موققف الإخوان من حكومة إسماعيل صدقى (1930ـ 1933)

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
موققف الإخوان من حكومة إسماعيل صدقى (1930ـ 1933)

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

إعداد: أشرف عيد العنتبلي

أولا : المقدمة : الإخوان والمشهد السياسى فى الإسماعيلية

كانت دعوة الإخوان فى بدايتها فى الإسماعيلية سنة 1928 تهدف إلى تربية الأفراد على الإسلام بشموله، ونشر الدعوة فى البلاد ، ولم تكن دعوة الإخوان فى تلك الفترة المبكرة من الانتشار والشعبية التى تمكنها من إبداء الرأى فى القضايا السياسية للحكومات ، لذا اهتم الإمام البنا بنشر الدعوة وتربية الإخوان والابتعاد عن مواطن الخلاف التى تفرق المجتمع

فقد تم تصنيف دعاة الإصلاح إلى : مصلح اجتماعي وزعيم سياسي وهذا رجل دين .. وهكذا أصبح يتم تصنيف كل من يحاول الإصلاح تبعا للاتجاه الذى يدعو إليه ، وقد حدد الأستاذ البنا مهمة جماعة الإخوان المسلمين، وأخذ يعمل على تحقيق ذلك في كل مراحل التي هى : مرحلة التعريف ثم مرحلة التكوين، ثم مرحلة التنفيذ .وحاول قدر المستطاع تجنب الدخول في مهاترات سياسية حزبية مما كانت معروفة وشائعة في تلك الفترة.

" كان الهدف المباشر للجماعة، خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتها، هو توسيع نطاق عضويتها داخل مدينة الإسماعيلية وفي المناطق المحيطة بها ....وخلال سنوات أربع تكونت عدة شعب للجماعة على طول الجانب الشرقي للدلتا في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وأبو صوير، وعلى الجانب الغربي حتى شبراخيت، كما كانت هناك صلة محدودة نسبيا بالقاهرة ".(1)

وأخذ الإمام البنا يعمل على نشر الفكرة العامة بين الناس ، وكان نظام الدعوة في هذا الطور نظام الجمعيات التي مهمتها الخير العام ووسيلتها الإرشاد والوعظ تارة ، وإقامة المنشآت تارة أخرى. وكان نشاطهم في تلك الفترة ينتظم هذه الأنواع.

" وقد قامت جماعة الإخوان المسلمين لعوامل عديدة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف السياسية والاجتماعية والخلقية مستندة إلى الإسلام واعتمدوا التربية والإصلاح السياسي سبيلين أساسيين لتحقيق تلك الأهداف...

فالتربية السياسية عند الإخوان المسلمين هي الجهود التي قاموا بها من أجل تكوين وتنمية المعتقدات والمعارف والاتجاهات التي تؤدي إلى القبول الإيجابي لمبادئ الإسلامي وأهدافه قبولا واعيا والالتزام به ومحو آثار الاستعمار بأشكاله من داخل النفس لدى المواطنين الذي خاطبتهم هذه الجماعة والتي تؤدي إلى التفكير الاستقلالي المستند إلى أسس الإسلام في الحكم وشئون الأمة الداخلية والخارجية وتوعيتهم بالقضايا المحلية والقومية والعالمية الراهنة وبحقيقة ما يدور في الموقف السياسي

كما تعني التوعية العقدية بضرورة الجهاد في سبيل الإسلام بحيث يكون الفرد المخاطب سلاحا للدفاع عن قضايا الإسلام والتصدي لأعدائه وبحيث يكون قادرا على الدفاع عن حقوقه كمواطن والالتزام بأداء واجباته وفعالا في العمل الاجتماعي بأنواعه مشارك في الحياة السياسية بكفاءة." (2)

والفكر السياسى للإخوان له أثر فى تربية الإخوان لكنه غير ظاهر وملموس على الصعيد العام للدولة.إن كتابة علاقة الإخوان بالحكومات من مرحلة النشأة سنة 1928 حتى سنة 1936 فى غاية الصعوبة لأسباب مختلفة:

  1. أن الجماعة كانت فى مرحلة التعريف والانتشار بين أفراد المجتمع ، وبالتالى لم يظهر لها مواقف سياسية عامة تجاه الحكومات خاصة أنها حرصت على عدم الاستدراج للدخول فى خلافات جانبية سواء أكانت سياسة أو مذهبية ، واختارت الإصلاح السياسى فى هذه الفترة بالتربية الإسلامية الشاملة لجميع جوانب الحياة التى يمكن البناء عليها ، وتكون تلك القاعدة قوية تصمد أمام الخصوم .
  2. أن الجماعة فى تلك الفترة كانت مغمورة ، وليس لديها من الوسائل ما تعبر به عن موقفها من مختلف القضايا السياسية فى تلك الفترة مما يجعل عملية رصد موقف الحكومات فى تلك الفترة صعبة للغاية خاصة أن مؤسس الإخوان لم يذكر فى مذكراته عن الجوانب السياسية فى تلك الفترة شيئا يلقى الضوء عليها سوى شذرات .

ولعل ذلك دفع الباحثين لاعتبار أن دعوة الإخوان بدأت دينية ثم اتجهت للسياسة تقول د. آمال السبكى تحت عنوان (الدين والسياسة فى منهاج الإخوان قبل وبعد الحرب العالمية الثانية):

ظل الإخوان المسلمون ولمدة عشر سنوات .. يعملون تحت ستار الدين وظلوا حريصين بالفعل على تأكيد الاتجاه ليأمونا شر معاداة الحكومات والأحزاب بل وحتى لا تلتفت اليهم العيون. (3)

ولم يرد فى نشرات الإخوان فى تلك الفترة ما يشير إلى مواقف سياسية للإخوان تجاه الحكومات ، فقد كانت أولى هذه الرسائل «القائمين الأساسي للإخوان المسلمين» واللائحة الداخلية.

ثم صدرت رسالة المرشد وظهر منها عددان فقط وكانت الرسالة الأولى بتاريخ 5 رمضان 1349هـ 2 يناير 1931، والثانية في 20 شعبان 1351 الموافق 19 ديسمبر 1932 وقد تصدرت كلتاهما بتوجيه من مبادئ الإخوان المسلمين:

  1. سلامة الاعتقاد والاجتهاد في طاعة الله تبارك وتعالى وفق الكتاب والسنة.
  2. الحب في الله والاعتصام بالوحدة الإسلامية.
  3. التأدب بآداب الإسلام الحنيف.
  4. ترقية النفس والترقي بها إلى معرفة الله تعالى وإيثار الآخرة على الدنيا.
  5. الثبات على المبدأ والوفاء بالعهد مع اعتقاد أن أقدس المبادئ هو الدين.
  6. الاجتهاد في نشر الدعوة الإسلامية بين طبقات الأمة ابتغاء وجه الله.
  7. حب الحق والخير أكثر من أي شيء في الوجود. (4)

ثانيا : الحكومات التى تولت فى هذه الفترة (1928-1930)

تميزت الحياة السياسية فى مصر فى خلال السنتين من 1928 حتى 1930 بعد الاستقرارالسياسى ،فكترث الحكومات ، وسيطر عليها الملك فؤاد والإنجليز ، فكانت الساحة السياسية تهدف إلى إرضائهما للوصول للحكم.

" فالانتساب إلى الأحزاب أو الانفصال عنها هو وسيلة إلى الوصول إلى مناصب الوزارة فحسب ولا يبعد عن هذا الغرض قيد أنملة ، وهذا يعطيك فكرة واضحة عن انحطاط الأخلاق السياسية والشخصية فى هذه البيئة من الناس وأنهم من العوامل الأساسية فى لفساد الحياة العامة والخاصة فى البلاد فقد رأت السراى إمعانا فى العبث بهؤلاء الوصوليين أن تجرى فيهم ما شاء لها السلطان من رفع وخفض ورضاء ثم هجر وحظوة ثم نقمة وتغيير وتبديل ! "(5)

ولعل ما يدل على ذلك كثرة الوزارات التى تولت فى هذه الفترة القصيرة،فقد تعاقبت خلال تلك السنتين أربع وزارات،هى:

الحكومة الأولى توالاها مصطفى النحاس باشا فى (16 مارس 1928) ائتلافية مع حزب الأحرار الدستورريين ، تعرضت خلالها للاعتداء على الدستور من قبل الإنجليز والملك اللذان دأبا على التدخل فى شئون الحكومات ،وإذا أظهرت استقلالها فى قرارتها فسرعان ما يكون نصيبها الإقالة ، وهذا ما حدث بالفعل مع وزراة النحاس فى تلك الفترة ، فسرعان ما تصدع الائتلاف وكثرة الاستقالات من الحكومة مما أفسح الطريق أمام الملك لإقالة الحكومة فى (25 يونيو 1928) بعد أن قضت فى الحكم ثلاثة أشهر تقريبا.
وهذه الإقالة لم يستخدمها ولى الأمر حتى قبل إعلان الدستور ....وهى أول إقالة لرئيس وزراء يتمتع بثقة البرلمان فى عهد الدستور، وكان الظن أن الدستور يحول دون هذا الانقلاب، ولكن تبين أن السراى كانت مصرة على أن تكون هى مصدر السلطات ، رغم إعلان النظام الدستورى وأنها تتخذ المناسبات للوصول إلى الهدف وتستعين بنفر من طلاب المناصب فتختار منهم من تشاء ليتم كل الانقلاب على أيدى طائفة منهم . (6)
أما الحكومة الثانية ، فقد توالها محمد محمود باشا فى (25 يونيو 1928) ، ولم يكن محمد محمود صادقا فى الإصلاح السياسى والدستورى ، فسرعان ما حلّ مجلسى النواب والشيوخ معا وعطل الحياة الدستورية ، وقد بارك الإنجليز هذا الانقلاب على الدستور والتلاعب بالحياة السياسية ، وقد قوبل تعطيل الدستور باستنكار واسع فى البلاد ، وهكذا، وليت وزارة محمد محمود الحكم وهى تعلم أنها غير ممثلة للأمة ولا هى وليدة إرادتها ، فاعتزمت أن تمضى فى الحكم على الرغم منها ، وفى سبيل ذلك عطلت الدستور ولجأت إلى سياسة الاضطهاد وإهدار الحريات لتثبت مركزها المتداعى ، وعبّر أنصارها عن هذه السياسة باليد الحديدية ، ومن مظاهرها منع اجتماعات المعارضة والاعتداء على المعارضين بالضرب والحبس والإيذاء ثم الإسراف فى اضطهاد الصحافة،ولعل هذه الحكومة استمرت أطول فترة فانتهى أمرها بعد سنة وثلاثة أشهر فى (2 أكتوبر 1929).( 7)
والحكومة الثالثة تولاها عدلي يكن باشا (3 أكتوبر 1929) عملت على إجراء الانتخابات النيابية ثم قدمت استقالتها فى (1 يناير 1930) بعد ثلاثة أشهر تقريبا معتبرة أنها جاءت لإجراء الانتخابات وبانتهائها تنتهى مهمتها .
والحكومة الرابعة هى حكومة مصطفى النحاس باشا للمرة الثانية (1 يناير 1930 19 يونيو1930) التى استمرت تقريبا ستة أشهرأى ضعف المدة التى قضتها سابقا استهلكتها فى المفاوضات مع الإنجليز استكمالا لمفاوضات محمد محمود (8) .

ثالثا : وزارة إسماعيل صدقي باشا (19 يونيو 1930ـ 27 سبتمبر 1933)

مكثت حكومة إسماعيل صدقي باشا فى الحكم ثلاث سنوات وشهرين تقريبا تميزت بالاستبداد والاعتداء على الدستور والحريات والتقرب من الإنجليز والملك .

يقول عبد الرحمن الرافعى : " كانت وزارة إسماعيل صدقى أمعن فى العدوان مما ظنه الناس ، إذا استقر عزمها على إلغاء الدستور ووضع دستور آخر يضيق من سلطة الأمة ، وسن قانون الانتخاب يجعل الانتخاب على درجتين ويحصر حق الانتخاب فى أضيق الحدود .

وقام بإلغاء دستور 1923 وبحل مجلسى النواب والشيوخ وإعلان الدستور الجديد ، وعرضت الوزارة خفية أمر هذا الدستور على الحكومة البريطانية قبل إصداره ، وأطلعت وزارة الخارجية البريطانية على نصوصه....

وكان موقف الحكومة البريطانية ينطوى على الانتقام من الأمة لعدم قبول حكومتها البرلمانية مشروع المعاهدة ، فسياستها هى إما قبول السيطرة البريطانية وإما حرمان الأمة حقوقها الدستورية بواسطة الوزارات الرجعية ....وكان إلغاء دستور1923اعتداءا منكرا على حقوق الشعب واستخفافا به . وقد احتجت الهيئات السياسية على إلغاء دستور 1923 احتجاحا قويا.

أثبت الشعب حيويته بمقاومة وزارة صدقى باشا التى تولت الحكم ضد إرادته ، واعتزم صدقى من ناحيته أن يقهر الشعب بقوة الحكومة والبوليس والجيش ، ومن ثم تعددت الحوادث الدموية فى عهده .

وقامت ضد صدقى مظاهرات بالاسماعلية والسويس شتتها البوليس بالقوة وقبض على عددمن المتظاهرين وكذلك الأمر فى بور سعيد والمنصورة وطنطا والإسكندرية والقاهرة .ومرت مصر فى عهد صدقى بأزمة اقتصادية طاحنة .

وفى سياق القضية الوطنية أجرى صدقى محادثات مع الإنجليز بهذا الشأن عرفت بمحادثات سيمون صدقى (سبتمبر 1932) وبدا من ظروفها وملابساتها أن غرض صدقى باشا الاستيثاق من رضا الحكومة البريطانية عن النظام القائم فى مصر قتئذ واعترافها بأن حكومته جديرة بأن تتحدث عن مصير البلاد .

كانت وزارة صدقى توهم الناس أنها ألغت الدستور وأهدرت إرادة الأمة وزيفت الانتخابات لكى تصل إلى إلغاء أداة الحكم فى البلاد .

وأخيرا قدم صدقى استقالته من رئاسة الوزارة يوم 21سبتمبر سنة 1933....ويتساءل المؤرخ عبد الرحمن الرافعى بقوله : وإن المرء ليحق له أن يتساءل لماذا بقى هذه المدة فى الحكم على رغم إرادة الشعب . " (9)

رابعا : الإخوان و حكومة صدقى

حقيقة لا نجد مادة علمية تبين موقف الإخوان من حكومة صدقى غير شذرات ، فيشيرميتشل إلى أن الإمام البنا تعرض من قبل خصومه إلى اتهامات ، منها أنه وفديا يعمل ضد صدقى. وقد تم التحقيق معالبنا من قبل وزارة المعارف بناء على طلب رئيس الوزراء، إلا أن التحقيق انتهى بتبرئة ساحته من جميع التهم.

وإن كان هناك شيء آخر أضافه التحقيق فهو ذلك الاهتمام الذي أولاه صدقي باشا للجماعة، الذي لعب دورًا آخر فيما بعد في الكشف عن تاريخها. .. ويزعم البنا أنه رفض، في هذا الوقت المبكر، عروضا مختلفة «بالإعانة المالية» في مقابل تأييد «الوضع السياسي القائم»، والتي قدمها إسماعيل صدقي باشا رجل القصر الدائم والقوى، والعدو اللدود لحزب الوفد.(10)

ويذكر الإمام البنا أنه رفض أن يخطب أمام صدقى عند مروره على الإسماعيلية فى طريقه إلى سيناء، فيقول تحت ةعنوان ( زيارة صدقي باشا لسيناء ): " وصادف في هذه الأثناء أن اعتزم صدقي باشا وهو رئيس الحكومة حينذاك زيارة سيناء وكان طبيعيا أن يمر بالإسماعيلية.

واهتزت الإدارة لهذا النبأ وأخذ في الاستعداد لاستقبال رئيس الحكومة وحشد الناس له بالمحطة ليقابلوه، وحضر المحافظ مرة وحضر مأمور الضبط بعد ذلك. وأخذوا يفكرون فيمن يخطب له في هذا الاستقبال، ولست ادري أي خبيث دلهم علي، فقالوا إن فلاناً وهو موظف من موظفي الدولة يخطب له، ودعيت إلى القسم وفاتحني في هذا مأمور الضبط وهو صابر بك طنطاوي مدير البحيرة الآن ومأمور القسم وآخرون من رجال الإدارة، فغضبت لذلك غضباً شديداً وقلت لهم إنني اكتب لكم استقالتي الآن.

إذا كنتم تظنون أن الموظف أداة تتحرك بإرادة الناس فأنا الذي أقدر قيمة نفسي لا وزارة المعارف ولا يمكن أبدا أن أضع نفسي في هذا الموضع، وأنا أعالم تماماً أن التعاقد الذي بيني وبين وزارة المعارف لا يلزمني بأكثر من أن أحسن عملي في التربية والتعليم. وليس فيه نص على الخطابة لرؤساء الحكومات، وكلام طويل من هذا القبيل، وأمام هذا الإصرار لم يجدوا بداً من انتداب أحد الأعيان للقيام بهذه المهمة.. " (11)

ولعل موقف البنا يمكن تفسيره على أن رفض لسياسة صدقى الديكتاتورية من ناحية ، ورفض أسلوب المدح والتزلق لرجال السلطة من ناحية أخرى .

وينتقد د.عبد العظيم رمضان موقف الإخوان من حكومة صدقى فى ذلك الوقت بقوله :

" فى عام 1932 فمنع أن البلاد كانت تخوض صراعا دمويا ضد عهد صدقى باشا ودستوره إلا أن الإخوان أداروا ظهورهم تماما لهذا الصراع وانصرفوا إلى شئون العالم الإسلامى الخارجى يهتمون بما يدور فيه من خلافات، ولقد شغلت جريدة الإخوان المسلمين فى تلك الفترة بالصدام الذى وقع بين الملك يحيى ملك اليمن والملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية حتى أبرمت معهم معاهدة الطائف فى مايو 1934، بينما لم تكتب حرفا واحد عن المعركة الوطنية والدستورية فى مصر ".(12)

وقد أوضح الإمام البنا فى مذكراته أن سياته فى تلك الفترة تعتمد على التربية أولا،فيقول:

" ولم يشأ الإخوان المسلمون أن يزجوا بأنفسهم في هذه الميادين فيزيدوا خلاف المختلفين ويمكنوا للغاصبين ويلوثوا دعوتهم، وهي في مهدها بلون غير لونها ويظهروها للناس في صورة غير صورتها.
فتقلبت الحكومات وتغيرت الدولات وهم يجاهدون مع المجاهدين ويعملون مع العاملين، منصرفين إلى ميدان مثمر منتج هو ميدان تربية الأمة وتنبيه الشعب وتغيير العرف العام وتزكية النفوس وتطهير الأرواح وإذاعة مبادئ الحق والجهاد والعمل والفضيلة بين الناس.
وأعتقد أنهم نجحوا في ذلك إلى مدى يحمدون الله عليه ويسألونه المزيد منه ، فقد أصبح للإخوان المسلمين دارا في كل مكان ودعوة على كل لسان وأكثر من ثلاثمائة شعبة تعمل للفكرة وتقود إلى الخير وتهدي إلى سواء السبيل.
وأصبح كذلك في مصر شعور إسلامي قوي دفاق يركن القوي إليه ويعتز الضعيف به ويأمل الجميع في ثمراته ونتائجه ، والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وشكر الله لهذا الشعب الذكي على حسن استعداده لتقبل الحق وجميل مبادرته إلى طريق الخير."(13)

ومن هنا فإن عدم الزج فى الأمور السياسية كان الهدف منه البعد عن مواطن الخلاف والاستقطاب السياسى وعدم التعرض للحكومات والدعوة مازالت فى مهدها لا تقوى على المواجهة.وبانتهاء تلك المرحلة تبدأمرحلة أخرى تنطلق فيها دعوة الإخوان بسياسة جديدة .

خامسا : المراجع

  1. ميتشل : الإخوان المسلمون ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكى .
  2. د. عثمان عبد المعز رسلان : التربية السياسية عند الإخوان المسلمين في الفترة من 1928 إلى 1954م في مصر دراسة تحليلية تقويمية ، دار التوزيع للنشر والتوزيع ، القاهرة .
  3. التيارات السياسية في مصر 1919- 1952 ، القاهرة ، دار المعارف .
  4. إبراهيم زهمول : الإخوان المسلمون ، أوراق تاريخية ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكى.
  5. عبد الرحمن الرافعى :فى أعقاب الثورة المصرية،دارالمعارف،القاهرة،ط 3، ج2 1408هـ 1988 ص127.
  6. فى أعقاب الثورة المصرية،دار المعارف ، القاهرة،ط 3، 1408هـ 1988،ج2 ص62.
  7. فى أعقاب الثورة المصرية ، دار المعارف ، القاهرة الطبعة الثالثة 1408هـ 1988، ج2ص87.وانظر د. عبد العظيم رمضان :الحركة الوطنية 1918 ـ 1936 ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ، ط3جـ 2ص 697ـ 705 .
  8. د. عبد العظيم رمضان : الحركة الوطنية 1918 1936 جـ 2ص 709 .
  9. فى أعقاب الثورة المصرية ، دار المعارف ص 134، 136 ، 145 ، 187 ،194.
  10. ميتشل : الإخوان المسلمون ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكى.
  11. مذكرات الدعوة والداعية ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكى.
  12. الحركة الوطنية ج3 ص 316 .
  13. مذكرات الدعوة والداعية ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكى.