرُ يا ألله.. يا مقتدرُ يا ألله.. يا مقدمُ يا ألله.. يا مؤخرُ يا ألله.. يا أولُ يا ألله.. يا آخرُ يا ألله.. يا ظاهرُ يا ألله.. يا باطنُ يا ألله.. يا والٍ يا ألله.. يا متعالٍ يا ألله.. يا حيُّ يا ألله.. يا قيومُ يا ألله.. يا مقيتُ يا ألله.. يا مميتُ يا ألله.. يا برُّ يا ألله.. يا توابُ يا ألله.. يا منتقمُ يا ألله.. يا عفوُّ يا ألله.. يا رءوفُ يا ألله.. يا مالكَ الملك ذا الجلال والإكرام يا ألله.. يا مقسطُ يا ألله.. يا جامعُ يا ألله.. يا غنيُّ يا ألله.. يا مُغْنٍ يا ألله.. يا مانعُ يا ألله.. يا ضارُّ يا ألله.. يا هادٍ يا ألله.. يا نورُ يا ألله.. يا بديعُ يا ألله.. يا باقٍ يا ألله.. يا وارثُ يا ألله.. يا رشيدُ يا ألله.. يا صبورُ يا ألله.. يا ألله.. يا من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] يا ألله.. يا نعم المولى، ويا نعم النصير يا ألله.. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك! جل وجهك! وعز جاهك! تفعل ما تشاء بقدرتك! وتحكم ما تريد بعزتك! يا حي يا قيوم! يا بديع السماوات والأرض! يا ذا الجلال والإكرام! اللهم ارحم جميع أمة محمد بحرمة القرآن، يا رحيم يا رحمان! اللهم إنا نعوذ بك من الموت وكُرْبته، والقبر وغمَّته، والصراط وزلَّته، ويوم القيامة وروعته. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا بنبيك ومصطفاك. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك. اللهم اجعلنا مع الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10] . رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:286] . رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:8-9] . رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [آل عمران:147] . رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:192-194] . رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [يونس:85-86] . رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [الممتحنة:4] . رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] . اللهم لك أسلمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا، وبك خاصمنا؛ فاغفر لنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أعلَنَّا، وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا. اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا منك بخير أجمعين. اللهم اختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات:180- اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا، ولوالدينا، ولوالدي والدينا، ولمشايخنا، ومعلمينا، ولمن له حق علينا، ولمن أسدى إلينا معروفاً، ولمن وصَّانا واستوصانا بدعاء الخير، ولمن وصيناه بدعاء الخير، ولمن أحبنا فيك، ولمن أحببناه فيك، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وارحمنا اللهم برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا إذا صرنا تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم من لنا إذا غسَّلنا أهلونا؟! اللهم من لنا إذا كفنونا؟! اللهم من لنا إذا وضعونا في القبور؟! وحثوا علينا التراب؟! وأغلقوا علينا الباب؟! اللهم كن لنا، وكن معنا، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم املأ علينا قبورنا بالنور! يا نور النور، يا عالم ما في الصدور! اللهم آنس وحشتنا في القبور. اللهم آنس غربتنا في القبور، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم ارحم والدينا، واغفر لهم، وارضَ عنهم رضاً تحل به عليهم جوامع رضوانك، وتحلهم به دار كرامتك وأمانك، ومواطن عفوك وغفرانك، وأدرَّ به عليهم لطائف بِرِّك وإحسانك. اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحو بها سالف أوزارهم، وسيئ إصرارهم، وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمِّنهم بها يوم الفزع عند نشورهم. اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين، وارحم انقطاعهم إليك، كما كانوا لنا في حال انقطاعنا إليهم راحمين. اللهم برهم أضعاف ما كانوا يبرُّوننا، وانظر إليهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا ظننا فيك الجميل، اللهم وحاشاك أن تخيب الظنون، اللهم أبدل قبيحنا بالجميل، واستر علينا بسترك الجميل، وعاملنا بالجميل، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم قد تبنا، اللهم قد ندمنا، اللهم قد رجعنا، اللهم قد تذللنا بين يديك، اللهم وقفنا خاضعين بين يديك، يا ألله! يا رباه! يا غوثاه! من لنا يا ألله؟! من لحوائجنا يا ألله؟! من لأمورنا يا ألله؟! من لأولادنا يا ألله؟! من لأزواجنا يا ألله؟! من لأنفسنا يا ألله؟! من لآلامنا يا ألله؟! من لأمراضنا يا ألله؟! من لدنيانا وآخرتنا يا ألله؟! اللهم أنت لنا، وأنت رجاؤنا، اللهم عبادك توجهوا إليك، اللهم فلا تطردهم عن جنابك، ولا تبعدهم عن بابك، ولا تحرمهم من رحمتك. اللهم تقبلهم بما هم عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، ورقاب أمهاتنا، ورقاب آبائهم وأمهاتهم، ورقاب إخواننا، ورقاب أزواجنا، ورقاب أولادنا، ورقاب أرحامنا وأقربائنا، ورقاب أصدقائنا، ورقاب أحبابنا، ورقاب جيراننا، ورقاب الحاضرين من النار أجمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يا من بيده الخير! ويا رب الخير! يا من منه الخير! يا من إليه الخير! اللهم املأ بيوتنا بالخير. اللهم املأ حياتنا بالخير، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم نور قبورنا بالقرآن اللهم آنس بالقرآن وحشتنا في القبور، وارحمنا به يوم النشور. اللهم ارحم ذلنا بين يديك يوم العرض عليك. اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى القبور. اللهم هون علينا القبور. اللهم هون علينا وحشتنا في القبور، وهون علينا سؤال منكر ونكير، وهون علينا يوم الحساب. اللهم كن لنا ولا تكن علينا. اللهم ارحم ذلنا يوم الوقوف بين يديك، يوم تَعْنُو الوجوه لعظمتك، يا عظيم! اللهم ارحم ذلنا بين يديك يوم العرض عليك. اللهم اجعل القرآن الكريم سبباً لنا إلى الفوز الأكبر العظيم. اللهم إننا فقراء إلى رحمتك. اللهم إننا ضعفاء فقوِّنا، وإننا إلى رحمتك فقراء فاغننا. اللهم أغننا عمن أغنيته عنا. اللهم اجعل سعة رزقنا آخر حياتنا عند الكبر. اللهم لا تحوجنا إلى لئيم فيطردنا. اللهم كن لنا رحيماً وبنا رحيماً، يا أرحم الراحمين! تقطعت الأسباب إلا سببك، فأنت ربنا، وأنت خالقنا، وأنت رازقنا، إلى من تكلنا يا إلهنا؟! فإن طردتنا فمن ذا الذي يرحمنا؟! اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، ونسألك اللهم كلمة الحق في الغضب والرضا. اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، وأَوْسِع مدخلهم، وأَوْنِس وحشتهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقِّهم من الذنوب الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم وأنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وبجودك ورضوانك فرحين، وإلى علو الدرجات سابقين. اللهم انقلهم جميعاً من ضيق اللحود، ومراتع الدود، إلى جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] . اللهم وارحمنا برحمتك إذا ما صرنا إلى ما صاروا إليه. اللهم ارحمنا برحمتك إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تحرمنا شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه شربة لا نظمأ بعدها أبداً، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم يَمِّن كتابنا، ويسِّر حسابنا، وثقِّل ميزاننا. اللهم ثبت أقدامنا على الصراط، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم وارحمنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض. اللهم لا تفضحنا يوم تبلى السرائر. اللهم بيِّض وجوهنا إذا اسودَّت الوجوه. اللهم وظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم واغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك. اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إنهم أصبحوا مرتهنين في تلك الحفر المظلمة لا يستطيعون زيادة من الحسنات، ولا نقصاً من السيئات، فجازهم بما عملوا من الحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد من الآمنين. اللهم وانقلهم من ضيق اللحود، ومراتع الدود، إلى جناتك جنات الخلود، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:28-30] . وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، تحت الجنادل والتراب وحدنا. اللهم مَن لنا إذا غسلنا أهلونا؟! ومَن لنا إذا كفنونا، وعلى الأكتاف حملونا، وفي القبور تركونا إلى منكر ونكير يسألوننا؟! لا منجِّي عندها سواك، لا رحمان عندها سواك، لا رحيم عندها سواك. يا من أظهر الجميل وستر القبيح! يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر! يا حسن التجاوز! يا سامع كل نجوى! ويا منتهى كل شكوى! يا كريم الصفح! يا عظيم المن! يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها! يا سيدنا! ويا مولانا! لا تشوِ خلقنا بالنار. اللهم وأعذنا من النار. اللهم وأعذنا من عذاب القبر، اللهم وأعذنا من الضلال، وثبتنا عند السؤال، برحمتك يا رب العالمين! اللهم وجهك أعظم الوجوه، وعطيتك أكرم العطايا وأهناها، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، تكشف الضر، وتشفي السقيم، وتغفر الذنب العظيم، وتقبل التوبة عن المسيئين، ولا يجزي بآلائك أحد، أنت الله لا إله إلا أنت، أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأجود من سئل، أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حُلْت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مفضية، والسر عندك علانية، الخلق خلقك، والعباد عبادك، وأنت الرءوف الرحيم، وأنت الغفور الرحيم، نسألك اللهم في هذه الليلة بوجهك الكريم، نسألك يا ألله أن تجيرنا من النار. اللهم أجرنا من النار. اللهم وحرم أبداننا على النار. اللهم وحرمنا على النار، برحمتك يا عزيز يا غفار! اللهم واحشرنا تحت لواء سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم واغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.

سنة من التفكير العميق فيمايحدث اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على عبدك ورسولك محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم وبعد السلام عليكم وحمة الله وبركاته فلقد اخذتنى سنة من التفكير العميق فيمايحدث اليوم من عجائب القدرة الالهية خلق يحيون ثم يموتون وتنقطع اخبارهم ولا خبر وهنالك قوم سادرون على غيهم يمسكون بتلابيب العنجهية والتكبر والتمادى على طريق الغواية بلا عودة وبلا خوف من المصير المحتوم فيماوراء القبور المغلقة صناديق العمل والمساكن التى بها الاقامةالجبرية لحين الفصل والقضاء بالبعث والاحياء من جديد نموت ونحيا ولكن لا زالت هنالك عقول متصلبة متعجرفة لاتقر بالنهاية التى لامفر منها على الرغم من حالات كثيرة قد رحلت وغاب نجمها بالافول اذكر يوما من كان معك ثم سرعان ما انطفأت أو انطفأ سراج عمره وولى الى ربه مترجلا بلا عشيرة وبلا اى شىء من متاع الحياة التى طالما تصارعنا وتعادينا وتقاضينا بعضنا البعض بداع وبغير داع للحكام هيهات هيهات فلقد حلت باوطانى ما يزيد عن الكيل وغلا صوت الضلال والباطل بعنفوان وعصبية يهرف بمالايعى وكاننا لا نرى ولا نسمع موات الزرع الانسانى واقدار الله فينا هيهات هيهات اين الضمائر التى تحلق فى سموات الكبر والفساد والعجرفة اين العقول التى تعقل والاعين التى تتدبر ؟ لماذا يظلم الانسان اخوانه واخواته ظانا منه امكانية السيطرة وفرض الوصاية على من لايبلونه ولا ولايرجون منه خير ؟ قلبت عينى حولى فلم سوى فريقين احدهما مظلوم والاخر ظالم والفريق الثالث يقف اما على الحياد واما ينحاز

رثاء فيمن تقدمنا

أيها الجاثمون فوق التراب سوف أرويكم قصة عابد العابد اسمه وائل خير من درج وكان عينا والآن صار خبرا سلوا عن وائل أمه وأبيه وسلوا عنه محمد وأحمدا وياسر اليسر ومن لسانه وأخواته من وائل الذى قد كان لكم ؟ بكوا جميعا عند العشى والغدو وكلهم انتحب لفقد وائل والدمع منسكب وائل قد كان برا وخيرا ونهرا كوثرا وسائلا عن أبويه غدوا وعشيا وعند الليل بسحر أين أنت يا وائل الآن ؟ من طارق للباب عليهما هم كانوا سبعة نفر ولكنهم ليسوا كوائل رمانة ميزان العائلة وائل كان فى صبحه يساءل أمه كيف حالكم حيوا وائل الكريم وادعوا له نعم الابن الطائع لأهله بكوا وتباكوا فى كل حين على الذى كان طارق بابنا يساءل الأب كيف حالك ياأبت وما دهاك ؟ والأم التى ابتليت بما ابتليت كان وائل عزاؤنا فيمن ابتلينا من إخوة مبتلينا ولكن تصاريف القدر مات الذى كان روحا وبلسما وأريجا مات الذى كان شهد حياتنا ورواؤنا على ما ابتلانا مات الذى كان بلسما وشهدا على الجروح يواسى أمه أبتاه صبرا صبرا آل المرسى فالجزاء من ربكم وفاقا على الصبر ان صبرتم وعاقبة خير اا وبرا أبتاه كلما ولجت عليه وجدته تجدد الحزن ولعب الشيطان الرجيم برأسه دامع العينين ويدعوا رحماك ربى وحدك بك أستجير وأستغيث برحمة لابنى وائل الضعيف حنانيك ياربى بفلذات كبدى ارحمهم ولا تهن لهم ظهرا هل يا الهى تغفر ولا تغفر لخادم أهله ؟ رباه ارحم وائل وارزقه الثبات والهدى رباه أنا عبدتك واحدا ورزقت منك عطاء وفضلا فلا تخيب رجاء عبدك فيمن اصطفيته وأطفأت مصباح حياته بموت رباه أنا أحببت الخير فيك ورزقت منه فاجعل الخير سببا ومكسبا على وائل ولوائل ريا ريا رباه أنا من تراب الارض وخشاشها ولكنى لن اعدم فيك ومنك رجاء محتاج رباه انا من تراب الارض وخشاشها اغفر ليا الزلات وامنحنى واياه عفوك المنتظر رباه انا من انا ؟ عابد ساجد ارجوك بصالح كل صالح وعفوه ان تغفر لمن رزقت به اولا وآخر ا بين يديك رباه غفرانك اللهم بضعف عملى الصالح وائل معروف بتقاه وغناه ولا ازكيه عليك يا رباه رباه وائل مذ رزقت به نذرته لك واليوم قد جاءك مسرعا خطاه واناخ ببابك ملبيا لداعى الموت وما خالف منتهاه اغفر له اغفر له اغفر له وارحمه بجود احسانك وتفضل رباه أنا من أنا ؟ بين الانام عبد قد صيرته عبد هينا خلقه وبناه واضعفت قواه وانسانا قد خلقته لحما ودما ليحيا بين الخلق فترة ثم ياتيه اليقين ليهدم حياته ومعاشه ارحمنى وارحم وليدى ما دام حيا على الحياة وارحمه اذا ما فارق الدور والاهل ولم يعد له قيد انملة من حياة فى الحياة رباه قد اعطيتنى ووهبتنى رديفا وغلاما رباه قد وهبتنى كما وهبت زكريا عليه السلام الغلام السمى غلامى قد وحبى قد أفضى اليك مقدما مطلقا حياته ومن كانوا معه فهلا غفرت وسامحت يامن بيده العفو والعفو منك جائزة من رجاك واحتمى بجنابك يامن يرتجى عند الشدائد والسكرات فهلا عفوت وهو بين يديك كائن شقى أو سعيد ؟ فمنا الرجاء واليك وعليك القبول لعبد دعاك وناجاك - وعليك التكلان يامن نسأله فيجيبنا ولا يرد من دعاه وعليك التكلان يامن نسأله فيجيبنا ونلتمس أعذارنا فهو يقبل منا وعنا اغفر لعبدك ابن عبدك وائل المرسى إنى كان لى قرين سبقنى اليك وهو الآن ماثل بين يديك فى حياة البرزخ انى كان لى قرين يحيا ويلعب ويلهو ويحلم ويؤمل عيش الكرام وجد واجتهد انى كان لى قرين كان يصحبنى ويؤاكلنى ويشاربنى فاين غاب عنى انى كان لى قرين حكيم كانت عيناه بحر عميق يصغرنى واكبره كا لأسد انى كان لى قرين غاب عنى وما ظننت يوما انه سيزول عنى وسيكون اول من يلبى الطلب ويجيب الطلب انى كان لى قرين تقى يحب الصلاة ويحب الصيام ويحب برالاله وما جحد انى كان لى قرين ينوى الصلاح ويعمل لينجو من سوء العذاب والمنقلب انى كان لى قرين مسارع على حمل الخير للناس وللبلد انى كان لى قرين أمير يأتينا عند الظهيرة حاملا بيده تقاه وما كسد انى كان لى قرين كنت اسعد باقدامه ومسعاه ورحمة الله عليك ايها الولد انى كان لى قرين ملاعب مداعب مضاحك مسامر انى كان لى قرين ذهب الى ربه وغاب عنا ونرجو الرحمن احسان عقوبته ويهديه الى الرشد انى كان لى قرين ولكنى افتقدته فلم اجده وعزاؤنا من الولد فى الولد آه بل آهات تملؤنى واصرخ اين حبيبى ظ اين من كان معى ؟واسعد بلقياه ؟ انى كان لى قرين أنيس مضاحك مشاغل واين من يداعبنى من بعد الممات ؟ أصعب كلمة على النفوس أن أقول عمن كان معى ولنفسى مصاحبا تقيا حبيبى مات واكره من الناس من يقول : مات الأسد أصعب قرار كلمة فراق وبعد الأسد حبيبى القريب غاب عنى للأبد فأصبح عنى بعيد ا بعد المشرقين والمغربين بلا عدد يا حزن قلبى المفطور ويادمع العين السخين على فقدك ايها الحبيب الراحل يقولون : مات الحبيب وهذا قبر الحبيب من أحببناه وأحبنا ولكن مالى حيلة عنه ولا غنى ولا عنه صبر ولا اصطبار ياويل النفس أشقاها قراريط الهم جفاء ويملؤنى النصب والوصب يا ويل النفس أشقاها الفراق وأبعده عنا رقيه فى السماء الطباق يا ويل النفس من حياة ليس فيها من احببناهم وأحبونا وأخلصوا الينا المحبات يا ويل النفس التى شقيت فراقا ووداعا لمن كانوا يسعدوننا بكلمة حب ولقاء وود وتلاق ووداد وتصاف يا ويل النفس التى تشتاق الى ريِّها ولكن كيف ؟ واين حبيب الفؤاد ؟ يا ويل النفس التى تشتاق الى رؤيا الحبيب الموارى بالتراب وخلف الحجاب محجوب ؟ أين أخانا ؟ أين القدوة والأخ الصدوق وملتقى الأحباب ؟ أين أخانا الرفيق الودود من كان به ود اللقاء وامل الحياة ؟ أين أخانا أمل حياتى ونهر الحنان والبر الرحيم فؤاده وعقله والسنى الطلعة - من كانت فضائله سوابق محموده اين اخانا من كان يحمل الكل ويعين على نوائب الدهر عمره ونهاره اين اخانا من كان عنده عند كل مشكلة جوابا وصوابا وعند كل سؤال ردا وفصلا اين اخانا من كانت مشيته تسعدنى ونظراته تبعث فِّى أمل الحياة ؟ اين اخانا الأول عند كل عمل يرضى الاله والعامل المثالى بمرضاة الاله ؟ اين اخانا الذى كان اذا اتى رمضان اتانا داعيا بخير وانشراح مؤمل اين اخانا الذى كان لرمضان يغدو ويروح اعدادا واستعدادا بمظاهر استقباله بالفوانيس اين اخانا الذى كان يسارع بالخيرات فيه ويصلى القيام والتراويح وسعه وقدرته اين اخانا الذى كان يحرص فى رمضان من عام على صلاة التهجد والعشر الاواخر من رمضان جهده ؟ اين اخانا الذى كان يسابق سباق المؤمنين برا وعطفا وحنانا ووفاء للجميع اين اخانا الاخ الرحيم والزوج المثالى على الاخلاق والادب وشيم الفضائل باذلا اين اخانا الاخ الذى كان يؤازر فى الاعمال والاقوال قائما بسوابق المعروف مجاهدا اين اخانا المساعد الامين والامين والدليل على صنائع المعروف يارب العالمين منذ الرابع من مارس 2015 وقد وافت المنية أخونا وغربت شمسه وهو على مانعلم وانت اللهم به الان اعلم نسألك ان تدخل على جميع اهل ملتنا عامة وعلى روح اخانا العزيز سلاما منى ورحمة منك وبرد مضجعه اللهم ان شهر شعبان قد أزف على الانتهاء ورمضان قد اوشك على الاقتراب والولوج فيه فاللهم يارب العالمين انزل على ارواحهم البرد واالامن وراحة البال وزد حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم اللهم رب الناس ملك الناس من ير ويطلع على عالم الغيب والشهادة ارحم واعف واغفر وتجاوز عماتعلم عمن تقدمونا من أسلافنا من الاباء والأمهات والإخوة والأخوات وكل من أخلصوا لنا المحبات وصدقوا اللهم رب الناس ملك الناس فالق الحب والنوىومحيى الموتى إن لنا أسلافا كراما قد كنا معهم وكانوا هم معنا ولكنهم الآن تقدمونا اليك وهم الآن بين يديك حضور فاللهم الطف بهم يا رحمن يارحيم يامن قلت فى الأثر لنبى الله موسى عليه السلام : ياموسى اذاكنت سترتهم فى الدنيا وهم احياء فكيف أنساهم وهم مقبورين تحت التراب ؟ يا الله يا الله يا الله يا عظيم يامن اتصفت بالاسماء والصفات والفعال الطيبة الحسان حرم العذاب والنار على أجساد صلت لك وصامت وزكت وأنفقت فى سبيل مرضاتك يارب ولا ينادى بها غيرك ولا يناجى بها غيرك يارب أنت الرب اللطيف وهم العبيد الضعاف الطف بهم وارفع عنهم الشدائد والاهوال وحرم جنوبهم وظهورهم ووجوههم على النار يارب الاسماء والصفات يارب الارض والسموات يارب الحياة والموت يارب الشهداء والاشقياء والسعداء والمهتدين والضالين يارب كل شىء ومليكه آنس وحشة أهل القبور وآنس وحشة أخى وارحمه فى قبره يارب أسألك بما سألك به عبدك ونبيك موسى عندما دفن أخاه هارون واسألك بما دعاك به عبدك المصطفى ونبيك محمد عند كل كرب عظيمك ومصيبة أن ترحم الآباء وكل من له حق علينا من أهلينا ممن صحبناهم وصحبونا وعاملناهم رجالا ونساء وصغارا وكبار وشبابا وشيبا يارب يا الله يارب يا الله كن معنا وكن لنا وكن موفقا لنا ولا تكن علينا ولا تخزنا عند الوحدة والوحشة والغربة يارب نحن خلقك وخلقكك كثير فاللهم أنعم علينا بنعمة القبول يا رب العالمين

أينَ أبي

يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي وأبُوهُ عدِّي لا أبَا لكِ واحْسُبِي عُدّي، فإنّي قد نَظَرْتُ، فلم أجدْ بينِي وبيْنَ أبيكِ آدَمَ مِنْ أبِ أفأنْتِ تَرْجينَ السّلامَة َ بَعدَهمْ هَلاّ هُديتِ لسَمتِ وجهِ المَطلَبِ قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلى الرَّضيعِ إلى الفطِيْمِ إلى الكبيرِ الأشيبِ فإلى متَى هذَا أرانِي لاعباً وأرَى َ المنِّية َ إنْ أتَتْ لم تلعَبِ


  أبو العَتاهِيَة 130 - 211 هـ / 747 - 826 م

ما حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام؟

وهل قياس بعض أهل العلم المعاصرين المأموم على رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام ؟ 

- في المنع من ذلك - له وجه؟ أرجو التفصيل، مع ذكر الأدلة.

أجاب على السؤال : الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


فإن الأصل هو رفع اليدين حال الدعاء مطلقاً وذلك إظهاراً للذل والانكسار، والفقر إلى الله سبحانه، وتضرعاً واستجداءً لنواله، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها، وأسباب إجابته؛ لما فيه من إظهار صدق اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه كما يشير إليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"، وفيه: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب" (رواه مسلم).

 

قال العلامة ابن رجب الحنبلي: "هذا الكلام أشار فيه صلى الله عليه وسلم إلى آداب الدعاء، وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته، وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة...." قال: "الثالث: مد يديه إلى السماء، وهو من آداب الدعاء التي يرجى بسببها إجابته، وفي حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين"

(خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه)

وروي نحوه من حديث أنس وجابر وغيرهما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه، ورفع يديه يوم بدر يستنصر على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة رفع يديه في الدعاء أنواع متعددة..."قال: "ومنها: رفع يديه، جعل كفيه إلى السماء وظهورهما إلى الأرض، وقد ورد الأمر بذلك في سؤال الله عز وجل في غير حديث، وعن ابن عمر، وأبي هريرة، وابن سيرين: "أن هذا هو الدعاء والسؤال لله عز وجل".

 

وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في "الفتاوى الكبرى":

"ويسن للداعي رفع يديه والابتداء بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يختمه بذلك كله وبالتأمين"، وقال: "وأمارفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة".

 

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه كلما دعا؛ ففي"الصحيحين" وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال: "فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ، ثم رفع يديه، ثم قال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر"، حتى رأيت بياض إبطيه..." الحديث.

 

وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة خالد لما أمره أصحابه بقتل ما بأيديهم من أسرى، وفيه: "فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك رفع يديه فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" (مرتين).

 

وقد بوب البخاري في "صحيحه" أيضاً لهذه المسألة فقال : "باب رفع الأيدي في الدعاء"، وأشار ضمن هذه الترجمة لهذين الحديثين وغيرهما.

 

وقال الإمام النووي في "شرح مسلم": "قد ثبت رفع يديه في الدعاء فيمواطن، وهي أكثر من أن تحصى". قال: وقد جمعت منها نحواً من ثلاثين حديثاً من "الصحيحين"

 

ومن المعلوم أن رفع اليدين في الدعاء ثابت بأحاديث بلغت مبلغ التواتر المعنوي؛ قال الإمام السيوطي في الألفية:

خمس وسبعون رووا "من كذبا" *** ومنهم العشرة ثم انتسبا

لها حديث "الرفع لليدين" ***و"الحوض" و"المسح على الخفين"

 

وفي الصحيحين عن سهل بن سعد، في قصة صلاة أبي بكر بالصحابة، لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم للصلح بين بني عمرو بن عوف، وفيه: "فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يصلي، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه، فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك" الحديث.

 

ومعلوم أن هذا كان في الصلاة؛ ففي غيرها من المواضع أولى وأحرى قال الباجي في "المنتقى": "ورفع أبي بكر يديه في الصلاة للدعاء دليل على جواز ذلك في الصلاة، وقد روي عن مالك جواز رفع اليدين في موضع الدعاء".

 

ولا يخرج عن هذا الأصل إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ولم يرفع يديه فيها؛ كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، ودعاء الاستفتاح وفي خطبة الجمعة للإمام في غير الاستسقاء، فإن السنة فيها الإشارة بالإصبع فالأدلة فيها خاصة.

 

قال النووي في "المجموع": "فرعٌ : في استحباب رفع اليدين في الدعاء خارج الصلاة، وبيان جملة من الأحاديث الواردة فيه":

"اعلم أنه مستحب؛ لما سنذكره إن شاء الله تعالى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى ورفع يديه وما في السماء قزعة فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر من لحيته"

(رواه البخاري ومسلم)

 ورويا بمعناه عن أنس من طرق كثيرة، وفي رواية للبخاري: "فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون، فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى"، وذكر تمام الحديث.

 

وثبت رفع اليدين في الاستسقاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة من الصحابة غير أنس، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

 

وعن أنس رضي الله عنه في قصة القراء الذين قتلوا قال: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم، يعني:على الذين قتلوهم" (رواه البيهقي بإسناد صحيح حسن).

 

وقد سبق عن عائشة رضي الله عنها في حديثها الطويل في خروج النبي صلى الله عليه وسلم في الليل إلى البقيع للدعاء لأهل البقيع والاستغفار لهم، قالت: أتى البقيع؛ فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف، وقال: "إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع وتستغفر لهم"

(رواه مسلم).

 

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً! فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني"، فمازال يهتف بربه مادّاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه" (رواه مسلم)، قوله: "يهتف" بفتح أوله وكسر التاء المثناة فوق، -يقال: هتف يهتف- إذا رفع صوته بالدعاء وغيره.

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنه كان يرمي الجمرة سبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يستقبل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال؛ فيستقبل ويقوم طويلاً، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف؛ فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله" (رواه البخاري).

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: "صبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بُكرة وقد خرجوا بالمساحي، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال:

"الله أكبر، خربت خيبر" (رواه البخاري في آخر علامات النبوة من صحيحه).

 

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس وذكر الحديث، وأن أبا عامر رضي الله عنه استشهد، فقال لأبي موسى :

يا ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: استغفر لي، ومات أبو عامر قال أبو موسى : فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال : "اللهم اغفر لعبدك أبي عامر"، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس"

فقلت: وليَ فاستغفر، فقال : "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما" (رواه البخاري ومسلم).

 

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعاً يديه يقول : "إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه".

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه، وقال: "اللهم اهد أوساً وأت بهم".

 

وعن جابر رضي الله عنه : أن الطفيل بن عمرو قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هل جابر في حصن حصين ومنعة؟

وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له وأن صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات، فرآه الطفيل في المنام، فقال : ما فعل الله بك؟

فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأن يديك؟

قال: قيل لن يصلح منك ما أفسدت من نفسك؛ فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم وليديه فاغفر" - فرَفَعَ يديه -.

 

وعن علي رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها؛ فقال: اذهبي إليه فقولي له:كيت وكيت، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذهبت ثم عادت؛ فقالت :إنه عاد يضربني، فقال: اذهبي فقولي له: كيت وكيت فقالت : إنه يضربني، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: "اللهم عليك بالوليد".

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان، رضي الله عنه".

 

وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال : "أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه".

وعن أبي عثمان قال: "كان عمر رضي الله عنه يرفع يديه في القنوت".

وعن الأسود أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت".

 

هذه الأحاديث من حديث عائشة: "إنما أنا بشر فلا تعاقبني" إلى آخرها رواها البخاري في كتاب : "رفع اليدين"بأسانيد صحيحة، ثم قال في آخرها :

"هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، وفيما ذكرته كفاية، والمقصود أن يعلم أن من ادعى حصر المواضع التي وردت الأحاديث بالرفع فيها فهو غالط غلطاً فاحشاً والله تعالى أعلم) انتهى.

 

وقد أفتى بعض المعاصرين بأن رفع اليدين عند التأمين على دعاء الإمام يوم الجمعة بدعة.

واحتج أولاً :

بعدم نقله عن الصحابة، مع كثرة الجمع التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم.

ويجاب:

بأن عدم العلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم، وبأن ما ذكروه معارض بعموم حديث سلمان وأبي هريرة السابقين، ومجموع الأحاديث الأخرى التي نقلها النووي عن البخاري، وبأن الأصل المقرر هو أن رفع اليدين من آداب الدعاء عموماً، ولا يخرج عن هذا العموم إلا بدليل، وبأن حصر مواضع رفع اليدين في الدعاء بما صح فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ محض.

 

واحتجّ ثانياً:

حديث أنس في "الصحيحين": "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء".

وقد أجاب الحافظ ابن حجر في "الفتح" عن هذا الاستدلال بقوله :

"إن المنفي صفة خاصة لا أصل الرفع، وقد أشرت إلى ذلك في أبواب الاستسقاء، وحاصله أن الرفع في الاستسقاء يخالف غيره، إما بالمبالغة إلى أن تصير اليدان في حذو الوجه – مثلاً- وفي الدعاء إلى حذو المنكبين، ولا يعكر على ذلك أنه ثبت في كل منهما : "حتى يُرى بياض إبطيه"، بل يجمع بأن تكون رؤية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره، وإما أن الكفين فيالاستسقاء يليان الأرض وفي الدعاء يليان السماء.

قال المنذري: وبتقدير تعذر الجمع؛ فجانب الإثبات أرجح".

 

واحتجّ ثالثاً:

بما أخرجه مسلم من حديث عمارة بن رويبة: "أنه رأى بشر بن مروان يرفع يديه، فأنكر ذلك، وقال: "قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا"، وأشار بإصبعه المسبحة.

ويجاب:

بأن هذا الحديث أخص من محل النزاع؛ فإنه مختص بالإمام ولا يشمل المأمومين، ولو سلمنا أنه يشملهم، فيكون دالاً على استحباب رفع الإصبع في الدعاء يوم الجمعة، وهم لا يقولون به أيضاً، ثم ليس استدلالهم بهذا الحديث بأولى من الاستدلال بحديث أبي هريرة في رفع النبي صلى الله عليه وسلم كلتا يديه في دعائه على المنبر للاستسقاء

فإن قيل هذا الرفع خاص بدعاء الاستسقاء؟

 قلنا: وكذلك حديث عمارة بن رويبة خاص بالإمام دون المأمومين.

ثم إن إنكار عمارة على بشر برؤيته النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه لا يعد دليلاً على عدم جواز رفع اليدين بمفرده، لأن عمارة روى ما رأى، وهذا لا ينفي أن يكون رآه غيره على غير هذه الهيئة.

قال الحافظ: "وردّه - يعني الإمام الطبري- بأنه إنما وردفي الخطيب حال الخطبة، وهو ظاهر في سياق الحديث؛ فلا معنى للتمسك به في منع رفع اليدين في الدعاء مع ثبوت الأخبار بمشروعيتها".

وقد جرى الجمهور على تقييد عدم جواز رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة بالإمام دون المأموم ، قال شيخ الإسلام في "الفتاوى":

"ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة وهو أصح الوجهين لأصحابنا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بأصبعه إذا دعا، وأما في الاستسقاء فرفع يديه لما استسقى على المنبر".

وقال البهوتي في "كشاف القناع": "(و) يسن أن(يدعو للمسلمين)؛ لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخطبة ففيها أولى ... يكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة؛ قال المجد: هو بدعة وفاقاً للمالكية والشافعية وغيرهم. (ولا بأس أن يشير بإصبعه فيه) أي دعائه في الخطبة".

وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوتار": "الحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء وأنه بدعة".

وقال الرملي -الشافعي- في "نهاية المحتاج": "(و) يسن (رفع يديه) فيه (أي في القنوت عندهم)، وفي سائر الأدعية اتباعاً،

كما رواه البيهقي فيه بإسناد جيد، وفي سائر الأدعية الشيخان وغيرهما".

 

وحاصل ما تضمنه كلام الشارح هنا أن للأول دليلين:

فإنه استدل على القول بأن الرفع سنة للاتباع، وأن القائل بعدم سنيته استدل عليه بالقياس على غير القنوت من أدعية الصلاة كدعاء الافتتاح والتشهد والجلوس بين السجدتين.

وأفاد بقوله كما قيس الرفع فيه إلى آخره أن القائل بالأول استدل أيضا بالقياس المذكور، ومقابل الأصح عدم رفعه في القنوت لأنه دعاء صلاة فلا يستحب الرفع فيه قياساً على دعاء الافتتاح والتشهد، وفرق الأول بأن ليديه فيه وظيفة ولا وظيفة لهما هنا، وتحصل السنة برفعهما سواء أكانتا متفرقتين أم ملتصقتين، وسواء أكانت الأصابع والراحة مستويتين أم الأصابع أعلى منها، والضابط أن يجعل بطونها إلى السماء وظهورها إلى الأرض كذا أفتى به الوالد رحمه الله تعالى

وخبر : " كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء"، نفيٌ، أو محمول على رفع خاص وهو للمبالغة فيه، ويجعل فيه وفي غيره ظهر كفيه إلى السماء إن دعا لرفع بلاء ونحوه، وعلى النقيض من ذلك إن دعا لتحصيل شيء أخذاً مما سيأتي في الاستسقاء

ولا يعترض بأن فيه حركة وهي غير مطلوبة في الصلاة إذ محله فيما لم يرد، ولا يرد ذلك على الإطلاق ما أفتى به الوالد -رحمه الله تعالى- آنفاً إذ كلامه مخصوص بغير تلك الحالة التي تقلب اليد فيها، وسواء فيمن دعا لرفع بلاء في سن ما ذكر أكان ذلك البلاء واقعاً أم لا كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية".أ.هـ.

 

وبهذا البيان يتبين أن قياس المأموم على الإمام في عدم رفع اليدين حال التأمين فاسد الاعتبار، وأن رفع اليدين في الدعاء عموماً مشروع وثابت؛ فمن دعا ورفع يديه حال الدعاء، لا ينكر عليه، إلا في الحالات السابقة، التي صح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك رفع اليدين فيها

وقد سئل ابن حجر الهيتمي في : "الفتاوى الفقهية الكبرى" عن رفع اليدين بعد فراغ الخطبتين يوم الجمعة هل هو مستحب أو بدعة؟

فأجاب : "رفع اليدين سنة فيكل دعاء خارج الصلاة ونحوها ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرفعهما إلا في دعاء الاستسقاء فقد سها سهواً بيناً وغلط غلطاً فاحشاً، وعبارة العباب مع شرحي له

(يسن للداعي خارج الصلاة رفع يديه الطاهرتين) للاتباع ...

وقال : من ادعى حصرها فهو غالط غلطاً فاحشاً، وهذه لكونها مثبتة مقدمة على روايتهما كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية، ويكره للخطيب رفعهما في حال الخطبة كما قاله البيهقي".

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين : "ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه، فالأصل الرفع؛ لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا".

 

لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد؛ كالدعاء بين الخطبتين -مثلاً- فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء -رفع اليدين- فلا ينكر عليه، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة، فلا ينكر عليه؛ فالأمر في هذا إن شاء الله واسع".

 

هذا؛ وقد اضطررت للإطالة في هذا الجواب لالتماس من التمس ذلك مني ولأن هذه المسألة قد كثر فيها اللغط، والكلام بغير علم، مع الإنكار على المخالف بل والتقحم عليه أحياناً أخرى، وأنت خبير بأن المسائل الخلافية لا يجوز فيها إلا النصح مع بيان الدليل

واعتبر -رعاك الله- بعبارة العلامة العثيمين : "فمن رفع على أن الأصل في الدعاء – رفع اليدين - فلا ينكر عليه ..."، فكأنه بتلك الكلمات يرسم طريقة التعامل مع المسائل الخلافية.

قال الإمام النسفي الحنفي : "إنه يجب علينا إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفنا في الفروع أن نجيب بأن مذهبنا صواب يحتمل الخطأ، ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب".

وما أحسن قول الزركشي : "قد راعى الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه خلاف الخصم في مسائل كثيرة، وهذا إنما يتمشى على القول بأن مدعي الإصابة لا يقطع بخطأ مخالفه؛ وذلك لأن المجتهد لما كان يجوز خلاف ما غلب على ظنه، ونظر في متمسك خصمه فرأى له موقعاً راعاه على وجه لا يخل بما غلب على ظنه، وأكثره من باب الاحتياط والورع، وهذا من دقيق النظر والأخذ بالحزم".

وقال القرطبي: "ولذلك راعى مالك رضي الله تعالى عنه الخلاف، قال:وتوهم بعض أصحابه أنه يراعي صورة الخلاف، وهو جهل أو عدم إنصاف. وكيف هذا وهو لم يراع كل خلاف وإنما راعى خلافا لشدة قوته".أ.هـ. نقلاً عن"الفتاوى الفقهية الكبرى"، والله أعلم.

http://www.almostaneer.com/Pages/ArticleDetails.aspx?ID=111

أهلا بشهر القرآن

أهلاً بشهر الصوم رَوْحَ قلوبنا..

أهلا بشهر الصوم يجمع بيننا..

أهلا بشهر تشتاقه نفوسنا..وتهفو إليه قلوبنا..

 

يعتادنا عاما بعد عام ، فنجد فيه الأنس بعد الوحشة، والراحة بعد التعب, والطمأنينة والسكينة بعد اللهاث والغليان، والنظام والترتيب بعد الفوضى والتشتت، و الذكرى والموعظة بعد الإعراض والنسيان.

أهلا بالأيام المعدودات، تجلو عن قلوبنا الران، وتمحو عن نفوسنا الغل والحقد، وتطهر أرواحنا من الإثم والحوب لتسمو بها نحو بارئها صافيةً ضافيةً, راضيةً مرضيةً، هانئه سعيدة, في نعمى لا يعرفها إلا من ذاقها، ولا يدركها إلا من عاشها, نعمى يتقلب فيه الصائم في دنياه قبل آخرته، وفي عاجل أمره قبل آجله.

أهلا بشهر تقام فيه للعبادات دولة، ويشاد في للطاعات صروح ، فمن صيام إلى صلاة ، ومن تلاوة للقرآن إلى ذكر للرحمن ، ومن زكاة إلى صدقات ومبرات .

 

أهلا بشهر يعيد للأخلاق نقاءها, وللنفوس صفاءها ، وللقلوب والسرائر أنسها وبهجتها فترى الناس فيه متحابين متعاونين, وترى الأرواح فيه متعارفة متآلفة ، وترى الخير فيه يعم الجميع .

 

أهلا بشهر يجمع الشمل بعد طول شتات، ويؤلف القلوب بعد طول تنافر، ويزكّي النفوس بعد طول تنافس وتدابر . أهلا بموسم الطاعات، وموئل الرحمات، ومستودع المبرات والصدقات، وزمان الخيرات والمسرات.

أهلا بشهر التراويح، شهر القيام والتسابيح، والمجالس التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة ويذكرها الله فيمن عنده.

أهلا بشهر الغني والفقير، والصالح والطالح، والتائب والعاصي، والمقبل والمدبر، والبَرّ والعاق.. يزداد فيه الغني إنفاقا، والصالح تقى وصلاحا، والتائب استقامةً وفلاحا, والمقبل قرباً ووصالا، والبَرّ طاعةً ورضوانا.

ويعود الفقيرُ فيه حامدا شاكرا, والطالحُ صالحاً فالحاً، والعاصي تائباً نادماً، والمدبرُ مقبلاً ساعياً، والعاقُّ بَرّاً راضيًا.

 

أهلا بشهر القرآن.. شهر الكلام مع الرحمن، وما أجمل أن يكلم العبد ربه، والمملوك مليكه ، والمخلوق خالقه، وما أجمل أن يناجي الحبيب حبيبه دون واسطة أو وسيلة.. أو رقيب أو حسيب.

على بابك وضعت رحالي

على بابك وضعت رحالي

لبيك ربي عجبت لمن أقبل على سواك كيف تلذذ ؟؟

 عجبت لمن أعرض عنك كيف يهنأ ؟؟

عجبت لمن عرفك ثم تولى؟؟؟

عجبت لمن لم يعرفك كيف يغفل عن دلائلك؟؟؟

على بابك وضعت رحلي، مهاجراً إليك

تركت جميع خلق الله دوني، فاشغلني عن الخلائق باشتياقي.. وامزج بشوقي رجائي ،،،

فمن عرف المحبة عن يقينٍ حرام أن يميل إلى فراق، وكيف يحب غير الله يوما ؟؟

وكيف يسعى لسواه ؟؟؟

وكيف يتشاغل بغيره؟؟؟

ها هو موسم الإقبال عليك أقدم ، لبيك بقلبي لبيك ببدني لبيك حججت أو لم أحج لبيك إلهي لبيك سيدي لبيك مولاي،،،

جئتك ببضاعة مزجاه فأوف لي الكيل وتصدق علي ،،،

إليك راغبون وعن سواك ذاهلون ،، فهل تقبل نادماً منكسراً على بابك ؟؟؟

هل تعفو عن بائسٍ ليس له رب سواك؟؟؟

هل تقبل مقبلاً إليك بقلبه وروحه طاااال بعده عنك... اقبلني ببرك يا برُّ وإلا عزيت نفسي ،،،

 مقر بذنْبه يطلب جوارك ،، فإلاَّ تغفر له وترحمه يكن من الخاسرين.

أيها المدبر أقبل

 مولاك يدعوك والجنة تناديك والرحمات توزع فاظفر برحمه

علَّك تنجو

علَّك تَفُوز

علَّك تسعد

فيهتف بك على رؤوس الخلائق (سَعُدَ فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا)

أيها المقصر عاهدْ على ألا تعود وأقبل على رحمة الودود

شدَّ المئزر هذه العشر أقبلت لا مكان فيها لمقصر.

أيها المحسن أتم إحسانك وزد بصالح الأعمال إيمانك فلست توفي باريك حمداً على نعمائه فأين إحسانك من إحسانه؟؟؟؟

على بابك نضع رحالنا

من محسننا ومسيئنا نجدد التوبة كيف لا وهي وظيفة الأعمار ومنهج الأبرار ،،،

إليك فررنا

نستغفرك من ذنبنا ونسألك سترنا

على بابك وضعنا همومنا إليك المشتكي من قسوة قلوبنا وطول الأمل والغفلة !!!

عزاؤنا أنك فتحت مواسم الطاعات لتبسط يديك بالخيرات على الفقراء أمثالنا

 لبيك ربي إليك عدنا وبك التجأنا واليك سرنا إن حججنا أو مكثنا لبيك ربي تهتف بها قلوبنا .

موقع الشيخ الدكتور يوسف جمعه سلامه

http://www.yousefsalama.com/news.php?maa=View&id=575

موقع الشيخ الدكتور يوسف جمعه سلامه

http://www.yousefsalama.com/news.php?maa=View&id=575

مايحدث اليوم عار فى جبين الامة

لقد اصبحت الامة خارج نطاق دائرة الاحترام وانها لتعانى الامرين بسبب مخالفتها وعدم سيرها على منهاج الله ورسوله وما حدث ويحدث وتعانى منه فى سوريا واليمن ولبنان وفلسطينومصر وغيرها من البلدان العربية والاسلامية ليدمى جراح القلوب ويدمى النفوس فما من تخلف الا وتجده حظ الامةوما اسباب تخلفها الا عندما سقطت الاقنعة وانبرى الخونة والانتهازيين والفسدة وغياب اهل الصلام المستامنين والذين كانوا يعتقد فيهم اصلاح الامة واستنهاض عزيمتها نحو الاسلاح المستبين وما حدث فى عالم اليوم ليوقع فى النفس شىء من الحذر فلماذا يحدث وحدث ما نزل بفلسطين من مذابح وتوسعات على حساب المسجد الاقصى الذى اصبح من السهل نسيانه وتغافله ولم يعد على الجانب الانسانى اهتماما ورعاية واخذه بعين اليقظة لما تخلف المسلمون اليوم عن استدراك حقوقهم والحفاظ عليها وزرعت محاولات تىكل الحضارة وافتقاد الواعظ لماذا اصيب المسلمون بالتخلف والعشى الليلى عن فهم مجريات الاحداث ولم يعد هنالك تاثرا وتفاعلا لمايحدث وكان الامر لايعنيهم واضعف درجات الايمان الدعاء ان الشعوب العربية ضعيفة لا تملك من قوة شىء على الاطلاق كما ان العالم بوجهه القبيح قد تحالفوا جميعهم على اسقاط بذرة الخير التى كان يتوقع منها ان تكون نواة تقدم وتحسن نحو المجد ومن اشد مايؤلم ويوجع ان تجد ان الدماء المسلمة اصبحت رخيصة ليس لها قدر من ثمن بخس اذا كان الرسول فى خطبة الوداع حذر وتوعد من حرحم الدماء فمن الماسى ان تجد الدم العربى هو ارخص الدماء فى العالم وليس فى المنطقة اذ من السهل البين ان تجد دمك مسفوك مستباح ولا ضير ولا باس اطلاقا ومن اشد مايؤلم ان تسمع اقوال مسترسلة هنا وهنالك لا تعر بالها لما يحدث هنالك فيماوراء القطاع فضلا عما اصطنع من القناة المائية التى بنيت فورا من اجل قتل القطاع وقتل المسلمون بيد من حديد ثم نقول اننا مسلمون كيف نكون مسلمون ونحن يقتل بعضنا البعض واصبح الموت صناعة عربية تديرها الانظمة العربية بدعم دولى صهيونى امريكى ايرانى آه ثم آه من حسرات تدمى القلوب عليك يا امتى المنكوبة اين انتى وكيف يتحقق لك السلام وتعود الكرامة العربية والحقوق كاملة غير منقوصة لا صحابها اننا ننضح فى البحر كلماتنا المسترسلة بدون اعمال عملية اين الحقوق العربية بل اين حقوق الشعوب العربية ؟ مايؤلمنا ويوقفنا على الام الامة ويدمى الجراحات التى تزيد ولا تنقص تحتاج منا بينات الحلول الاسلامية مايؤلمنا ويصدع الرءوس حال الامة التى اصطنعت او اصطنع لها لباس الارهاب حتى يكون شماعة لكل مايجرى ويحدث الارهاب صناعة مستوردة عن الخارج اريد بنا ان نسير على مسيرها دون خروج على النص وذلك ماحدث منذ عامين كاملين لقد انقلب السحر على السامر فما يتردد صداه داخل المنطقة العربية مخطط له ومدبر له بمخططات شيطانية من اجل حماية الاخطبوط او السرطان الموجود داخل امتنا ويرجى حمايته والدفاع عنه بكل مرتخص ولو على حساب الامة من قتل اولادها وتشريدهم ومطاردتهم والتضييق واشغالهم بالبحث عن لقمة العيش امتى متى تعودين ويعود اليك حقوقك كاملة لترفلين فى نعيم ونهضة حقيقية ومجدتالد

الأرملة و انا

من الابواب الشرعية التى اجازها الله رب العالمين وفتح لها باب الفضل والرحمة احياء للنفوس واستئنافا للامل الذى ربما يفقد عندما يتوفى الله الانفس وتذهب الى ربها فتح باب التعدد للرجل ومافى ذلك من حرج بل ان كل الرحمة من رب العالمين عندما يرحل الفانى ويريح الله بعض النفوس الى بعضهما رغبة فى تداول الزمان بين الارملة التى غاب عنها زوجها ويحسن بالرجل المسارعة الى سد عوز تلك المراة حتى لاتتعرض للفتنة من بعض المرضى الذين يزينون لها جهدانفسهم الفاحشة وربما اطعامها عسل الكلام المعسول والضحك عليها فهل لو لو فرض وجود الرجل الذى يتعين عليه حمل مسئوليات البيت الذى رحل عائله وولى الى ربه مقبلا هل لو لو جاء احدهم ليعرض نفسه رخيصة من اجل اغلاق بوابة الفتن - هل فى ذلك ما يجرم او حتى يخطىء احدهم اذا ما هم بالارتباط بحبيبة اخيه ا فى علاقة تشاركية جديدة سؤال طرحته على اكثر من خبير بالحياة هل الزواج بارملة الاخ خير ونعمة ام انه نقمة لا يجوز المساس او حتى الدخول فيه سؤال بحثت عنه كثيرا ولا زالت الامور معلقة تحتاج الى فصل الخطاب ولماذا لا ترغب الارملة على الرغم من صغر سنها

الكلمة التى قتلت شارون

الكلمة التى قتلت شارون لااله الا الله الحكم العدل المبين المنتقم من كل ظالم جهول بكلمةتخزيه وترديه بين قومه فيذل عليه وينقم عليه لقد كانت من حكمة القدر مثول رئيس وزاء اسرائيل الارعن الابغض لينطق بكلمة امام الكنيست الاسرائيلى ويوجد فى صورة نتن ياهو المجرم السفاح الذى تربى على موائد المجرمين فلم يحد عنهم قيد شعرة اتدرون بما يدلى شارون وعلى مراى ومسمع ممن عاونوه ويعاونونه بظلم مستطير ضد ابناء فلسطين والذى داس ارض الاقصى بنعال قومه الانجاس المغضوب عليهم ؟ شارون : ان فكرة الابقاء على 3ونصف المليون فلسطينى تحت الاحتلال امر سيىء جدا ولا يمكن استمراره للابد اما يكفى العيش فى جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم دائما ؟!!! الله اكبر ولله الحمد فلقد انطق عجل اسرائيل ليخرج الحقيقة المرة من بيدى قلبه وليكن له الاساءة والاستهجان ممن رباهم على فلسفة كراهية الفلسطينين الذين طالما اعملت فيهم الة الجبر الاسرائيلى ودعم اباهم الكائن الغريب المتجدد على عرش امريكا الله اكبر ولله الحمد فكم كانت الكلمة خاتمة سوء لشارون وسط الاوساط السياسية التى كانت تتخذه العملاق الذى لا يغلب ولا يهزم ولكن القدر كانت له كلمة الفصل حتى ينجيه ببدنه ليكون لمن خلفه ايةوعبرة للطغاة والمستبدين المستكبرين الله اكبر ولله الحمد كانت ضربة شمس قاصمة لظهور السا سة فى اسرائيل التى عبدت العجل واحتوشت وتوحشت على ابناء العرب المسالمين اللهاكبر ولله الحمد فكم كانت تلك الكلمة بشير خير للمسلمين المرابطين حول الاقصى ليباركوا سعيهم ولتكن نقطة ثباتهم والانطلاق على الحق والاستعصام ب هوانهم لعلى الحق الله اكبر ولله الحمد وكانه يقرر بكون فكرة الحصار لتلك الاعداد الغفيرة التى توجد تحت الاحتلال الذى يكره اى مستوطن يهودى ان تقول له انت محتل غاصب ان الكلمةالتى يكرهها اليهود هى كلمة الاحتلال والاستيطان وما دامت تلك الكلمة تزعجهم وتقلق راحتهم فعلموها اولادكم واغرسوها فيهم حتى يشبوا وهم اكثر فهما لها وعلموا اولادكم ما هو المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة وما الفارق بين كليهما فالاقصى مسجد بذاته ومسجد القبة مسجد بذاته مستقل بخلاف الاول الله اكبر ولله الحمد لقد اعطت كلمةشارون الامل والقت فى النفس الامل وزيادة الايمان بجلال الحق ووضاعة اهل الباطل الذين كبدوا الامة جراحات الله اكبر ولله الحمد لقد اعطت كلمة شارون شعور واعتداد بالفخر والثقة بنصر الله وبمعية الله رب العالمين برغم الالام والصعاب التى تتجرعها امتنا النائمة كما قالت بذلك رئيسة وزراء اسرائيل جولدا مائير ذات يوم وفى نفس المكان وعلى نفس الرءوس الخربة من اجدادهم الواجب على الامة ترك الغوغائية كما قالت بذلك دكتورة فاضلة من جامعة الازهر هى السيدة عبلة الكحلاوى فى لقاء مع عماد اديب على قناة الاوربت منذ سنوات الواجب علينا ترك الخلافات وضرورة التوحد على هدف واحد ترك الغوغائيةوالتفرغ لهدف واحد مفاده الالتزام بمواجهة عنفوان بنى صهيون الوحدة الاسلامية خير هدف يرجى من الامة وواجب الالتزام به حتى يعود اليها الاقصى اليقظة والحذر والحيطة من اعداؤنا الذين تكالبوا وتحالفوا كما كانوا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فى يوم الاحزاب ترك النوم والصحوة الاسلامية والنهضةالاسلامية على توفير الغذاء والدواء والسلاح كما افصح بذلك احد شداةالعصر ونبلاءه فى حين انقلبت عليه الدنيا وتقعرت وتحدبت عليه فى حب لاشاعة الفاحشة فى الذين امنوا وتلك الصورة تلخيص واقعى لحال امتنا التى لن تعود لسابق عزها الا اذا تخطت الخلافات وقضت على الاستبداد والفساد السياسى الدكتور عائض القرنى يقول : لو رفع الحكام العرب ايديهم يوما عن المسجد لصلينا فيه آخر النهار الله اكبر ولله الحمد هؤلاء يرون نور الشمس التى يحجبها الحكام باياديهم الله اكبر ولله الحمد فمسئولية تخلف النصر بسبب تسلط الحكام وتباطؤهم عن تقديم عرابين الاخلاص والصدق وحسن العمل الله اكبر ولله الحمد وفق الله هؤلاء الفتية المرابطين فى فلسطين وبورك فى جهد المرابطات المقدسيات اللاتى توحى كلماتهن سطور امل وثبات يستحق الحمد وتقديم فروض الشكر على صبرهن وثباتهن الله اكبر ولله الحمد اللهم ارحم الشهداء واشف جرحاهم وتول امر اراملهم الثكالى واليتامى الضعاف واكسو عاريهم وامط الاذى عنهم باخلاص المخلصين وثبات ودعاء كل من دعا لهم ودعمهم وايدهم وايد الحق بهم يارب العالمين ازل دولة الظلم عن اوطان المسلمين واذق عبادك برد عفوك القريب والفرج القريب يارب العالمين