نتنازل ويتشددون!

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
نتنازل ويتشددون!
الاقصى.jpg


بقلم : عبد القادر ياسين

لقد حانت لعدونا الإسرائيلي فرصة ذهبية، تجلت في زمن عربي نموذجي في رداءته، والزمن الفلسطيني في القلب منه، حتى لا يظن أحد بأننا نعلق الخيبة الفلسطينية على الشماعة العربية، فالحال من بعضه!

إن عدونا الإسرائيلي ليس من الغباء حتى لا يستثمر هذه الفرصة، ويضرب والحديد ساخن.

لكن الإسرائيلي فاته أن أحداً لا يستطيع من بين المسؤولين الفلسطينيين أن يوقع على الحد الأدنى من التفريط بالحقوق الفلسطينية، حتى لو أراد هذا الأحد!

لقد لوَّح بعض الفلسطينيين بالتنازل عن «حق العودة»، مقابل حل عادل للاجئين، عبر ابتكار حل مبدع لهذه المشكلة، فيما صرح مسؤول آخر بأنه لا يفكر في إرغام إسرائيل على حل لا تريده لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

كأن هذا المسؤول يستطيع أن يرغم إسرائيل، لكنه يرحمها من هذا الإرغام! نعود إلى المسؤول الأول الذي وعد بالموافقة على تبادل أراضٍ مع إسرائيل.

كل هذه التنازلات المجانية مجرد عربون وإبداء حسن نوايا إزاء عدو لا يشبع من التنازلات له، بينما هو غير مستعد لمجرد إبداء المرونة! فما بالك بالتنازل؟!

حتى تميل إسرائيل للتنازل لابد من وضعها تحت أحد وضعين ضاغطين، فإما أن يتلقى هذا العدو الصلف ضربة قاصمة، وإما أن تظهر قوة عربية ـ أو إسلامية ـ تهدد الوجود الإسرائيلي برمته.

وفيما عدا ذلك فليس أمام هذا العدو إلا أن يلتهم تنازلاتنا، دون أن يشبع!

عدونا الإسرائيلي يتكئ على رزمة من أوراق القوة، في مقدمها ضعف العرب وتبعثرهم، ومساندة لا محدودة من الإمبريالية الأميركية، وفرت لعدونا الإسرائيلي وضعاً متفوقاً في ميزان القوى معنا، ما أرعب بعض الحكام العرب فغدوا إسرائيليين أكثر من بن غوريون، وتحولوا للضغط على الطرف الفلسطيني كي يتنازل، أكثر فأكثر، وكأن الأمر ينقصه ضغطهم.

صحيح أن تدهور الوضع الفلسطيني في جزء منه انعكاس لتدهور الوضع العربي، لكن للتدهور الفلسطيني خصوصية في المشهد العربي لا يجب أن نغفلها، ونتواكل فننام ليلنا الطويل!


المصدر