ندوة: استنساخ الديمقراطية الأمريكية.. وهم

في ظل حضورٍ جماهيري كبير- تتميز به اللقاءات التي يشارك فيها قيادات الإخوان المسلمين في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب- أكد الدكتور عصام العريان- أمين مساعد نقابة الأطباء- ضرورة تطبيق الشعوب الإسلامية لنموذجها الخاص في الديمقراطية، الذي يستلهم القيم الإسلامية التي تبناها المجتمع، وتحققت على مدى مئات السنين، وشارك في صيغته جميع الفئات التي عاشت داخل الدول الإسلامية.
رافضًا تطبيق النموذج الأمريكي للديمقراطية في الدول العربية، ودعا المبهورين لتلك الديمقراطية إلى التأكد من أن أمريكا لا تهدف إلا لتحقيق مصالحها الخاصة بكافة الوسائل، وأهمها التدخل العسكري دون الالتفات إلى مصالح الشعوب أو رغباتها كما يدعي المسئولون الأمريكيون.
أبدى العريان في الندوة- التي عقدت لمناقشة كتاب (الديمقراطية المقيدة) للدكتورة منار الشوربجي (مدير مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة)، والذي رصد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة- دهشته من سعي أمريكا لتصدير الديمقراطية رغم رفضها مبدأ تصدير الأفكار منذ اندلاع الثورة الإيرانية، مؤكدًا التناقض الأمريكي في هذا الصدد؛ حيث تحاول تصدير نُظُمها الخاصة عن طريق استغلال نقاط الضعف في المجتمعات والتدخل العسكري وقوانين محاسبة الشعوب، مشيرًا إلى تهديدها للسعودية، مصر لمحاولة فرض تعديلات معينة في طريقة إدارة العمل السياسي داخل الدولتين.
وأكد العريان أنَّ الدين في أمريكا يلعب دورًا كبيرًا، مما يؤكد أن إبعاد الدين عن السياسة فكرة غير صحيحة، وتساءل إذا كانت جميع القوى الوطنية المصرية تطالب بالتغيير وهو نفس المطلب الذي يصرُّ عليه الشعب فلماذا تقف الحكومة في وجهه، مطالبًا بضرورة إتاحة الفرصة أمام جميع التيارات السياسية للمشاركة دون إقصاء أي تيار، وشدد على استحالة تحقيق ديمقراطية حقيقة دون إعطاء كل القوى الوطنية إمكانية التنافس الحر والشفافية في التعامل والتحاور، وإتاحة الحريات والتداول الحقيقي للسلطة.
وقالت الدكتورة منار الشوربجي- مؤلفة الكتاب-: إن الانتخابات الأمريكية تُرجِّح كفة أصحاب الأموال الذين يدعمون مرشحين محددين، مما يحرم الجماهير من الاختيار الحقيقي؛ حيث لا يشترط حصول الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية على غالبية الأصوات؛ مدللةً على ذلك بأن فوز بوش جاء رغم المعارضة الشديدة التي يواجهها خلال احتلاله للعراق.
وانتقدت نُدرة الدراسات التي تتناول أمريكا؛ حيث يكتفي الجميع برصد دور أمريكا في المنطقة ولا يتعداها إلى اتخاذ المواقف المناسبة في التعامل معها.
وانتقد الكاتب الصحفي نبيل زكى السعي إلى تصدير نموذج الحياة الأمريكية إلى مصر وإدخال الشركات متعددة الجنسيات، وفرض تدخل الكيان الصهيوني في المنتجات المصرية حتى يتم تصديرها لأمريكا، موضحًا أن الديمقراطية الأمريكية انكشفت تمامًا في أبو غريب، وجوانتانامو. أما الدكتور جمال عبد الجواد- الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام- فكان متحيزًا بصورةٍ واضحة للديمقراطية الأمريكية، إلا أنه أكد على عدم جواز نقل أي ثقافة أو صورة ديمقراطية من مجتمعٍ إلى آخر، وأن أي محاولة في ذلك الإطار ستُصاب بالفشل، والدليل ما حدث في العراق.
وقال إن الديمقراطية الأمريكية مقيَّدة بالفعل، ولكن بالنسبة لباقي الديمقراطيات في العالم وليست بالنسبة لنا، وأضاف مبررًا الانتخاب غير المباشر في أمريكا بأنها تتكون من مجموعة من الولايات المستقلة التي يتمتع حكامها بسلطة هائلة، داعيًا إلى التعلم من الديمقراطية الأمريكية وتجاهل المشكلات التي تُثيرها أمريكا في العالم، يأتي ذلك رغم تأكيده على اعتراف الأمريكان أنفسهم بالعيوب التي تعتلي الديمقراطية لديهم.
المصدر
- خبر:ندوة: استنساخ الديمقراطية الأمريكية.. وهمإخوان أون لاين