نجونا.. وفزنا؟!
11 اكتوبر 2009
بقلم: حسن المستكاوي
كانت مباراة صعبة بالفعل. إلا أن الفرق القوية والكبيرة عليها أن تهزم الصعب وأن تتفوق فيه.. فمن قال إن زامبيا مثل موريشيوس.. المهم لك الحق فى أن تسأل كيف ننجو وكيف نفوز فى الوقت نفسه؟!
الإجابة: ..كانت نصف ساعة أخرى تختلف عن الساعة الأولى.. ففى نصف الساعة التى بدأت باشتراك أحمد رءوف محل بركات لنلعب برأس حربة تغير شكل أداء المنتخب قليلا.. والقليل فى مباراة مثل تلك يساوى كثيرا.. فقد بدأنا فى الدقيقة 60 نأخذ بعض المبادرة وربما تذكرنا أن أهم شىء فى الصراع داخل الميدان هو المبادرة..
هكذا بدأنا نكون خصما منافسا ومضادا، وترتب على الاشتراك فى السيطرة الميدانية بناء بعض الهجمات الجماعية، وتجلت فكرة المساندة عندما تلقى عبد ربه تمريرة معوض من الجهة اليسرى ليحولها فى المرمى الزامبى بصاروخ اهتزت بسببه مشاعر ملايين المصريين، وانفجروا فرحا بعد أن كاد الغضب قد يفجرهم فى الساعة الأولى..وفى كرة القدم ساعة واحدة وليست ساعة أولى؟!
لعب المنتخب بكل نجومه وأفضلهم تقريبا.. ترى هل كان فرق الأداء والمستوى فى الساعة الأولى هو الفرق بين بركات وبين أحمد رءوف، بالقطع لا.. لكنه من السهل أن نبحث عن هذا الفرق الفردى دون النظر للفرق فى الأداء الجماعى.. فتلك السيطرة التى فرضها منتخب زامبيا على اللقاء لم تكن بسبب تقصير متعمد من اللاعبين.. ولا كان بسبب سوء حظ أو سوء أرض الملعب.. لكنه الفارق بين فريق يملك قوة وسرعات ومهارات، وبين فريق كان فاقدا لهذا كله بالإضافة إلى تركيزه، ومن حسن الحظ أن الفريق الزامبى عابه سوء إنهاء هجماته وكذلك كان ينقصه الأداء التكتيكى الجماعى الذكى، فالفطرة عنده أعلى من كرة القدم!
وتصوروا.. على الرغم من ذلك خسر منتخب مصر الشوط الأول بالفرص (4/ صفر) وكانت الفرص كلها لزامبيا أيضا فى الشوط الثانى ماعدا الهدف الذى سجله عبد ربه..وهو ماجعل الحضرى نجما وحيدا من الجانب المصرى، بتصديه لستة أهداف محتملة للفريق الزامبى.. الذى فرض سيطرته على المباراة بالضغط على لاعبى المنتخب الوطنى مبكرا من نصف ملعبنا، بجانب سرعة التحرك وتبادل المراكز لاسيما فى الوسط، بينما لم يقابل الوسط المصرى لاعبى زامبيا من نصف ملعبهم، وسمحوا لهم ببناء الهجمات..والاقتراب من صندوق الحضرى، وبالتالى تهديد مرماه، بينما كان هناك فراغا بمساحة 30 مترا مربعا فى المقدمة؟
سوء أرض الملعب ترك أثرا سلبيا على أداء المنتخب الوطنى، ولم يترك نفس الأثر السيئ على لاعبى زامبيا. كانوا يتبادلون الكرة بسرعة ودقة واقتدار وكنا نركلها ونضربها ونعذبها فتعذبنا نحن الذين نتابع المباراة عبر شاشات التليفزيون .. فلا وصول لمرمى الخصم، ولا اقتراب من المنطقة الزامبية التى بدت مثل منطقة عسكرية علقت على حدودها لافتة : «ممنوع الاقتراب والتصوير»؟!
الحمد لله.. مبروك. الفوز.. وألف مبروك النجاة؟!
المصدر
- مقال : نجونا.. وفزنا؟! ن الشروق