من صفات عباد الرحمن ( 5 )

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
من صفات عباد الرحمن ( 5 ) الأستاذ / فؤاد الهجرسي

من صفات عباد الرحمن ( 5 )

الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان, المنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد والحسبان, الكريم المنان الذي أسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنه, فله الحمد في الأولى والآخرة.

نحمده تعالى ونشكره ونصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, سيد المرسلين وإمام المتقين, وعلى آله وصحبه أجمعين.

فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعز نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى:((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))

وإن لحسن الخلق في الإسلام مكانة عالية, وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به:فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا) سنن الترمذي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلق حسن) صحيح الجامع

وتأملوا أحبتي الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه:

  • به تنال درجة العابدين فقد قال صلى الله عليه وسلم:) إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ، صائم النهار (السلسلة الصحيحة)
أحبتي فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والاعتناء به, وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها والمجاهدة في ذلك.
وما الصفات التى ذكرها الله لعباد الرحمن فى سورة الفرقان إلا غيض من فيض مما يجب أن يتحلى به المسلم لاسيما المسلم الداعية الذى عـُقدت أعين الناس بناصيته ترقـُب حركاته وسكناته وربما تحصى أنفاسه0
أدعو الله عز وجل أن نستكمل فى أنفسنا أخلاق المؤمنين فيتلقانا الله عز وجل فى الفردوس الأعلى بقوله تعالى ( أولئك هـُم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرةٌٌٌ ورزقُ كريم )

من صفات عباد الرحمن ( 5 )

( والذين إذا أنفقـُوا لم يُسرفوا ولم يقتـُروا وكان بين ذلك قواماً )

الإسراف : تبديد ما تملك ، فيما عنه غناء:الشعراوي

وقال عمر رضي الله عنه لابنه عاصم ( كل نصف بطنك ، ولا تطرح ثوباً إلا إذا استخلقته ، ولا تجعل رزقك في بطنك وعلي جسدك )

وقيل : السرف في النفقة معصية لله وقال إياس بن معاويه : ما جاوزت أمر الله فهو سرف 0 وقال الحسن البصري رضي الله عنه : ليس النفقة في سبيل الله سرف ابن كثير

من أنفق في غير طاعة فهو الإسراف ، ومن أمسك بالنفقة عن طاعة فهو الإقتار ، ومن أنفق في طاعة فهو القوام القرطبي

روي أن عبد الملك بن مروان ، لما أراد أن يزوج ابنته فاطمة من عمر بن عبد العزيز ، أختبره قال : ما نفقتك ؟ قال عمر : ياأمير المؤمنين نفقتي حسنة بين سيئتين ثم تلا الآيه : ( والذين إذا أنفقوا لم يـُسرفـُوا ولم يقتـُروا وكان بين ذلك قواماً ) 0

وفي سورة الإسراء ( ولا تجعل يدك مغلـُولة إلي عنقك ولا تبسـُطها كل البسط فتقعُد ملوماً محسوراً ) 29 0 ولكل مؤمن حال يطيقها بين الإسراف والإقتار ، فقد ترك صلي الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يتصدق بجميع ماله ، لأن ذلك وسط بالنسبة لجلده وصبره ، ومنع غيره من ذلك 0وجاء في الحديث الشريف : ( من السرف أن تأكل كل مااشتهيت ) ابن ماجه

وجاء في الظلال ما أنقله بنصه للأهمية : [ هذه سمة الإسلام التي يحققها في حياة الأفراد والجماعات ، ويتجه إليها في التربية والتشريع ، يقيم بناء المجتمع كله علي التوازن والاعتدال والحلم مع اعتراف الإسلام بملكيته الفرديه المقيدة ، ليس حرا في إنفاق أمواله الخاصه كما يشاء ، وإنما هو مقيد بالتوسط في الأمرين : الإسراف والتقتير ، فالاسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع ، والتقتير مثله حبس المال عن انتفاع صاحبة به ، وانتفاع الجماعة من حوله ، فالمال أداة اجتماعية لتحقيق خدمات عامة ، والإسراف والتقتير يحدثان خللاً في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي ، وحبس المال يحديث أزمات ومثله إطلاقها بغير حساب .... وذلك فوق فساد القلوب والأخلاق 0

خلاصة

الإسلام وهو ينظم هذا الجانب من الحياة ، يبدأ من نفس الفرد ، فيجعل الاعتدال سمة من سمات الإيمان :( وكان بين ذلك قواما ) الظلال

المصدر